أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال














المزيد.....

قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 15:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألتزم جميع خطباء المساجد على مستوى جمهورية مصر العربية، بتوحيد خطبة الجمعة حول موقف الشريعة الإسلامية من حرمة الأنتحار وقتل النفس حرقاً بالنار، ويعرف كل مصرى أنها أوامر سياسية تصدر إلى المسئولين الدينيين، تفادياً إلى تكرار هذا الفعل الذى يتشبه فيه المصريين بالشاب التونسى.
فى خطب الجمعة بأنحاء الجمهورية أتفق جميع الخطباء على أن إلقاء إنسان نفسه من أعلى بناية، أو إحراق نفسه أو أى طريقة أخرى تؤدى إلى قتل النفس هى جريمة تسمى الأنتحار دينياً، وهى جريمة نكراء وتعتبر تدخل مباشر فى إرادة الله، والشريعة الإسلامية تحرم قتل النفس ذاتياً بمثل تلك الطرق السابقة، ووصل الأمر ببعض الخطباء بأن وصفوها " بالفوضى الخلاقة "، وأعتبر البعض الآخر أن الأنتحار فكرة خارجية مستوردة أى غريبة عن مجتمعاتنا المصرية.
اللافت للنظر هو الإهتمام الكبير من أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الأوقاف الدينية، للتصدى لظاهرة مجتمعية لم يمضى على حدوثها مجرد أيام أو أسبوع، وأعجبتنى جداً حالة اليقظة التى سيطرت على الأجهزة الدينية بالتنسيق مع الأجهزة السياسية، مما جعلها توحد خطبة الجمعة لإظهار تحريم الدين لجريمة الأنتحار أو قتل النفس، وكلنا يعرف أرتباطها الوثيق بالخوف من حدوث ثورة شعبية.
هذه القدرة للأجهزة الدينية على توحيد خطابها الدينى، أمام مشكلات وحوادث الوطن الكبرى ، تجعلنا نسألهم بقولنا: إذا كانت ظاهرة مثل الأنتحار وسارعتم فى أقل من أسبوع إلى توضيح تحريم الشريعة لها، لماذا عندما ترتكب جرائم وتفجيرات ويقتل فيها العشرات فى مصر والعراق وغيرها من البلاد، لا يتم توحيد خطبة الجمعة لإعلان تحريم الشريعة وإدانة الإله لتلك الجرائم ؟
سؤالى راجع إلى ما نراه من تفجيرات مستمرة وآخرها على سبيل المثال تفجيرات كنيسة سيدة النجاة وتفجيرات كنيسة القديسين وتفجيرات كربلاء والهجمات الأنتحارية التى تترك وراءها مئات القتلى والجرحى، ولا نجد شيئاً يصدر من تلك الأجهزة الدينية بل مجرد تصريحات وإدانات، ولم يقوموا بتوحيد خطبة الجمعة ليعرف الناس رأى الدين والشرع فى مثل تلك الجرائم، مما جعل تلك الجرائم وتلك الجماعات التى تتخذ من الدين ستاراً، أن تستمر فى أعمالها الغير إنسانية وسط مجتمعات فقيرة بائسة محرومة من مقومات الحياة الطبيعية، بينما قادة الفساد والدكتاتورية بنعمون بحياة آمنة بعيدة عن أيدى ومتفجرات تلك الجماعات الإجرامية التى لم يشرح أحداً للملايين مخالفتها للشرع.
الكل يرى أن عدم تحرك الأجهزة الدينية والأمنية أثناء التفجيرات الطائفية المختلفة، ومدى التخاذل فى التعاطى المنطقى والسريع مع تلك الأحداث الإجرامية، يجعل الجميع يؤمن ويعتقد أعتقاداً يقينياً بأن تلك الهيئات الأمنية أو الدينية، تؤمن وتحلل وتتفق مع ما يقوم به هؤلاء الأنتحاريون الذين يفعلون نفس الفعل الذى قام به الشاب التونسى وغيره من المصريين، مع الفارق البسيط أن المصريين والشاب التونسى قد ألحقوا الضرر بأنفسهم فقط، لكن الأنتحاريون الآخرون قد ألحقوا الضرر بالمجتمع وسفك دماء مئات الأبرياء.
الشعوب بدأت تستنير عقولهم ، وتكتشف مدى التزييف والتضليل الذى تقوم به قيادات المجتمع بمختلف أنواعها، لتوطين الأستبداد السياسى فى عقول المواطنين، ويعتادوا على القهر والظلم بأعتبارها مشاكل عادية لا دخل للدولة أو النظام فيها، وهكذا يزداد المواطن إيماناً بأنه وراء كل المصائب، لكن الدولة بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب!
المشكلة التى يتغافل عنها قادة الأجهزة الأمنية والدينية والسياسية معاً، أن المجتمع الصغير يصبح كبيراً، عندما يتصل بالأنترنت ذلك المجتمع العالمى الذى لا حدود له، من هنا المواطن تزداد معرفته وقدرته وقابليته للأستفادة من خبرات الآخرين الذى يجدها بكل حرية فى مجتمع الأنترنت الحر، من هنا نجد تلك الأجهزة تتعامل مع نصف الحقيقة وتخفى النصف الآخر أعتقاداً منها بأن المواطنين سينسونها ويتجاهلونها بمرور الأيام.
نصف الحقيقة المختفية تتمثل فى دور الدولة وأجهزتها فى الضغط على كافة أجهزة ورجال الأديان، من أجل إدانة وتحريم قتل النفس مهما كانت الأسباب سواء كان الأنتحار قتلاً للنفس أو الأنتحار لقتل آخرين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فى تلك الحروب القذرة التى تدمر فيها حياة آلاف البشر من الأبرياء.
الشاب التونسى طارق بوعزيزى ، أيقظ فى نفوس الملايين العرب البؤساء المحبطين رفض الظلم، وأنه توجد ألف طريقة وطريقة للأحتجاج والصراخ والغضب، من الظلم والفساد والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الإنسان، لذلك أستيقظ الملايين وأوقدوا شمعة فى عقولهم ليفكروا فى طريقة إحتجاج ضد الظلم والحياة المهينة التى أجبرهم النظام السياسى على العيش فيها.
شعر ملايين العرب بعد موت الشاب التونسى، بأنهم ضحايا فى مجتمعات لا تعترف بآدميتهم، وشعروا بأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس، وبالرغم من هذا فالجميع أختار طريقة سلبية لجذب الأنتباه وللضغط على النظام الحاكم لتحقيق رغباته وأسترداد حقوقه المسلوبة منه.
الذى يجب أن يعرفه المواطن، أن المجتمعات العربية مجتمعات مريضة وكل فرد يشمله هذا المرض، وحتى ينجح الدواء فى شفائنا على كل فرد أن يعترف فى قرارة نفسه أنه لا يجب أن يكيل بمكيالين فى تعاملاته اليومية، يجب أن يفهم جيداً أن المجتمع فى حاجة ماسة إلى صلاحه وتغييره الشخصى، حتى يتغير بقية أفراد المجتمع.
هذا هو الواقع وهذا هو المنطق الذى ينبغى على فرد منا أن يسير به، هل نحن فاعلون حقاً ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن
- شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء
- إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال