أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية














المزيد.....

مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 07:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الوقت أزف ولم يتبقي سوي الرحيل او الإعلان عن ترك الرئاسة تحت الضغط الجماهيري الرافضة لاستمرار مبارك بالحكم إلا أيام قلائل , الجماهير الغاضبة ما زالت تتمسك بسقف مطالبها ولن تتنازل عن تلك المطالب العادلة والمشروعة رغم محاولة الالتفاف السياسي علي تلك الانتفاضة العارمة التي تزايدت حدتها لتتسع رقعتها وتشمل كافة مناطق مصر وتشكل لجانها الشعبية لحماية الوطن في ظل الفراغ الأمني الذي تركه رأس النظام في محاولة منه أولا للتشكيك بالثورة الجماهيرية وبشفافيتها واثبات انها ثورة نهب وسرقة علي غرار ما اتهم به سلفه السادات أثناء انتفاضة يناير 1977 بان وصفها بأنها ثورة " حرامية " او علي الأقل إن خلق حالة من الاستياء لدي الجماهير المنتفضة لتقبل بإنصاف الحلول وتقبل بما يتقدم به من تغيير لأشخاص او تدوير للمراكز دون أن يجري أي تغيير سياسي جذري .
ما أقدم عليه مبارك من مناورة سياسية الهدف منها مراوغة الجماهير لكسب الوقت لتكون كما الأم التي تحمل كرها وتضع كرها طفلا غير مرغوب فيه ليكون الزمن هو الكفيل لتتخلص تلك الأم المسكينة من هذا الوضع الذي يثقل كاهلها وربما يكون عبئ علي كاهلها ليصل بها الحد ان تتمني الموت علي رؤية هذا الطفل الغير مرغوب فيه نفسيا ووجدانيا وتاريخيا .
ان تلك المناورة السياسية التي كشفتها الجماهير لتقتلها في مهدها ونزلت الجماهير تعبر عن رفضها لتلك المناورة قبل ان يجف حبرها اشتملت ثلاثة رسائل موجهة للجماهير في محاولة يائسة للتغرير بها او علي الأقل تكون بمثابة جس النبض الجماهيري ومدي تقبله لتلك الرسائل والتي جاءت بعد مشاورات مع الإدارة الأمريكية التي ما زالت تراقب الإحداث عن كثب .
الرسالة الأولي : تعيين الوزير ومدير عام جهاز المخابرات العامة عمر سليمان نائب أول لرئاسة الجمهورية بعد ان امتنع مبارك لمدة ثلاثين عاما تعيين نائبا له وبقاء هذا المنصب شاغرا رغم الأزمة الصحية التي ألمت به تاركا هذا المنصب الرفيع حتى تتهيأ الظروف الموضوعية ليشغله ابنه جمال الذي تمتع بسلطات عالية داخل الحزب الوطني الحاكم نتاج للنفوذ الرئاسي الذي يتحكم بسياسة وتوجهات الحزب العامة وبتلك الرسالة الأولي يكون مبارك قد أوحي للجماهير الثائرة ضمنيا وليس صراحة انه نسف من ذاكرته مبدأ التوريث وليحل مكانه رجل تابع للمؤسسة الأمنية والعسكرية التي يؤمن بها مبارك رغم إدراكه التام ان عامل كبر السن للوزير عمر سليمان الذي تجاوز السبعين عاما سيقف حائلا دون ان يتولي الرئاسة , فما أراده هنا رأس النظام الذي يحتضر من هذه الرسالة بعد ان بقدم استقالته الحتمية والمرغم عليها تحت ضغط الجماهير ان يتولي سليمان الرئاسة للفترة الانتقالية ربما تتهيأ الفرصة أمام جمال تلك الفترة ان يأتي إلي القصر الجمهوري عبر بوابة الحزب الوطني او ربما لإعطاء الإدارة الأمريكية الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد في اختيار حليفها الجديد والاستراتيجي في الشرق الأوسط الذي تلعب فيه مصر دور محوري هام بحكم المركز السياسي والجغرافي والديمغرافي الذي تلعبه مصر بالمنطقة ,
الرسالة الثانية : تكليف الفريق احمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة وهو أيضا تابع للمؤسسة العسكرية ومن نفس سلاح الجو الذي انتمي له مبارك وعمل فيه لفترة طويلة رغم ان مبارك في الفترة الأخيرة كان يميل الي حكومة تكنوقراط وهذا ما حدث بالحكومة الأخيرة التي كان يرأسها احمد نضيف والتي اعتمدت علي رجال الأعمال في خطوة لتزاوج رأس المال مع السياسة وهذا ما جعل الحكومة السابقة تميل الي تحقيق مصالح الأغنياء والاهتمام بهم وبمشاريعهم وتهميش مصالح الفقراء وتكريسا لحالة الفساد الذي انتهجته تسعة حكومات سابقة علي مدار حكم مبارك إضافة إلي عدم وجود نظام رقابي وعدم المساءلة والبيروقراطية والضبابية وعدم الشفافية والرشوة والمحسوبية , هذه الرسالة الثانية أراد بها مبارك ان يطمئن الجماهير انه انتقي رجل لم يتلوث اسمه بقضايا الفساد وكلف رئيس وزراء سيعمل تشكيل حكومة جديدة تحقق تطلعات الشباب وتعمل علي إصلاحات إدارية ومالية وخصوصا في مجالي الصحة والتعليم اللتان تراجعتا تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة لدرجة ان المستشفيات الحكومية غير مؤهلة لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطن المصري وانه يسعي جادا للقضاء علي الفساد , كما أراد مبارك من تكليفه لأحمد شفيق والذي شغل منصب وزير الطيران المدني لمدة ستة سنوات متواصلة وتربطه به علاقة شخصية أن يبقي قريب من الحلبة السياسية ومن مصدر إصدار القرار السياسي ليضمن له حياة كريمة بعد الاستقالة وضمان عدم المساءلة القانونية وضمان تقارب نجله من السعي نحو القصر الجمهوري الذي كان علي بعد أمتار منه لولا انتفاضة الجماهير التي باعدت بين جمال وكرسي الحكم الذي بات حلما صعب المنال بعد إن كان قاب قوسين أو ادني من الواقع , وليضمن كذلك لنفسه سلطة إصدار القرارات بوصفه القائد العام للقوات المسلحة
الرسالة الثالثة : قبول استقالة ا حمد عز أمين السر للأمانة العامة للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وشخصنه الأمور وتحميله المسؤولية الكاملة عما يدور في مصر من أحداث وإعفاء الحزب من أي مسؤولية وحصر القضية بأسرها وتحميلها لأشخاص تجاوزوا سياسة الحزب , مع ان لتلك الخطوة أهميتها وتتمني لو كان الحزب كله قدم استقالته إلا أنها ليس الخطوة المطلوبة التي تسعي إليها الجماهير المنتفضة , ما أقدم عليه مبارك هي خطوة لذر الرماد بالعيون للالتفاف علي مطالب جماهيرية أصبح شعارها لا تراجع عن رحيل رأس الرئاسة وتعيير الدستور وإصدار القوانين التي تتناسب وطبيعة المرحلة واستقلال القضاء وضمان حياديته وإلغاء قانون الطوارئ الجائر الذي يحكم البلاد منذ تولي مبارك للحكم وإلغاء محاكم امن الدولة التي لا تحكمها أي ضوابط قانونية أو إنسانية او اجتماعية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم
- جندي تونسي يستحق ارفع الأوسمة
- رسالة عاجلة الي اليسار الفلسطيني


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية