أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد هاشم يوسف البطاط - تونس ....هل سقط النظام حقا















المزيد.....

تونس ....هل سقط النظام حقا


محمد هاشم يوسف البطاط

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 16:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


شاب تونسي اسمه محمد البوعزيزي اقد على الانتحار بحرق نفسه فكانت الشرارة التي احرقت (تونس النظام ) والهبت فالهمت الملايين فثاروا يطالبون حقا مسلوبا وعيشا كريما , سقط نظام بن علي وفر رأسه بعيدا عن جسده حيث ولى وجهه شطر المملكة العربية السعودية بعد ان اغلقت بوجهه ابوب العالم .
تماشيا وتماهيا مع الحدث هلل العرب وكبروا لهذا النصر الميمون لشعب مسخت جميع حواسه وصودرت كل احاسيسه على مدى ينيف على العشرين عاما عجافا وتوعدت الحناجر العربية وانظمتها بالمصير ذاته الذي لاقاه ابن علي وبشروا بقيام المارد من قمقمه وعودة الثورات العربية الكبرى والتي هي اكبر من تأميم النفط وبناء ناطحات السحاب والفوز بكرة القدم هي بداية النهاية لعهود طالت من القهر والاذلال والتسلط والدكتاتورية.
انها هوية جديدة وحلة مشرعة بالامل لشعوب كتب الذل على جباهها واحنت ظهورها طوعا وكرها لولاتها , بهذه البساطة انتهى كل شي ولكن الذي اخشاه ان يكون للحقيقة وجه اخر يأبى الكثيرون ان لم يكن الكل ان يروه ( الحقيقية الشبح ) التي اغرقها بحر الشعر العربي الذي طالما خنق الاحلام في مهدها ووئد الحقائق في لحدها .
الوجه الاخر جعلني اقف مصدوما مما جرى في تو نس لم اصدق ما يحدث لا اخفيكم فرحي بزوال صنم اخر من امة تاريخها مليئ بالاصنام من حجر وبشر على السواء , ولكن لاننا لا نحسن الفرح كثيرا لاننا لم نعتد عليه , اخذت الظنون مني مأخذها تصارع الاحداث المعلنة على القنوات الفضائية ما يحدث حقيقة ....
معقولة بهذه السهولة ينهار نظام عربي !!!!
نحن شعب لا يسقط حكومات ولدينا حكومات لا يسقطها شعب , امر غريب حقا , النظم العربية مزقت النسيج الاجتماعي لشعوبها فاصبحت بعد ذلك غير قادرة على زحزحة الانظمة لانها ممزقة مرعوبة يخشى كل فرد ظله , كيف تسنى له ان يبدوا متحدا بكل عفوية ويرتق ما جهدت الانظمة على فتقه , منذ عقود وعقود يخرجون الى الشوارع ويطالبون بالخبز ولا يقفون عنده لتعدو الى المطالبة بالكرامة .
امة تجيد المدح والقدح تمدح الحكام مازالوا على عروشهم , فاذا زالوا عنها بموت وانقلاب انقلبوا عليها يهجونها لانهم لا يحبون هجاء من على عرشه استوى ولا يستسيغون مدح ثار او طريد .
اهي انقلابات بوجه جديد هذه المرة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ظاهرها شعب ثائر وباطنها موسسات بوليسية وصولية نفعية قررت تغير القناع فقط لتضرب اكثر من عصفور بحجر واحد فهي من جهة وكانها تتصارع لارادة الشعب اذ هي وليدة الثورة التي يروها نتاج هذا الشعب ومن ناحية اخرى اسقاط الذريعة لمن يقول ان الله ابتلى العرب بحكام لا يخلعهم الا عزرائيل او انقلابائيل او امريكائيل .
لان الحاكم ليس الها يقلب مقلوبا ويثبت اخر انه جزء من ثقافة وروم خبيثة تسري منه مسرى الدم في العروق , يمدها بالمال وتمده بالحياة , واذا ما اضطرت الى زواله قضت عليه بكل سرعة وسهولة , فقط تتنى عنه فيسقط على وجهه مذموما مدحورا وشواهد التاريخ الحديث والغابر مليئة وواضحة الدلالة على ذلك , انها مؤسسات دائما تختفي خلف الاحداث ولا تظهر للعيان ابدا وهذه احجيتها لتبقى بعد ذلك بزوال الحاكم وبعيدة عن يد العدالة عندما ياتي يوم المظلوم على الظالم , ففي تونس ربما واقول ربما ارادت هذه الطفيليات الخلاقة الخلص من ابن علي فهي كالحرباء لم تفعل شيئا فقط غيرت لونها لتأمن العدو وتستعد لوجبة اخرى وبعدها ذهاب بن علي بذهب تونس ومليارات وليس بخفيها .
يقولون انه امر جيشه بضرب الثائرين فلم ينصاع لاوامره !!!
الجيوش العربية احدث لخدمة الانظمة اولا واخيرا في دائما ما تهزم امام الغرباء ولكنها بالضرورة تسطر اروع الانتصارات في قهر الشعوب وتثبيت الحكام وهي الذراع الحديدية لقمع أي تحرك شعبي من هنا او هناك فلا يعقل عندما يأمر الرئيس قادة جيشه بضرب شعبه ( الخائن) يرفض القادة ذلك , لانهم لم يدخلو سلك الجندية ضبا بالشعب بل لينالو ارفع الرتب والاوسمة ولم يقسموا الا بحياة الرئيس للدفاع عن الرئيس لا عن الوطن .
نحن امام احتمالين اما انها انظمة من ورق وجعجعتها اكثر من طحنها بنت قوتها بالتهويل والكذب والاعلام او ان هناك فعلا شعب هادر وقادر على ان يزيح اعتى الطواغيت , وبالمناسبة كل ثورة ــ أي انقلاب ــ تاتي تدعي اسقطت اعتى الطواغيت والحال لو كانت طواغيت عاتية لما يقطت اصلا لانها لا تعترف بشي اسمه شعب , فهذا هتلو وستالين وموسولين وصدام حسين وقبلهم فرعون ونظرائهم لم تسقطه لا ثورة بيضاء ولا صحراء سوداء حتى , فهي انظمة على استعداد تزيل الشعب من الخريطة على ان تفرط بمسمار من مسامير عرشها ,
وعندنا مملكة القذافي مثلا فلو احرق مليون ( بوعزيزي ) نفسه هل يغير من الواقع شيئا انا اشك في ذلك ربما يهديهم ( حكيم الحكماء وعميد الزعماء براميل النفط مجانا ليحترقوا بسهولة وبدون ضجيج ويعتبرها مكرمة تضاف الى رصيده من المكارم .
ولاحظنا الاخوة في الجزائر وموريتانيا ومصر يحرقون انفسهم تباعا على الطريقة البوعزيزية ولامر ما لم تفلح التجربة فليس في كل مرة تنكسر الجرة ( ولا تسلم ) ان هذه الانظمة تترحم على من احرق نفسه معترضا لانه وببساطة كفاها مؤنة قتله فقد قتل نفسه بنفسه .
وعودا على تونس الخضراء التي اسماها الاخ العقيد ( القذافي ) بالسوداء بعد ذهاب زين الرؤساء الشعب التونسي لا اشك في نواياه الصادقة فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر , فاجئنا بصراحة ولم تصلنا الا نصف الحكاية لان التظاهرات تحتاج الى التنظيم والاعلان والحال في تونس لا يوجب بالتظاهرات او يتجرأ احد التونسيين بالذهاب الى مسجد دون بطاقة ممغنطة ولم تقم الصلاة يوما في الشوارع ولم يرفع الاذان من قنوات البث التونسي ولم تكن الجمعة لهم عطلة رسمية اسوة بباقي نظرائهم من المسلمين وقانون الاحوال الشخصية في تونس لا يعترف باحكام الارث والعلاقات وفق المنظور الاسلامي وغيرها من القوانين خلافا لما عليه الحال في بلدان المسلمين مع ذلك لم يعترض الاخوة في تونس على ذلك او لم يستطيعوا الاعتراض اصلا , والدولة التونسية دول امن بامتياز كما يصفونها وبعد ذلك تنهار القيود فجأة ويبدلهم الله بعد خوفهم امنا . كيف تجمعوا للقيام بالتظاهر الحقيقة لا ادري ونحن في العراق ندرك ذلك غاية الادراك فلو سألت العراق عن الدولة البوليسية (فعلى الخبير سقطت ) سيجيبك انه من غير الممكن اسقاط هكذا نظام بالتظاهرات والسبب بسيط انك اذا عزمت على التظاهر وجب عليك اخبار اخرين يشاركوك فلا يعقل ان يتظاهر الشخص بمفرده وفي هذا الوقت من اخبار الاخرين يكون المخبر السري والعلني قد اخبر بدوره جهاز الامن السري بسرعة البرق ولم تكد تكمل حديثك الا وانت في خبر كان واذا حدث وخرجت الجماهير فثق ا النظام الذي يسمح لك بدعوة الناس للخروج عليه هو نظام جيد وغير متسلط لهذه الدرجة وبناء على حسن نية وصفاء طوتية يقوم بقمع المحتجين ومطاردتهم من بيت الى بيت ويسكنهم في فسيح سجنه الذي كلما امتلى يصيح هل من مزيد واذا بارك الله بها وامتلئت يجري عادة اصلاحات منها تبيض السجون وهي ان يتخلص من المسجونين الذين لم يتهموا بتهمة اساسا فيذهب بهم الى المشانق اذ ليس من اللائق ان يخرجهم الى ذويهم بعد ان غيبهم بدون جرم , هذ امر صعب حقا , ومع ذلك لانستبق الاحداث ونحكم بسرعة على ما يجري في نونس ولنتريث قليلا هل يغير حزب التجمع اسمه وجلده وبعض الوجوه فيه ليعود بثوب اخر يعيد نفسه لحكم الامة التونسية من جديد , ام ان الحمار ذهب ب(ليلى ) فما رجعت وما رجع الحمار , وبعدها لكل حادث حديث , ففي التاسع من نيسان عام 2003 دهش العالم من هول المفاجأة ولم يكن سقوط نظام صدام حسين انذاك بقدر سرعة السقوط وتحدثت الاخبار عن خيارات اوت بالنتيجة الى ذلك السقوط المريع . أي تخلى عنه معاونوه في ظرف كهذا وشبيه ذلك ما حدث في تونس , لان الانظمة العربية متشابهة تقريبا اسوة بشعوبها ونظام بن علي ليس استثناء لان هول المفاجأة لم تكمن في سقوطه وان كانت بحد ذاتها مفاجأة من العيار الثقيل وانما بالسرعة التي سقط بها وتسارع الاحداث , العازفون على هكذا نغمة يؤكدون ان الاحداث تتولى سريعا وتقلب الامور راسا على عقب لا تحتاج الى شرارة وقد تكفل بها البوعزيزي فاضرمت نارا على بعد , اما الذين لا يجيدون العزف على تلك الاوتار امثالي فيقولون ان نظاما يحكم بالحديد والنار هو من يحرق ولا يحترق والشرارة فيه لا تقتل الا قادحها فقط .



#محمد_هاشم_يوسف_البطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد هاشم يوسف البطاط - تونس ....هل سقط النظام حقا