أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها














المزيد.....

في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 18:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مبارك لا يعرف إلا القوة - و ما يُشتق من القوة من معاني فرعية كالإرغام ، ذلك التعبير الذي تعبر عنه عدة تعبيرات عامية مصرية مثل : إذ كان عاجبكوا ، و هوا كده ، و أخبطوا دماغكم في الحيط ، و إشربوا من البحر ، و رجلي فوء راسكم ... إلخ - و ذلك كوسيلة وحيدة للتعامل مع الشعب المصري .
فالكياسة ، و اللباقة ، و الدماثة ، هم فقط للقادة السياسيين ، و العسكريين ، و الماليين ، من غير المصريين ، و العصا الغليظة للمصريين .
مبارك يعلم أيضا أن أنظار العالم مركزة على مصر هذه الأيام ، و كل إفراط في إستخدام القوة مرصود ، ليس فقط من الحكومات الصديقة - التي قد تغض الطرف ، أو تلين في مواقفها ، لو ثبت لها قوة النظام الحاكم - و لكن أيضا من منظمات حقوق الإنسان الدولية ، وغير الحكومية ، و أي تقرير سلبي سيصدر بحقه عن تلك المنظمات سيجد - في هذه الآونة - آذانا صاغية في العالم .
إذا كيف يحل الخبيث هذه المعضلة ، معضلة التوفيق بين التعامل مع المحتجين بالطريقة التي إعتادها في تعامله مع المصريين ، و لا ينوي تغييرها على كبر ، و في ذات الوقت عدم جلب إدانة العالم له ، و وضع أصدقائه في الغرب في موقف لا يحسدون عليه ، كالذي وضعهم فيه زين العابدين بن علي من قبل ، حين أفرط في إستخدام القوة ، و أمر قواته بإطلاق النار على المتظاهرين العزل ؟؟؟
في الكلمة الأخيرة من العبارة السابقة يكمن الحل الذي سيلجأ إليه نظام آل مبارك الخبيث .
الذي سيقوم به نظام آل مبارك الخبيث هو شطب كلمة العزل كصفة للمحتجين ، و بشطبها تسقط الحصانة المعنوية التي تسبغ على المحتجين حتى الآن .
شطب كلمة العزل ، كصفة للمحتجين ، و إحلال صفات : المخربين ، و الهمج ، و المسلحين ، و الإرهابيين ، و المجرمين ، و ما يندرج تحت تلك النوعية من صفات كريهة ، بدلاً منها ، هو ما يسعى إليه نظام آل مبارك الآن .
بإلصاق صفة التخريب بالمحتجين ، ستسبغ الشرعية على إستخدام النظام الحاكم للقوة ، و لو وصلت إلى إطلاق الرصاص الحي .
إلصاق التهمة ليس صعب ، فقد إعتاد نظام آل مبارك الخبيث على دس رجال شرطته المرتدين ملابس مدنية في صفوف أي إحتجاج ، و ذلك لضرب المتظاهرين ، و إلقاء القبض على القياديين فيهم ، و الأن سيكون دورهم هو الإندساس بين المتظاهرين لأجل إحراق الممتلكات العامة ، و الخاصة ، و سلب المحال التجارية ، و ما إلى ذلك من أنشطة تقضي على أي تعاطف دولي ، و تعطي الشرعية لسحق التظاهرات بالقوة .
مساء الأمس ، السادس و العشرين من يناير 2011 ، على وجه الخصوص ، لاحظت في أحد مجموعات فيسبوك الخاصة بالإحتجاج ، وجود قوي لهؤلاء المندسين ، الذين ظلوا يدعون الشباب لإختطاف أمهات ، و زوجات ، و أطفال ، ضباط الشرطة ، و كذلك التحريض على إستخدام القنابل الحارقة لحرق المباني ، و ما إلى ذلك من دعوات لا يمكن الإكتفاء بوصفها بالعنيفة ، بل أقل ما توصف به هي : الإجرامية .
أخي المحتج ، و أختي المحتجة ، إنك لا تعرف من يهتف بجانبك ، و لا يهم أن تعرف هويته الشخصية ، أو السياسية - لأنها ثورة الشعب المصري كله ، و ليست ثورة فصيل سياسي ، أو فكري - و لكن يهمك أن تلاحظ سلوكه ، فإن خرج عن جادة الإحتجاج السلمي ، فتذكر إنك حارس على تلك الثورة ، مثلما أنك مناضل ، و حراستك لسمعة الثورة لا تقل في الأهمية عن الهتاف ضد النظام الدموي الفاسد الذي يحكمنا منذ ثلاثة عقود تقريبا .
تصدي أختي المحتجة ، و تصدى أخي المحتج ، لكل من يريد تشويه ثورتنا ، لأن في تصديكم لهؤلاء العملاء المندسين ليس فقط إفشال لخطة نظام آل مبارك الخبيث لسحق الثورة بالقوة بإعتبار إنها ثورة مخربين ، و إرهابيين ، بل و أيضا كسب للرأي العام المصري ، فحتى الأن لم ينزل الشعب المصري بثقله في تلك الثورة ، و قرار نزول الشعب المصري بثقله مثلما هو متوقف على إستمرارية ثورتنا بنفس زخم اليوم الأول ، على الأقل ، فإنه أيضا متوقف على السلوك الذي تلتزم به الثورة .
لا نريد التخريب ، و لا نريد بالطبع القتل ، و لا نريد أي شيء يشوه ثورتنا .
لا نريد أن نعطي الفرصة لمبارك الخبيث لسحق ثورتنا بالحديد ، و النار ، و إهراق دماء ضحاياه ، مع سكوت العالم ، و لا نريد أن يتصور الشعب أن شرطة مبارك تحميه منا .
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة ، و نموها .
لا نريد لثورتنا أن تموت قبل أن تؤدي رسالتها .
نريد ثورة مكتملة هذه المرة .
حافظوا على ثورتنا نظيفة ، و إستعيدوا مصر .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

27-01-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى نضمن نجاح ثورتنا
- الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
- القتل في الفقه السعودي
- ثورة لا تُمنع و لا تُخمد
- للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
- هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
- تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
- لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
- هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
- العراق بين الذئاب
- المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
- ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
- الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
- أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م ...
- غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
- بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء
- دولة ولاية الفقيه لم تنفع متبعي الفقيه الجعفري
- الإندماج كله فوائد و غير مكلف
- عندها يجب محاكمة أبو جيمي و سيده
- تذكر أن والدك كان لاجىء و أن جدك كان مطارد


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها