أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الزهرة العيفاري - مواطن تونسي اشعل النار في جسده لتشتعل نيران الثورة في بلاده















المزيد.....

مواطن تونسي اشعل النار في جسده لتشتعل نيران الثورة في بلاده


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 00:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


فهل سيضطر علماء العراق اشعال النار في اجسادهم
ليجبروا الحكومة على الاستماع لهم ؟؟؟!!!
الدكتور عبد الزهرة العيفاري
• نطالب الحكومة بالاسنماع الى آراء الاقتصاديين العراقيين في البناء والاعمار !
• هل نحتاج تكرار تجربة تونس ؟؟ !!
هكذا فعل البطل الشهيد التونسي محمد البوعزيزي ( واسمه الحقيقي طارق ) عندما اراد التعبير عن احتجاجه على كونه عاطلا ً غن العمل وان البلدية صادرت عربته التي يستعملها عند بيع الخضار في السو ق . ثم انه ‘اراد التعبير عن احتجاجه على الاهانة التي يتعرض لها المواطن من قبل النظام الدكتاتوري الغاشم الذي ملأ البلاد ظلما ً وجورا ً على مدى سنوات حكم الرئيس الهارب ، الدكتاتور ( زين العابدين بن علي ) !! . وقد اصبح محمد بطلا ً وطنيا ً ، ذهب الى مثواه الاخير وهو لا يعلم ان الشعب التونسي يتجول الان في الشارع العريض الذي يحمل اسمه في وسط مدينة تونس كتكريم له . وسيقوم في هذا الشارع تمثال لمحمد تخليدا ً لشهادته . انه اضرم النار في جسده لتسري تلك النار بدورها على ارض تونس الخضراء معلنة الثورة الشعبية فيها . ولقد تحولت هذه الحادثة الى مأثرة بطولية . ووجد الكثير من ابناء الشعوب العربية فيها خير مثال لتحريض الجماهير على الانتفاض . وبكلمة اخرى اعتبروها سابقة فتحت امامهم باب الخلاص من الانظمة الشمولية المعادية لمصالحهم وطموحاتهم للتحرر من ربقة الحكومات التعسفية المتحكمة بهـم . اما التطبيق العملي لهذه الظاهرة فقد وجد تأكيده بتكرار بعض الناس المضطهدين لاشعال النار في اجسادهم في شـوارع بلدانهم لعل الجماهير هناك تنتفض وتجبر حكوماتها على تغيـيـر نهجها التعسفي كما حدث في تونس !!.
ونحن في العراق ــ برأيي وبرأي كثير من الوطنيين ــ في ظروفنا القائمة لانحتاج الى تكرار هذه الظاهرة اذا ما كانت لأسباب سياسية . على اعتبار اننا نتمتع بحكومة وطنية ظفرنا بها نتيجة لتحرير العراق من حكم الاوباش الفاشست ، ثم تألفت الحكومة الحالية بعد اجتياز صعوبات واتـعاب قل نظيرهـا . الا انـنــا ( والحق يقال ) نعاني من حكومتنا استمرارها بالتجاهل المستمر لما يطرحه المواطنون والاختصاصيون ( الاقتصاديون بالدرجة الاولى ) من ملاحظات وآراء واقتراحات بناءة ، هدفها التنمية والتطوير الاقتصادي لبلادنا في هذه الظروف العا لمية المعقدة والخطرة في آن . فالعراق الان مـوضع اهتمام عالمي ووضع مالي ممتاز ممـا يجعله قادر على بناء قاعدة رصينة للـتـنـميــة الاجتماعية والـنـمـو الاقتصادي وعلى كافة المستويات . الا ان الحكومة ( واغـلــب الوزراء والمــد راء فيها ) ــ كما يبدو ــ لم تستمع أو لا تريد ان تستمع الى مواطنيها من اصحاب الاختصاص . ولــذا فان ً النصائح والتوصيات العلمية تذهب مع الرياح دون ان تجد طريقها الى الانجاز . اي ان الحكومة لــم تتلقفها في لحظتها وتبني عليها مشاريع حيوية مقترحة . فـمـنذ اكثر من عام قدمت من قبل العديد من الباحثين الى الحكومة ( عن طريق النشر الصحفي ) مجموعة من المقترحات العملية الرامية مباشرة الى الغاء البطالة ونشر الخدمات للمواطنين واصـلاح حالة التربية والتعليم وتوفير العلاج للمرضى والكتب والدفاتر المدرسية للتلاميذ الصغار ... الخ . الا ان الاراء تلك بالنسبة لآذان الحكومة ( كالطرق على حديد بارد ) . الامر وما فيه ان بعض الحكام الذين بيدهم الامـــر اما هم من النوع الذي لايريد الخير للعراق واما انهم من جهلاء القوم . ونحسب ان هناك نوع ثا لث هم من الفسدة الذين يهمهم نهب اموال هذا البلد المغلوب على امره . وليس سرا ً ان العراق لم يوفق بنوعية اغلب الوزراء واكثر النواب . وهنا نقول : الها في عون دولة السيد المالكي .
ثمان سنوات مرت على تحرير العراق من الدكتاتورية المقيته وقــد انفقت الحكومة خلالها المليارات من الدولارات كانفاق في سبيل اخراج البلد من حالة التخلف والبؤس ، الا ان الجزء الاعظم من تلك المبالغ الاسطورية لم تصرف حسب ابوابها وانما اكثرها سرق في وضح النهار من قبل بعض الوزراء والمدراء ( وغيرهم !!!) الذين جاءوا بامر المحاصصة وبعضها جهات دينية معروفة !!! . فالوزراء المعنيين بانتاج الكهرباء ( مثلا ً ) لم يوافقوا على انتاج ولو جزء من الكهرباء من الطاقة الشمسية اومن الرياح . هذه الطاقات الاوفر من غيرها في العراق وبالتالي الارخص من التراب ( كما يقال ) ولكن هذه الطاقة لا تحتوي على فرص النهب والسرقة بالنسبة للوزراء والمدراء . وكذا الامر بالنسبة لتأسـيـس الـصـنـاعــات الـنـفـطـيـة والبترو كيمياوية . فهي الاخرى حظيت باهتمام علماء العراق ولكن هي الاخرى لم تحظ بتأييد الحكام وخاصة اولئك الذين كا نوا منتفعين من سرقة النفط الخام ايام زمان او الذين يراهنون في الوقت الحاضر على نــجــاح الــغــا رات الايــرانــيــة على ابارنا ومصا در ثروتنا النفطية . اما تجاهل شراء التكنولوجيا الحديثة و بناء الصناعات الحفيفة لانتاج السلع واسعة الاستهلاك والادوات المنزلية فـمـبعـثها انتفاع حفنة من المسؤولين من العمليات الاستيرادية وهذا النوع من التجارة الخارجية . ولعل قضية بيع ملايين الدولارات بالمزاد العلني يوميا ً كانت تمر بهذا السياق حصرا ً . ان الحكومة العراقية على مدى السنوات الما ضية بلـغـتها اقتراحات عملية تدعو الى اقامة شركات صناعية ـــ نجارية مشتركة في العراق مع شركات من اليابان وامريكا والصين وكوريا الجنوبية او غيرها لانشاء صناعات او تجميع الاجهزة الدقيقة كالكومبيوتر واجهزة الاتصالات وسواها في العراق وبالتالي تأسيس مركز تجاري يخدم عموم الشرق الاوسط وافريقيا ! الا ان الدلالات كلها تدل على عدم قبول بعض اولي الامر بهذا المشروع الاقتصادي الضخم . !!! .
وماذا نقول بصدد هذا الهوس في المشاريع في المحافظات التي تقام بدون تنسيق تخطيطي من قبل المركز . الكل يريد اضعاف ارادة وايادي الحكومة المركزية . و الاموال المرصدة اما انها غير كافية اوفائضة على استيعاب المحافظة . وهـذا الواقع بالاضافة الى انه لا يساعد على التنمية المنشودة فهو ايضا ً يعتبر البيئة التي يولد بها الفساد المالي والاداري . والاشكالية هنا : هــل ستستمر هذه الحال الى ما لا نهاية ؟؟؟
في الحقيقة هذا غيض من فيض ! فعدة سنوات من حياة الناس وشوارع المدن ( ومن بينها بغداد ) اما مغمورة بالمستنقعات ايام المطر او مغطاة بالازبال ايام الصحو !! والبرامج الاذاعية تعيد وتسقل عبارة ( بلد الحضارات ) . اذن لماذا لا تقوم السلطات بتنظيم حملة لانقاذ بلد الحضارات وكذلك انقاذ الانسان الحضاري من تعاسة حالة الشوارع التي يعيش فيها ؟؟ . ثم ان الدول الحضارية تستفيد دائما ً من الايادي العاملة الوطنية في امر التعمير والبناء . بينما دولتنا توافق على عزل الناس عن حضارتها عندما تستسلم لتصرفات والاعيب تتعارض مع الحضارة الانسانية .
فجهات دينية ((( معينة )))، سعيا ً وراء مصالحها المعاشية المأخوذة اصلا ًمن طبيعة الناس الاتكاليين والعيش على حساب الاخرين ، ومن القرون الوسطى والحكم الصفوي وليس من عبادات الأئمة الاطهار والفقه الاسلامي الذي جاء في سيرة الامام الصادق او على لسان الامام ابو حنيفة او احمد بن حنبل وغيرهم من اعلام الاسلام . ان هذه الجهات عملت على توجيه شباب واطفال البلاد ( الذين هم شرايين الامة والايادي العاملة المقتدرة فيها ) لا الى الانتاج والبناء الحضاري كما ينبغي بل الى صرف اعظم اوقاتهم احيانا ً في اشياء وضعها دراويش و ( مرده شورية ) لم يشعروا بمسؤولية الوطن ( وربما في اوساطهم اناس ليس لديهم رابطة مــع الوطن العراقي اساسا ً !! ) وبالنتيجة ابعاد هؤلاء الشباب عن ساحات العمل المثمــر وعن امكانية الانتفاع منهم في البناء والانشاء وما فيه خير البلاد واظهار وجهها الحضاري الحقيقي . وهذا والله خلافا ً للدين والزهد المعروف في الدين الاسلامي الحنيف . كما هو الحال في دفع الناس للزنجيل والـلـطــم والتطبير وليس الى العمل والانتاج . في حين ان هذه الفعاليات بعيدة ان تكون دينا ً وانما وضعت مع الفروض الدينية ظلما ً وعدوانا ً . وغالبا ً ما تكون شعوذة سياسية ايضا ً لغرض ابعا د شبح التقدم والتحضر في بلاد نا . وامام واقع كهذا ماذا يترتب على المواطن الذي يرى بأم عينه كيف تتبدد خيرات البلاد كل يوم من ايام الها .
.. اذن ما العمل ؟؟؟ !!! فهل يحتاج الاختصاصيون العراقين بما فيهم علماء الاقتصاد ان يشعل بعضهم النار في اجسادهم لكي تثور انتفاضة في وجه الحكومة لترغمها على الاستماع الى صوت العلم والعلماء فتقوم بوضع برنامج اقتصادي موحد للبلاد ، يرسم المشاريع الضرورية باتفاق مع المحافظات (بمافيها الفيدرالية ) وذلك لضمان التكامل الاقتصادي بين المناطق الاقتصادية العراقية وتحقيق مفردات البرنامج وارادة الجهات التخطيطية في المركز . البلد لا يحتاج الى الكلام الفارغ حول التنمية والادعاء بنجاح الحكومة الوطنية بمنع الفساد المالي الذي اخذت رائحته تزكم الانوف . فهل نحن فاعلون ذلك ؟؟ !! .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول من يريد اعادتنا الى القرون الوسطى
- حول المستقبل الاقتصادي للعراق
- الى متى هذا التقاعس يا حكومة العراق
- القسم الثاني المسألة القومية
- القسم الاول المسألة القومية
- بمناسبة تأليف الحكومة العراقية الجديدة
- حول الاعتداء الايراني على الاراضي الزراعية العراقية
- جواب على تعليق بخصوص الحكومة العراقية
- بعد ترشيح دولة السيد المالكي
- يا حكومة العراق ..... الحذر ، الحذر من الارهاب الزراعي !!!
- ملاحظات حول الانتخابات
- حول اشكالية -غياب الاستراتيجية التنموية - في العراق (مع الاخ ...
- السياسة العراقية و مشكلة تكريس الطائفية
- ارادة الشعب بين الدعا ية والمزايدات !!! هل سنرى برنامجا اقت ...
- التراجيد يا والكوارث الوطنية -مأساة تصنعها اليوم كيانات سياس ...
- ما ذا بعد الا نتخا با ت 3 ؟ رسالة الى الحكومة العراقية القا ...
- ماذا بعد الانتخابات؟ ( 2 ): رسالة الى الحكومة العراقية القاد ...
- ماذا بعد الانتخابات؟
- الشعب العراقي على حق حين يشكو من التخلف الاقتصادي
- الصلابة في مواقف الحكومة هي الطريق لكسب احترام العا لم للعر ...


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الزهرة العيفاري - مواطن تونسي اشعل النار في جسده لتشتعل نيران الثورة في بلاده