أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - مصر ... الجيش هو الحل ....و العودة إلي نقطة البداية ... و لا عزاء للأحرار















المزيد.....

مصر ... الجيش هو الحل ....و العودة إلي نقطة البداية ... و لا عزاء للأحرار


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 03:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان من الصعب جدا التكهن بأن تتوالي أحداث مصر علي هذه الصورة ... و الواقع إن هذه أول ثورة حقيقية للشعب المصري منذ ربما آلاف السنين ... فمصر دائما كانت مطية لمن يركبها من الغزاة الفاتحين حتي فتحها جيشها لنفسه و جردها من كل شئ لصالح شلة ضباطه الأحرار الذين خربوا مصر و أوصلوها إلي هذه الحالة المذرية... فلقد جردوا الشعب من كل شئ حتي أصبح ليس له ما يخاف عليه لئلا يفقده ...
و اليوم يقوم شعب مصر في أول ثورة شعبية من نوعها ليس ضد الإحتلال و ليس للتأييد و بالروح بالدم نفديك يا فلان ... و ليس من أجل كاميليا و لا وفاء ... بل من أجل مصر .... من أجل الجياع و العرايا و العشوائيات ... ثورة ضد الفساد و الفقر و القهر و قوانين الطوارئ ... ليست ثورة مسلمين و لا ثورة مسيحيين ... إنها ثورة مصريين ... إنها ثورة ضد جيش مصر الذي إحتلها لقرابة ستين عاما الآن ... إنها ثورة ضد حكومة مصر التي فرضها جيش مصر علي شعب مصر ...
و مطالب شعب مصر اليوم ليست معقدة و لا فلسفية و إن كانت بسيطة في مظهرها إلا أنها عميقة في دلالاتها و مغزاها ... إنهاء قانون الطوارئ... مرتبات تقابل إرتفاع الأسعار .... إقالة حسني مبارك و حكومته ... الإطاحة بالحزب الوطني الذي صار رمزا للفساد السياسي في البلد .... و كان تزوير الإنتخابات الماضية هي القشة التي قصمت ظهر البعير المصري الذي عاش مطية لحكامه آلاف السنين
و رغم الفرحة و الحماس التي يشوبها التعجب من إندلاع ثورة المصريين المشهورين بالخنوع و الإستكانة فإن المحاذير تحيط بالنتائج النهائية حين ينقشع الغبار و تهدأ الأحداث ... في يد من ستسقط ثمرة مصر الناضجة؟ ... مبارك بدا بالمناورة بالتلويح بجعل حكومة نظيف كبش فداء بالقاء المسؤلية عليها .. و لوح بأن يعطي الحكومة إلي مصطفي الفقي... و بالطبع سيبقي هو في السلطة أب لكل المصريين ... حتي للذين هتفوا بسقوطه و مزقوا صورته في طول البلاد و عرضها .... و هو بهذا يكون قد أظهر قدرا غير معقول من الغباء و الغطرسة ... فمن الواضح إنه إن لم يرحل مبارك فإما ستنتكس إنتفاضة الشعب المصري بخسارة فادحة لكل القوي الشعية ...أو سيكون دم الشعب المصري ثمنا فادحا للإستمرار الإنتفاضة حتي التغيير ...
و المشكلة في أن التغيير في حد ذاته بحسب المظاهرات و الإنفعال الشعبي الغاضب هو مجرد مطلب تخديري إذا تحقق سيكون بمثابة أقراص الأسبرين أو حقنة البنج ... تخدير مؤقت لمرض عضال قتال ... زيادة المرتبات .... خفض الأسعار .... وظائف خالية .... و من السهل جدا بذل هذه الوعود و العمل علي تحقيقها تحت نظام مبارك الفاسد .... و سيكتشف الشعب بعد بضعة أشهر إن ما بذل من اجله دماء أبناءه ستبتلعه حيتان فساد الحزب الحاكم و علي راسه مبارك و جمال و علاء و سوزان....
التغيير الجذري تلزمه قوة قادرة علي إحداثة و بفاعلية ... و أن تكون لهذه القوة رؤيا و أهداف بعيدة المدي أهمها هو إصلاح النظام ... التخلص من نظام الحكم و ليس من الحاكم فقط .... فأيا من سيكون الحاكم القادم ... تحت نظام الدولة الحالي فلا بد أن يكون نفس الفساد و نفس النتائج و نفس المعاناة ...
من الذي يستطيع تغيير نظام الحكم في مصر ... الأحزاب ... مجرد أراجوزات كرتونية ورقية أقامها الحزب الحاكم نفسه من أجل تجميل صورته و إدعاء ديموقراطية زائفة ... و هو نفسه قد تخلص منها في أغبي حركة تزوير للإنتخابات في تاريخ مصر الحديث...
البرادعي ... موظف سابق في هيئة الأمم المتحدة ... ليس له سند من الجيش ... ولا من حيتان الإقتصاد المصري و لا العالمي... شهرته مشوبة إعلاميا بإتهامه بدور مشبوه في إحتلال العراق... ليس له أي عاضد من القوي السياسية في مصر و لا حتي الأحزاب الورقية ...
إنقلاب حزبي داخلي من داخل الحزب الوطني ... الشعب فقد الثقة به .... جميع الرموز السياسية عتم عليها مبارك و إبنه جمال ... و جميع قيادات الحزب فاسدة .... و من جهة الإصلاح .... فاقد الشئ لا يعطيه ....
الأمن المصري .... مجرد عصا في يد النظام .... مرتشي في غالبيته من دول البترودولار ... لا يفقه إلا في التعذيب و هتك أعراض المواطنين ... و ذهنيا و عقائديا و مهنيا لا ينظر للشعب المصري إلا أنهم مجرد كلاب....
الجيش.... الملاذ الأخير ... لكن ماذا لو أعادنا إلي سنة 52 .. وضاعت من عمر مصر ستين سنه و إذا جاء لنا الجيش بعقلية الضباط الأحرار ... إنسي أي تقدم لمصر و ستستمر الدولة البوليسية في ثوبها الجديد... الشعب يحترم و يحب الجيش ... الفائدة الوحيدة المضمونة هي السيطرة علي البلاد بأقل الخسائر و خاصة في الأرواح ....
الإخوان المسلمون ... ثبت عمليا و قطعيا إن كل ما لهم هو مجرد دوي في الشارع المصري ... إلا أن فاعليتهم العملية قليلة جدا ... فها هي أكبر مظاهرات للمصريين تندلع بدون هتافات دينية اللهم نداء الله أكبر الذي كان هو نداء حرب إكتوبر و كل حرب و قد ردده المسيحيون مع المسلمين فهو شعار ثوري أكثر منه نداء ديني .. . الإخوان المسلمون لن يستطيعوا مواجهة الأمن و الحزب الحاكم لأنهم لم يعطوا الشعب المصري أي صورة واضحة سوي شعار الإسلام هو الحل و إقامة الدولة الإسلامية و الخلافة الإسلامية .... الشعارات التي يعرف الشعب جيدا مسلميه قبل مسيحييه إنها لن تجلب له رغيف الخبز و لن تحقق له ايا من مطالبه بسب عجز الإخوان أنفسهم عن مواجهة الأمن و الحكومة ...ثم إن شعار الإخوان هو ... طظ في مصر ... المهم هو الحجاب و الجلباب و النقاب و القبقاب و الخلافة الإسلامية الهلامية ... و طظ في مصر ...
من سيتقدم بشجاعة ليأخد بيديه دفة سفينة مصر الغارقة...هل ستبقي مصر في إنتظار فارس من وراء الغمام يخطف مصر من هاويتها .... هل سنظل نحلم بأحلام عاطفية ... هل ما نشاهده الآن هو إنتفاضة حياة لتحيا مصر من لحدها إلي ولادة جديدة ... أم هو إنفجار عفونة جسد مصر الميت الذي فاحت رائحته و الآن تتناثر نتانته إلي العالم أجمع... أين أنت يا عبد الناصر لتري ماذا فعلت بمصر ...
حسني مبارك قابع .... جمال و علاء طاروا ... أحمد عز رحل ... حبيب العادلي أطلق المجرمين المسجونين من سجونهم لينتقموا له من الشعب المصري الذي رفض ذله و زبانيته و سجونه فأطلق علي الشعب كلاب و ذئآب سلطته تخرب و تنهب و ترعب مصر و تحول مجهودات الثائرين من شباب مصر من تحريك ثورتهم إلي مجرد الدفاع عن مصر و أمن مصر ...
أمريكا كشرت عن أنيابها في تعضيد نظام مبارك الفاسد و قد ربت المستر أوباما علي كتف الرئيس المصري و طالبه بأن يكون حنين علي الشعب المصري و هو يدوسه بحذائه ... إسرائيل تولول و لا تريد أن تفقد أحسن صديق لها في تاريخها ... مبارك و نظامه حامي حمي إسرائيل ...
الثورة المصرية هذه المرة ثورة حقيقية .... ثورة الشعب و ليست ثورة حفنة بإسم الشعب... هل ستنتهي بتحقيق مطالب الشعب ... أم سينقل حسني مبارك جثة مصر من قبرها إلي قبر آخر أوسع قليلا بعد أن ضاق عليها قبر حزبها الوطني الذي دفن فيه روحها .... و الآن الفصل الأخير في مسرحية .. مصر حرة مستقلة بطولة ثلاثي عسكر مصر المرح .. مبارك و شفيق و سليمان ... و البقيه في حيتكم جميعا ... ماتت أم الدنيا و أصبحت الدنيا يتيمة



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهرو طنطاوي يصيب قلب الحقيقة الإسلامية المفجعة و يفجر القنبل ...
- أنا و أنت و الله
- إتهامات مقابل إتهامات ... هو تعليقق أحد القراء علي مقال ... ...
- إنفجار كنيسة القديسين ... ضربة معلم ... غاندي هو الحل
- حوارات قبطية في المواطنة المصرية
- السيدة إكرام يوسف ... أنا آسف ... لا أستطيع أن أقول آمين لصل ...
- القضية القبطية ... بين واقع مصر الإسلامية ... و مطالب المسيح ...
- الإنسان بين العمل و العبادة
- إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع ...
- الدين لكاميليا و الوطن لجمال ... و الله أكبر
- إصلاح الدولة المصرية – الأستاذ أمير ماركوس و نظرية المؤآمرة
- نهرو طنطاوي بين إصلاح الدش و إصلاح الكنيسة و إصلاح الدولة ال ...
- بين يهوه إلوهيم و الله الرحمن الرحيم
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة - ج-5
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)
- إصلاح مصر ... أولا: ما هي المشكلة و أين الداء؟
- إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - مصر ... الجيش هو الحل ....و العودة إلي نقطة البداية ... و لا عزاء للأحرار