أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس














المزيد.....

أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 21:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثلاثون عاما احتاجها الرئيس المصري لكي يهتدي من الثمانين مليونا من المصريين الى من يستحق ان يكون نائباً له في خطوة تؤكد على الاعورار الكبير والمأساوي للقراءة الرسمية للحراك السياسي الشعبي العارم في مصر..
خطوة قد تحمل دلالات بالغة التحديد على ان النظام الحاكم ما زال عاجزا عن استنباط الحلول من خارج بنيته وهيكله التنظيمي.. وان الاعتماد الاول ما زال على الاجهزة الامنية شديدة الالتصاق بجسم النظام..ولكن اهم هذه الدلالات قد تكون في ان الولايات المتحدة الامريكية قد تحسست بما لا يقبل اللبس مدى هشاشة وورقية النظام المتنمر..وتوصلت لقناعات اكيدة بانتهاء العمر الافتراضي للرئيس مبارك واخذت على عاتقها ترتيبات عاجلة لعملية انتقال اكثر سلاسة واكثر خضوعا للسيطرة مما هو منتظر من استمرار الاحتجاجات الشعبية..
ويبدو ان هذه الترتيبات الخارجية من قبل الغرب اوالداخلية من قبل رأس النظام على حد سواء قد التقت على ضرورة الاعتماد المرحلي على اللواء عمر سليمان ..هذا الرجل الذي تخبرنا سيرته على تحصله على خبرة طويلة في المجال العسكري بدأها بانخراطه في القوات المسلحة المصرية منذ عام1954 مدعماً بتدريب اضافي في الاتحاد السوفيتي.. مشفوعاً بشهادات عليا في العلوم السياسية..ليتنقل بعدها متقلباً صعوداً بالمناصب الامنية حتى وصل الى منصب رئيس جهاز المخابرات المصرية وهو الموقع الذي حافظ عليه منذ عام1993 حتى الان.
فليس من الخفي ان اغلب الملفات الحساسة وبالغة التعقيد والتشابك والتي من الممكن ان تدفع الولايات المتحدة الامريكية للتدخل لصالح استمرار النظام الحالي متموضعة داخل ادراج رئيس المخابرات المصرية القوي..
فاللواء سليمان هو المسؤول الاول والمباشر والفعلي عن ملف القضية الفلسطينية المعقد والحساس وخصوصا من حيث رعايته المباشرة لملف الهدنة بين حركة حماس واسرائيل من جانب و مفاوضات السلام ما بين السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي من جانب آخر..وخصوصا توليه الاشراف قدس اقداس النظام المصري الا وهو ملف جلعاد شاليط..اضافة الى مهماته السياسية العديدة في السودان، وليبيا، والعربية السعودية..
كل هذه الخبرات –مضافة الى القبول الامريكي طبعا-..وتجربته في قمع الحركات الاسلامية المتطرفة..قد تعلي من قيمة اسهم اللواء سليمان في استدرار الدعم الغربي لتوليه المسؤولية- او لاستمراره في ظل النظام كما يأمل مبارك-..رغم عدم تحصله على الخبرة اللازمة لادارة ملف الاقتصاد المتعثر او ضعف الخدمات العامة ..وهي بالتأكيد مما لا يكترث بها الغرب مقارنة بالامكانيات السياسية او الامنية..
ولكننا وبقراءة بسيطة تحاول التقاط الانفاس في خضم هذا التسارع المذهل للاحداث ..لن يصعب علينا الوصول الى نتيجة ان فرص الرئيس مبارك قد تكون اضمحلت بشكل كبير الى درجة ان لا تصلح معها هذه المحاولات الترقيعية وان الامور تتجه نحو تنحيته عن السلطة عن طريق تفاهم يحفظ خروجه السلس بضمانات امريكية قوية..
فالرئيس مبارك لم يستوعب الاشارات المتكررة بعدم الرغبة الغربية في تكرار المشهد التونسي والدخول في تحالف مدنس خاسر مع اوراق محترقة حد الترمد..وقام بتعكير الاجواء بصورة اكثر خطلا باعتماده على الخيار الصعب المفخخ من خلال البناء على عامل القوة الحديدية المفرطة داخل فضاء اعلامي مغلق اعتماداً على الجيش في قمع الاحتجاجات وضبط الملف الامني لصالح النظام..وهذا الخيار بدا من الجلي ان الاحداث الاخيرة والموقف الوطني الشريف للقوات المسلحة المصرية وتحمله مسؤوليته الوطنية التاريخية قد اسقطته من الحسابات وتجاوزته بمراحل..
هذا الخيار..مصحوبا بالصور التي تظهر مئات الالوف من المصريين في الشوارع مطالبين بإسقاط نظام مبارك وحكومته وإنهاء الحكم المستبد والمطلق للفرد الواحد في البلاد..والذهول الدولي من دخولهم في معركة تاريخية مفتوحة شجاعة مع قوى القمع المركزية في مختلف أنحاء البلاد بشكل لم تكن الإدارة الأميركية وآخرون في واشنطن يتوقعونه أبدا.. يبدو انه قد حشر الادارة الامريكية في زاوية استخدام كل نفوذها الكبير داخل الادارة المصرية للتأكيد على النتيجة الأخيرة المتمثلة في التضحية برأس النظام مقابل عدم الدفع بمصر الى اتجاهات قد تكون غير مستساغة من قبل الادارة الامريكية الحالية..
والان..على الرئيس مبارك ان يعي الان ان نبضات قلبه في الحكم قد استنفذت..وان عليه ان يسارع الى تأبط الموقف السعودي الداعم المساند المقرع للشعب المصري ..ويحاول ان يحجز له مكانا قرب البحر بعيدا عن تدافع الاقدام في جدة التي يبدو انها ستصبح منتجعا سياحيا للمخلوعين العرب..وخصوصا وان مكوثه الطويل في شرم الشيخ على شواطئ البحر الاحمر قد يكون عاملا مفيدا لتحقيق هذه الغاية.. وقد يكون لسيادة اللواء –معتمدا على موقعه الجديد-دور الناصح الامين الهامس في اذن الرئيس بهذا الرأي السديد ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..
- لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..
- كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس