أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية















المزيد.....

محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 05:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان النظام الديكتاتوري المقبور، نظاما سياسيا فاشيا ، أرهابيا دمويا ،عنصريا وطائفيا .قاد عقليته ، الشعب العراقي الى الدمار ، والموت ، والجوع والخراب الأقتصادي ، مما سبب الى تشريد ملأين منهم ، وأضطرارهم الى مغادرة الوطن ، والتوجه نحو بلدان اللجوء في الخارج .توجد من بين الهولأء ، عشرات الألأف من العلماء ، وأصحاب الكفاءات العلمية وحملأت الشهادات العالية ومن مختلف الأختصاصات، وأنتشارهم في بلدان العالم المختلفة ، وشمل كل القارات. وذلك لحماية أنفسهم وعوائلهم من البطش ، والطغيان والأرهاب القمعي ، الذي مارسه النظام ضدهم. وبسبب معارضتهم وعدم تقديم الولأء للطاغية صدام حسين ونظامه الشمولي. او بسبب خوفهيم من السوق الى حروبه المجنونة، اومن اجل تامين لقمة عيشيهم ولعوائلهم ، وذلك بسبب انهيار الأقتصاد الوطني من جراء هذه الحروب ، واستمرار الحصار الأقتصادي على البلد لمدة 13 سنة. كل هذه السياسات ، هي التي اضطرت بهولأء الى ترك الوطن والهروب الى الخارج ، لأنقاذ أنفسهم وعوائلهم من طاحونة الموت او من حكم عليهم بالسجن مع التعذيب او بالأعدام والتصفية الجسدية، اوعلى اضعف الأيمان ، طردهم كاساتذة من الجامعات والمعاهد البحث العلمي ، وملأحقتهم حتى أرغامهم للأنخراط في صفوف حزب البعث ، وتقديم الولأء للنظام و (القائد الضرورة) . ان نسبة كبيرة من ذوي الكفاءات العلمية ، عندما تركوا الوطن ، اضطروا الى بيع كل ممتلكاتهم من البيت والمحلأت والأثاث والكتب المختلفة العلمية والثقافية وألأدبية وغيرها ، وذلك من أجل تدبير نفقات السفر ، وهي عادة تكون مكلفة وباهضة الثمن ، تتضمن دفع الرشاوي للمسؤولين في البلد ، من اجل تسهيل مهمة السفر، وبشكل غير رسمي ، وتزوير الأوراق الضرورية لذلك، مع مصروفات النقل التي تدفع عادة بالعملة الصعبة الى المهربين والتجار المنتشرين في بلدان العالم المختلفة. كثير من الهولأء ، الذين وصلوا الى بلدان المهجر ، بعد معانات كثيرة ، كانوا يحلمون بالأستقرار وترتيب أوضاع معيشتهم، الأ انهم اصابوا بخيبة الأمل ، بسبب بقاءهم فترة طويلة في معسكرات اللجوء ، ومعانات قبولهم كلأجئيين ام رفضهم ، مما اضطر كثير منهم التنقل مرة اخرى من دولة الى أخرى ، وتزوير الأوراق وتغير الأسماء وتحمل العب المالي للسفر ولوحده مع بقاء بقية افراد العائلة في دولة اخرى. وسببت كل هذه الحالأت الى مشكلأت مختلفة ، نفسية ، اقتصادية اجتماعية لهم . كان كثير منهم مهدديين فعلأ بالأرجاع الى الوطن ، و كاد هذا ان يكلف حياته وحياة عائلته ، التي سبق وان جازفة بها من اجل البقاء والعيش بالكرامة. ناهيك حتى ان كثير منهم كانوا ملأحقيين من قبل أزلأم السلطة الديكتاتورية في الخارج ، وتعرضهم للتهديد ، والضرب والأختطاف ، وارغامهم للرجوع الى الوطن أو قتل بعض منهم وتصفيتهم جسديا .اما الذين قد حصلوا على اللجوء والأقامة ، اصبح يعانون من مشاكل البطالة في المهجر، واضطر قسم كبير منهم الى ترك مهنته كاستاذ جامعي او باحث علمي ، وتغير تحصيله الدراسي ، والدخول في الدورات التهيلية في مجال اختصاصات خارجة عن كفاءاته وتحصيله العلمي والأكاديمي ، وذلك من اجل الحصول على العمل في احدى المهن او في اعمال غير المهنية ، بغية تخلصة من المساعدات الأجتماعية ، ولكي يثبت لأفراد عائلته ، انه قادر على العمل وينتج ويتقضى الراتب في تدبير شؤون العائلة، ولكسب احترامهم. وهكذا ضاع كثير منهم حصيلة جهوده وتعبه وتحصيله العلمي ، ومن جراء هذه المعانات وايام المحن ، اصاب بعض منهم بأمراض خطيرة كلفت حياتهم ، ودفنوا في الغربة ، بعيدا عن الأهل والمقربيين وألأصدقاء والأحباب ، من دون ان يتحقق أحلأمهم وطموحاتهم في خدمة ابناء الوطن .أما بعد اسقاط النظام الديكتاتوري المقبور ، اذ دخلت البهجة والفرحة في قلوب ملأيين من ابناء الشعب العراقي ، وتولدت الرغبة لدى كثير من اصحاب الكفاءات وحملأت الشهادات العالية ، الرجوع الى الوطن والأنخراط في العمل والمساهمة في اعادة اعماره ، الأن انه لأتزال هنالك كثير من المشاكل والعوائق ، تقف أمامهم ، ومنها

استمرار الظرف الأستثنائي والبالغ الصعوبة والتعقيد في العراق اليوم ، من النواحي السياسية والأجتماعية والأقتصادية. تفاقم ظاهرة البطالة في كل مجالأت العمل، شحت الموارد المالية ، وعدم وجود أمكانية تخصيص المبالغ اللأزمة لميزانية الجامعات ومعاهد ومراكز البحث العلمي ، بغية توفير ملأكات جديدة وتعين الذين يرجعون للوطن في جامعات القطر

أنتشار ظاهرة البيروقراطية والمحسوبية والقرابة ودفع الرشاوي والهيمنة الحزبية والطائفية على نظام التعينات بشكل العام، وتطبيق ذلك ايضا على اصحاب الكفاءات وحملأت الشهادات العالية ، وخاصة للذين يرجعون الي الوطن ، ويرغبون التعين في جامعات القطر

لدى كثير من اصحاب الكفاءات والشهادات العلمية والأكاديمية لهم التزامات العمل والعائلة في البلد المقيم فيه، وجود أولأدهم في المدارس ولمرلحل المختلفة ، وبعض
منهم لدية مشكلة في لغة الأم ، بالأضافة الى ضرورة تهية الحالة النفسية والمستلزمات المادية والمعنوية لديهم عند الرجوع والتكيف مع الوضع الجديد في البلد

أنفلأت الأمن والأستقرار في العراق اليوم ، مع تصعيد العمليات الأرهابية وباشكال مختلفة، وخاصة تجاه الأساتذة الجامعيون، وذوي الكفاءات العلمية ، وتنفيد الأعمال الأجرامية ، من اعتداء ، وخطف ، وقتل واغتيال ضدهم، أو خطف احدى افراد من عوائلهم وتهديدهم بالقتل ، او دفع مبالغ خيالية لقاء انقاذ حياتهم ، مما دفعت هذه الحالة بكثير منهم الى الهروب مرة اخرى الى الخارج ، وهكذا اصبحت عملية الهجرة مستمرة في صفوف هؤلأء اصحاب الكفاءات وحملأت الشهادات العليا ، قبل وبعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق

بغية رفع الحيف والغبن والمعانات عن هؤلأء الناس ، وانقاذهم من محنتهم هذه ، ارى من الضروري على الحكومة الحالية والمستقبلية معالجة هذا الموضع بشكل
جذري وشامل من الجوانب العلمية والأقتصادية والأجتماعية والأمنية وذلك من خلأل بعض الأجراءات على سبيل المثال وليس الحصر , كالأتي

أصدار قانون خاص لعودة الكفاءات ، ينسجم مع روح العصر ، ويستند على اسس مبادئ الديمقراطية ،أحترام حقوق الأنسان ، المساواة في المواطنة وحب الأخلأص للوطن والشعب

اعتماد على نظام الحوافز المادية والمعنوية في اعادة تعينهم وتوزيعهم على جامعات القطر حسب الحاجة والأختصاصات

توفير اجواء الدراسية والعلمية بحيث يليق بمكانة الأستاذ الجامعي والباحث العلمي ، مع منح تفرغ علمي للمساهمة في اعادة تاهيل البرامج الجامعية وكتبها بحيث تنسجم مع النهج النظام الجديد للحكم في العراق

توفير السكن والأحتياجيات المنزيلية الأزمة لهم ولعوائلهم

معاملتهم وتكريمهم باعتبارهم ثروة وطنية كبيرة يجب توظيفها في بناء عراق الأمل والسلأم ، يتحقق فيه التقدم العلمي ، والأقتصادي والأجتماعي والثقافي

تسهيل مهمة العودة لهم ولعوائلهم من نفقات السفرومتطلبات اخرى من نقل الأثاث والكتب والسيارات ، واعفاءها من الضرلئب والرسوم الجمركية

تنظيم استمارات خاصة تتضمن على سبيل المثال لا الحصر المعلومات عن ، التحصيل الدراسي ، سنة التخرج ،الأختصاص فترة العمل في العراق وفي الخارج ، البحوث العلمية ، وتاليف الكتب، الحالة الزوجية وعدد الأولأد ومراحل دراستهم في الخارج ، وغير ذلك من المعلومات التي تتعلق بالجوانب العلمية والأكادمية وارسال هذه الأستمارات الى الخارج ، لتوفيرها لدى السفارات العراقية وتكون في متناول ايدي اصحاب القضية ، لأملأئها بمثابة طلب الوظيفة ، وتصديق وثائق الأزمة والضرورية لذلك



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الحكم ، ومهمات اليسار في العراق
- حساب الخسائر والأرباح للنظام العراقي ، قبل وبعد أسقاطه
- ألأنتخابات الأمريكية والسياسة الأقتصادية المقبلة
- ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
- مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا ...
- على هامش الأنتخابات العامة في العراق
- أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
- نحو عراق الأمل والسلأم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية