أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الحرية قبل الخبز














المزيد.....

الحرية قبل الخبز


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد برهنت رياح التغييرالتي أطاحت بعرش طاغية تونس وهزَّت وأرعبت عروش ما تبقى من طغاة الإستبداد ، أنَّ ما جرى في تونس ويجري الآن في مصر هو نتاج التراكمات الكمّية ولعقود من السنين في مصادرة حريات الشعوب من قِبل حكّامها المستبدين ، والتي أدت الى هذا التراكم النوعي المتمثل بحالات الإنتفاض الشعبي العارم ، تعطشاً للحرية والإنعتاق وإسترداد الكرامة الإنسانية . فقدان الحرية وإمتهان كرامة المواطن هو الذي دفع بالملايين من المقهورين والمظتهَدين الى رفع صرخاتهم سلمياً ، متحدّين أجهزة القمع الحامية لأنظمتها الفاشية ، وها نحن نشاهد كيف تجابَه إعتصامات الشعب المصري السلمية بالهراوات ، والتي تعكس حالة الهستيريا لنظام مبارك ، الذي أخذ يعد أنفاسه الأخيرة ، غير آبه بمناشدات شعبه والأسرة الدولية .
البعض يتصور أنّ الوازع الرئيسي لتصاعد تلك الإعتصامات هو تفشي البطالة وإنتشار الفساد ، وهذا غير صحيح ، لأنّ مصادرة أقدس شيء يمتلكه الإنسان ( حريته الفردية وفكره ) هي جريمة أكبر من سرقة ومصادرة المال العام وثروات البلد . لذا فإنّ تجريد الإنسان من ذهنه وحصر تفكيره قسراً بين معدته وغريزته الجنسية ، هو سلاح لضمان إدامة نظام الحاكم المستبد . ما زلنا نتذكر نظام الأبارتايد العنصري في جنوب أفريقيا ، وكيف كانت الأكثرية السوداء تُساق الى مزارع الأقلية البيضاء كالعبيد ، بالرغم من توفر الغذاء لهم ، لكنهم كانوا رقيق فاقدين حريتهم ، ونظام البعث الفاشي الصدامي أكثر تجسيداً وفضاعة في بطشه و مصادرته لحرية الإنسان العراقي .
إنَّ الأنظمة الدكتاتورية سواء كانت علمانية أم دينية ، تعيش في أبراجها مع أجهزتها القمعية بعيداً عن هموم شعوبها ، فهي غير معنية بالقضاء على الأمّية والبطالة والفساد والجريمة المنظمة وإنتشار الأمراض الصحية والإجتماعية والبيئية ، بل أنّ تلك الظواهر هي إفرازات حتمية وملازمة لحكومات الطغاة ، وتبيّن العلاقة الجدلية فيما بينها ، فالتغلب عليها ( الظواهر ) وزوالها مرهون بزوال تلك الأنظمة الشمولية الإستبدادية .
إنّ ما جرى في تونس ويجري حالياً في مصر ، ما هو إلاّ رسالة تحذير وإنذار الى الكتل السياسية العراقية المساهمة في حكومة الشراكة المحاصصاتية الغنائمية ، التي أثبتت غلو ساستها في أنانيتهم غيرمكترثين بالمسائل المطلبية والملحة للشعب .
إنْ إستمرت عملية بناء الديمقراطية على المنوال الذي نراه ، فلن يُكتب لها النجاح وستكون وليد مشوَّه الشكل والمضمون ، فهي تملك أساساً بعثياً ( الإغتيالات وبث الرعب ) وقواماً إسلامياً طائفياً شمولياً ( فرض مفاهيم ولاية الفقيه ) وما يجري من هجمة ظلامية شرسة بحق الثقافة العراقية من تحريم الغناء والموسيقى الى مداهمة الأندية الإجتماعية والثقافية الى المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب في الجامعات ، ما هي إلاّ بدايات عودة الحُكم الشمولي الفاشي وبمسمّيات مختلفة .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية قبل الخبز
- الرد الهستيري النزق
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...
- حينَ تعرَض الشهادات والرسائل العلمية كسلعة في أسواق البيع ال ...
- حينَ تُعرَض الشهادات والرسائل العلمية في أسواق البيع الرسمية ...
- منهجية الثيوقراطية العراقية الحاكمة
- الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... ح ...
- مجلس النواب والإجراءات الإنضباطية الجديدة
- الإتفاقيات التجارية والعملة النقدية وتأثيرها على الإقتصاد ال ...
- أنتم مَن فتح الأبواب لهم ... فلماذا تحتجّون على عودتهم !
- مؤشرات إنذا وإستفسار
- هل تجاوزَتْ منظمات المجتمع المدني الخطوط الحمراء !
- الحوار المتمدن - مِنبر لاغنى عنه
- مَنْ الضحية القادمة ما بعد البصرة وبابل !؟
- الفية التنمية والعراق والفساد
- مكتسبات الشعب العراقي النفطية والتحركات المشبوهة
- جدلية العلاقة بين أحزاب السلطة والطغمة المالية - عدو التنمية ...
- الذهنية الأبوية الإستبدادية وذريعة التكنوقراط
- إزالة الأصفار ورفع القدرة الشرائية للدينار العراقي
- العذر أقبح من الفعل . نهج المرحلة هو السمسرة وشرعنة الفساد


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الحرية قبل الخبز