أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - بداية ثورة عنيفة في مصر،الأصلاحات لانقاذ النظام ، رد على هيلاري كلنتون!















المزيد.....

بداية ثورة عنيفة في مصر،الأصلاحات لانقاذ النظام ، رد على هيلاري كلنتون!


سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)


الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لليوم الثاني على التوالي اصبح شوارع المدن الكبيرة في مصر ساحة لنشوب حرب واقعية، بدأته القوى القمعية بشن هجمات وحشية على المظاهرات الجماهيرية الحاشدة والتي على أثرها تم قتل اثنان من المتطاهرين وذلك باستخدام الذخيرة الحية والضرب بالهراوات والسكاكين والغاز المسيل للدموع والطلاقات المطاطية ضد المتظاهرين في مدن: القاهرة، الاسكندرية، المحلة الكبرى، السويس، قلقيلة، سيناء و طنطا وغيرها من المدن، كما وقاموا بتفريق مظاهرة ضمت اكثر من 10 الاف شخص ليلة امس باستمعال القوة و العنف والتي راح ضحيتها عشرات المواطنين بين قتيل وجريح في حين لايزال الاحصائيات الصحيحة غير واضحة ولكن ما هو مؤكد منها لحد الآن هو جرح اكثر من 55 من المتظاهرين واعتقال اكثر من 700 شخص. ان هجوم الحكومة المصرية كعادتها على المتظاهرن و قمعها بالنار و الحديد اسكتت الدعوات البرجوازية الى مظاهرات سلمية و دفنت الحكومة المصرية هذه الدعوات المتخاذلة للحيلولة دون تحويل غضب الجماهير الى ثورة عنيفة قد يسقط النظام على أعقاب ذلك العنف الجماهيري الثوري. ان الحكومة المصرية لم تخفي نواياها لقمع المظاهرات وحتى قبل بدئها اعلنت الحكومة وعلى لسان وزير داخليتها بانهم سوف يمنعون المظاهرات و يعتقلون المتظاهرين، علما" إن مصر خاضعة لحالة الطواريء منذ فترة طويلة وتستعمل القوة المفرطة ضد الجماهير وتحاول منع المظاهرات بكل السبل الممكنة ولا يوجد حرية التعبير في البلد و مع هذا تريد الغرب تجميل وجه الحكومة المصرية الحليف الأستراتيجي للغرب و امريكا منذ معاهدة كامب ديفد السيء الصيت.
كان مطاليب المتظاهرين واضحة ومدونة وتتكون من ازدياد الأجور، ضمان البطالة و اعتقال الفاسدين و النهابين لثروات المجتمع و اعتقال الذين اياديهم ملطخة بدماء الجماهير و اطلاق الحريات السياسية و رفع حالة الطواريء ولكن بدلا ان تستجيب الحكومة الدكتاتويرية البوليسية القومية في مصر لمطاليبهم وتجلس ممثلي المتظاهرين على طاولة المفاوضات لحل الأزمة وتقرر القيام باجراء الأصلاحات بادرت إلى مهاجمتهم بكل قواها، وكان هذا واضحا لكل المراقبين السياسيين بأن الحكومة لا تقبل بالأصلاحات وسوف تتحول المظاهرات الى ثورة عارمة. وأمر طبيعي أن تحصل ذلك في بلد بعيش فيها اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر و البطالة المتفشية وحرمان الشباب من ابسط حقوقهم في حين يعلم كل الجماهير المصرية بأن هذه الأوضاع قد فرضت من قبل الحكومة ويعلمون أيضا" انه من المستحيل ايجاد الحلول لهذه الأوضاع المتردية بشكل سلمي ودون اللجوء الى العنف واستعمال القوة، ولهذا تحولت المظاهرات المطلبية الى ثورة لاسقاط النظام وتم رفع شعار، الثورة " الشعب يريد اسقط النظام" وكانت هذه رسالة واضحة بتحول الوضع الى صراع على السلطة السياسية و تبين للجميع أنه بدون التغيير من الفوق واسقاط النظام حتى ابسط الأصلاحات غير ممكنة. وهذا يعتبر احد خصائص واقع البلدان المعروفة ب"العالم الثالث" والتي فيها تعاني الجماهير العمالية والكادحة من أدنى مستويات المعيشة والاجور المنخفضة وقمع كل من يدعو الى الأصلاحات وتحول اية حركة داعية للاصلاحات السياسية او الاقتصادية الى حركة جماهيرية هادفة الى اسقاط النظام .
مصر هي الحليف القوي من بين كل الدول العربية للغرب وامريكا، ذلك لأن مكانتها متميزة في العالم العربي وكثافتها السكانية عالية ودورها في الصراع العربي الأسرائيلي أساسي، كل هذه الخصائص، تميزها عن باقي الدول بالنسبة للغرب بالإضافة الى تأثيراتها على العالم العربي و العالم اجمع و لهذا نرى ان الحكومة الأمريكة و الفرنسية بدأتا بالتحرك السريع لايقاف نار الثورة و اعطاء النصائح لحليفهم الأستراتيجي في المنطقة و توجه هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية لإيصال رسالة علنية الى حكومة مصروتضمنت الطلب من الحكومة المصرية عدم استعمال العنف وضرورة القيام باصلاحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية وجاءت ذلك كتنبيه، للحيلولة دون تطور الأوضاع الى ثورة عارمة ويتكرر الوضع أسوة" بتونس. ان الحكومة الأمريكة ساندت الحكومات الدكتاتورية و البوليسية القمعية الهمجية في المنطقة عامة و تونس و مصر خاصة، انهم وقفوا مع حكومة بن علي لغاية ثلاثة ايام بعد سقوط النظام وفرار بن علي. وها! أنهم يكررون نفس الشيء ويعلنون تضامنهم مع حكومة مصر و يتفرجون على القمع البوليسي الذي يمارسه القوى القمعية الرجعية في مصر ويرتعشون خوفا" على فقدان حلفائهم الأستراتيجين واحدا تلو الأخرى، فيقدمون لهم النصح للقيام ببعض الاصلاحات التافهة عسى أن يتوقف تدهور الأوضاع، وفي الوقت الذي تعالت فيه الدعوات للقيام بالمظاهرات منذ عدة اسابيع وقوبلت بالتهديد من قبل الحكومة، لم ينطقوا بكلمة ولا حتى أي إيحاء للحكومة بغية القيام بالاصلاحات. ولكن بعد نزول الشبان و العمال و العاملات ومئات الثوريين الى الشوارع و تحويل الشوارع الى ساحات نزال غير متكافئة بين قوى مدججة بالسلاح ضد جماهير منزوع من أية وسيلة للدفاع عن نفسها، فقد اضطروا أخيرا" على اطلاق التصريحات وابداء النصح لحلفائهم بعدم استعمال العنف ضد المتظاهرين! إلا أنهم مع ذلك ينقضون على الجماهير الىمنة فيقتلونهم و يقمعونهم ويسجونونهم ويستعملون كل الوسائل القمعية لاخماد المظاهرات الجماهيرية.
ان خطوات البرجوازية لطرح الاصلاحات وللحيلولة دون وقوع الثورات ولعودة الأمور الى اوضاعها القديمة واقناع بعض المترديدن للقيام بالأصلاحات، هو تاكتيك معروف حيث انهم بدأوا باستعمال العنف و بدأ وا باطلاق النار و سفك الدماء، ولذلك فإن للجماهير كامل الحق في النضال بالقوة و العنف الثوري لاسقاط الحكومة الدكتاتورية التي لطخت اياديها بدماء المعارضين على امتداد سيطرتهم على السلطة و خصوصا" في المظاهرات الحالية ، ان رد هيلاري كلنتون والغرب هو اسقاط حسني مبارك و حكومته بالنضال الثوري الجماهيري. حيث انتهى التوهم بالثورات البرتقالية و البنفسجية و"الياسمينة" و تغير السلطة من الفوق مع ابقاء كل المؤسسة القمعية و تغير الوجوه فقط والاكتفاء بتبادل الأدوار بين الاطراف البرجوازية. الثورة التونسية التي يسمونها زورا بثورة "الياسمين" فتحت افاقا" واسعة أمام الثورات فانتشرت كالبرق في المنطقة حتى شملت مصر، والآن الثورة بدأت، فلا يمكن اقناع احد بالأصلاحات الطفيفة لأنهاغير ممكنة في ظل وجود سلطة قمعية دكتاتورية بوليسية في الحكم، ولأن فرض الفقر والجوع والغلاء و البطالة و الأستبداد السياسي تعتبر من أهم خصائص مثل تلك الأنظمة.
ان الثورة تتوسع لحظة بلحظة ولكن الثورة المضادة ايضا تحاول ان تحرف الثورة عن مسارها ان مناورات هيلاري كلنتون تقع في خانة محاولات اخماد البرجوازي للثورة، ولكن لحد الآن تحاول حكومة مصر قمع الثورة بالقوة و هذا يكلف البرجوازية كثيرا و لحد الآن فشلت في تخويف الجماهير و خلال اليومين الماضيين اتسعت الثورة لتشمل المناطق الأخرى ولتصبح المحلات قاعدة للثورة بدلا من الساحات الرئيسية وكذلك شملت مدن الأخرى كالسيناء والتي احتل فيها المتظاهرين مركزا" الشرطة و مقر الحزب الحاكم واضرموا النار فيها. ولكن هناك محاولات من قبل البرجوازية في المعارضة لتغيير مسار الثورة كالأسلامين وعلى الرغم من ان اخوان المسلمين اعلنوا عدم مشاركتهم في المظاهرات ولكن مع ذلك هناك دعوات لاستعمال الجوامع للتحرك بغية تنظيم المظاهرات في يوم الجمعة، انها محاولة خطيرة يجب على قادة المظاهرات أن يكونوا على دراية كاملة بالمحاولات الهادفة لتغيير نضالهم لصالح القوى الأسلامية وعليم أن ينتبهوا لهذا والامتناع عن استعمال اي مكان للعبادة لانطلاق الاعتراضات وعليهم ان يتمسكوا بالساحات العامة و المحلات و المعامل و الطرقات، كأماكن عملية لاعتراضاتهم، وليس الجوامع، ان الجماهير لا يدفع التضحيات لكي تسقط حكومة دكتاتورية بوليسية بورجوازية قومية حتى يسلمها الى الأسلام السياسي وبالتالي لتحل محلها دكتاتورية اسلامة على شاكلة حكومة طالبان او الجمهورية الأسلامية في ايران، يجب اخذ الحيطة و الحذر من الأسلام السياسي لأنها تشكل خطرا" جديا".
على الطبقة العاملة وقادتها الثوريين والأشتراكيين الأنتباه لكل الدسائس البرجوازية سواء كانوا خارج صفوف المعارضة او داخلها وعليهم أن لا يخضعوا لتصورات وادعائات من على شاكلة عدم شق صفوف الثورة، يجب على الثورة ان تتقدم من اجل تحولات جذرية في الحياة ألأقتصادية و السياسية و الأجتماعية وبالتالي بناء مجتمع حر و متساوي و مرفه وانساني و هذا يحتاج الى الوعي و اليقضة الكاملة ، والنصر للثورة المصرية التي بدأت توا.
سمير نوري
26كانون الثاني 2011



#سمير_نوري (هاشتاغ)       Samir_Noory#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تونس منعطف لبداية مرحلة جديدة من الثورات!
- حول ازمة تشكيل الحكومة العراقية
- مقابلة مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ...
- مقابلة سياسية مع جليل شهباز وسمير نوري عضوي المكتب السياسي ل ...
- احتفال 1 أيار / مايو يوم العمال العالمي في تورونتو_كندا
- نتائج الانتخابات واستمرار تدهور الاوضاع في العراق
- لقاء تلفزيون سيكولار مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ا ...
- حول ارتكاب الدولة لجرائم القتل العمد – الاعدام - في العراق
- دخول المستنقع !
- في يوم العمال بامريكا الشمالية ادعياء -أستقلال صف الطبقة الع ...
- كل القوى البرجوازية في العراق مشاركة في تردي الأوضاع
- مهزلة انتخابات، ثورة -مخملية-! حمراء في شوارع طهران! ونهاية ...
- اخبار عمالية وتعليق عليها
- فساد ام نهب ؟
- انتخابات كردستان وموقفنا منها
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ...
- الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني والوضع السياسي واستق ...
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري حول الهجوم الاسرائيلي على ...
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ...
- حول هستريا الاسلاميين ضد المدارس المختلطة في كردستان العراق


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - بداية ثورة عنيفة في مصر،الأصلاحات لانقاذ النظام ، رد على هيلاري كلنتون!