أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم النبيلةوالاصالة















المزيد.....

استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم النبيلةوالاصالة


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائب الخطاب العربي الرسمي بالاشارة الى الاصابع الاجنبية وراء اي حدث أو زلزال يضرب يأرجائة الدول القطرية، حتى تلك التي لاترتبط ببعيد أو قريب الى أي منظومه أقليمية او دولية كونها نتيجة طبيعية للتناقضات والصراعات المعتملة داخل مجتمعاتها جراء السياسات الحكومية الرعناء، التي تصور المعارضة الداخلية لتوجهاتها كعدو لايقل شراسه عن العدد الخارجي، وتتتعامل معه بنفس المعايير والاسس ولربما باشد الوسائل خساسة، ومن هنا عمق الفجوة الحاصلة بين المكونات الاجتماعية، وطبقة السلطة المحتكرة وماتفرضة من أساليب قهرية وأستلابية تشكل العمل الحاسم والاساس في الحراك المجتمعي والجماهير بأتجاهات العمل بالممكن من أجل تغيير الواقع المر والحلم بيوم خالي من الجوع وعبق نسمة من الحرية.
أغفال الدروس والعبر المعبئة في دفاتر التأريخ القديمة والحديثة، وضرب ماتؤول الية النتائج الكارثية لذات السياسات المتكررة بواجهات اخرى ، وماتخلفه من الالام وصراع وتحديات عرض الحائط ،هي نظرة الفئات الحاكمة بأمتياز التي يرى بعضها أن السلطة وعاء قابل لاحتواء كل شئ، واي شئ دون النظر بالجدية المطلوبة الى متطلبات المعادلة المفروضة مجتمعيا ودوليا، ومن ثم قراءتها بنفس وطني وأرادة حرة تسمح بخلق فضاءات عابرة قادرة على خلق مناخ ديناميكي يذيب الجليد المتراكم ويفتح الابواب مشرعة أمام الحلول الناجعة التي تثري التجارب وتوجة التناقضات بأتجاه سلمي وتطوري، وانى لهم ذلك وهم نتاج التعمية ومعمميها. بين أونة واخرى تندلع هنا وهناك شرر وتداعيات، تكاد تكون نسخا مكررة وأن بصورة أخرى مع أختلاف واضح في الاساليب، فضلا عن موجات الارهاب التي تريد التوغل بحثا عن ثغرة للنفاذ كي تمارس طقوسها في قتل الناس وترويعهم، مما يخلق تساؤلات حول أسباب حدوث مثل تلك الثغرات وهل هي ناتجة عن خلل في ميكانزم المجتمع ام اداء السلطات ام فراق وحدانية اهداف المجتمع والدولة على خلفية القناعات والسياسات التي تسير طبقات الحكم السقيمة ،التي لاتتورع من القيام بأي محظور من أجل ديمومة بقائها على سدة السلطة، وقد قدمت بعض السلطات دروسا في هذا المجال لاتقل وحشية ورعبا عن المسخ الارهابي، عندما مارست القتل الجماعي بحق شعوبها.
ان وجود الثغرات مؤشر على خلل واضح في بنية الدولة واجهزتها، مماتفرض مراجعة واعادة النظر بل وحتى الاصلاح الذي جنح البعض له ترقيعيا لذر الرماد في العيون حينما قادت الى نتائج مروعة .
ثمة موجه جديدة تضرب المنطقة أنطلاقا من اهداف أثارة نعرات وفتن طائفية وجهوية، كي تصب المعادلة في مصلحة الارهاب الاسود الرامي الى تدمير اسس الحياة المدينية، والحضارية، وقيمهما. ومن الامور المؤسفة أن تتم أحكام القانون الاجتماعي وصيرورتها أرتكازا على مخلفات الماضي البغيضة وتوجهاتها السياسية وتراثهما العثماني والاستعماري، وبرغم ان تكريس ذلك يخدم توجهات بعض الحكام، الاان مهمة القوى السياسية الوطنية والنخب الفكرية، يجب ان تذهب ابعد عن ذلك وتشخص مثل هذه الاسس الهزيلة التي لاتصح في بناء المجتمع.
في العراق أستهدف المسيحيين لاكثر من مرة بعد سقوط الدكتاتورية وعلى مدار السنوات المنصرمة ضمن موجات همجية سوداء ترمي الى افراغ البلاد من مكوناتها الاصيلة وعناوينها الحضارية المتميزة، ومرة تلو المرة تستهدف الكنائس والتي كان اخرها كنيسة القديسة سيدة النجاة والتي ذهب ضحيتها العشرات من الابرياء في اساءة بالغة للقيم السماوية والوضعية وتحدي واضح لمبادىء الاسلام والتسامح والتعايش فهل تدلل تاريخ المنطقة على عدم تعايش الاسلام مع الاخرطوال هذا التاريخ الطويل الممتد. وبعيدا عن اهداف الارهاب الاسود الواضح فان سجل الحاكمين الاسود وممارساتهم تحوي تاريخ حافل بالتعديات على هذه المكونات الاصيلة التي كانت في اسفل درجات سلم المواطنة التي وضعها هؤلاء لمواطنيهم وابناء جلدتهم على مر تواريخ حكمهم البغيض وكثيرا ماتشبهوا بالاجنبي في ممارسة سياسة القهر والصهر والالغاء، واللعب على اوتار التنوع بالضد من اهداف المجتمع وتطلعاته ، كما جرى مع الكورد الفيليين ومكونات أخرى، حينما اقدمت السلطات بعد سنوات طوال من الجور والاعتداء ومنذ تاسيس الدولة العراقية، وكأن كل ذلك الظلم الحافل لم يعد كافيا، فعمدت الى تهجيرهم زرانات، والقاءهم خارج حدود بلادهم تحت حجج وذرائع شتى، فمقاليد الامور ومخارجها مستحكمة بيدها وهي الناطور والمسلم ، وهي من تفبرك الاحداث على الملاء، ولم تعدتنطلي على أحد لتكرار أدوارها ومراميها، فضلا عن تضاديتها مع مصلحة البلد.
واحدة من الموروثات البغيضة هي سياسة التمييز القومي والطائفي والمتوارثة عن العهد العثماني والتي عدت في عديد من دول المنطقة من ثوابت ممارسة الحكم والسلطة وحيث ماتزال تلك البلدان المتميزة بالتعدد العرقي والطائفي والمذ.هبي أسيرة هذة السياسة الجائرة التي عفا عليها القاموس السياسي وتدرجاته العديدة.
تهجير المسيحيين مسخ لكل القيم البلاد الاصلية والنبيلة، وتجاوز أخلاقي وحقوقي على مكون هام أثر مع مستويات البناء والحضارة وساهم في البناء الاجتماعي بشكل . تلك أثار واضحة في هذا المجال كما أن دورهم في القضية السلم الاجتماعي لايقل عن دورهم ذاك، ومع تصفح لاوراق التاريخ القريب والبعيد تظهر الشواهد التأريخية شاخصة، لتكشف عن عمق أصالة هذا المكون الذي مثل جسرا لانتقال الثقافات وتلاقحها منذ امد بعيد، والمتابع لحركة الترجمة لبيت الحمة العباسي سيجد بلا عناء ذلك الجهد الرائع لشتى المنابع الفكرية من فلسفة وحكمة وبايدي من ترجمت.
أن الموجة التي أستهدفتهم في مصر بعد العراق لهي حلقة في مسلسل يطيح بالكثير ممن بني بعرق أجيال عدة، فالمكونات في مصر وفي مقدمتهم المسيحيين كان لهم مطالب على الدوام, والتغافل عن مطالبهم المشروعة يفت في عضد مصداقيته المواطنة من جهة، ومؤشر على ضيق المساحة الفكرية والثقافية من جهة اخرى. هناك من يقول مايزال التعامل مع المسيحيين وفقا لفرمانات العهد العثماني، الذي يفرض حظرا دينيا على ممارسة شعائرهم وحرياتهم، وعدم تصويب الوجهة تعني مخالطة تاريخية لاسس الحياة المشتركة وبناء جسور المودة بين المواطنين، ان عوامل الحكمة والبصيرة الحاضرة في مصر لقادرة على تفويت مثل الفرص التي يراد لها جر البلاد الى مالاتحمد عقباه ، كما ان ابعاد عوامل الشد والجذب المتطرف في المؤسسات الدينية، واثارة الامور على طريقة تسعير المشكلات سوف لن تخدم احدا ، سوى اضاعة المزيد من الوقت المفوت، في عصر اصبح فية البناء يحتاج الى همم عالية . ان اقرار حقوق المسيحيين وحمايتهم لهي من أوليات أي حكومة وطنية تريد توطيد لحمة شعبها بالتعاضد والتساند واشاعة المواطنة الحقة.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان
- نحو مشروع تأجير الوزارات الحكومية ..قراءة في الاداء الوزاري ...
- الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق
- مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات ...
- كلما ضحك السياسي بكى الناس كلما ضحك السياسي بكى الناس
- كم ساعة تحتاج لتصبح سياسيآ ؟
- ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الور ...
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...
- من اشكال الحروب الطائفية ضد الكورد...(الشبك نموذجاً)
- الكورد والديمقراطية ومستقبل العراق
- ابعاد ومخاطر المفاهيم الشوفينية حول كينونة العراق
- الانتخابات .. وصراع السلطة..هل يحتاج العراق الى تحكيم دولي ؟ ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم النبيلةوالاصالة