أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!















المزيد.....

هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة .. ودون مقدمات .. بدأت تحوم فى الأفق ترتيبات لعقد مؤتمر دولى خاص بالعراق . وبدأت الأنباء عن هذا المؤتمر المزمع تتردد من عواصم عربية مختلفة ، فضلا عن العاصمة الأمريكية واشنطن .. بالطبع.
فقد قال وزير الخارجية المصري ، أحمد أبو الغيط ، أن "المشاورات تشمل حالياً التفاهم حول موعد ومكان انعقاد المؤتمر"، موضحاً أن الأسبوع الأخير من أكتوبر ومنتجع شرم الشيخ هما "الموعد والمكان المقترحان لعقد المؤتمر". وأضاف أن "مصر بدأت مشاورات مع جميع الأطراف التى ستدعى إلى المؤتمر : البلدان المجاورة للعراق وبلدان مجموعة الدول الصناعية الثمانى الكبرى والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى".
وأشار أبو الغيط إلى استعداد مصر لاستضافة هذا المؤتمر "شرط أن يتفق جميع الأطراف على أهدافه وجدول الأعمال وما يمكن أن يصدر عنه من نتائج" . وأوضح أبو الغيط أن هذا المؤتمر اقترحه فى 21 يوليو الماضى فى القاهرة الموفد الخاص للأمم المتحدة فى العراق الأخضر الابراهيمى، خلال اجتماع وزراء خارجية البلدان المجاورة للعراق.
أما وزير الخارجية الأمريكى كولن باول فكان قد تحدث للمرة الأولى عن هذا المؤتمر المقترح فى نهاية الأسبوع قبل الماضى معرباً عن رغبته فى أن ينعقد فى أكتوبر أو أوائل نوفمبر. وأشار إلى أنه من المحتمل أن تستضيفه القاهرة أو عمان.
وعاد يوم الأربعاء الماضى ليقول أن المؤتمر سيعقد على الأرجح فى النصف الثانى من نوفمبر وأن مصر مرجحة لاستضافته.
وبصرف النظر عن هذه التصريحات .. فانه أصبح فى حكم المؤكد أن الفكرة الأصلية لعقد المؤتمر جاءت من جانب الإدارة الأمريكية.
وأن الاقتراح الأمريكى جاء بدوره على النقيض من السياسة التى اعتمدتها الإدارة الأمريكية طويلاً، والتى اتسمت بالغطرسة العلنية والاستماتة فى "الانفراد" بالمسألة العراقية ورفض اشتراك أى طرف دولى أو اقليمى فى مناقشة هذه المسألة المتفجرة.
وبعد شهور من هذا التصلب الأمريكى جاء التحول من النقيض إلى النقيض وأصبحت الإدارة الأمريكية هى التى تبذل جهوداً مكثفة لاقناع ، وإغراء ، شتى الأطراف للمشاركة فى بحث الأوضاع العراقية.
وغنى عن البيان أن هذا التحول لم يجئ بناء على رغبة أمريكية بريئة فى التعاون مع المجتمع الدولى، وإنما جاء نتيجة الأزمة الكبيرة التى وجدت الإدارة الأمريكية نفسها متورطة فيها بالعراق بعد تصاعد واستمرار المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى وحكومة إياد علاوى المتحالفة معه. ورغم الاستخدام الأمريكى المفرط للقوة الغاشمة ضد العراقيين فان المقاومة الوطنية لم تنكسر بل انها تصاعدت من 40 إلى 70 هجوماً يومياً. وقالت مصادر وثيقة الصلة بأجهزة المخابرات الأمريكية ان عمليات المقاومة العراقية فى الشهر الماضى وحده بلغت 2300 عملية . وهذه الأرقام يجب النظر إليها بامعان . فكل عملية يلزمها سلاح ، والسلاح يلزمه مكان للتخزين والتأمين ، والمكان يحتاج إلى حراسة ، ثم يلزم نقل السلاح بوسائل مختلفة ومموهة من المخبأ إلى مكان العملية.
ومكان العملية بدوره يحتاج إلى تحديد بناء على معلومات استخباراتية وإلى مراقبة ، وبناء على هذه المعلومات يقوم أفراد المقاومة بعملياتهم فى المكان والزمان المحددين ، ثم تلزمهم وسائل انتقال يفرون بها من مكان الهجوم ، وأماكن بديلة يختفون بها ، وأهالى يحمون هذه الأماكن ويوفرون الطعام والشراب للفدائيين.
ولا يمكن أن يحدث كل هذا إلا فى بيئة متعاطفة ووسط جمهور يحتضن المقاومين ويساعدهم مادياً ومعنوياً.
وهذا معناه أن المقاومة العراقية ظاهرة "مجتمعية" وليست مجرد جماعات معزولة.
وقد بذلت الدعاية الأمريكية ، وزعانفها، جهوداً مستميتة لتشويه سمعة هذه المقاومة الوطنية ، والتقليل من أهميتها.
ولما ظهر ان كل محاولات التهوين منها غير مجدية تحولت تلك الدعاية لالصاق ظواهر سلبية بالمقاومة ، مثل العصابات التى تختطف رهائن من هنا أو هناك لا لشئ إلا لتقاضى مبالغ مالية كفدية . كما حاولت نفس الدعاية التضخيم من شأن العناصر غير العراقية ، مثل تلك الأساطير التى يتم تروجيها عن أبو مصعب الزرقاوى وتنظيم القاعدة . لكن الجنرالات الأمريكيين أنفسهم أعترفوا بأن هذه الدعاية زائفة وأن "الأجانب" أقلية ضئيلة وأن الجزء الرئيسى من المقاومة عراقى صرف ، وأن هذه المقاومة العراقية أصبحت رقماً صعباً فى المعادلة لا يمكن تجاهله أو إلغائه ، كما ثبت أنه من الصعوبة بمكان القضاء عليه أو تصفيته.
وهذه مسألة يصعب للقوى العمياء تاريخياً أن تتصورها ، فكل القوى الاستعمارية كانت واثقة ثقة مطلقة فى أن القوة الغاشمة التى تتمتع بها كفيلة بالقضاء على حركات التحرر الوطنى التى تناهضها ولا تمتلك عشر معشار قوتها الباطشة.
لكن الخبرة التاريخية أثبتت أن حركات التحرر هى التى انتصرت فى النهاية وقلبت موازين القوى ودحرت المستعمرين.
والإدارة الأمريكية التى تضم نفايات العقليات الاستعمارية والامبراطورية ليست استثناء من ذلك ، فقد زينت لها قوتها الاسطورية أن هذه القوة الغاشمة كفيلة بإخضاع بلاد الرافدين ، لكن المقاومة العراقية كان لها قول آخر ، ورد مختلف.
وفى ضوء هذا "المستنقع" العراقى قالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" أن الإدارة الأمريكية اضطرت إلى تخفيض آمالها فى العراق، وإلى إعادة ترتيب أولوياتها. وأوضح السناتور جيم كولبى رئيس لجنة الاعتمادات فى مجلس الشيوخ الأمريكى أن مسئولين فى إدارة الرئيس الأمريكى يعانون من الاحباط وأنهم اضطروا إلى تخفيض توقعاتهم الخاصة بالعراق . حتى أن أحدهم ذكر له أن الإدارة كانت تهدف عند بداية الغزو إلى تحقيق ديموقراطية على "الطراز الأمريكى" أما الآن فالمسئولون مستعدون لقبول أى شكل من أشكال الديموقراطية حتى لو كان على "الطراز الرومانى".
إذن .. المقاومة الوطنية العراقية هى العامل الرئيسى الذى أجبر الإدارة الأمريكى على تغيير موقفها والتخلى عن غطرسة "الانفراد" بالعراق والسعى بدلاً من ذلك إلى طلب اشتراك الآخرين الذين رفضت من قبل مشاركتهم بأى صورة من الصور.
وكالعادة .. لم يتأخر العرب عن الاستجابة لمساعدة أمريكا دون قيد أو شرط ، ومحاولة اخراجها من الورطة التى انزلقت إليها بغزوها للعراق.
الجديد هذه المرة .. أمران :
الأمر الأول : أن مصر – وعلى لسان وزير خارجيتها أبو الغيط – لم تقدم موافقة "على بياض" للمطلب الأمريكى بعقد المؤتمر بل وضعت شرطاً محدداً هو أن "يتفق جميع الأطراف على أهداف وجدول الاعمال وما يمكن أن يصدر عنه من نتائج".
الأمر الثانى : أن المجتمع الدولى لم يهرول لتلبية الطلب الأمريكى، بل جاءت الاستجابة الدولية متروية ومتحفظة . وكان الابرز بهذا الصدد الموقف الفرنسى حيث أكد ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسى ان اى مؤتمر دولى حول العراق يجب أن يبحث مسألة انسحاب القوات الأمريكية.
ليس هذا فقط .. بل أن وزير الخارجية الفرنسى طالب بمشاركة كل المجموعات ودول المنطقة والقوى السياسية العراقية بما فى ذلك القوى التى اختارت المقاومة المسلحة.
وربما كان هذا الموقف الفرنسى هو أول اعتراف رسمى دولى بالمقاومة الوطنية العراقية ، وهو اعتراف لم يجئ تفضلا من الدبلوماسية الفرنسية وإنما انتزعته المقاومة عن جدارة واستحقاق بدمائها وتضحياتها.
والعجيب أن وزير الخارجية الأمريكى رد على هذا المطلب الفرنسى بسذاجة منقطعة النظير حيث قال انه لا يمانع فى حضور هؤلاء المقاتلين إلى المؤتمر " فى حال نبذهم العنف" وأضاف أنه "اذا ألقى هؤلاء الناس سلاحهم وأرادوا الآن المشاركة فى المؤتمر فان الأمر سيعود إلى الحكومة العراقية المؤقتة لتقرر من يجب أن يمثل الشعب العراقى".
هذا الرد يشتمل – ضمناً – على اعتراف أمريكى بالمقاومة العراقية التى طالما أنكرت الإدارة الأمريكية وجودها وعملت بشتى السبل على تشويه صورتها . لكنه يطالبها فى الوقت نفسه بذات المطلب الذى تحاول فرضه على الفلسطينيين إلا وهو إلقاء السلاح أولا والكف عن المقاومة ، والانتفاضة، فى حين أنها لو فعلت ذلك لأصبحت مثل من يقطع ذراعه بنفسه ، ولأسقطت بنفسها أوراق "اعتمادها".
وخلاصة القول .. أن الموقف الأمريكى المتراجع والموقف الفرنسى المتقدم دليلان على ورطة الأمريكيين فى العراق من جراء تصاعد المقاومة الوطنية العراقية فى المقام الأول.
وأن الدور العربى فى المؤتمر المزمع ، سواء عقد أو لم يعقد ، وسواء التأم شمله فى شرم الشيخ أو فى عمان أو فى بلاد تركب الافيال ، لا يجب أن يكون تقديم العون للإدارة الأمريكية لاخراجها من المستنقع العراقى ، أو مساعدتها فى التغلب على العقبات التى تعترض سبيل مخططها الامبراطورى هناك وفى المنطقة ، وإنما مساندة التيار الوطنى العراقى على استعادة استقلال العراق والحفاظ على وحدة بلاد الرافدين وانقاذ الشعب العراقى من براثن الاحتلال وفظائعه ، ليس فقط من أجل سواد عيون العراقيين وإنما دفاعاً عن الوجود العربى المعرض للخطر من المحيط إلى الخليج.
واذا كان العرب قد عجزوا عن منع العدوان الأمريكى على العراق فعلى الأقل عليهم ألا يتطوعوا بمساعدة الاحتلال.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنى- وضع قدمه السياسية فى الجبس وقرر السير على ساق واحدة
- التليفـزيون المصرى رسـب فى امتحان الحـزب الــوطنـى
- !الحثالة السياسية
- الوصاية الأمريكية على الدنيا .. والدين !
- !سيادة الوطن .. واستعمار المواطن
- - كولن باول - منافـق .. لكننا لسـنا ملائكـة
- الطبقة السياسية اللبنانية تتنازل عن امتياز التغريد خارج السر ...
- الحجـاب الفــرنســـى .. والنقـاب الامـريـكـى
- -مقهى- ينافس وزارات الثقافة العربية فى فرانكفورت
- دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية 3-3
- (دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية (2-3
- (دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية (1-3
- الفلوس والثقافة العربية
- يوسف بطرس غالي.. وفتوي الفتنة
- ما هى الجريمة الكبرى التى تستدعى إطفاء أنوار العراق؟
- حزمة يوليو .. مجرد -خريطة طريق- لمنظمة التجارة العالمية
- !بلد المليون شهيد .. ومعتقل
- ثقافة البازار.. أقوي من مدافع آيات الله
- مـجمــوعـة الـ 15 تستـعـد لإحيــاء روح بانــدونــج
- النـكــوص الـديمقــراطي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!