أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - موسم العودة إلى الحجاز














المزيد.....

موسم العودة إلى الحجاز


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللافت للانتباه في انتهاء لجوء الرئيس الهارب بن علي إلى مملكة آل سعود هو طبيعة الجرم الذي دفعه إلى الهروب و ما يقتضي ذلك من التشابه بين المجار و المجير.

لا يمكن أن يكون عمل الرئيس الهارب على تطوير الثقافة العلمانية ببلده خطأ في ذاته..، فهذا بدون شك مأثرة يتميز بها على سائر نظرائه. و لكن الخطأ هو أنه لم يطور من أدائه الشخصي في الحكم حيث بقي في أدائه مسلما حتى النخاع.

و لو طور حكمه كما طور مجتمعه لما حدث له هذا الزلزال و لكانت تونس الخضراء منذ زمن في مصاف الدول المتقدمة قلبا و قالبا.

فعلى باقي الأنظمة العربية اليوم إذا أرادوا البقاء أن يتفادوا نشر الثقافة المدنية الحديثة، و عليهم خصوصا أن لا يضيقوا على الإسلاميين، و أن لا يغيروا قانون الأحوال الشخصية. فهذه أشياء خطيرة من شأنها أن تنشر سموم الوعي و رذيلة الحقوق و كفر الحرية و وقاحة المساواة.

حكم بن على كان حكما مسلما لا غبار عليه، و هذا هو الأمر الأساس الذي خانه.

و هذا الحكم بقي فاعلا في الأنظمة العربية منذ العهود الأولى لدولة المدينة. و هو يتأسس على ثلاث ركائز لم يفرط فيها أي نظام عربي على طول التاريخ السياسي للوطن العربي.

1) الحكم الأبدي.. فلا يوجد حاكما مسلما منذ الخليفة الأول إلى يومنا هذا تنازل عن الحكم أو آمن أو وصى بالتداول عليه. في بعض الحالات النادرة يتنازل الفرد عن الحكم الذي يبقى متداول بين نفس أعضاء اللوبي .
و إذا كانت المرجعية في التطبيقات الإسلامية تجد وجاهتها في العهد الراشدي الأول فلنا في الخليفة الثالث أصدق مثال على ذلك، حيث ثارت عليه حركات احتجاجية من منطلق اجتماعي، و مع ذلك لم يجد في عقيدته أو دستوره ما يبرر تنازله و عبر عن ذلك بمقولته الشهيرة:" أما أن أخلع لهم أمرهم، فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله".

2) الشورى داخل اللوبي الحاكم فقط.. فالشورى الإسلامية هي التداول حول انشغالات الحكم داخل اللوبي أو العصابة فقط.. و هي ليست الديمقراطية التي نعرفها على أساس توسعة الاستشارة قدر الإمكان على سواد المواطنين.. فالشورى هي مهمة أهل الحل و العقد و فقط.. و هم بطانة الخليفة أو السلطان أو الملك أو "الجملكي" .
طبعا هناك قاعدة إسلامية ذهبية تقضي بان نحلب في إناء السياق عصرا و عرفا، جعلت جملكياتنا المعاصرة تمرر قسرا جميع ما يراه أهل الحل و العقد عن طريق استفتاءات مدروسة، و تهيؤات نظامية حديثة مكيفة على المقاس و مندوبة على الإشارة.

3) الخمس لله و رسوله..، و قد جرى تقليد و حق منذ عهد المدينة الأول.. و مرت فترات بالعالم الإسلامي تجاوز فيها الحكام الخمس بالكثير.. و نحن لا نزال إلى اليوم نرى عصابات و عائلات الأنظمة تستأثر بالكثير من الامتيازات و المداخيل ، أكثرها احتراما لشعوبها تطبق ذلك بالحلب في إناء العصر بأسلوب ناعم عن طريق استخدام صلاحيات الإدارة و تشريعات تنظيم الثروة و تسيير الميزانيات.

ما بال الإسلاميين يطالبون بدولة إسلامية و أنظمتنا العربية (و الحمد لله) إسلامية/مسلمة بامتياز

هذه ثلاثة ركائز تميز الحكم الإسلامي شكلا و ماهية.. فهل شذ زين العابدين بن علي عنها؟
و هل يشذ الآن واحدا من الأنظمة العربية عنها؟


لذلك لم استغرب أبدا أن يعود هذا الحكم من حيث أتى.. و أتمنى من كل قلبي أن يكون فرار بن علي فاتحة لموسم عودة هذه الثقافة الغازية غير الإنسانية إلى منشئها الأول لتتحرر الشعوب و ثقافاتها و حضاراتها الأولى و تتواصل مع ثقافة الإنسان الحديثة...



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)
- أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)
- العنف ضد المرأة: من التباس المعنى الى تمييع النضال
- هل قتل الدين الابداع؟
- هل ينتهي الارهاب
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية: البعد السياسي.
- ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية
- الشغب الفلسفي و الأمر الواقع
- الشغب الفلسفي و الامر الواقع
- الأسئلة القاتلة


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - موسم العودة إلى الحجاز