أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد انتفاضة جماهير مصر















المزيد.....

بصدد انتفاضة جماهير مصر


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 20:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


-1-

"الثورة هي شكل الحرب الذي لا يتحقق فيه الانتصار الا عبر سلسلة من الهزائم". كارل لبكنخت.

الثورة في مصر يشتد اوارها ساعة بساعة، ويشتد اصرارها رسوخا في اوساط الملايين. ان مصدر الاصرار وعدم المساومة نابع من طبيعة الجماهير المشاركة، ممن لا يملك شيئا لفقده، اي العمال والكادحون وهم من شل ويشل تذبذب الفئات البرجوازية التي تسعى لركوب موجة الثورة وتامين نصيب جاهز وسهل ومريح، من ثورة يدفع ثمنها، دما، العمال والكادحون والفئات المحرومة. ان " اصرار" الزعماء والقادة جاء كحصيلة لاصرار الجماهير المحرومة. هذا الاصرار عبر عنه متظاهر غاضب امام الكامرات حيث قال " يا نعيش عيشة زي الفل يا نموت احنا الكل".
ان الانتفاضة في مصر احيت، اضافة الى التقاليد الثورية، العديد من التيارات التي وجدت نفسها في طوفان جماهيري مليوني يريد التغيير، وبالتالي فان تسرب، بل سيطرة افكار وسياسات تيارات برجوازية على مجرى الاحداث هو ممكن. في الاحداث الثورية العاصفة، يجري عن اهداف مشتركة عامة للشعب... الخ، وتتظاهر البرجوازية بدماثة الخلق والاندماج مع "الشعب".
ان حركة بهذا الحجم ستغير توازن القوى ومجمل التوازن الايديولوجي في المنطقة وعلى الصعيد العالمي، وبالتالي فالحرص على مجرى الثورة يدفعنا اكثر لاستحضار كل سلاح ممكن في مواجهة البرجوازية التي لاتتورع عن احط الافعال واقذرها للحفاظ على مواقعها، وهذا هو تاريخها. وقد بدات سلطات مبارك بالباس البوليس القمعي لباس المتظاهرين ودفع اللصوص لسرقة البيوت وترويع الاهالي. انها امثلة على الخسة والانحطاط. في مقابل بسالة ونزاهة ملايين المتظاهرين الذين يحرصون على نظافة الشوارع والساحات.
ليس لدينا في المنطقة خبرة ثورة ناجحة لكي نعتمد تقاليدها وانجازاتها، هناك تجارب نضالية وتجارب مقاومة وصراعات مع الحكومات الاستبدادية. اذن ستكون دروس التجارب التاريخية هي ما يصب في صالح الانتفاضة الحالية ويضمن تطورها.
ان مجموعة الهزائم التاريخية للعديد من الثورات يمكن تحويلها الى اداة بيد الجماهير الثائرة اليوم مصر؛ لضمان التقدم خطوة باتجاه النصر، ببساطة ان نقوم بتقديم خبرتنا في هذا الميدان، انتصاراتنا وسائل استمرارنا، امكانيات تطوير اليات النضال.
ان الجيل المعاصر عاش اكثر من تجربة ثورة مهزومة او مغدورة، بفعل انتصار الثورة المضادة، وفي العقود الاخيرة مثلا، هزمنا في ايران، حيث استولت قوى الثورة المضادة على ثورة العمال والكادحين. العمال، لان اضراب عمال مصفاة عبادان وجه ضربة مميتة للنظام الشاهنشاهي. كما فشلنا في كردستان التي لم تعد فيها سلطة بعد انتفاضة 1991 حين جاءت تظاهرة العاطلين من 15 الف متظاهر امام مبنى جبهة الاحزاب الكردستانية- المبنى السابق للمجلس التشريعي، مبنى البرلمان لاحقا- والتي هرب من فيها لدى رؤية التظاهرة، ليقوم قادة التظاهرة بطلب التفاوض مع مكان خال، بدل الاستيلاء عليه.
اننا نستطيع ان نعرض خبرة هذه التجارب المعاصرة الى الرفاق في مصر، طبعا ليس للحديث عن المقصرين او المذنبين او احزان الخسارة، ولكن لكي لا نهزم في هذه المواقع ابدا.
ان رفع الشعارات الثورية في هذه الاوضاع هو بمثابة سلاح سياسي فعال، لان انظار الناس في الاوضاع السياسية العاصفة تكون مشدودة للبدائل المطروحة، ويشكل الحضور المليوني الراهن حصيلة تطور وتراكم عوامل تاريخية، بحاضة تعادل ساعة من الاوضاع الثورية كما يقول ماركس سنوات من التطور السلمي. لقد اعطى شعار اسقاط النظام الزخم للانتفاضة باتجاه تحولها الى ثورة، وسيكون اعلان حكومة الجماهير دون انتظار الاحزاب المعارضة او الشخصيات او البدائل الامريكية، هو ما سيضمن انتصار الثورة.
رغم المنطلق الاجتماعي والطبقي للثورة الا ان الشعارات الديمقراطية والـ " وطنية" هي المرفوعة وما زالت الشعارات الطبقية ترفع بصورة مترددة خجولة، او جزء من شعارات شعبية عامة، اذا جاز القول، وهو خطر يتهدد الثورة.

الشعارات والمطالب المرفوعة:

1. حكومة انقاذ وطني؛
انها في التحليل الاخير حكومة انقاذ الراسمال، فالبلد لم تمر بحالة حرية وتفاني واستعداد للعمل والبناء من قبل الجماهير كما هو الحال اليوم. ان الملايين تبحث وتطالب بفرص العمل، في بلد فيه ملايين الهكتارات غير المستصلحة، وهذا سيكون انقاذا للمجتمع، كما يقوم الشباب والعمال بتنظيم لجان الحفاظ على الامن تطوعيا ومجانا، وهذا ايضا انقاذ، انهم يهتفون لا للتخريب لا للنهب الذي تقوم به عصابات السلطة الحاكمة البرجوازية، وهذا شعار للانقاذ. انهم يرفعون شعار اسقاط النظام الفاسد، وهذا لب الانقاذ. اذن شعار حكومة انقاذ وطني؛ هو شعار لانقاذ الراسمال، من تطور الثورة باتجاه قلب مجمل النظام الاجتماعي القائم.
اذن هذا الشعر يشكل خطرا على مسار الثورة، ايا كان من يطلقه.

2. تشكيل حكومة إئتلافية تتولى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية، من سياتلف مع من؟ من سيشكل هذه الحكومة؟ اذا كان من سيشكل الحكومة هم ممثلو الجماهير الثائرة، وقادة الحركات الاحتجاجية التي هزت الكيان السياسي ودفعته الى الهاوية، وباشراك القوى الاخرى فهذا عمل ثوري، اما قيام الـ"شخصيات" البرجوازية التي تستجدي اطراء امريكا والغرب و"سماحهم" للعمال والكادحين بالمشاركة في الحكومة كمكرمة منهم فهو استيلاء على الثورة.

3. الدعوة الى تشكيل جمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد للبلاد قائم على مبدأ سيادة الامة ويضمن تداول السلطة في اطار دولة مدنية ديمقراطية عادلة. ان "الامة" وهو تعبير فضفاض مفتوح، هي سائدة اصلا ولكن بشخص من؟ بشخص الطبقة المسيطرة. اذن لن يكون لهذا الطرح معنى ثوري الا بكون السيادة هي لشخص ممثل الجماهير، وقادة الاحتجاجات الفعليين الذين يقارعون النظام ويقودون الاضرابات والتظاهرات منذ نحو اربع سنوات.
مما لا شك فبه ان لارجعة الى اوضاع ما قبل الانتفاضة، كما ان دروس الثورة في تونس مازالت حية، ان الانتفاضة في مصر فتحت عهدا ثوريا جديدا في المنطقة، والجماهير في العالم تتابعها لحظة بلحظة.

للحديث بقية
فلاح علوان
2-2-2011



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لدى العاطلين ما يخسرونه سوى جوعهم
- الهجوم ليس على النوادي والبارات، انه الوجه الجانبي للمعركة
- عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية ...
- تأخر تشكيل حكومة أم تنافر أقطاب؟!
- الهجمة الأخيرة ضد النقابات، إلى متى والى أين؟
- حول مقاطعة الانتخابات
- عقود التراخيص مع شركات النفط وسيلة للنهب المنظم
- عشية الذكرى السادسة للاحتلال هل الإضراب العمالي الواسع عالمي ...
- العمال ليسوا تلاميذا بحاجة الى واعظ .. ردا على نادية محمود
- الاتحادات النقابية توافق على سياسة البنك الدولي واتحاد المجا ...
- في الذكرى الأربعين لإضراب الزيوت وإخماده الدموي... الطبقة ال ...
- الى الاتحاد العام لعمال الكويت ...الى كل عمال الكويت
- الى الاخ سلمان حسن حول رسالتك .. من المسؤول
- نحو مؤتمر عمالي عام في العراق
- 1 أيار يوم العمال العالمي، يوم البشرية المتمدنة
- أطلقوا سراح رشيد إسماعيل فورا
- حول إضراب المعلمين الشامل في العراق
- وزارة النفط تبعث ممثليها لقمع الحريات في قطاع النفط
- كلمة فلاح علوان رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في الع ...
- النفط في العراق، من ايدي الفاشيين الى ايدي مصاصي الدم، اصحاب ...


المزيد.....




- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟
- لا مناص من نضال جماهير النساء لفرض قانون أسرة ديمقراطي يكرس ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد انتفاضة جماهير مصر