أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - ثورات الفيسبوك كانت المدّ !















المزيد.....

ثورات الفيسبوك كانت المدّ !


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 18:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ثورات الفيسبوك كانت المدّ !

إن ماحدث ويحدث الان في تونس وفي مصر يعتبر ظاهرة نوعية فريدة على الساحة العربية فلم يكن حدثاً عفوياً, فاحتجاجات الاحرارالمناضلين لم تلد البارحة مع خروج الشعب الى الشارع. بل كانت متواجدة منذ يوم استلام الطغاة السلطة لكنها كانت مقعمة لايراها الناس ولاتصل للاعلام لان المنتفضين يقبعون في سراديب سجون التعذيب لسنين عديدة.

وماحدث في تونس كان نتيجة تطورات سريعة لوعي الجماهير العربية وتنظيم فعلي للاحرار وتعبئته ثورياً وتحفيز حراكه من ضغط التراكمات منذ فترة طويلة وذلك من خلال نشر افكارالمعارضة السياسية على موقع الفيسبوك واطلاع الاحرارعلى كل مايحدث داخل الدول العربية من قمع لحرية الراي وتعذيب قوى المعارضة و نهب خيرات الشعوب رغم التعتيم الاعلامي لهذه الدول .

لقد استخدمت قوى المعارضة صفحات الفيسبوك بتحشيد الناس من مختلف الدول ومختلف القوميات واللغات لكنهم اشتركوا بايمانهم بالديمقراطية والحرية والعدالة وحصلوا على تأيديهم ومساندتهم من خلال فضح الممارسات الفاشية لانظمتهم , هذه الانظمة العربية التي تمنع الكاتب من التعبير عن رايه في صحف الدولة ومنعه من نشر كتابه وحجب مواقع سياسية عديدة مناهضة لها وخاصة اليسارية العلمانية وعلى سبيل المثال وليس الحصر موقع الحوار المتمدن الذي يحجب في كثير من الدول العربية لنشره الافكار اليسارية والعلمانية التي تحاول الحكومات الرجعية الفاشية الديكتاتورية القضاء عليها لتغييب شعوبها والاجهاض على اي حراك ثوري فيها.

لقد ابتدأ التونسيون الانتفاضة وكسر قيود الخوف من الموت والطغاة ولن يتوقفوا او يتراجعوا عن تحقيق غايتهم فبعد الان لاشئ يمكن ان يعود الى الوراء .سيصمدون في الشوارع الى ان يقتلعوا حكومة الغنوشي بكاملها التي هي بقايا النظام الديكتاتوري الممثل بالرئيس المخلوع اللّواء بن عليّ فالنضال مازال يتواصل في تونس.

وفي مصر وبعد ثلاثين عاما من حكم الطوارئ ينتفض الشعب بيوم الغضب وايضا لم يكن انتفاض الشعب عفوياً بل كان هناك تحشيد جماهيري للثورة في الفيسبوك ومنذ ان زوٌر الرئيس مبارك الانتخابات العام الماضي ومنع لجان الرقابة الدولية من المشاركة في الانتخابات صمم الشعب المصري على اطاحة نظام الديكتاتور مبارك.

لقد اغضب المجرم مبارك الشعب المصري بفعله هذا فهو لم يعطي للشعب المصري حقه الطبيعي في الانتخابات بشكل ديمقراطي والبارحة يخرج ولاول مرة على شعبه بعد اشتعال الانتفاضة ويصرح في كلمته بان السيادة للشعب فاية سيادة يتحدث عنها مبارك وهو يوجه الرصاص الحي لهم وينكل بهم وهم يطالبوه بالرحيل .

لقد فات مبارك بان شعبه يمكن ان يثور ويغضب ولن يمرر له فعلته المشينة هذه. لقد تصور بانه سوف يستمر في الصمت ويقبل الذل والاستكانة. لقد اخطا مبارك في حساباته هذه المرة لانه فاته شئ مهم وهو بان الثورة في عصرنا الحالي يمكن ان يحشد لها بصورة اكثر تقنية واسرع من الطريقة التقليدية. ففي عصرالانترنيت والفيسبوك تخلق الانتفاضات والثورات بشكل حضاري وذلك من خلال فضح فسادكم وقمعكم من قبل ابناء شعبكم.

والان عليك يامبارك ان تعيد حساباتك فالشعب المصري كسر قيود الخوف من قمعك ولن يتراجع عن تحقيق غايته بالاطاحة بك وبحكومتك وحزبك فقد عاصر انتفاضة الشعب التونسي الصامد حتى الان امام الذخيرة الحية والهراوات والحجارة والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وحظر التجول واخذ خبرات ودروسا منهم .واحذر يامبارك فكلما ازداد عدد الشهداء والضحايا كلما إزداد اصرار الشعب على الاطاحة بك وباسرتك . فالشعب بكل فئاته من اطفال وشباب وكهول نساءاً ورجالاً يطالبونك بالرحيل. ويبقى على الجيش والشرطة مساندة انتفاضة الشعب ليتحقق النصر.

لم يحمل المتظاهرون في تونس السلاح بل حملوا اصواتهم التي وصلت الى الجزائر والصومال واليمن والاردن وفلسطين وربما لن تستطيع الاطاحة بانظمتها الاستبدادية الا انها على الاقل هزت عروش الطغاة وارعبتهم وجعلتهم يقدمون الوعود الوردية بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية بتخفيض اسعار المواد الاستهلاكية وتغيير وجوه الحكومة القديمة بوجوه اخرى موالية لها للالتفاف على مطالب الشعب وفي نفس الوقت تكثيف قوى الامن والمخابرات لترهيب الشعب, ولكن الشعب لايعبئ بكل ذلك فالاهم هو ان زعمائهم يدركون الان بان شعوبهم لن تخاف شيئاً بعد الان مهما استبدوا سواء بتحشيد اكبر عدد من قوى الامن والمخابرات أو بحجب الانترنيت او قطع الاتصالات الهاتفية وحظر التجول.

والجديد في هذه التغييرات على الساحة العربية هو ان سوريا أيضا بدات بالاستعداد لمواجهة اي حراك جماهيري ثوري فجائي فقد اصدر الزعيم بشار الاسد ابن ابوه حافظ الاسد اوامره بمعاقبة ضباط الامن والمخابرات اذا حدث شئ يماثل مايحدث في الدول المجاورة لانه لايخطط بالاقامة في جدة ولعب دور شطرنج مع زميله المخلوع بن عليّ.

ولكن ماذا عن الشعب العراقي ؟ فالانترنيت والفيسبوك في متناول اليد والاتصالات الخارجية واليوتيوب الى جانب العديد من القصائد والمقالات الوطنية التي تكتب يوميا لتحريضه على الانتفاضة ضد فساد حكومته المبجلة والتي بالغت في النهب اكثر من البقية؟ فهل سينتفض ؟ اتصور ان الجواب على هذا السؤال يحتاج الى تأمل طويل بعض الشئ, ليس لان الشعب العراقي لايعاني من الاوضاع السيئة التي يعاني منها الاخرين مثل الفقر والبطالة اوانه يخشى الموت او انه غير وطني لاسمح الله.

فالشعب العراقي ومنذ عام 1980 كان يقاتل على كل الجبهات ولم تخلو شوارعه من الدبابات والجثث واليوم التفجيرات في شوارعه امر اعتيادي ويومي ..ولكن اليس هذا يجعلنا نعتقد بانه ولهذه الاسباب المفروض انه لايخاف الموت واكثر شجاعة وصمودا من البقية في مواجهة الموت لاسقاط الحكومة الفاسدة. ولكن ذلك لم يحدث ؟
الايرغب الشعب العراقي كالبقية بالتغيير الشامل والاصلاح الجذري والتخلص من الفقر والبطالة والامية ؟ ام انه لايكترث لذلك؟ هل لانه انهكت قواه بالحروب والحصار الاقتصادي لعشرات السنين أو أن الفقر والبطالة غيرت المعايير الاخلاقية لديه بحيث كسب المال بسرعة وبطريقة غير قانونية اهم من تغيير سلطة فاسدة بل اصبح مستعداً لمشاركتها في النهب اذا توفرت له الفرصة .

ولكن هل يمكن ان يكون الجوع سببا في تغيير اخلاق المرء بحيث يبيع ضميره ونفسه؟ بالتاكيد لا والدليل على ذلك الشهيد التونسي محمد البوعزيزي الذي فضل الموت بشرف على ان يبيع نفسه للذل والهوان.
واتسائل هنا . ماهو مستوى الحراك السياسي في العراق؟ وهل يمكن ان يكون الشعب العراقي قد وصل الى هذا الحد بحيث لا تستطيع الدومينو التونسية ان تقع عليه كما وقعت على مصر وبقية الدول العربية ؟
وهل وصل الشعب العراقي الى هذا الحد الذي لن تستطيع ثورة الفيسبوك ان تصله رغم هذا المدٌ؟
المجد للشعوب العربية الثائرة على الطغاة والنصر لهم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟
- تداعيات الحرب في أفغانستان
- اسباب الاصابة بمرض سرطان الثدي
- تصحيح معلومات الى الكاتبة وجيهة الحويدر!
- الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - ثورات الفيسبوك كانت المدّ !