|
مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 21:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع مجئ " سليمان " مصر تطوي صفحة مبارك مع تعيين عمر سليمان مدير جهاز المخابرات العامة المصرية ، نائباً للرئيس ، بعد أكثر من ثلاثة عقود على حكم " مبارك " لمصر ، فإن هذا التعيين يأتي ليسدل الستار الأخير على دراما آل مبارك ، وطي صفحته وورثته الى الأبد . وهو بذات الوقت المخرج المناسب سياسياً لتنحي مبارك لاحقاُ عن السلطة . بيد أن هذا التعيين من وجهة نظر أخرى يطرح جملة تساؤلات وأبعاد . هل سيصبح الجنرال سليمان رئيساً " شرعياً " اخر للبلاد دون إنتخابات عامة ..؟! ربما ؟ طالما أن المؤسسة العسكرية في مصر هي جزء من السلطة السياسية . فهذا ما يتوقعة البعض ، فلم يحكم مصر منذ رحيل الملك فاروق ، " مدني " واحد من خارج المؤسسة العسكرية . حالها كحال العديد من البلدان " العربية " المحكومة بالعسكر والحرامية معاً . مصر ما بعد مبارك الى أين ربما هذا السؤال الأهم هل تتجه نحو التغيير والإستجابة لمطالب الناس في الديمقراطية والتعددية والمساواة الإجتماعية . وتلبية الحقوق الإجتماعية والمعيشية للمواطنين وفرص عمل للعاطلين عن العمل . ؟؟ وعودة آلاف المهاجرين الى أسرهم من بلدان الهجرة والشتات ؟ وإلغاء قانون الطوارئ الأبدي ، والأفراج عن المعتقلين السياسيين منذ أيام السادات وحتى الأن ! هل تشهد القاهرة ربيعاً قادماً ؟ أم أن الجنرال سيسير على خطى سلفه ؟ ويصبح بدوره مبارك أخر ؟ المظاهرات قد تتوقف ويعود الهدوء الى الشوارع .. لكن ما مصير شعارات هذه الإنتفاضة ، ومن الذي سيواصل الدفاع عنها حتى تحقيق مطالب الناس .؟ الجنرال سليمان ، كان مرشحاً سابقاً لتولي منصب نائب الرئيس منذ " الإنتخابات " البرلمانية السابقة ، لكن الصراع العائلي داخل آل مبارك ورغبة جمال الأبن في التوريث رغم نفيه " الشكلي " المتكرر في حينها لفكرة التوريث ،حال دون وصول سليمان الى هذا المنصب . فيما كان جمال مبارك يشدد قبضته الإقتصادية على كافة مرافق البلاد ، سواء من خلال منصبة في " الحزب الوطني " كأمين للسياسات الإقتصادية ، أو من خلال مجموعة الشركات المملوكة له مع بعض المستثمرين الفاسدين ، ومع أبناء عدد من الحكام " العرب " ، الى جانب بعض رموز فلسطينية ، متهمة بسرقة أموال الشعب الفلسطيني . الجنرال سليمان ، الأن في مواجهة البرادعي ، الأول مرشح السلطة العسكرية – الأمنية القوية . والبرادعي يمثل رموز الطبقة الوسطى الضعيفة . وبالتالي طبيعة الصراع بين القوتين ليست متكافئة " ..."؟! مصر الأن مفتوحة على كافة الإحتمالات ، ومن الصعب التنبؤ بالمستقبل . ففي المعادلة المصرية هناك أكثر من طرف دولي ، يشارك في صنع خارطة مصر لما بعد مبارك ، بسبب ما تمثلة مصر من ثقل سياسي ، وإستراتيجي إقليمي في المنطقة . وبشكل خاص فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ، وقضايا متوسطية أخرى . بيد أن الأهم من ذلك أنها مستقبلها القريب جداً هو مؤشر لإتجاهات سير رياح التغيير في المنطقة . فلم يعد أحد من أصدقاء النظام العربي ، على إستعداد لتحمل نتائج ما ستؤول اليه الأوضاع القادمة . وهو ما يعني أن هناك قوى دولية وإقليمية شرق أوسطية عديدة " أعتقد " أنها تحاول ضبط عملية التغيير القادمة ، بحيث لا تتصادم مصالحها ولا تتقاطع مع مصالح النظام الجديد . وهي بذات الوقت داخل اللعبة ، وليس خارجها . وربما " القلق " الذي خيم على ندوة دافوس ، وطبيعية الإهتمام الأوربي بما حدث في تونس وما يحدث في مصر يفسر طبيعة الأهتمام المتزايد ، في دعم أصوات التغيير بطرق ناعمة . فقد أصبح النظام السياسي " العربي " عالة على المجتمع الدولي . والجميع يطالب برحيله قبل فوات الأوان . وهنا أتحدث عن حزام " عربي " يتشكل من ليبيا واليمن والسودان وسوريا والأردن والجزائر وموريتانيا . ومعهم " الحالة الفلسطينية بشقيها " التي قد يجري ترحيلها سياسياً الى حالة أخرى. وهو حزام ما يسمى بدول البؤس والفقر . أما الحزام الأخر ، ربما موعده في فجر قادم .
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟
-
إذهب الى الجحيم؟
-
اليسار الإلكتروني - الجذري - والوصايا العشر
-
أيها الحاكم ..إرحل فوجودك ..عار علينا ..
-
وددت ، لو أحببتك منذ الولادة .. لكان العمر أجمل .
-
حان موسم / شراء الفرح ..؟!
-
نبحث عن - إله - / لا يعتبر العلمانية عدواً له ..؟!
-
مات - الإله - عندما أصبح الإنسان وكيلاً عنه ، ونائبه الأرضي
...
-
أي غد لأوربا ..وأزمة البحث عن الهوية والمستقبل ..؟
-
هل يتحول الإتحاد الأوربي / الى نادٍ للكبار فقط ..؟
-
لماذا صاح الديك / هلولويا ..هلولويا ؟
-
في عيد - الملائكة - / حتى الشيطان رقص وشرب خمراً
-
الناخب اليوناني يوجه / صفعة قوية لأحزابه ..؟!
-
الدجاجة التي باضت بيضة مربعة ..؟!
-
هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -
-
خربشات - مرغريتا - الصغيرة ..!
-
هل - الإله - مؤلف كتب ..أم خالق الحياة ..أو قاتل للإيجار ..؟
...
-
موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..
-
من بحر عكا.. الى بحر أثينا ؟
-
صراع - القات - والأيديولوجية / في اليمن - الديمقراطية - ؟!
المزيد.....
-
السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
-
على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال
...
-
-آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف
...
-
مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ
...
-
ما هي الآثار الجانبية للموز؟
-
عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
-
ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
-
باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ
...
-
محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
-
الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|