أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزيرة وصحن البصل















المزيد.....

الجزيرة وصحن البصل


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




" قبو البصل " اسم مطعم شهير في فرنسا ، يضع الصحون فارغة فقط فيها عدة رؤوس من البصل امام الزبائن ، والزبون يقشر البصل بالسكين من أجل ذرف الدموع ليشعر بانسانيته ، بعد ان ضاعت احاسيسه كانسان ، نتيجة الحضارة الباردة وتحوله الى برغي في آلة القسوة الاجتماعية .

اما البصل الفلسطيني الذي كنا نفتخر بأنه تحول عندنا من وسيلة للأكل والمعدة وانعاش الطبخات بمادة نفاذة ، الى مادة مقاومة تحافظ على انسانيتنا امام الشراسة الاحتلال ، وانه اصبح سلاحاً للفلسطيني اثناء مطاردات و ملاحقات الجيش الاسرائيلي ، فقد اتخذ علاجاً لمنع تأثير استنشاق القنابل المسيلة للدموع حيث يبطل مفعولها تقريباً .

لا أعرف من هو الشاعر الذي قال عن الفلسطيني انه "صلب كالماس وحاد كشفرة سيف من ذهب وسلس كبركة ماء تروي العطش " وقيل الكثير عن نكبته ولجوئه ومعاناته وخيامه ومخيماته وتشتته وحصاره وتواطؤ الانظمة والدول ضده ، فكان الانضمام والالتحاق بالثورة انتصاراً وزهواً وافتخاراً ، والفدائي كان الصورة المثالية لعشق الوطن والأرض والفداء ، حتى كانت مشيته ( غندرة مشي الفدائي غندرة ) وصولاته وجولاته وسلاحه مبعثاً للأحلام اليقظة ، التي ستتحقق بفضل هؤلاء الرجال و ان الطريق آمنة محروسة بالسواعد والهمم والعيون التي لا تغفل ولا تنام حتى ترجع الأوطان . ومثلما يرسمون القديسين كانت العائلة الفلسطينية التي يرسم ابنها فدائياً تحتفل وتدعم التحاقه بقوة الإصرار وعباراتها المعروفة – كله لأجل عيون فلسطين - .

فجأة نكتشف اننا داخل اكذوبة تاريخية ، والأكذوبة تمتد الى انفاق معتمة – ليست انفاق غزة البطولية - وكل نفق يؤدي الى نفق يقف على بابه حارس ، وكثر الحراس وكثرت بيوت الأزياء التي تفصل ملابس ووجوه المسؤولين والقادة .و ايضاً كثرت المقصات وادوات الخياطة ، التي تحشو احلام الفلسطيني في اكياس وتخيطها خوفاً من التسرب كي تتعفن وهي حبيسة ، وتقص تطلعاتهم وذاكرتهم والصور التي يحملونها في اعماقهم .

لم نعد نعرف ونفهم ، والقادة في ابراج عاجية ، باسم الشعب يلعبون بالشعب وبأسم الوطن اصبحنا ننام ونصحو على الغاز ليس لها علاقة بالوطن ، بل لها علاقة بالضحكات والشعارات والجلسات الحميمة وحياتنا اصبحت مفاوضات ،على رأي ( كبير المفاوضين صائب عريقات الحياة مفاوضات ) وعدو الامس اصبح صديق اليوم نتعاون معه ضد ابناء شعبنا واصدقاء الامس اصبحوا تجاراً في السياسة التضليل ونشر الغبار .

ومفاتيح البيوت التي يحملها المشردون اصبحت مضحكة وصور كلاسيكية من ماض لا يعرف مفاتيح المستقبل .

ومثلما الانظمة والدول والشعوب لهم اسرارهم ، ايضاً نحن مثل باقي الشعوب لنا اسرارنا ، لكن الشعوب التي تسكن اوطانها يحق لها ان تحتفظ باسرارها وتحركاتها ففي النهاية هذه الشعوب تقف على اراض ثابتة مستقرة لا تجرؤ دولة على سحب الارض من تحت اقدامها .

اما نحن الفلسطينيون فليس من حق أي قائد اومسؤول فلسطيني ان يخفي سراً مهما كانت قيمته على الشعب ، لأن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن يومياً من حياته وارضه وقلقه وسهره وسجنه وحصاره واغتياله ، جميع ابناء وبنات وشيوخ وامهات وزوجات وشباب وشابات واطفال الوطن الفلسطيني يدفعون يومياً مهر الوطن بالدم والقمع والضرب والبطالة والجوع والمطاردة .. الخ ، ولا مجال للأسرار لأن لا بد ان تنكشف يوماً.

ان (ويكليكس الجزيرة ) قامت بواجبها المهني والصحفي ، اية وسيلة اعلام في العالم وظيفتها كشف المستور، فالفضائيات مفتوحةعلى الكشف كي تنجح في مجالها ، لم تعد وسائل الاعلام للطبطبة – كما الاعلام العربي الرسمي – لقد خرجت الشعوب عن الطوق ، الشعب يعرف ويسمع ويقرأ والنظام الذي يعتقد ان شعبه يحيا في حضانة اطفال وبحاجة الى من يرشده ويدله ويعلمه هو واهم وغبي ولا يعرف حقيقة التكنولوجيا التي اقتحمت حياتنا .

السلطة الفلسطينية مارست لعبة " الغميضة " مع الشعب الفلسطيني اغلقت عيونها فاعتقدت ان الشعب لا يرى ، ان الذي نشرته الجزيرة عبر كشفها للمستور كتب اكثره في الصحف العبرية ونشر في الاعلام الاسرائيلي ، لقد كتبت الصحف العبرية عشرات المقالات عن التنسيق الأمني وعن تصرف وسلوكيات المفاوض الفلسطيني وعن طلباته وتنزلاته ونكاته واعجابه بالحياة الاسرائيلية ، فضائية الجزيرة كشفت حقائق جديدة ونشرتها كفضائية تعتز بانجازها ، لكن ان نقابل هذا الكشف بسيل من الشتائم والمعايرة ، تصدر عن مسؤولين فلسطينين نعرف كيف كانوا يفاوضون وكيف خرجوا من وثيقة جنيف عراة حفاة من فلسطينيتهم ولجوئهم .وبدلاً من اقامة لجان تحقيق حول المواضيع ، يريدون الآن اقامة لجان تحقيق كيف سربت الوثائق . يا لحمرة الخجل

قبل (كشف الجزيرة) كشف المحامي فهمي شبانة بعض الاوراق الفاضحة ولم نسمع حينها عن لجان تحقيق بل سمعنا تهديدات ضده وعن ""عمالته مع الاعلام الاسرائيلي ، كأن على الفلسطيني ان يبقى رمزاً للطهارة والنقاء ما دام صامتاً ويدنس شرفه اذا صرخ واحتج ورفض .

نسمع عن لجان تحقيق تكشف وتعري وتظهر الحقائق ، وظيفة شعبنا ليس التغطية والردح والسب والشتم علينا ان نسمع ونتحقق ، من المعيب ان نسب ونشتم دول ونعايرها ، ونحن لا نملك شيئاً ونعيش على فتات هذه الدول مهما كنا على خلاف معها .، فكل دولة تحضن من ابناء شعبنا ويعيشون تحت ظلها ونحن بحاجة الى استقرارهم فيها ما دام الوطن بعيد عن انظارهم .

نشتم الجزيرة ولم نسمع عن مظاهرة خرجت مطالبة بلجان تحقيق في مدن الضفة الغربية ، عندما كانت اسرائيل تغتال المقاومين في الضفة والقطاع لم نسمع عن مظاهرة واحدة من قبل المسؤولين في السلطة ، حتى مصادرة الاراضي وقيام المستوطنات لم تعد تحرك فينا ساكناً .

اثناء الحرب على غزة ،عندما كان العالم يتظاهر تضامناً معنا كانت تقام هنا وهناك مظاهرات هزيلة في المدن الفلسطينية من باب رفع العتب فقط .

من قتل روح النضال والمقاومة فينا كشعب تحت الاحتلال هو الذي يجب ان يعاقب !

من يدخل الى مدن وقرى الضفة الغربية يسمع عن الفساد وفقدان الأمل يسمع عن الفساد الذي وصل الى السلطة وتغلغل فيها .

ان السجون والتحقيقات مفتوحة وهناك انتهاك للديمقراطية ، ولماذا الغضب على فضائية الجزيرة التي قدمت لنا صحن البصل وقشرته لنا حتى نبكي على حالنا ، حالنا التي لم تعد تعد تسر الا الأعداء .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزيرة وصحن البصل