أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - دار السيد ليست ( مامونه ... )















المزيد.....

دار السيد ليست ( مامونه ... )


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسي ـــ مهما كانت عقيدته ومبادئه وبرامجه ’ عندما يلعب دور الطاغية او يتقمص شخصيته ’ يصاب بفقر البصيرة ولايرى من الواقع ابعد من ظلـه ’ ولن يستيقظ من غفوة غروره حتى يجد نفسه في حفرة نهايته حيث الندم متاعه الأخير .
الطغات كبيرهم وصغيرهم ينتفخوا وهماً ’ علـى ان مصيرهم ومصير سلطتهم وثرواتهم وامتيازاتهم اصبحت في مأمن ’ وان ( دار السيد مامونـه .. ) ولن يدركوا ان الواقع من حولهم يتحرك بأتجاه نهايتهم .
امريكا كطليعة للمصالح الغربية ’ ادركت ان هناك عائقين في طريق مشاريعها وخاصة في العالمين الأسلامي والعربي ’ هما القوميـة والدين ’ لما لهذين القضيتين من جذور تاريخية وروابط روحية متأصلة في وجدان وثقافـة المجتمعات وعاداتهم وتقاليدهم ’ امريكا ومعها الغرب وهما اصحاب الخبرة والتجربة والمبادرة والنفس الطويل ’ ابتدأت في عزل وتفتيت التيارات والأفكار القوميـة عبر وضع رموزها على رأس السلطة والثروات ’ حيث كانت نهاية شمولية ودكتاتورية جمال عبد الناصر وحتى حفرة العار لصدام حسين نموذجاً ’ ولم تترك من الفكر القومي وتياراته وانظمته الا مجاميع مأزومـة منتكسة تحت مسميات ( الناصريين وحركة القوميين والأشتراكيين العرب وحزب العودة البعثي ) وبعض الأنظمـة المتهرئة التي ينتظرها مصير النظام التونسي اخيراً ’ حيث كانت السلطة والثروات والجهل ’ هي المصيدة التي وقع فيها الفكر القومي بجميع تياراته وافرغتـه من ضرورته سلطة وفكر وعقائد وممارسات وسلوكيات .
بعد ان اصبح الفكر القومي على ابواب نهايته ’ توجهت الدوائر الأمريكية والغربية الى تصفية حساباتها مع تيارات وقوى الأسلام السياسي’ وبذات مصيدة السلطة والجاه والثروات والأختراقات المعقدة مزقته الى سلطات شمولية وتيارات ظلامية ومليشيات دموية ومجاميع ارهابيـة وبيئآت مثالية للفساد والأختلاس وعورات اجتماعية واخلاقية لاحصر لها .
لتقريب وجهة نظرنا الى القاريء الكريم ’ نختار العراق نموذجاً .
بعد سقوط النظام الملكي وانتصار ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية ’ كان مقدراً للعراق ان يقود شعوب المنطقة نحو التحرر والديموقراطية والسلم والأزدهار ’ وهذا المستقبل لاينسجم مع المخططات القريبة والبعيدة لأطماع ومصالح امريكا والغرب ولا حتى مع مصائر الأنظمـة القومية والطائفيـة في المنطقـة ’ فكان حلف التأمر والدسائس والعمالة والخيانة الذي اسقط ثورة 14 / تموز في انقلاب 08 / شباط 1963 الدموي وتصفية قادتها وزعيماً وطنياً سوف لن يتكرر مثلـه في تاريخ العراق والمنطقة على المدى المنظور ــ انه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ــ .
بعد ان استهلك النظام العروبي البعثي وظيفته عبر بشاعات مدعومة من قبل امريكا وحلفائها على امتداد اكثر من اربعـة عقود من الأرهاب والحروب والحصارات والدمار الشامل للوطن والأنسان والقيم ’ جعلت من العراقيين مرغمين ان يتقبلوا الأحتلال بكل عيوبــه وقباحاته بديلاً عن ابشع نظام دموي واقذر رمزاً قومياً طائفياً فكان 09 / 04 / 2003 نهاية مرحلـة التسلط القومي وبداية مرحلة تسلط الأسلام السياسي ’ المرحلة الأخيرة لتصفية الحسابات مع فكر وسلطة التيارات القوميـة والأسلاميـة معاً وكلاهما لاعلاقة لهما بالقومية والدين , ففي حساب الدوائر الأمريكية والغربية ’ اذا كان الفكر القومي وسلطته استغرقتـه اربعـة عقود ’ فسلطة الأسلام السياسي سوف لن تصمد لأكثر من عقدين’ استهلكت عقدها الأول باخفاقات مرعبة ’ وسوف لن تستمر حتى نهاية عقدها الثاني فهي الآن مسرعـة نحو نهاية مرحلتهـا .
كان مجلس الحكم الموقت ونظام التحاصص والتوافقات ثم المصالحات والمشاركات خارطة طريق المصالح الأمريكية الغربيـة نحو عراق تصبح فيه جميع طاقاته البشرية والحضارية والتاريخية والجغرافيـة في قبضتها ’ ثم تصبح مصالح اصحاب الوطن الحقيقيين ـــ الشعب العراقي ـــ ونخبـه وحسب فصال نموذجها مندمجة مع مصالحها من دون اختراقات وتدخلات اقليمية ومن دون الحاجة الى وكلاء وعملاء ودلالين ( ودوخة راس) كما هو حاصل في اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا ’ امريكا تدرك يقيناً ’ ان مشتركات احزاب الأسلام السياسي مع بقايا النظام العروبي هي اكثر من مشتركاتها مع قوى وتيارات المشروع الوطني العراقي’ لهذا اصبحت المصالحة والمشاركة مـع فلول النظام البعثي اقصر الطرق لتفريغ واسقاط سلطة الأسلام السياسي .
ان امريكا والغرب وانظمـة الجوار ’ وبأختراقاتها غير العادية ’ تدفع الآن بأحزاب الأسلام السياسي الى ارتكاب اخطاء فادحة بحق الأغلبية التي منحتها ثقتها واصواتها لثلاثة دورات انتخابيـة ’ وكذلك بحق الشعب العراقي ’ واساءت لنفسها وجعلت مستقبلـها السياسي والأجتماعي وكذلك الأخلاقي يتعرض الآن الى هزات جدية وانتكاسات وعزلة تتسع مساحتها في الشارع العراقي ’ وان اغلب رموزها دمرها الغرور والثقة غير المبررة بالنفس الى جانب انفلات شهوة التسلط والأثراء غير المشروع ’ ان الأمر بمجمله سيدفع بقاعدتها الشعبية الواسعة ’ الى قبول الأحتلال بديلاً عن هكذا سلطـة جعلت من نفسها سبباً لتصفية المكتسبات الديموقراطية والتجاوز على الدستور واستباحة حريات المواطنيين وهدر كرامتهم اضافـة الى هوية الفساد والأختلاس وتفشي المحسوبية والمنسوبية والرشوة ’ ثم التصالحات مع المليشيات والمشاركات مع بقايا مجرمي البعث الى جانب تردي الخدمات والأنهيارات الأمنية .
تعتقد احزاب الأسلام السياسي ’ ان ما تملكه من مليشيات مسلحة واجهزة مختلفة تكفي ان تجعلها في مأمن من شر الأقدار وان السلطة سوف لن تفلت من يدها ’ ان صدام حسين ونظامه البعثي كان يمتلك الأكثر من الزيتوني وفي لحظات انفلات التوازن ’ نزع اغلبهم ما عليهم من ملابس وعقائد زيتونية ’ ولم يحصل صدام حسين على عموم العراق بيتاً واحداً يأويه ’ فأنتهى الى حفرة مهينـة ’ وبذات الحالة والمصير ستخلع المليشيات والأجهزة والوعاظ من خلفهم جميع اشيائها ’ فهناك اكثر من 80 % من القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنيـة هم من احفاد وابناء ضحايا المقابر الجماعية وهم الآن مشروع موتاً يومياً لحكومة المصالحة والمشاركـة يعيشون معاناة اهلهم في انعدام الخدمات والفقر والبطالة ومجازر متواصلة ذات خلفيات مثيرة للشكوك ’ وفي اللحظات الحاسمة سينحازون الى شعبهم المغدور ويسحقون كل من يحاول الحاق الأذى باهلهم’ سواء كانت زمر مليشياتية او منظمات بعثية ارهابية او اختراقات وتدخلات جواريـة .
ان احزاب الأسلام السياسي وكذلك الأحزاب القومية التي شكلت ائتلافاتها الحكومة الراهنة ’ تعيش الآن مأزقاً وعزلة حقيقية ’ وان الهوة بينها وبين القاعدة الشعبية التي انحازت ليها طائفياً وعرقياً وصوتت لها ’ ادركت الحقيقة ’ ولم تعد كما كانت بضائع تحت الطلب في اسواق الأتجار بالكراهية والفتن المصنعة دولياً واقليمياً ومحلياً ’ ان مهازل الثمانية اشهر التي سبقت تشكيل الحكومة والفضائح العلنية والسرية التي رافقت تشكيلها حكومة تراضي مترهلـة وزرائها اكثر عدداً من فضائياتها ولايوجد بينها وزارة يتنفس وزيرها برئـة المشروع الوطني العراقي ومصالح ومستقبل الناس ’ انها ستكون اسوأ نموذجاً لما سبقها .
ان المحافظات العراقية ومنها محافظات الجنوب والوسط بشكل خاص ’ وبعد ان نفذ صبرها وتجاوزت حمى يأسها وخيبـة املها ما يطاق ’ فهي الآن حبلى بأحداث وتغييرات هائلة ستصرخ مـن محطة المآساة مدفوعة بيقضـة الوعي ونضـج الحراك داخل المجتمع ’ وحتى الأدوار التمويهية البائسة لممثلي السيرك على شاشـات الفضائيات وخزعبلات المقاومات الشريفة وشخبطات افتعال معادات الأحتلال فهي الأخرى لايمكن لها ان تكون مصنعـة خارج ورشات ذات الأحتلال .
ان ثمانية سنوات عجاف وتجارب مريرة واثمان باهظـة ’ حررت الملايين من عقدة الخوف من الآخر ’ وترسخت قناعاتها ’ بان العراق وطن الجميع وليس بضاعـة مرخصـة يسمسر عليها الوكلاء او كعكـة يتقاسم فضلاتها الدلالون ’ وان طريق الأخوة والتسامح وتشابك المصالح والمشتركات ’ وحدها ستجمعهم وتوحدهم وتمكنهم من استرجاع وطنهم الذي سرقته ومزقته وافترسته مجاميع المنطقة الخضراء .
ليس في الأمر شماتـة او حسد لوضع نعرف نهايته ’ ولاتوجد رغبة في ان نرى اخوة الأمس يفتكون بتاريخهم ومواقفهم ومعتقداتهم بمثل تلك الوحشية المخيفة ’ كما لانريد لهم ان يغادروا مواقعهم داخل المشروع الوطني العراقي ’ لأن الثمن سيدفعه الجميع ’ وما نراه الآن على الواقع لايمكن انكاره ’ انه حقاً يثير الفزع والريبـة ’ جعل الملايين يستيقضون ليجدوا الذي في سلـة احلامهم كان بيضاً فاسداً لاوهام طائشـة .
واخيراً نقول للذين نأسف لسقوطهم في شباك الأحتلال ومصائد انظمة دول الجوار ودمرت بصيرتهم وافقدتهم رشدهم شهوة السلطـة والجاه والثروات واخذت بهم بعيداً على طريق التصالح والمشاركات وتقاسم الأسلاب غير الأمنـة ’ ان يستيقظوا ويتداركوا امرهـم ويتراجعوا الى حيث كانوا جزاً من اهلهم ’ فالواقع العراقي سيدق ابواب سلطتهم عاجلاً ’ ودار السيد لم تعـد مأمونة .
24 / 01 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...
- المرأة في الزمن الذكوري ...
- معارضون من ذلك الزمان ...
- لوعة في عيون سومرية ...
- لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...
- بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟
- اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟
- دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
- علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
- ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.
- وصلت مبادرة خادم الحرمين ورسائله ...
- شر الأمور في مبادرة ( .... ) السعودي
- مفخخة ويكليكس .. والعراق المنصر
- مجازر بحق المواقف المنصفة ...
- الأشاعات الناسفة ...
- دولة القانون والخطوة الأهم ...
- من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى تشكيل الحكومة ...
- بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - دار السيد ليست ( مامونه ... )