أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحمدان - ضربة معلم















المزيد.....

ضربة معلم


ابراهيم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت في مطار قرطاج 16و 17 الشهر الجاري,بعد مشاهدتي لاحداث تونس والتي (احيي نساء ورجال تونس على الانتفاض بوجه القمع والدكتاتوريه) كان الوقت باكرا صباح 17 الشهر والناس تفترش الجرائد القديمه وتنتشر في زوايا المطار، وفجاه بدأ الصراخ والركض وتدافع الموجودين وانقلاب كراسي وطاولات المقاهي وبكاء الاطفال وصراخ النسوه (لقد هجموا علينا...لقد هوجمنا) رعب في العيون هروب في كل الاتجاهات، رغم انني لم اسمع اي طلق ناري ولم ارى ما يثير هذا الرعب، اتجهت باتجاه المدخل الرئيسي وتبين لي ان كلبا صغير الحجم دخل بين اقدام سيده تمشي في الطابق الثاني اثار خوفها فصرخت وانتشر الرعب والهلع ودبت فوضى عارمهْ.
فيما سبق قوله لم اروي هذه الحادثة للتسليه بل اردت الاشاره الى حجم الرعب والخوف بين الناس الذي انتشر وُزرع بشكل مدروس من خلال اشاعات كاذبه تناقلتها المدن التونسيه، اشاعات بعض منها تولد بسبب الاحداث والاغلب منها كانت بفعل فاعل، كانتشار شائعه تقول ان مياه الشرب قد سممها الملثمون، الى شائعه تقول ان الملثمين يركبون سيارات اسعاف ويطلقون النار منها على الماره، واشاعات لا حصر لها خلقت الذعر والخوف عند السكان وكأن هؤلاء الملثمين اشباح وفزاعات توزعت بين الاحياء السكنيه لترعب البشر، والحقيقه ان الملثمين اشخاص موجودين وزعوا في كل مدن تونس، وكانوا يدخلون اثناء خروج المظاهرات يحرقون الصرافات الاليه للبنوك ويحرقون المحال التجاريه والاخص العائده الى ليلى زوجة بن على واقاربها وبعض المحال التجاريه الاخرى.
وقد سبق لي ان نشرت على موقع منتدى التمدن بتاريخ 19 .01 بالعدد رقم مقال تحت عنوان ثورة الياسمين وطرحت فيها عدة تساؤلات واشرت ضمنا الى انقلاب الغنوشي على بن على ولم الحظ اي تفاعل مع ما نشر، لذا قررت العوده الى طرح وجهة نظري من خلال مشاهداتي للحدث الذي رايته خاصه انني تجولت اثناء الاحداث في اكثر من مدينه وتولدت لدي عدة تساؤلات لابد لي من طرحها والتوقف عندها.
السؤال الذي لم يطرحه احد ،هل حجم التظاهرات في تونس تسقط دكتاتور بأدواته القمعيه (وانا بسؤالي لا اقلل من حجم ما قدمه النساء والرجال التونسيين بل أراه عظيم واحييم على بطولاتهم ) لكني أحاول ان اقرأ بموضوعيه لانني لم ارى مظاهرات لا بالكمية ولا بالنوعية التي تجبر دكتاتور بادواته القمعيه على الهروب كما فعل بن على (غير مأسوف عليه) خاصة وان المتظاهرين حتى يوم خطابه الاخير، لم تهدد قصره ولم تقترب من اي مركز حيوي بل الاكثر من ذالك الى حينها لم يكن اسقاط الدكتاتور بن علي شعار مرفوع ولا هتاف ملفوظ بل كان المتظاهرين يطالبون بن علي اسقاط الحومه التي يرأسها الغنوشي، الى ما بعد خطاب بن علي الاخير والذي لابد من التوقف عنده، لما يحمل من دلالات هامه حيث قال بما معناه ان من حوله غالطوه واخفوا عنه الحقيقه وهو بصدد محاسبتهم وفعلا اقال مستشاره الاول وعدة مسؤولين واهمهم وزير الداخليه، والمح الى انه غير راضي عن اطلاق الرصاص الحي واعلن انه اعطى الاوامر الى وزير الداخليه الجديد بعدم اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ورغم اعلانه على المللأ، لم يتوقف اطلاق النار على المتظاهرين فهل كان هناك من يعطي اوامر معاكسه، وكان مسؤولا عن قتل المتظاهرين وانا هنا لا ابرئ الدكتاتور الهارب والغير مأسوف عليه بن علي بل احاول ان اشير باصبع الاتهام الى دكتاتور مختبئ، يمارس القتل ويتحكم بادوات القمع ويريد ان تصل الامور الى ما وصلت اليه من خلع دكتاتور الواجهه ليستلم الامور ويديرها مباشرة، ويكون بذالك ضرب ضربته في الوقت المناسب فمن جهة ازاح بن علي باصوات المتظاهرين، ومن جهة اخرى فتح صفحه جديده تتيح له مساحه من الحركة وغسل يديه من حقبة القمع السابقه . والاهم اقصاء بل القضاء على منافسته ليلى القويه والتي كانت تعد نفسها لوراثة الحكم كما يقال في الشارع التونسي واقاربها المتحكمين بأغلب امور النهب والسرقه.
هل كان بن علي دكتاتور مغٌيب؟؟ وان الدكتاتور المالك لادوات القمع والمسير للحكم قد آن أوانه ليظهر علناً دون اي خوف ،الم يكن من الطبيعي ان يكون اول الهاربين مع بن علي هو رئيس الحكومه؟؟؟؟ فمن وراء الغنوشي لياتي بثقة وقوه وبظرف يفترض ان المتظاهرين اسقطوا الدكتاتور فمن يستطيع اسقاط دكتاتور لا يقف بوجهه اعوانه.
الدكتاتور بادواته فاين ادوات الدكتاتور الهارب بن علي،والتي لم تستطع قمع متظاهرين عزل ولم تستطع حمايته، ام ان ادوات القمع قرارها واوامرها بيد الدكتاتور الحقيقي ،هل يعقل ان تتخلى عن الدكتاتور الهارب اجهزة الجيش والامن امام مظاهرات بحجم ما شاهدناه ام ان دكتاتور اخر كان يعطي الاوامر لاشعال المظاهرات بقنص المتظاهرين وقتلهم من قبل اجهزة الشرطه، والتي كان الدكتاتور الفاقد لاعطاء الاوامر!!! قد اصدر اوامره علنا في خطابه بوقف اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين فمن كان يعطي الاوامر التي تنفذ، وخاصة الى القناصين الموزعين على اسطح المنازل، والسؤال من وراء توزيعهم على الاسطح لقنص المتظاهرين وهل قنص متظاهر وسط المتظاهرين يخمد المظاهره ام يشعلها ومن له مصلحه باشعال المظاهرات، وهل رصاص القنص الذي تبين حسب اقوال كثير من المواطنين وصرحو به علنا على قناة الجزيره انه رصاص قنص مصنوع في اسرائيل ؟؟هل لكل هذا دلالات على من وراء الغنوشي والذي ومن اللحظة الاولى ظهر بثقة الحاكم والقوي رغم التهاب الشارع وتوتره الم يكن من المنطقي هروب الغنوشي والمبزع واركان النظام مع بن علي؟؟ لو لم يكونو واثقين ومتحكمين من مجريات الاموروهل موقف فرنسا الاول والذي اشار الى انهم على علم مسبق ومؤيدين تسلم الغنوشي الرئاسه ،وانه اجراء دستوري الايشير الى دعم الغنوشي بالحد الادنى الم يكن الجيش موافق على الغنوشي وهو يعلن توليه مهام رئيس الجمهوريه، الا يشير كل ما سبق ان الماسك بزمام الامور والمحرك لها هو الغنوشي نفسه، من وزع الملثمين بتنظيم مدروس من اصغر مدينة، الى العاصمه مرورا بكل المدن التونسيه، من لا حق اقارب ليلى زوجة الرئيس الهارب وقتل من قتل واعتقل الباقي الم تكن تصفية حسابات بين جناحين من السلطه وكل التونسيين يعلمون بحجم الخلافات بين الغنوشي من جهة وزوجة الرنيس المخلوع من جهة اخرى.
{وللعلم ان الشعب التونسي بعيد كل البعد عن تصفية الحسابات بهذه الطريقه ورغم كل الاحداث لم يحمل اي فرد من عامة الناس سلاح يذكر}، من اعطى الاوامر بسحب الجيش وجهاز الشرطه يوم هروب بن علي واستلام الغنوشي مهام رئيس الجمهوريه وهو اليوم الاكثر اهميه لتواجد الامن والجيش في البلد.وهل كان المقصود من هذا الاجراء اخلاء الشوارع للملثمين لاطلاق النار واخافة الناس وترك الناس تناشد الحكام القدامى الجدد لحمايتهم.
فهل هي ضربة دكتاتور ام ضربة معلم.



#ابراهيم_الحمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الياسمين


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحمدان - ضربة معلم