أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آريين آمد - الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي محاضرة للمفكر السيد احمد القبانجي















المزيد.....

الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي محاضرة للمفكر السيد احمد القبانجي


آريين آمد

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 20:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة ثانية واعتقد بأنه ستكون لنا مرات أخرى ووقفات عديدة مع المفكر الإسلامي السيد احمد القبانجي، ففي جعبة هذا الرجل الكثير الكثير لأنه صاحب نظرية، ونظريته تسع جوانب فكرية عديدة سنحاول تغطيتها كلما تمكنا من ذلك مدركين جيدا إننا بصدد ثورة فكرية ستقلب العديد من الموازين مع مرور الزمن.
احمد القبانجي يمتاز بالجرأة اللامحدودة في طرح أفكاره التي تستند إلى المنطق السليم والعقلانية فهو يروج للإيمان بالله وحب الناس وحب الخير، ولأنه يخرج عن المألوف أحيانا فيدحض عقائد فاسدة لدى الناس فانه يخلق لنفسه أعداء كثيرون، وأخطرهم أولئك الذين يدعون صراحة إلى إسكات هذا الصوت من خلال جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سلاح المفلسين فكريا.
اليوم سمعنا بان الأزهر الشريف أوقف محادثاته مع بابا الفاتيكان لأنه طالب بحماية المسيحيين في الدول الإسلامية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى المزيد من حوار الحضارات، فالحوار أساس الحضارة وعنوانها، وكلنا نعرف محنة المسيحيين في العراق فقد تحولوا إلى أهداف سهلة للإرهاب (الإسلامي)، هذا الإرهاب الذي يعتبر احد أهم إفرازات الإسلام الأصولي، لهذا فان محاضرة السيد القبانجي حول الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي تكتسب أهمية اكبر في وقت تشهد فيه دولا عربية عديدة (العراق، مصر ،نيجيريا) هجمات منسقة ضد هذه الطائفة المسالمة.
في مقابل الإسلام الأصولي يطرح السيد القبانجي الإسلام الأصيل كبديل وفقا لمنهجه المعروف بتغليب الوجدان والعقل على التبعية والخضوع ومسخ الذات.
ويبدأ بطرح بعض الأسئلة لعل الإجابة عنها يصلح مدخلا مناسبا لقراءة مختلفة للإسلام يعطيه مقبولية أكثر في العصر الحديث.
فما هي مشكلة الإسلام الأصولي مع الحداثة؟
هل الإسلام الأصولي يمثل حقيقة الدين؟ أم انه قراءة معينة للإسلام؟ إذا كان قراءة معينة للإسلام فهل هي قراءة صحيحة أم هناك قراءة أخرى اصح منها؟
بداية يتمثل الإسلام الأصولي بالأحزاب السياسية الإسلامية السنية والشيعية وهؤلاء يرون إن الإسلام (دين ودولة)، وان العلم الحقيقي هو فقط موجود في القران والسنة، وكل شيء نحتاج إليه هو موجود في القران وفي السنة. فالإسلام الأصولي يعني الرجوع إلى الأصول. ويقصد بالأصول هنا القران والسنة.
المفكرون الإسلاميون من أمثال محمد عبدة أو جمال الدين الأفغاني لم يؤيدوا هذه الرؤية بل كانوا حريصين على ترقية وتطوير الشعوب الإسلامية لما كانوا يرونه من تقدم وتطور في الغرب وتدهور حال المسلمين وتخلفهم المتزايد، فكان الأفغاني يهتم بجمع وحدة الأمة الإسلامية، أما الشيخ محمد عبدة فقد كان يهتم بتطوير الجانب الثقافي والفكري للأمة، كذلك الشيخ الطهطاوي والكواكبي فقد اهتموا بالجانب الديمقراطي (كانت دعواتهم ضد الاستبداد)، بالنتيجة يلاحظ بان كل واحد منهم كان يهتم بمحور معين من محاور تخلف المسلمين ولكن تدريجيا تطور هذا الاهتمام إلى نوع آخر من الاهتمام لدى الإسلام الأصولي، ففي الستينات من القرن الماضي تشكل الإسلام الأصولي، حيث بدأ بعض المفكرين من أمثال حسن ألبنا، سيد قطب، والمودودي بالتركيز ليس على تخلف المسلمين وسبل تطويره فلم يعد هذا يشكل في نظرهم الخطر الأساس، فالخطر الأساس هو إن الإسلام نفسه أصبح في خطر. فهم أحسوا بان الحضارة الجديدة تهدد كيان الإسلام، لهذا فقد قالوا بالرجوع إلى القرآن والسنة لحفظ هوية المسلمين، ورفض هذه الحضارة. كان خوفهم فقط على الإسلام وليس على المسلمين أو على مظاهر التخلف لدى المسلمين بكل أنواعه، أو التبعية لدى الشعوب الإسلامية؟ أما لماذا هذا الخوف؟ فلأنهم رأوا إن العلمانية السائدة في الغرب لا تكتفي بفصل الدين عن الدولة، بل هي تقوم بفصل الأخلاق عن الدين، تفصل الحقوق عن الدين، تفصل الاقتصاد عن الدين، فإذا ما تم فصل كل تلك الأشياء وغيرها عن الدين فماذا سيتبقى حينها للدين إذن؟؟ علماء الإسلام حينما تبدى لهم هذا الخطر على الإسلام اخذوا يحاربون كل ما يمت إلى العلمانية مثل الليبرالية، حقوق الإنسان، الحرية الفردية....الخ، لهذا سمعنا عن مؤتمر إسلامي في اندونيسيا حول حقوق الإنسان الإسلامية، مثلما سمعنا عن وجود اقتصاد إسلامي أو علم نفس إسلامي أو علم اجتماع إسلامي ودعوات لحكومة إسلامية، المهم مثل هكذا طروحات لم تكن موجودة قبل مئة سنة. لكن هذا الإسلام الأصولي اخفق في تحقيق أهدافه النابعة من الخوف على الإسلام وليس على المسلمين، حيث نلاحظ تراجع الإسلام الأصولي في دول عديدة مثل مصر، الجزائر، تونس، المغرب، الكويت، العراق، فالناس بدأت تنادي بالحكومة المدنية، في بعض الدول اخفق الإسلام الأصولي إخفاقا شديدا مثل أفغانستان، إيران، الصومال، ففي الصومال رأينا حكومة إسلامية على رأسها المحاكم الشرعية وإذا بحزب الشباب الحاكم ينشق ويتقاتل المنشقون فيما بينهم، كذلك كان الحال في أفغانستان وجدنا الأحزاب الإسلامية تتقاتل فيما بينها بعد تشكيل الحكومة الإسلامية. إيران تشهد (ردة صامتة) كما ذكر احد الصحفيين الغربيين، الإسلام الأصولي اخذ يحكم بالقوة فهم، يريدون أسلمة المجتمع من فوق. أما نحن نرى بان منبع الدين يجب أن يكون القلب (الوجدان)، إذا فرضنا الحجاب والصوم والصلاة بالقوة فأول ما ينتج عن ذلك هو النفاق الاجتماعي، المحجبات الإيرانيات المسافرات إلى خارج إيران بالطائرات ينزعن حجابهن لدى إقلاع الطائرة، أليس هذا فشل للحكومة في غرس الإيمان، لا يمكن للإيمان أن يكون بدون الحرية، فهناك دائما طريقان، طريق الإيمان أو طريق الكفر والإنسان يختار، الإيمان من جنس الأخلاق والأخلاق مقترنة دوما بالحرية، انظر مثلا إلى التصدق، فلو تصدق شخص ما بمليون دينار مجبرا فلن يكون لذلك قيمة، ولكن لو تصدق نفس الشخص بدرهما واحدا بحرية فستكون لذلك قيمة عظيمة أمام الإيمان. لذلك فان الإجبار ينسخ العمل الديني، " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" أو "وهديناه النجدين". إذن جوهر الإنسان هو الاختيار والحرية، لكن الفهم الديني السائد جعل من الحرية شيء ممقوت.
لهذا يطرح القبانجي الإسلام الأصيل بديلا عن الإسلام الأصولي الذي شهد إخفاقا كما بينا من قبل. وجوهر الإسلام الأصيل هو الإيمان بالله وحب الخير للناس قبل القران والسنة، فالنبي كان مؤمنا لسنوات يتعبد في غار حراء في الصحراء ولما اشتد نور الإيمان في قلبه برز ذلك في القران والسنة، فالقران والسنة أول تمظهر للدين. هذا هو الفرق الأساسي بين الإسلام الأصولي والإسلام الأصيل من حيث إيمان الأول بالقران والسنة واعتبارها أصل الإسلام وبين اعتبار الإيمان وحب الخير للناس هو أصل الإسلام، ويعتبر هذا فرقا جوهريا وسيقود حتما إلى اختلافات اكبر، لان القول بان القران والسنة أصل الدين يجعل من الالتزام يهما إلى يوم الدين أمرا لا نقاش فيه، وفي هذا خطأ كبير، لأننا سنتجاهل التغيرات التي تحصل في حياة المجتمعات نتيجة للتطور، فلو تأملنا القران لوجدنا فيه الناسخ والمنسوخ كاعتراف بان الأحكام تتغير بتغير المسببات إي بمعنى إن العلة تتبع المعلول. فهل يعقل أن يكون الواقع متغيرا في عهد الرسول وتجمد بعد وفاته؟؟؟؟؟ هل يعقل أن يكون اليوم لنا أحكام الرق، والجواري أو الهجرة، ففي القران عشر آيات حول وجوب الهجرة إلى أن قال النبي "لا هجرة بعد الفتح" إي إن الأحكام المتعلقة بالهجرة تجمدت بعد إعلان الرسول قوله أعلاه. كذلك الحال بخصوص الأسرى أو الغزو أو الجهاد. سبب جمود الإسلام الأصولي هو الإيمان بان القران والسنة أصل الدين، بينما القران يقول "ليزدادوا إيمانا" لهذا فان أصل الدين هو الإيمان وهو يعني الحب لله وحب الناس، فإذا كان عندك حب لله يكون عندك دين، لكن أن يكون عندك عقائد فقط فهذا ليس دين.
أصحاب الإسلام الأصولي يقولون يعطون الأولوية للعقائد من خلال دعوتهم إلى أصول الدين (التوحيد، النبوة، المعاد) أي إذا لم يتوفر لك احد أصول الدين فلا دين لك، وهذا مخالف لصريح القران ، فإبليس كان موحدا ويؤمن بالآخرة (قال فانظرني إلى يوم يبعثون) وكان يتحدث مع الله ويؤمن بالنبوة ولكن القران يقول عنه (إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين)، القران يقول عنه كافر لان القران لا يستند على العقائد، الإسلام الأصولي يقول إذا كان الإنسان موحدا ويؤمن بالمبادئ الثلاثة فهو مؤمن، لكن القران يقول صراحة انه كافر.... لماذا كافر؟؟؟ لان الكفر والإيمان القرآني لا يعتمد على العقائد، فالعقائد ذهنية تعتمد على ما في القلب "إلا من أتى الله بقلب سليم" السليم من ماذا؟ من الشرك والشك والحقد وهذه كلها حالات وجودية يهتم بها الله " ينظر إلى قلوبكم " ولا إلى عقائدكم، لم يقل الله بعقيدة سليمة بل قال بقلب سليم، العقائد لا تساوي عند الله جنح بعوضة، الله يعلم كل شيء هو الذي خلق البشر ويعرف إن العقائد من إفرازات المحيط وتؤثر عليها مئات المؤثرات مثل المزاج، المدرسة ، المجتمع الخ، أنت إذا كنت في الصين فمستحيل أن تكون مسلم ، لكن ممكن جدا أن تكون بوذي أو تاوي، إذن هذه الأمور تخضع لجبر المحيط والله لا يحاسب عليها ولا ينظر إليها، الله يحاسب على الإيمان لأنه اختيار الإنسان، فأنت تؤمن باختيارك وتكفر باختيارك، ولان إبليس كان في قلبه حسد وتكبر مع انه كان يعتقد أكثر مني ومنك بالتوحيد وبالنبوة وبالمعاد إلا انه كافر، إذن التوحيد ليس أصل الدين، النبوة ليست أصل الدين، الاعتقاد بالمعاد ليس أصل الدين.
الآن يمكن لنا أن نقسم مستويات الدين لدى الإسلام الأصولي والإسلام الأصيل إلى مستويات ثلاثة ففي الإسلام الأصولي
المستوى الأول. القران والسنة.
المستوى الثاني. فهم العلماء للقران.
المستوى الثالث. الممارسات مثل الصوم والصلاة الخ.
أما في الإسلام الأصيل فالمستويات هي
المستوى الأول. روح الدين هو قلبي ونعني به الإيمان بالله وحب الخير للناس.
المستوى الثاني. القران والسنة
المستوى الثالث. فهم الفقهاء والعلماء.
حينئذ إذا قلنا بان الإيمان هو جوهر الدين فهذا يمس ذات الإنسان، والإسلام الأصيل يهتم ببناء الإنسان الأصيل، وهذا معناه إن هناك إنسان زائف، وهذه موجودة في ثقافة فيورباخ وهيجل وماركس وتحديدا في نظرية الاستلاب (الإنسان في الإيديولوجية)، هناك إذن إنسان مستلب يبتعد عن ذاته الأصيلة، وهذا يتجلى في الإنسان الذي يؤدي فرائض الدين كلها من صوم وصلاة فيتصور نفسه إنسانا صالحا طالما يؤدي العبادات كلها فهو من أهل النجاة، فيغفل عن الإيمان، الكثير من المسلمين وهم يعتقدون بأصول الدين وفروعه تحولوا إلى الإرهاب، فالخوارج كانوا يسمون بأصحاب الجباه السود لكنهم قتلوا الإمام، كذلك الإرهابيون المسلمون فهم ممسوخون مبتعدون عن ذواتهم الأصلية، فالذات الأصيلة محبة للإنسانية، محبة لله، وهذه هي فطرة الإنسان.
يقول القران " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" فالمتقين يزدادون هدى بالقران أما الفاسقون فيزدادون ضلالا، القرآن خير لمن لديه وجدان، ولان القرآن يخص المتقين فهو يعني السائرون في طريق الحقيقة، حينها لا يهم من يكون هذا الإنسان، شيعيا أو سنيا، أو بوذيا، المهم أن يكون سائرا في درب الحقيقة باحثا عنها مؤمنا بالإنسانية وبالحب وبالحقيقة.
هناك فرق جوهري بين الإنسان الأصيل والإنسان الأصولي، الإسلام الأصولي أنتج الإرهاب، أنتج القاعدة، أنتج طالبان، طالبان قطعا مخلصين فلا يوجد إنسان يقتل نفسه وهو ليس مخلص أو مؤمن، لكنه إنسان ممسوخ وهو لا يشعر، يتصور انه من أهل الجنة، وهذا نتيجة للإسلام الأصولي، نتيجة ابتعادنا عن أصل الدين، ونقصد به الإيمان بالله وحب الخير للناس وليس القران والسنة.
الإنسان الأصيل وهو يبحث عن الحقيقة لا يتعصب لمذهبه أو دينه، الإنسان المتعصب هو إنسان أناني، هو لا يدافع عن الإسلام لأنه حق، بل لأنه جزء من هويته، كذلك الشيعي الذي يدافع عن الإمام علي، يدافع عنه ليس لأنه حق، بل لأنه جزء من هويته، وهذا هو المسخ الحقيقي لشخصية الإنسان. فعندما يذوب إنسان ما في حب شخصية معينة لا يهمه العمل الخير طالما يعتقد بمن سوف يشفع له يوم القيامة. وهكذا الإسلام الأصولي (إخوان المسلمين، طالبان، الحزب الإسلامي) وكل الإسلام الأصولي يقتلون الأبرياء، هم يعتقدون بإزاحة الدولة، فما ذنب الأبرياء؟؟؟؟؟؟ عندما تصبح الحكومة هدفا للإسلام السياسي يصبح كل شيء مسموحا حتى دماء الأبرياء!!!!!! منبع هذا الاعتقاد نابع من هجرة النبي إلى المدينة، لان الظروف أجبرت النبي حينها على تشكيل دولة، لان الأعداء اقسموا يومها على قتل النبي وإزاحة هذا الدين، فالنبي إذن اضطر إلى تشكيل دولة، إلى تشكيل جيش، هؤلاء أصحاب الإسلام الأصولي تصوروا إن الدولة جزء من أصل الدين، لهذا قالوا بان الإسلام "دين ودولة"، بينما الحقيقة إن دولة النبي كانت اضطرارية، ليس من الدين، بل من قشور الدين، ويتبع هذا إن الأحكام التي جاءت في القران كانت تتناسب مع ذلك الزمان لتشكيل الحكومة، الناس كانوا يريدون أحكاما، الناس كانت قبائل متناثرة، وعندما تتشكل الحكومة تحتاج إلى جيش والى قوانين وقضاء، وهذه كلها جاءت في القران كحالة عرضية وليس من جوهر الدين. فإذا قلنا بان جوهر الدين هو الحب لله وحب الناس فحينها تصبح كل هذه الأمور عرضية، لهذا وجدنا بان القران غير الكثير من الأحكام في تلك الفترة، فآية السيف لوحدها نسخت مائتين آية، وأصحاب الإسلام الأصولي يقولون بان آية الجهاد نسخت جميع الآيات التي قبلها مثل "لا إكراه في الدين أو " إنما أنت مذكر" أو "لكم دينكم ولي ديني" ، نحن نقول لم تنسخ وإنما كانت حالة عرضية اضطر فيها النبي إلى استعمال القوة لدفع شر المشركين، وحتى الخليفة الأول اضطر إلى قتال المرتدين، الفقهاء اعتبروا ذلك من أصل الدين لهذا فهم يقولون بقتل المرتد، الآن قتل المرتد وصمة عار في جبين الإسلام، في العصر الحديث لا يقبل إي إنسان عاقل أن يقتل إنسان ما لأنه غير دينه، وهذا غير موجود في كل الأديان، إذن هو حكم سياسي، الخليفة الأول رأى إن ترك المرتدين يشكل خطرا كبيرا على الإسلام، فالإسلام كان (طفل) في المدينة ومكة، إذن كان حكما سياسيا، الفقهاء أفتوا استنادا لهذا الحكم، وحكموا بالارتداد على إي إنسان يؤلف كتابا فيه رد لبعض المأثور أو تفسير لآية خلاف المعهود، أو أوامر بمصادرة أو تحريم كتبه، فهم يستعملون شتى وسائل الإقصاء وحتى القتل، حدث الكثير من هذا في التاريخ الإسلامي.
لماذا نقول نحن بالإسلام الأصيل؟ لأن الإسلام الأصيل يهتم بالإنسان الأصيل، والإنسان الأصيل هو الذي يتحرك بوعي وحرية، وعقلانية، إذن يتفرع عن الإنسان الأصيل العقلانية والحرية، ونحن أحوج ما نكون إلى العقلانية لأنها من إفرازات الحضارة الكونية، الآن عقولكم اكبر من عقول آبائنا بسبب انتشار المدارس، الصحف، الجامعات، الأفلام، الانترنيت، وحتى أفلام الكارتون، عقلانية الإنسان الأصيل تختلف عن عقلانية الإنسان الأصولي اختلاف جذري، الإنسان الأصولي يعتبر العقل وسيلة لفهم القران والسنة لأنه الأصل (أصل المعارف كلها)، أما الإنسان الأصيل فهو يعتبر العقل وسيلة لاكتشاف الحقيقة، الإنسان الأصولي عقله مخزن يضع فيه الحقائق وعنده الحقائق تخص التوحيد والنبوة، لهذا القبانجي يسمي عقل الإنسان الأصولي بالعقل ألمخزني، بالعقل الجامد، مخزن معلومات مثل الـ (CD)، لا يحاول أن يغير، ولان عقله مخزن فقط ، فيصبح إنسانا دوغمائيا، يصبح عقله عقلا جزميا، يقول أنا الحق دائما وغيري باطل دائما ، فلو كان سنيا فيقول بان السني على حق وكل الآخرين باطل، ولا يتوقف عند هذا الحد بل يجب عليه مقارعة الآخر، تحت عنوان مقارعة الباطل، أما الإنسان الأصيل فهو إنسان عقلاني، بمعنى إن العقل لديه وسيلة لاكتشاف الحقيقة، من خلال البحث في كتب الآخرين، والانفتاح على أفكار الآخرين، وقبول الآخر، وهذا ما سيفتح الباب أمام التعددية.
الإسلام الأصولي يقول بان الإسلام متسامح وهذا فقط عندما يشعرون بالضعف، أما عندما تصبح القوة بأيديهم فيبدؤون بتفجير الآخرين، وإذا حكموا كما في إيران فإنهم يضطهدون أصحابهم من الإصلاحيين من خلال القتل والتعذيب. الإسلام الأصيل لا يكتفي بالتسامح بل يقول بالتعددية، على قاعدة إنني على حق والمخالف معي على حق ايظا، "الإيمان بالله والعمل الصالح" هذا هو الأساس، أنا عندما أقول باني أتسامح مع السني فهذا يعني إن بذرة الكراهية موجودة، الإسلام الأصيل أو الإسلام الحداثي يحل المشكلة من الجذور بالتسامح من خلال "أنت على حق وذاك البوذي الذي يؤمن بالله على حق"، إن القران يقول ذلك "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " لكن جماعة الإسلام الأصولي يقولون هذه ممسوخة بقوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام "، والتعارض هنا واضح لا يحل بالنسخ بل بالتمعن بالآيات القرآنية، " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " عندما نتدبر في القران نرى إن الإسلام في القران هو الإيمان بالله، هو التسليم بالله، وإلا ماذا يعني قول الحواريون لعيسى "فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " هنا يراد بكلمة مسلمون يعني مسلمون لك ومؤمنون بالله، لذلك فعندما يقول إن الدين هو الإسلام أو "من يبتغي غير الإسلام دينا " فهو لا يعني الإسلام الخاص وإنما الإسلام العام، إي الحب لله والإيمان بالله والتوكل على الله وعمل الخير للناس.
خلاصة القول، نحن اليوم نحتاج إلى العقلانية من النوع الثاني الديناميكي وليس العقل ألمخزني، لربما يكون المسيحي اقرب إلى الله مني... فالموازين عند الله تختلف، الله ينظر إلى قلوبكم، وجوهر الإسلام هو الإيمان الذي يتشكل بمظاهر مختلفة. العقائد والمظاهر هي ليست أصل الدين، الإسلام الأصيل يهتم ببناء الإنسان الأصيل، والمجتمع الأصيل.


انتهت
[email protected]



#آريين_آمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز الوجداني في القرآن محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- العصمة في النظرية وفي التطبيق محاضرة للسيد المفكر أحمد القبا ...
- الخلافة والإمامة... جذر الخلاف الشيعي السني... محاضرة المفكر ...
- الحسين ثورة الوجدان محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- الاجتهاد في مقابل النص محاضرة المفكر الاسلامي السيد احمد الق ...
- الساسة العراقيون بين المعادلة الصفرية والتوافق
- الديمقراطية التوافقية في العراق
- العملية السياسية والسلم الاهلي في العراق
- ملخص كتاب صدام الحضارات
- نادين البدير المراة التي تقود ثورة لوحدها
- نظرة موضوعية لخطاب اوباما في جامعة القاهرة يوم 4 يونيو 2009
- سلاما ياكردستان العراق والقادمات احلى


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آريين آمد - الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي محاضرة للمفكر السيد احمد القبانجي