أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معركة الحرية














المزيد.....

معركة الحرية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجميع يخشى الثورة المصرية , الجميع مرعوب من الثورة المصرية , كان الخيار الأول أمام الديكتاتورية هو سوط و بنادق حراسها , لكن بعد أن فشل رصاص كلاب السلطة في إخافة الشباب و لا حتى طائرات ال ف 16 و لا دبابات الباتون لم يعد سوى السلاح القديم للطغاة : الكذب , و عندما يكون واقع القمع و القهر و الاستغلال في الشرق كله يهتز تحت أقدام الجماهير المنتفضة , كان قرار النظام الرأسمالي العالمي و العربي الرسمي واضحا , الدفاع غير المشروط عن ديكتاتورية مبارك , إن السماح بسقوط نظام مبارك أمام ثورة ملايين الشباب اليوم سيعني هزيمة لهم جميعا و وضع الشرق كله على فوهة بركان الغضب الجماهيري و إرادته بانتزاع حريته , إن شراسة القمع أولا و شراسة الكذب ثانيا تدل بوضوح على وعي عميق بما تعنيه اللحظة الراهنة في تاريخ الشرق , لقد انفجر بركان الغضب الشعبي و محاولات احتوائه الفاشلة حتى اليوم هي في الأساس أهم ما يميز فعل و وعي قوى الماضي , قوى الطغيان و الاستغلال في الأوقات الثورية , ما كان يمكن أن يقنع العبيد في فترات الخضوع الطويلة من حجج بلهاء و لا معنى لها لكنها تبدو حقيقية في أوقات الخضوع للاستبداد و الاستغلال يظهر فجأة بشكله الحقيقي المجرد : الأبله , و الغبي , لا معنى له , في فترات الثورة . إن معنويات الطغاة منهارة و كذلك أزلامهم , و لذلك فإن مرددي الهراء الكثر على شاشات إعلام الأنظمة و على صفحات جرائدها هم في الحقيقة يستنزفون آخر ما لديهم اليوم , إن محاولة تجديد هراء التمجيد مرة أخرى تبدو مستحيلة اليوم مع سقوط حقيقة الدعاية الإعلامية لأنظمة الاستبداد القائمة و لا يبقى أمامها إلا أن تتحدث عن مخاطر الحرية و أن تستخدم كل ما تيسر لها من فزاعات تربطها بغياب الاستبداد و الاستغلال كآخر ورقة في فصل يطوى أمام أعيننا اليوم في وعي يحتضر أمام أعيننا , إنه في الحقيقة تعبير عن انهيار ثقافة الاستسلام و الخنوع , إنه تعبير عن انهيار الثقافة السائدة و الخطابات السائدة , التي ستسحق مع أسيادها تحت أقدام الجماهير .....
إن ما سأقوله هنا يبدو غبيا و سيبدو أكثر غباءا في الغد , خاصة على ألسنة و بأقلام من تشدق به لعقود و يستمر بذلك حتى سقوط الاستبداد الذي طالما مجده و امتدحه , تذكروا فقط كيف تحولت جوقة مديح بن علي لذمه فور سقوطه و محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من طوفا الجماهير ,
لم يقض مبارك 30 عاما في خدمة الشعب , و لا شرطته كانت في خدمة الشعب , الشعب المصري بفقرائه في هو الذي كان يسخر لخدمة مبارك و عصابته طوال 30 سنة , كان مبارك يضع جزمته على رقبة الشعب المصري و يسرق لقمة خبزه , و الخدمات التي قدمها للنظام الرأسمالي العالمي دفع ثمنها الشعب المصري بتواطؤ ذلك النظام و صمته عن كل هذا القمع و الاستغلال و النهب , لكن لا يمكن لا لمبارك و لا لغيره أن يسرقوا شعبا ثائرا و لا أن يقمعوه , لقد جاء فجر الحرية و على الديكتاتور أن يرحل , إلى السجن كما يفترض جزاء على كل خدماته تلك
و مبارك مستعد دون نقاش ليخاطر بكل ملايين مصر الثمانين في سبيل كرسيه , يوم آخر على الكرسي , و مصر التي يعنيها بحديثه هي مصر الخانعة لقمع نظامه و نهبه , و التي يرجو و معه كل طغاة العالم أن تعود للرضوخ لتسلطه و تسلط عصابته و أسرته لا مصر الحرة مصر الفقراء الثائرين , الديكتاتور يدافع بشراسة فقط عن كرسيه , عن نظامه و نهب نظامه و قمع نظامه و قهر نظامه , أما الفقراء المنتفضين فإنهم يدافعون فقط عن حريتهم , و بشراسة لا يستطيع الجلاد و الطاغية أن يفهمها , لأن الحرية خلافا لكل ما يقال و يزعم هي أغلى شيء يملكه الإنسان في الوجود ,
لا توجد فزاعة اليوم , أيا تكن , و لا أية حجج أو مبررات لإقناع العبيد بالخضوع لطغيان مبارك أو أي طغيان آخر ,
إننا نعيش الأيام الأخيرة للبلطجة الفعلية و الفكرية للأنظمة القائمة و للنظام الرأسمالي العالمي , المحاولة الأخيرة لإنقاذ الأنظمة البلطجية و تبرير بلطجتها هي في محاولة تقديم بلطجيتها على أنهم جزء من العبيد المصممين على إبقاء النير على ظهورهم بعد أن فشلوا في إرهاب الشعبين التونسي و المصري ,
إن شدة الاستقطاب الحالي و شدة الفصام الحالي بين إعلام أنظمة الاستبداد و وعي الجماهير المنتفضة تؤشر على شدة المعركة من أجل الحرية , إن الاستبداد يستخدم عمليا آخر ما لديه , و كلماتنا مهما بلغت ليست بقوة عزيمة المنتفضين , لقد أثبت التاريخ مرة أخرى ما حاول البعض إنكاره و تجاهله في وقت مضى من أنه لا توجد قوة تعادل قوة العبيد المنتفضين , لا على الصعيد الفعلي و لا الأخلاقي و لا المعنوي , إننا نشاهد انهيار ثقافة الاستسلام و الخنوع , ثقافة العبيد , و نشهد صعود ثقافة جديدة , وعيا جديدا , هو وعي العبيد المنتفضين , وعيهم بحريتهم و بكينونتهم كبشر , و هذه عملية هائلة جدا ليس فقط في آثارها بل أيضا في حدوثها و عمقها
لقد اتخذ النظامان الرأسمالي العالمي و العربي الرسمي قرارهما بالدفاع غير المشروط عن مبارك لكن مثل هذا القرار يكاد يستحيل تنفيذه في وجه شعب ثائر ......


مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على هامش الثورة المصرية
- مرحلة جديدة : مرحلة ما بعد الثورة التونسية الشعبية
- و من الشرارة يندلع اللهيب
- إلى المستسلمين للأناركي الفرنسي ليبرتارد
- دعوة لإطلاق حرية الاعتقاد و الضمير و كف يد المؤسسات الدينية ...
- مواصلة للنقاش حول مجزرة كنيسة القديسين
- مرة أخرى عن مجزرة كنيسة القديسين
- عن مجزرة كنيسة القديسين
- بين ماركس و باكونين , و ردود على بعض التعليقات
- عن فرار المسيحيين العراقيين
- دفاعا عن اليسار العربي
- عن فقه الاستغفار و الدعاء و ما شابه
- كيف انتصرت البيروقراطية و هزمت البروليتاريا الروسية
- من التاريخ , عن صلاح الدين الأيوبي
- وعي النخبة السياسية الفصامي
- كلمة للفقراء في جنوب السودان
- الأخلاق و السياسة , دفاعا عن اللا سياسة
- يجب لأا يمر ما جرى في كنيسة النجاة
- حروب في الظلام
- الأفكار المادية عند المعتزلة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معركة الحرية