أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - نصائح من عراقي الى تونسي














المزيد.....

نصائح من عراقي الى تونسي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان النهب والسرقة والإستيلاء القسري ، هي ليستْ مُقتصِرة على المال والثروة فقط ... فالسرقة الأكبر والأخطر ، هي سرقة " الثورة " ، ففي عشرات الأمثلة من التأريخ القديم والحديث ، يقوم الأذكياء بالتخطيط ، والشُجعان والمُغامرون بالتنفيذ ، والإنتهازيون والوصوليون ، بالإستيلاء على مقاليد الامور !. وهنالك حالات ، ليسَ فيها تخطيطٌ مُسبَق ، أو خطة متكاملة مدروسة بدِقة ... ولعلَ التجربة التونسية دليلٌ على ذلك . فالأحداث كانتْ عفوية وإنسيابية ، نتيجة تراكمات كمية كثيرة ، من القمع والفساد وإحتكار السلطة وما يُرافق كل ذلك من بطالة وغلاء .. تحّولتْ تدريجياً الى تراكمات نوعية .. كان لابُدَ لها ان تنفجر وتُعّبِر عن نفسها في زمكانٍ ما . كانتْ هنالك قيادات لأحزابٍ معارضة وشخصيات ، في الخارج ، لكن في الحقيقة لم يكن لها تأثيرٌ يُذكَر على الشارع التونسي ، بل يُمكن القول ان الحركة الفاعلة الوحيدة التي كانتْ غير تابعة للسلطة ، وهي موجودة في الداخل : الإتحاد العام للشغل . هذهِ النقابة العمالية الباسلة ، طالما وقفتْ ضد توجهات السلطة قدر المُستطاع ، وإستطاعتْ ان تُحافظ على إستقلاليتها ومهنيتها في الدفاع عن حقوق الجماهير الغفيرة من الشغيلة إينما وجدتْ الى ذلك سبيلا ... ولم تخلو سجون السلطة الغاشمة يوماً من نشطاء الاتحاد العام للشغل . وفورَ بدأ التظاهرات في سيدي بوزيد ، كان للإتحاد العام للشغل الدَور الرئيسي ، في شحذ همم الجماهير ، لتصعيد الاحتجاجات ، وصقل الشعارات ، بحيث تتجاوز الحادثة المحلية ، لتشمل عموم البلد ، وترقى الى مستوى الإنتفاضة الشعبية العارمة ، التي هّزتْ أركان نظام بن علي الدكتاتوري .
لم تنفع نصائح أصدقاء الطاغية ولا توجيهاتهم ، من القذافي ومبارك وأسيادهِ الفرنسيين ، في إتخاذ إجراءات سريعة في تخفيض الاسعار وتبديل بعض الوزراء والتعهد بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ووعود بتوفير الحريات والديمقراطية ... كُل هذه الخطوات الخادعة ، لم تنطلي على الاتحاد العام التونسي للشُغل ، فكان في طليعة الجماهير المنتفضة في معظم المدن التونسية .. ورُفِعتْ شعارات مُطالبة بتنحي زين العابدين بن علي وإستقالة الحكومة .. وبعد ان شعرَ بن علي ان الجيش لن يقمع الانتفاضة ، إضطرَ الى الهروب في جنح الظلام ، نافذاً بجلدهِ من غضب الجماهير الثائرة .
....................................................
نصائح من عراقي الى تونسي :
- لا تثقوا برموز النظام السابق ، الذين يستقيلون اليوم من حزب التجمع الدستوري .. فمعظمهم مثل الثعبان يستطيع تبديل جلده ، لكنه مسموم ومستعد لللدغ حينما تحين له الفرصة . الذي يتبرأ من الحزب الحاكم السابق ، ولم يقترف جرائم بحق الشعب التونسي .. إعفوا عنهُ ، ولكن لاتُسلموهُ مواقع مهمة في السلطة الجديدة .
- لا تُصّدقوا الكلمات الطيبة التي يُطلقها ، دكتاتوريو العرب من جيرانكم وغيرهم ، من قبيل : نحن نحترم خيارات الشعب التونسي . كونوا حذرين تماماً من مؤامرات جاركم المجنون معمر القذافي ، ومُبارك ، ومُستقبِل المجرمين الهاربين ملك السعودية ... لاتثقوا بفرنسا ساركوزي .. كونوا متيقظين من إحتمال وجود ضباط كِبار مُرشحين للتآمر عليكم ..في حالة إذا شعرتْ فرنسا وليبيا بالذات ، ان إستثماراتها الكبيرة في تونس ، في خطر !
- قاوموا بشدة .. تصريحات " أحمدي نجاد " التي تُبشِر بحُكمٍ إسلامي في تونس .. إحذروا غاية الحذر ، من الدَور الخبيث المُحتمل ل " قَطر " وأميرها المشبوه ... ولا تنسوا ان " الدبلوماسية " القطرية " توسطتْ " في اليمن ، وكانت نتيجتها حرباً شعواء ، وتوسطتْ في السودان ، فإزداد أوار الحرب وتقسمتْ البلاد ، وتدخلتْ في لبنان ، فأصبح وضعه أكثر تعقيداً وخطراً .. لستم بحاجة الى وساطات وخصوصاً العربية منها !.
- لا تخضعوا لإبتزازات حركات وأحزاب الاسلام السياسي ، فسوف ينشطون في الايام القادمة ويركبون موجة الثورة .. ويتباكون على القِيَم والأخلاق والتقاليد .. فهُم كعادتهم ، شاطرون في هذه الإدعاءات المُنافقة المُضّلِلة .. وسوف تُسارع السعودية والامارات والكويت وقطر وايران ، بدعم الاسلام السياسي التونسي ، بتواطؤ وموافقة ضمنية ، من الامريكان والفرنسيين ..فليس مثل هؤلاء إذا سيطروا على الحُكم ، مَنْ هو أحسن في التماشي مع سياسات الغرب !
- لا تقبلوا ان يتبوأ أي مسؤول كبير سابق ، أي منصب مهم في الحكومة الجديدة .. أصّروا على ان يكون لقادة الجماهير الحقيقيين ... الاتحاد العام للشغل .. دورٌ بارز في قيادة المرحلة المُقبِلة .
- طالبوا بالطرق القانونية والضغط الجماهيري ، بتسليم بن علي وبقية المسؤولين الهاربين ، وتقديمهم الى محاكمةٍ عادلة .. وإسترجاع الاموال المنهوبة .
إفعلوا ذلك ، لاتقترفوا الأخطاء التي وقعنا فيها نحن العراقيين ... ليس من أجل الشعب التونسي فقط ... بل مِنْ أجلنا جميعاً !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤساء وعوائلهم ينهبون أموال الشعوب
- دكتاتورية أثيل النُجيفي في الموصل
- ليسَ بينكُم أحد يَلُف الماطورات !
- صديقي .. وصلاة الجُمعة
- ثورة الشعوب ضد الحُكام الطُغاة العرب
- بايدن ليسَ غريباً ..انه مِنْ أهل البيت
- كأس آسيا .. العراق لايريد الفوز
- مشهورين ... بأي ثَمَن
- وزارة العدل .. والإحتشام !
- إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس
- عَودة -سماحة- الصدر الى أرض الوطن
- غداً ... جنوب سودان مُستَقِل
- تنمية حقيقية .. وليس بنايات شاهقة
- اوبرا تُحاورُ بوش
- مجانية الرعاية الصحية في اقليم كردستان
- كُلْ كُلَ شيء .. إلا اُجرَتي !
- أنا وخالي ذبحنا -21- خروفاً !
- رؤساء وقادة مدى الحياة
- الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
- - شط العرب - خوش فندق !


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - نصائح من عراقي الى تونسي