أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خضر - الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!














المزيد.....

الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 13:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



صباح الخير على الورد اللي فتّح في جناين مصر.
وما من فكرة، أو نظرة، مهما علت تسبق هذا الكلام. وما من تحية تليق بسيّدة الدنيا، في يناير النور هذا، سوى هذا الكلام.
أما بعد: الشعب يريد إسقاط الرئيس. هكذا، بأربع كلمات مباشرة يجترح العرب لغة سياسية جديدة، لم تكن مألوفة ولا معروفة من قبل. في هذه اللغة التي ولدت في سياق حدثين تاريخيين من العيار الثقيل هما الثورة الشعبية في تونس، والثورة الشعبية في مصر، ما يوحي بأنها ستصبح لغة الحاضر والمستقبل في العالم العربي. وهذه ليست لغة الأخوان المسلمين، أصحاب الإسلام هو الحل، ولا لغة القوميين أصحاب الأمة الواحدة والرسالة الخالدة، ولا هي، أيضا، لغة ما تبقى من المؤمنين بدكتاتورية البروليتاريا، بل هي لغة العصر.
والعصر يعني المواطنة، وحقوق الإنسان، والمساواة المطلقة بين النساء والرجال، وحرية المعتقد والتفكير والتعبير، ومع هذه الأشياء كلها، وبفضلها، فإن العصر يعني أن من حق الشعب إسقاط الحاكم بقوة الشارع طالما لم يستطع إسقاطه عن طريق صناديق الاقتراع.
هذه لغة جديدة. لغة الحاضر والمستقبل. اللغة التي سيخرج بها الناس إلى الشارع في عواصم عربية كثيرة. وبما أنها كذلك، ولأنها كذلك فهي رد حضري وحضاري يعيد إلى المراكز الحضرية العربية، التي تحوّلت إلى جمهوريات وراثية، بعض ما ضاع من ذاكرتها ومن اعتبارها.
أعرف أن الثورتين معرضتان للسرقة من جانب قوى كثيرة تنتظر الانقضاض عليهما، ومعرضتان أكثر لخطر البراءة وانعدام الخبرة والتجربة لدى قوى جديدة تصعد دائما، وبالضرورة، على أجنحة الثورات والانقلابات الراديكالية في مناطق عاشت ركودا سياسيا لفترات طويلة من تاريخها.
وأعرف، أيضا، أن الإطاحة بحاكم شيء، وإنشاء نظم جديدة ديمقراطية ومستقرة شيء آخر. وقد يمضي وقت طويل، في مناطق مختلفة من العالم العربي، قبل الوصول إلى حالة مثالية كهذه. الثورة الإيرانية، مثلا، كانت الثورة الشعبية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط، وقد شاركت فيها قوى اجتماعية كثيرة، لكنها سقطت في قبضة آيات الله، فتحوّلت إلى كابوس.
لذا، من المهم أن نفكر بما حدث حتى الآن باعتباره تحوّلا في اللغة والمفاهيم. فالثورة الفرنسية، أم الثورات الشعبية الراديكالية، شهدت تقلبات مفاجئة، وعهود إرهاب وانتكاسات وحماقات كثيرة، لكن اللغة والمفاهيم الجديدة التي صاغت بها ومنها شعار الحرية والإخاء والمساواة، غيّرت العالم.
وبالقدر نفسه يمكن الكلام عن الثورة الإيرانية التي أحيت بعدما استولى عليها الفقهاء فكرة الدولة الدينية، فأسهمت من حيث تدري ولا تدري في صعود الأصولية الدينية في العالم العربي وخارجه. الأصولية التي تحوّلت في صيغتها البنلادنية مع انسداد الأفق، والفقر المعرفي وحتى الديني منه بحكم مصادرها الصحراوية وبيئتها المتخلفة، إلى ظاهرة عدمية إرهابية معولمة، هددت وما تزال تماسك واستقرار وأمن المجتمعات العربية.
ولكن ما الذي يبرر، وعلى ضوء وقائع كهذه، الكلام عن تحوّل في اللغة والمفاهيم دشّنت عهده الثورتان التونسية والمصرية؟
أوّل المبررات العدوى. فالأفكار معدية، خاصة في منطقة بدت فيها البدائل وكأنها معدومة حتى قبل نشوب الثورة التونسية بأيام قليلة.
وثاني المبررات تشابه الشعارات التي أطلقها التونسيون والمصريون. في الحالتين لا تنتمي الشعارات إلى لغة الأيديولوجيات الكبرى، لا نعثر بينها على من يريد تحرير فلسطين، وإنقاذ الأمة من تخلفها، أو توحيدها، أو إعادة البلاد إلى الشريعة..الخ، على الرغم من حقيقة أن بين المتظاهرين من يحمل أفكارا كهذه، ومن يكره الحاكم في البلدين لأسباب مستمدة من هذه وتلك.
ومع ذلك فإن ما اجتمع عليه المتظاهرون في البلدين، أي إسقاط الرئيس (ومعه النظام بطبيعة الحال) يمثل نقطة إجماع، فكل ما تقدّم من أفكار قوموية وإسلاموية وغيرها أقل أهمية من مطلب المواطنة، والمساواة، والحرية، والكرامة، ولقمة الخبز. بمعنى آخر، ثمة إعادة ترتيب للأولويات بطريقة صحيحة، تخلو من المزايدة. المهم حقوق الإنسان، وبعدها يمكن الكلام عن أشياء أخرى.
ثالث المبررات: لا توجد قوة سياسية بعينها تستطيع الزعم بأنها أوقدت شرارة الثورة وأدارت دفتها. وعلى الأرجح فإن الغالبية العظمى من المشاركين في التظاهرات التونسية والمصرية لا ينتمون إلى أحزاب، ولا يعتنقون أيديولوجيات بعينها، والنسبة الأكبر من بينهم تنتمي إلى فئات عمرية شبابية. ومع ذلك فإن الواقع يستدعي التذكير بالدور النشط لمؤسسات المجتمع المدني في تونس، ويمكن المجازفة بالقول إن شبكات اجتماعية ومهنية ربطت أيضا بين العديد من المتظاهرين المصريين، خاصة الروّاد الأوائل.
هل ثمة ما يشبه الصدفة أم أن المبررات تدل على تحوّلات أهم وأبعد؟
هذه أسئلة تحتاج إلى التفكير والتدبير، كل ما يمكن قوله في الوقت الحاضر أن العرب اجترحوا لغة ومفاهيم جديدة تختزلها عبارة واحدة: الشعب يريد إسقاط الرئيس.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيا تونس..!!
- لا أحد يحب العرب هناك..!!
- إذا نجت مصر نجونا..!!
- مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!
- نعم، الجواب: نعم..!!
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!
- الثقافة والسياسة والسلطة..!!
- فكر الحداثة في فلسطين..!!
- من المفيد الكلام عن أشياء أخرى..!!
- دولة إسماعيل..!!
- يوسا وحرب نهاية العالم..!!
- مديح الأدب القاسي ..!!
- ظاهرة جديدة ومُفرحة..!!
- ليلنا طويل والنجوم قليلة..!!
- ماذا حدث للمصريين؟
- كتاب البطر في أخبار قطر..!!
- أما في السياسة فحدّث عن المآسي ولا حرج..!!
- محمود درويش يحتاجنا لأن بلادنا تحتاجنا..!!
- عن النرجيلة والملابس الداخلية للنساء!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خضر - الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!