أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة














المزيد.....

رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتصاعد الجدال بصدد رد المحكمة الاتحادية العليا، على استيضاح مكتب رئيس الوزراء حول الجهة التي ترتبط بها الهيئات المستقلة. وكما جاء في قرار المحكمة المعلن في 18 الشهر الجاري، فان"الهيئات المستقلة التي لم يحدد الدستور بنص صريح ارتباطها بمجلس النواب أو بمجلس الوزراء وتمارس مهام تنفيذية، فان مرجعيتها تعود لمجلس الوزراء، ويكون لمجلس النواب حق تنفيذ الرقابة على أعمالها."

هناك من يرى هذا الجدال عقيما لا جدوى من الخوض فيه، ويشكل مفارقة محزنة لامعنى لها، نظرا الى ان المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية هي التي تتحكم لغاية اليوم في تشكيل الهيئات المذكورة، وبالتالي تمس باستقلاليتها وتضعف دورها وتعرقل مهماتها وتهبط بادائها. فيما ينظر آخرون الى الموضوع من دون عزله عن الصراع الدائر بين القوى السياسية، حول شكل الدولة العراقية الجديدة ومحتواها، وهو الصراع الذي لم يحسم لغاية اليوم. فهناك العشرات من المواد الدستورية التي تنتظر التعديل، الى جانب مئات القوانين التي تنتظر التشريع، وطبيعي ان تناسب القوى في البرلمان وفي المجتمع سيلعب دورا حاسما في ذلك.

لقد سمّى الفصل الرابع من دستور جمهورية العراق لسنة 2005، الهيئات المستقلة ضمن المواد 102 – 108، وعدّ في المادة 102 كلا من "المفوضية العليا لحقوق الانسان، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وهيئة النزاهة هيئات مستقلة تخضع في عملها لرقابة مجلس النواب وتنظم اعمالها بقانون". ومن هذا الباب كان يمكن للمحكمة الاتحادية الرجوع الى خلفية النقاش الذي دار في حينه حول فهم واضعي مسودة الدستور لعمل ودور الهيئات المستقلة وشكل ارتباطها. كذلك الاستماع الى المشاركين في كتابة الدستور، واخذ آرائهم كمساهمين في بلورة الرؤية، وشهود على واقعة الكتابة. بجانب الرجوع الى محاضر لجنة كتابة الدستور، التي قد تتوفر فيها معطيات كافية حول مفهوم استقلالية هذه الهيئات، وطبيعة المهام التي تؤديها وخصوصيتها.

فالامر هنا ليس اداريا، وانما هو يسهم في تركيز السلطة وتمركزها، وتغليب كفة السلطة التنفيذية على باقي السلطات، ويوفر غطاء شرعيا لسيطرتها على الدولة برمتها والاستحواذ على قدراتها. وذلك هو مكمن الخطر على العملية الديمقراطية.

فالاصل هو الحفاظ على مبدأ الفصل بين السلطات، والتعاون فيما بينها، بما لا يخل باستقلالية تلك الهيئات، مثلما هو الحال في تجارب دولية متقدمة.

واذا كان هناك خلل في ممارسة مجلس النواب، سابقا، لدوره الرقابي والاشرافي على عمل هذه الهيئات المذكورة، فانه خلل وظيفي وليس بنيويا، ولا بد من تداركه ووضع قوانين لكل هيئة، تضمن استقلاليتها وتحدد صلاحياتها الدستورية وتبين واجباتها بوضوح.

من جهة اخرى لا يمكن للدستور وحده، ولا للقوانين بحد ذاتها، مهما كانت دقيقة في توصيف استقلالية الهيئات آنفة الذكر، ان تعيد الثقة بادوارها من دون ارادة وطنية حقيقية، تجعلها بعيدة كل البعد عن المحاصصة الطائفية والاثنية، ومن دون اشغال المناصب فيها على وفق مبدأ المواطنة وباعتماد المهنية والكفاءة والخبرة والنزاهة.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس اخر يا حكام!
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-
- آخر خميس!
- كهرمانة والأربعين وزير!
- قضايا تستحق الكفاح
- حكومة الترضية!
- لا .. يا سيادة الوزير!
- ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم
- إنقلاب الصورة
- الوظيفة المنسية
- اقبل عيونهم..
- -الإرهابي المجهول- ومصير البلد المجهول
- دخان اسود... دخان ابيض


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة