أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - نظام الجنرالات الثلاثة في مصر .. هل يجتوي الغضب الشعبي المصري ؟















المزيد.....



نظام الجنرالات الثلاثة في مصر .. هل يجتوي الغضب الشعبي المصري ؟


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك باننا شهدنا بواسطة القنوات الفضائية كيف دفع الجيش المصرى بالمزيد من التعزيزات فى مواجهة أعمال السلب والنهب المنتشرة على نطاق واسع في كثير من مناطق القاهرة والإسكندرية والسويس.
وتفيد الأنباء بأن الجيش ألقى القبض على عدد من الخارجين على القانون بينما شرع سكان الأحياء في تشكيل لجان شعبية وفرض أطواق أمنية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم بعد بدء سريان حظر التجول الجديد في القاهرة والسويس والإسكندرية.
وجاء ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس المصري حسني مبارك مدير المخابرات المصرية عمر سليمان كنائب للرئيس وتكليف أحمد شفيق بتشكيل الحكومة.
يشار إلى أن منصب رئيس الجمهورية شاغر منذ تولي الرئيس مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما، ويبلغ سليمان من العمر نحو 75 عاما وهو يشغل منصب مدير المخابرات العامة منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد تولى مؤخرا عدة ملفات في مجال السياسة الخارجية مثل ملف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
أما أحمد شفيق فكان وزيرا للطيران المدني في الحكومة التي استقالت السبت و كان قائدا للقوات الجوية المصرية بين عامي 1996و2002.

وقال التلفزيون المصري الرسمي ان الرئيس مبارك قد عقد محادثات ازمة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين في مقر الرئاسة المصرية.
ونفى التلفزيون أيضا ما تردد من أنباء عن سفر علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس المصري خارج البلاد.
وقد أعلن الحزب الوطني الحاكم أنه قبل استقالة أحمد عز من أمانة التنظيم في الحزب، ويعد عز من أبرز قيادات الحزب الحاكم ومن كبار رجال الأعمال.
وأفادت الأنباء بأن مظاهرات الاحتجاج تواصلت في القاهرة ومدن أخرى للمطالبة برحيل النظام بعد الإعلان عن هذه القرارات.
اشتباكات ونهب
وقد ناشد الجيش المصري المواطنين الالتزام بحظر التجول ودعا المتحدث العسكري اللواء اسماعيل عثمان المواطنين إلى التصدي لعمليات السلب والنهب. وقال المتحدث إن الجيش يلتزم بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين مناشدا المواطنين بعدم الوقوف في تجمعات في الشوارع والمدن الرئيسية وتوعد المخالفين بإجراءات صارمة.
وكانت الأنباء قد أفادت بانتشار أعمال السلب والنهب فى عديد من أنحاء القاهرة والإسكندرية وسط غياب تام لقوات الأمن في بعض المناطق بينما شكل السكان لجانا شعبية وفرضوا أطواقا أمنية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
وقالت وزارة الصحة المصرية إن 73 شخصا على الأقل قتلوا وأكثر من ألفين أصيبوا بجراح في الاشتباكات التي تشهدها البلاد منذ الجمعة.
وقالت مصادر طبية إن خمسة اشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات يوم السبت بالقاهرة ،واكد الدكتور ياسر سيد من وزارة الصحة المصرية في حديث مع بي بي سي ان ذخيرة حية قد اطلقت على بعض المتظاهرين.
وأظهرت صور عمليات تخريب تعرض لها المتحف المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة ومقر مجمع المحاكم في شارع الجلاء. وقال مراسلنا أسد الله الصاوي إن المئات من المواطنين في منطقة مساكن الشيراتون في ضاحية مصر الجديدة نزلوا إلى الشوارع لحماية ممتلكاتهم.
وفي أحدث تطور قالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس إن 13 شخصا قتلوا في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في مدينة بني سويف جنوب القاهرة
وفي الاسماعيلية شمال شرق القاهرة أفادت أنباء باحتراق مبنى مباحث أمن الدولة بمحافظة الإسماعيلية واستيلاء المتظاهرين على الأسلحة الشخصية للضباط والجنود وفرار آخرين بعد إطلاق نار تقول الأنباء إنه أسفر عن سقوط قتيلين بين المحتجين بينما يحمي الجيش المباني الحكومية الرئيسية.
وقال مدير مكتب بي بي سي في القاهرة إن المتظاهرين تحدوا حظر التجول واستمروا في الاحتجاجات الرافضة للتغييرات التي أعلنت.
ووقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات أمن في محيط وزارة الداخلية اسفرت عن وقوع إصابات. واقامت قوات الجيش حاجزا لمنع المتظاهرين الاخرين من اقتحام مبنى وزارة الداخلية التي تتجمع قوات الامن بداخله.
وافادت وكالة رويترز ان الجيش صد محاولة من مئات الاشخاص لاقتحام احد المباني التابعة للمصرف المركزي المصري في القاهرة.
ويقول مراسل بي سي خالد عز العرب ان مدرعات الجيش قد تحركت من منعطف القصر العيني متوجهة الى موقع الاشتباكات قرب وزارة الداخلية.
وسارت الحشود وسط القاهرة مرددة شعارات تقول الشعب والجيش يد واحدة، ومطالبة برحيل النظام المصري الحاكم.
وتجمعت اعداد كبيرة من المتظاهرين امام مبنى التلفزيون المصري، ولم يتدخل الجيش لتفريقهم على الرغم من سريان حظر التجوال منذ الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي المصري.
كما احتشد اكثر من خمسين الف متظاهر وسط مدينة الاسكندرية في تظاهرة حاشدة مطالبة برحيل الرئيس المصري.
وشهدت عدة مدن مصرية اخرى تظاهرات حاشدة حملت المطالب ذاتها، شاب بعضها اشتباكات مع الامن واحداث عنف.
وأعلن التلفزيون المصري الرسمي عن ان الحكومة المصرية قدمت استقالتها رسميا الى رئيس الجمهورية بعد اجتماع عقدته صباح السبت.كما اعلن لاحقا تمديد مواعيد حظر التجول ليصبح من الرابعة عصرا الى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي المصري.
و أصدر شيخ الأزهر في مصر بيانا دعا فيه إلى وقف إراقة الدماء.
تفجير مقر امن الدولة برفح
وفي رفح بسيناء قام عدد من بدو سيناء بتفجير مقر امن الدولة في المدينة ما اسفر عن مقتل شخص واحد وجرح 12 ، كما اكد لبي بي سي الصحفي اشرف سويلم من مدينة رفح المصرية.
وسبق ان اكد المحتجون البدو في شمال سيناء تلقيهم اتصالا من "جهة سيادية" طلبت منهم التعاون في ضبط الحدود مع قطاع غزة وذلك بعد ورود تقارير غير مؤكدة عن تسلل عدد من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية.

المتظاهرون رحبوا بالجيش

ويقول خالد عز العرب مراسل بي بي سي في القاهرة ان بدو سيناء يسيطرون بالكامل على مدينتي الشيخ زويد ورفح المصريتين في ظل غياب كامل لقوات الأمن ويؤكدون عدم سماحهم بعودة قوات الشرطة الا بعد الإفراج عن معتقليهم وإسقاط التهم الغيابية. يذكر أن قوات الجيش غير مسموح لها بالدخول إلى تلك المناطق وفق اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.
تمردات في السجون
وتواردت انباء عن حصول اكثر من تمرد او اشتباكات في وقرب عدد من السجون المصرية
وذكرت مصادر في سجن ابو زعبل ان تمردا جرى داخل السجن واستولى معتقلون سياسيون على السجن وان الشرطة تحاصرهم داخل مبنى السجن.
بيد ان محمد محمود سامي احد المعتقلين السياسيين في سجن ابو زعبل قال في اتصال مع بي بي سي ان أعصاب المعتقلين هادئة الآن، بالرغم من معرفتهم انهم من الممكن ان يموتوا برصاص الشرطة.
وقال ان الشرطة قفلت الابواب عليهم وتركتهم منذ اول امس دون اكل او شرب فحاول المعتقلون الخروج الا انه تم جلب تعزيزات اضافية من الشرطة بلغت حسب تعبيره 50 شرطيا.
وافاد موفد بي بي سي الى السويس معوض جوده عن حصول تمرد بين المساجين فى سجن شبين الكوم العمومي فى المنوفية وان الامن يواجه المساجين المتمردين باطلاق عيارات نارية. واهالي السجناء تجمعوا حول السجن.
كما وقعت اشتباكات امام سجن الغربانيات في غرب الاسكندرية الذي يضم خمسة الاف سجين وسط مخاوف من امكانية نزول السجناء الى الشوارع.
وتواردت انباء اضرام النار في قسم شرطة الجيزة والاعتداء على أفراد الشرطة الذين كانوا موجودين فية
ويقول عمر عبد الرازق من بي بي سي عربي بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس المصري مساء الجمعة، وتكليف أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة، تكون مصر قد تخلصت بالفعل من حكومة رجال الاعمال التي أقالها الرئيس، لتدخل عصر حكومة الجنرالات الثلاثة
من هو عمرسليمان ؟

عمر سليمان، الذي يتولى رئاسة المخابرات منذ عام 1993 هو العسكري الأقرب للرئيس مبارك، وهو أيضا لا يمثل أي مفاجأة، بالنسبة لجمهور المتظاهرين.
فعمر سليمان كان الاسم الأبرز في ملف التوريث، كما أنه محل رضى من الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، نظرا لانخراط مؤسسته في التعاون المتبادل مع تلك الأطراف، والأكثر أن سليمان (75 عاما) لا يكتفي بإدارة ملف المخابرات وإنما تتشعب مهامه لتشمل ملفات يفترض أنها منوطة بوزارة الخارجية مثل الوضع الفلسطيني، والسودان وملف حوض النيل.
أما الفريق شفيق فهو زميل لمبارك في سلاح الجو وصديق شخصي له، وقد رشحته عدة جهات منها وول ستريت جورنال للمنافسه على منصب الرئاسة، وهو أيضا يتجاوز السبعين وقد تولى في السابق حقيبة وزارة الطيران المدني ورئاسة شركة الطيران الوطنية.
الخارج متمثلا في الولايات المتحدة وإسرائيل، يملك كلمة في اختيار الزعامة المصرية، حسبما نقل عن أحد أقطاب نظام مبارك وهو الدكتور مصطفى الفقي في العام الماضي، وقد يكون الاختيار رسالة طمأنة لهم.
وهو يشير أيضا إلى أن انتظار النظام كل هذا الوقت لم يكن اعتباطيا، بل ربما قصد لتكثيف الضغط والخوف في الشارع من حالة التسيب والفوضى، ليقبل نفس الشارع بما تطرحه الرئاسة من حلول قد لا يجد لها بديلا.
وحسب اثنين من أبرز وجوه المظاهرات فإن هذا التعيين، يعني استمرارية النظام، وأن مبارك لا يكترث بالمطالب الواضحة لجمهور المتظاهرين مراهنا على دعم الجيش ورموزه، لكي تخبو الاحتجاجات من نفسها.
كما أن من شأن هذا الاختيار لو صمد، أن يقضي على آفاق أي تحول مدني للقيادة في مصر، لكي يصبح الرئيس منتخبا مدنيا ولا يعتمد في شرعيته إلا على جمهور الناخبين
.
الصحفي ابراهيم منصور وعدد من قادة المظاهرات في القاهرة يقولون : مبارك"يتصرف وكأنه لا يزال يملك سلطة القرار، في حين أن كل ما يحدث حولنا يؤكد العكس".
من المؤكد أن هذا التعيين لو حدث قبل شهر مثلا، لأرضى أغلبية المصريين الذين كانوا قلقين على مستقبل البلاد، ومعارضين للتوريث على النموذج العائلي. كما أن الاثنين هما رديف للمؤسسة العسكرية، أو ربما يمكن تسويقهما على هذه الصورة في وقت الأزمة الراهنة.
لكن حدوثه في الوقت الراهن، يشير مجددا إلى عزلة واضحة بين النظام والمتظاهرين الذين ما زالوا يهتفون " الشعب يريد اسقاط الرئيس"، وحسب الصور الحية للمظاهرات، فإن المحتجين بدأوا يهتفون ضد عمر سليمان الذي حتى كان وقت قريب شخصية محبوبة.
كما أن تغييرا تجميليا كالذي حدث، ربما يرضي بعض الأطراف، كمسكن وقتي ، لكنه بالنسبة لكثيرين ، سيكون ثمنا قليلا جدا بعدما حدث من خسائر في الأرواح والممتلكات.
من المؤكد أيضا وحسب ما راج من تسريبات وشائعات اليوم، أن عمر وسليمان وأحمد شفيق ليسا في موقع يحسدان عليه، فتأخر الاعلان واستغراقه ساعات طويلة ربما يشير إلى قبول هذا التكليف بالمهمة المستحيلة لإرضاء الغاضبين، كنوع من الوفاء لصديق أو زميل عسكري هو مبارك، وليس لأنهما رجلا المرحلة.
لكن في الوقت نفسه، عدم ظهور قيادة ممثلة للجماعة الوطنية المصرية، تستيطع التحدث باسم المحتجين والإصرار على مطالبهم، ربما يجعل منهما خيارا عمليا، في وجه اي انتقادات خارجية، فنظام الرئيس المصري، سوف يتذرع بالتأكيد بان ما قام به هو المتاح لعدم وجود اجماع حزبي أو قيادة بديلة يمكن أن يترك لها مستقبل مصر.
يوم قهر فيه المصريون الخوف

وتناولت صحيفة الجارديان التطورات في مصر، وقالت إن يوم الجمعة هو اليوم الذي تخلص فيه المصريون من خوفهم، خوفهم من مركبات الأمن المركزي والشرطة، من رجال الشرطة ذوي الملابس المدنية الذين أذاقوهم الأمرين، من مقر الحزب الحاكم حيث يجري تزوير الانتخابات.
وقالت الجارديان إن أكبر قوة في الشرق الأوسط فقدت السيطرة على شوارع القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس.
وقد وصفت الجارديان الاحتجاجات في مصر "بالثورة", وقالت إن هذه الثورة لا تهدد نظام حسني مبارك فقط، ولكنها تشكل تهديدالا لاستراتيجيات الولايات المتحدة وبريطانيا في الشرق الأوسط.
وقالت الجارديان إن التردد الذي بدا من مبارك يوم الجمعة ضاهاه التحول الواضح في التوجه الذي اتخذه تصريح هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية، حيث قالت كلينتون منذ يومين فقط إن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المصري.
ولكن بعد أحداث الجمعة أصبحت مطالبة كلينتون برفع القيود على الانترنت والاستجابة لمطالب الشعب أكثر قوة
وقالت الصحيفة إن هذا التغير في الموقف الأمريكي بعد فوات الأوان، حيث لم يغب عن المصريين التأييد المبدأي الذي أبدته كلينتون لمبارك.
وفي مقاله في الاندبندنت كتب روبرت فيسك من القاهرة "الشعب يتحدى الديكتاتور ومستقبل أمة على المحك".
وقال فيسك في مقاله "قد تكون النهاية. إنها بالتأكيد بداية النهاية"
وقال فيسك إن المظاهرات اتسمت بالشجاعة وغلب عليها الطابع السلمي ولكن ما يصيب بالصدمة، حسب مال قال فيسك، كان ما قام به بلطجية النظام الذين يرتدون ملابس مدنية الذين هاجموا وضربوا المتظاهرين بينما لم يحرك رجال الشرطة ساكنا.
وأضاف فيسك في مقاله " كيف يمكن للمرء يوما قد يكون صفحة فارقة في تاريخ مصر! ربما يجب على الصحفيين أن يتوقفوا عن التحليل وأن يقصوا ويصفوا ما جرى في أرجاء واحدة من أعرق مدن العالم".
هل هناك دعم سري أمريكي للمتمردين
صحيفة "ديلي تليجراف" كشفت عن "الدعم السري الأمريكي لقادة المتمردين وراء انتفاضة المصريين".
وقالت ديلي تليجراف إنها علمت أن الحكومة الامريكية تدعم بصورة سرية شخصيات بارزة وراء الانتفاضة المصرية، وأن هذه الشخصيات كانت تخطط "تغييرا في النظام" منذ ثلاثة أعوام.
وتقول ديلي تليجراف إنها علمت أن السفارة الأمريكية في القاهرة ساعدت معارضا شابا على حضور قمة برعاية الولايات المتحدة في نيويورك للنشطاء الشباب، وعملت على اخفاء هويته عن أمن الدولة في مصر.
وأضافت الديلي تليجراف أن هذا الناشط الشاب لدى عودته إلى مصر عام 2008 أبلغ دبلوماسيين أمريكيين أن تحالفا من الجماعات المعارضة وضع خطة للاطاحة بمبارك وتنصيب رئيس منتخب ديمقراطيا عام 2011.
وأضافت الصحيفة أن هذا الناشط قد اعتقل من قبل الأمن المصري بسبب مظاهرات وأن الديلي تليجراف تحمي سرية هويته.
وقالت ديلي تليجراف إن هذه المعلومات جاءت في برقيات دبلوماسية سرية نشرها موقع ويكيليكس.
صحيفة الاندبندنت نشرت على صفحتها الرئيسية مقالا للكاتب روبرت فيسك تحت عنوان " يوم الحساب في مصر" وعرضت صورة كبيرة للأدوات التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين.
يطرح الكاتب في بداية المقال تساؤلا " يوم الجمعة هل هو يوم للصلاة أم يوم الغضب"؟ ويقول فيسك إن مصر بأكملها في انتظار ما سيسفر عنه هذا اليوم فضلا عن حلفائها الغربيين بعد ليال من العنف هزت ثقة الولايات المتحدة في نظام الرئيس مبارك "الطاعن في السن" الذي يتمسك بالسلطة.
وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن قتل خمسة أشخاص خلال الاشتباكات مع الشرطة المصرية كما تم اعتقال ألف شخص واعتدت الشرطة بالضرب على النساء ولأول مرة تم إشعال النار في مقر للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وأضافت أن هناك الكثير من الشائعات تتردد وسط هذه الأجواء ما بين تقارير عن فرار أحد مستشاري مبارك إلى لندن ومعه 97 حقيبة مليئة بالنقود وتقارير أخرى تتحدث عن غضب الرئيس من كبار ضباط الأمن وتوجيههم بعدم التعامل بقسوة مع المتظاهرين.
ويقول فيسك إن محمد البرادعي زعيم المعارضة والحائز على جائزة نوبل والمسؤول السابق في الأمم المتحدة سابقا عاد إلى مصر مساء الخميس ولكن لا أحد يعتقد ، ربما باستثناء الامريكيين ، أنه سيكون محورا لحركات الاحتجاج التي انتشرت في شتى أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين الغاضبين طلبوا من أفراد الشرطة المنتشرين في البلاد الانضمام إليهم وأن هؤلاء المتظاهرين يرفضون التفاوض ولهم مطلب واحد هو أن يغادر مبارك البلاد.
وأضاف الكاتب أن البعض يتحدث عن ثورة في مصر ، ولكن ليس هناك من يحل محل رجال مبارك فهو نفسه لم يعين نائبا له مشيرا إلى حديث أجراه مع صحفي مصري ذكر خلاله الصحفى أنه يشعر بالأسى تجاه مبارك الذي يعيش في وحدة وعزلة.
ويرى الكاتب أن الحكومة المصرية تختبيء وراء القوة الغاشمة لأجهزة الأمن وأنها عاجزة أمام ثورة البشر وثورة التكنولوجيا وتبادل المعلومات على صفحات الانترنت.
ووفقا للكاتب فإن النظام المصري ورط نفسه في عدة مشاكل أهمها عدم وجود القائد البديل بعد أن عمد النظام إلى طمس وإبعاد أي شخص يملك الشخصية القيادية واعتقال وحبس النشطاء.
ويضيف أن الولايات المتحدة ودول الغرب تطالب الحكومة بالاستماع لمطالب المتظاهرين ولكن من هؤلاء ومن قائدهم ،هم المواطنين الذين عانوا على مدار عقود من الذل والقهر.
إصلاح ليس ثورة
صحيفة الديلى تلجراف تناولت الموضوع أيضا ونشرت مقالا تحليليا تحت عنوان " مصر تحتاج إلى إصلاح وليس ثورة".

وتقول الصحيفة إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيج مطالبته للحكومة المصرية بضرورة " الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمع" وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلجراف أن ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي للرئيس مبارك كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثير من منظمي الاحتجاجات من الشباب المتعلمين من الطبقة المتوسطة الذين شعروا بالاحباط لانعدام الفرصة المتاحة لهم في بلد خضع لقانون الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في عام 1981.
وأضافت أنه بدلا من أن تقوم الحكومة بالاستماع لمطالب المحتجين شنت حملات اعتقال جماعي، والآن هي متهمة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يستخدمها منظمو الاحتجاجات لتنسيق حملاتهم.
وحذرت من أن نظام مبارك يمكن أن يكون مصيره الفناء مثلما أطاحت الاحتجاجات في تونس بنظام الرئيس زين العابدين بن علي إذا ما أصرت الحكومة على تحدي إرادة الشعب المصري.
وقالت صحيفة الجارديان إن الرئيس مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى "نظام جديد" بديلا لنظام مبارك.


وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات.
ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله لدى وصوله إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة " هذه لحظة حرجة في تاريخ مصر ولهذا حضرت لمشاركة الشعب هذه اللحظة".
ووفقا للجارديان فإن حواجز أمنية ورجال جهاز أمن الدولة منعوا الجماهير من استقبال البرادعي ولكن ذلك لم يمنعهم عند رؤيته من الصياح " نريدك معنا غدا يا دكتور".
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاب مصري يعمل طبيب أسنان ويدعى شريف قوله " نحن مصريون ومن واجبنا استقبال البرادعي الذي نريده أن يقودنا إلى التغيير الذي نسعى إليه".
ورفض شريف الانتقادات التي وجهت للبراعي لتأخره في الانضمام للاحتجاجات قائلا " هذا ليس دوره أن يحتج، نحن من نخرج إلى الشارع للاحتجاجات ونريده فقط أن يكون قائدا لنا ورمزا لما بعد، وهو ما نفتقده الآن".

اما الفاينانشيال قالت قد زيادة الضغوط على مبارك" على وصول البرادعي إلى مصر ونقلت عنه قوله " إن حاجز الخوف انكسر ولن يعود مرة أخرى".
وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان من المقرر أن يعقد اجتماعات مع زعماء وقادة القوى السياسية المعارضة للإعداد إلى رد سياسي على نظام الرئيس حسني مبارك.
وتناولت الصحيفة أيضا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الأوضاع في مصر والتي أضوح فيها أن " الإصلاحات السياسية ضرورية بشكل مطلق" من أجل مصر على المدى البعيد.
ونقلت الصحيفة أيضا عن عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها البرادعي قوله إن المعارضة حددت مطالبها وهي انهاء حكم الرئيس مبارك وحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن الأوضاع في مصر أثرت على البورصة المصرية التي سجل مؤشرها أكبر انخفاض له منذ عامين مع زعزعة ثقة المستثمرين في استقرار نظام الرئيس مبارك.
نبذة عن عمر سليمان نائب الرئيس المصري
بث التلفزيون المصري صورا لسليمان وهو يؤدي اليمين الدستورية امام الرئيس المصري. وسبق ان وصفت بعض التقارير سليمان بأنه "رجل الظل الذي قد يبزغ كزعيم لمصر".
وظل منصب نائب الرئيس شاغرا في الرئاسة المصرية منذ تسنم الرئيس مبارك هرم الرئاسة عام 1981، اذ ظل مبارك يرفض تعيين نائب له لحوالي ثلاثة عقود من حكمه.
ولد سليمان في محافظة قنا جنوب مصؤ 2 يوليو/تموز عام 1936، والتحق بالكلية الحربية في القاهرة عام 1954 ليبدأ مشواره مع المؤسسة العسكرية المصرية.
كما تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي السابق.درس العلوم السياسية في مصر في جامعتي القاهرة وعين شمس وحصل على شهادتي ماجستير بالعلوم السياسية والعلوم العسكرية.
ترقى في سلم الوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1992 ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية قبل ان يتم تعينه في 22 يناير/كانون الثاني عام 1993 رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
شارك سليمان في معظم الحروب المصرية بدءا من حرب اليمن عام 1962 وحرب العربية الاسرائيلية عامي 1967 و 1973.
اشتهر سليمان بتوليه الملف الفلسطيني بتكليف من الرئيس المصري مبارك وقام بعدة مهام مكوكية للتوسط بين الحركات الفلسطينية لاسيما الخلاف بين فتح وحماس كما تولى مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما إنه قام بعدد من المهمات الدبلوماسية في عدد من الدول كالسودان وليبيا.
كما ظهرت حملة شعبية في سبتمبر من عام 2010 تطالب بانتخابه رئيسًا للجمهورية.
وتحدث بعض التقارير عن ارتباط سليمان بعلاقة وثيقة خاصة بمبارك توطدت بينهما على إثر تعرض الرئيس لمحاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995.
يومها كان من المقرر أن يستقل الرئيس مبارك عربة عادية، إلا أن عمر سليمان أصر على إرسال عربة مصفحة من مصر إلى إثيوبيا قبل محاولة الإغتيال بيوم واحد.
ويتمتع سليمان بعلاقات جيدة مع الغرب الذي قدر دوره في كبح جماح الحركات الاسلامية الجهادية المتطرفة في مصر ابان رئاسته للمخابرات المصرية.
واعلن الرئيس المصري حسني مبارك تكليف وزير الطيران المدني الفريق احمد محمد شفيق برئاسة الحكومة المصرية الجديدة في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس مبارك ونظامه.
ويعد أحمد شفيق احد المسؤولين المقربين من الرئيس مبارك، وتحدر مثله من المؤسسة العسكرية التي خدم فيه في سلك الطيران حتى وصل الى رتبة فريق قبل ان يتولى حقيبة وزارة الطيران في الحكومة المصرية عام 2002
تولى رئاسة أركان القوات الجوية عام 1991، ثم عين قائدا للقوات الجوية في ابريل/نيسان 1996، وقد بقي في منصبه حتى عام 2002 حيث عين وزيرا للطيران المدني في حكومة المصرية.
وظل شفيق لوقت طويل عسكريا مهنيا بعيدا عن ممارسة النشاط السياسي، لذا بدا بالنسبة للكثيرين من شخصيات الظل البعيدة عن مقدمة المشهد السياسي المصري.
وقد تعطيه هذه الصفة جواز قبول في الشارع المصري او في المؤسسة العسكرية، وسط الاتهامات لعدد كبير من الوجوه البارزة في النظام المصري بشبهات الفساد.
ولد شفيق ولد في القاهرة في تشرين الثاني - نوفمبر 1941. وتخرج في الكلية الجوية عام 1961 عمل طيارا بالقوات الجوية المصرية، وشارك في كل الحروب التي خاضتها مصر عبر عمله في المؤسسة العسكرية المصرية .
وواصل تلقيه العلوم العسكرية ليحصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب‏ العليا للأسلحة المشتركة بباريس ودكتوراه الفلسفة في الإستراتيجية القومية للفضاء الخارجي.
كما عمل ملحقا عسكريا في السفارة المصرية بالعاصمة الإيطالية روما من عام 1984 إلى عام 1986.
وفي لجة التظاهرات التي عمت كل المدن المصرية المطالبة باسقاط النظام المصري كلفه الرئيس المصري مبارك بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف على خلفية تلك التظاهرات.
وكان مبارك قد دعا في خطاب متلفز الجمعة حكومة نظيف للاستقالة وقال انه سيكلف الحكومة الجديدة بالتعامل مع اولويات المرحلة القادمة. واصفا الاحتجاجات وما وصفه بـ"ما حدث من نهب وفوضى" في مصر منذ الثلاثاء الماضي بأنها جزء من مخطط لهز استقرار البلاد
وأدت التطورات السياسية المتسارعة في مصر منذ خمسة أيام إلى أثار سلبية على بورصتي القاهرة والسعودية، مع توقعات بامتداد هذه الازمة إلى دول أخرى في المنطقة.
وقد أعلن في مصر أن بورصة القاهرة وجميع البنوك ستظل مغلقة حتى يوم الأحد على أقل تقدير، بعد نهاية العطلة الاسبوعية يوم السبت.
وكان مؤشر سوق الأوراق المالية المصرية قد انخفض بصورة كبيرة منذ اندلاع المظاهرات والاحتجاجات منذ الثلاثاء الماضي.
وذكر التلفزيون أن خسائر البورصة بلغت 12 مليار دولار يومي الاربعاء والخميس الماضيين قبل العطلة الاسبوعية.

وهبطت الاسواق بنسبة 6.25 بالمئة بعد 15 دقيقة فقط من بدء التعامل يوم الخميس قبل ايقاف التداول بصورة مؤقتة. ولكن الإيقاف زاد أكد مخاوف المستثمرين واستمر الهبوط مع عودة التداول.
وقد جاء الهبوط الذي تعرضت له البورصة المصرية اثر انخفاض بنسبة 6.1 بالمئة يوم الاربعاء. وقد جاء هذا الانخفاض على اثر احتجاجات حاشدة ضد الحكومة الهمتها المظاهرات التي أدت للاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن على.
وفي السعودية اغلق مؤشر السوق المالية السعودية الاكبر في الدول العربية السبت على انخفاض حاد على خلفية الاحداث في مصر.
وتراجع مؤشر السوق السعودي بأكثر من 6 في المئة مما سبب حالة من القلق الشديد في السوق.
ويخشى بعض المتداولين من انتقال هذه العدوى إلى بقية الأسواق الخليجية التي تفتح أبوابها الأحد.
وخسرت أسهم قطاع البتروكيماويات القيادي في السوق السعودية أكثر من 8 في المئة من قيمتها، بينما بلغت خسائر قطاع المصارف والخدمات المالية حوالي 4 في المئة والقطاع العقاري بأكثر من 6 في المئة.
كما انخفض قطاع التامين بنسبة 9 في المئة وقطاع الاتصالات بحوالي 6.7 في المئة وقطاع شركات الاستثمار بأكثر من 8 في المئة وقطاع التشييد والبناء بأكثر من 7 في المئة.
وطال الانخفاض جميع الشركات التي تم التداول باسهمها اليوم السبت والبالغة 145
شركة, بحسب موقع السوق السعودية.
وتفتتح الاحد الاسواق الخليجية الست الباقية, أي ابوظبي ودبي والكويت والدوحة ومسقط والمنامة.
مع نزول الجيش المصري إلى شوارع القاهرة والمدن الكبرى، يبرز السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تخذل المؤسسة العسكرية المصرية المتظاهرين، وتنحاز إلى نظام الرئيس المصري لـ"إنقاذه" ؟
الصورة الراهنة تشير إلى مأزق ضمير تتعرض له هذه المؤسسة، فالمصريون والمحتجون بصفة خاصة ، يراهنون عليها باعتبارها "المنقذ" الذي قد يكون ولاؤه للدولة وليس للنظام أي نظام، وهو ما عبروا عنه بالهتافات، وبالتقاط الصور أمام المدرعات ومع العسكريين.
لكنها نفس المؤسسة التي منحت ولاءها التام للرئيس المصري وأمنت حكمه طوال أكثر من ثلاثين عاما. وهي مؤسسة عمل مبارك وبدأب خلال ترؤسه لها على تحييد قياداتها الشعبية بإبعادهم، سواء قسرا مثلما حصل مع وزير الدفاع السابق عبد الحليم أبو غزاله، أو بنقلهم إلى مواقع مدنية وخدمية غير مؤثرة.
وهي مؤسسة تعرض دورها الأقليمي لاحتواء متواصل تجلى واضحا في عزلها عن الملفات الحيوية للأمن القومي المصري بدءا من السودان وحتى غزة والأراضي الفلسطينية، أو التعاون العسكري مع الدول العربية المؤثرة في الإقليم.
وفي مقابل عزلها عن الدور الإقليمي الطموح للعسكرية المصرية، منذ نشوئها كجيش مجند من أبناء الشعب على أيدي محمد ونجله ابراهيم باشا وأحفاده في النصف الأول من القرن التاسع عشر، تمكن الرئيس مبارك وعلى مدى سنوات من ابعاد الجيش ايضا عن الصورة الداخلية وفصله عن المشاعر الشعبية، بإغراق العسكريين وعائلاتهم بالمكاسب التي تميزهم عن القطاعات الأوسع من الشعب، ومنها المساكن المدعمة والمستشفيات والنوادي، حتى دور السينما والفنادق ، والمنتجعات.
رغم ذلك أشارت الوثائق المسربة للخارجية الأمريكية عبر موقع ويكيليكس ، إلى أن الجيش لا يزال متمسكا بعقيدته التقليدية فقط فيما يتعلق بالوضع الإقليمي، ورفضه أن يتحول إلى آلية لمكافحة الإرهاب عبر الحدود مع إسرائيل، مقابل ما يتلقاه من معونات أمريكية تطالب واشنطن بان تصب لصالحها المشترك مع مصر وإسرائيل.
وتصر قيادات الجيش على أن هذه المعونات ليست منحه وإنما ثمن عادل مقابل دخول مصر في معاهدة سلام مع الدولة العبرية، بل أن أحد محاضر الجلسات المسربة، نقلت احتجاج قادة عسكريين مصريين على تقليص نصيب مصر من المساعدات العسكرية مقارنة مع ما تحصل عليه إسرائيل، بدلا من 3 إلى 2 لتصبح حسب التوزيع الراهن 5 إلى 2.
الجيش والتوريث
حسب ما تسرب من مصادر مصرية ، فقد تردد الجيش في النزول إلى الشارع، لان الرئيس لم يطرح مخرجا أو ورقة يقدمها الجيش للمتظاهرين مقابل كسب ثقتهم.
في المرات السابقة والتي نزل فيها الجيش للشارع، كانت القيادة السياسية ترفق القرار إما بتراجع عن الخطوات التي تسببت في الأزمة مثلما فعله السادات بعد انتفاضة الخبز 1977 وما فعله ناصر بعد مظاهرات محاكمة الطيران في فبراير 1968 وحتى بعد احداث الأمن المركزي في عام 1986
المثير للدهشة أن أحدث الوثائق المسربة عن ويكيليكس ومنسوبة الى السفيرة الأمريكية الحالية في القاهرة مارجريت سكوبي، تشير إلى أن الجيش لم يعد يمانع في توريث السلطة وانتقالها بشكل ناعم من مبارك الاب إلى مبارك الابن، رغم ما تردد سابقا عن معارضة المؤسسة العسكرية لذلك.
وطبقا للوثيقة التي نقلت عن الوزير السابق على الدين هلال، أحد رموز تيار جمال مبارك، والبعض يصنفه بأنه عرابه السياسي، فإن الجيش "لا يمانع طالما نضمن له مصالحه الاستثمارية في نقل السلطة لحاكم مدني يقصد ضمنيا جمال مبارك" لان الجيش مقتنع بالانتقال الدستوري للسلطة.
استمرار مظاهر الاضطراب في مصر، قد يستتبعه أيضا تغير أو "بعث الدم" في روح تلك المؤسسة العسكرية المهملة، التي وجدت نفسها فجأة محل ترحيب ومسؤولية لم تتحسب لها يوما.
فالعسكريون النظاميون الذين ينتمون لكل طبقات الشعب وانتماءاته الجغرافية والدينية، تلقوا الاستدعاء من الثكنات والمصالح الاستثمارية من نفس القائد الأعلى الذي حيدهم طوال العقود الماضية فيما اطلق يد معكسر رجال الأعمال في تحديد المصالح العليا لمصر، حسب معلقين كثيرين، لكنهم الآن وبعد أن اختفى ذلك المعسكر يجدون أنفسهم مطالبين بحماية نظام لم يشاركوا فعلا في صياغة عقيدته.
لكن المهمة ليست سهلة، فالهيكل السياسي والأمني لهذا النظام توارى ولم يتحطم تماما، والجيش، الذي وردت أنباء عن وقوع بعض الاشتباكات بينه وبين قوات الأمن، لم يحسم أمره بعد، هل يتدخل لحماية النظام فقط دون الاكتراث بالأمن العام، أم يعلن سيطرته على كل شيء بما في ذلك حماية الأمن العام؟
ربما لن تأتي الإجابة متأخرة في انتظار تسوية الأوراق السياسية للنظام، فقد استغرق الأمر خمس ساعات كي ينزل الجيش فعليا إلى الشارع بعد صدور اوامر نشره، وربما تكون المؤسسة العسكرية في انتظار مزيد من الضغط الشعبي الذي يقصي الواجهة السياسية تماما ويجعلها فعليا وواقعيا في مهمة انقاذ عاجلة.
بعد كل ذلك نقول هل نظام الجنرالات الثلاثة في مصر .. سوف يجتوي الغضب الشعبي المصري ؟



#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث تونس درس قاسي للانظمة العربية وجنوب اليمن درس قادم
- توكل كرمان كسرت القيد في اليمن والي الابد
- صحيفة التلجراف البريطانيا رياح تونس تجتاح الأنظمة العربية مع ...
- بلاع صحفي للمعارضة الجنوبية (التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج) ...
- ظاهرة إقدام المحتجين على إشعال النار في أنفسهم للتعبير عن يأ ...
- وزيرة مسلمة من حزب المحافظين تقول التحامل ضد المسلمين في بري ...
- إلى أين تتجه تونس والعالم العربي؟و اليمن أكثر ترشحا للانهيار ...
- السيرة الذاتية لزعيم الاحرار في اليمن الداعية الاسلامية الشي ...
- الولايات المتحدة وبريطانيا ترسلان المزيد من القوات الخاصة ال ...
- تزايد اغتصاب الأطفال والعنف ضد النساء في اليمن
- ايران 2011 م توافق على استئناف المفاوضات مع الغرب و خيار الق ...
- القطب الصوفي الشيح أحمد بن علوان
- بريطانيا ,, حكومة ائتلاف حاكم مابين حزبي المحافظين والديمقرا ...
- مصالح استراتيجية ايرانية للحصول على موطي قدم نائب الرئيس الإ ...
- الانتخابات المصرية لا نزيهة ولاشفافة والرئيس مبارك سبفوز بها ...
- وتيقة مشروع البرنامج السياسي للحراك السلمي لتحرير الجنوب وقر ...
- لقاء القاهرة للقيادات الجنوبية ’’ الابعاد الحقيقية ,, والاهد ...
- عدن.. نحن عاشقين ومحبين
- روسيا والناتو: رياح التغيير أم عصف من الماضي؟
- كلنا شركاء في صنع مستقبل دولة الجنوب


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - نظام الجنرالات الثلاثة في مصر .. هل يجتوي الغضب الشعبي المصري ؟