أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - نداء لإلغاء الشريعة















المزيد.....

نداء لإلغاء الشريعة


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


2011
انتقاما من إرادة سكان جنوب السودان، المسيحيين والوثنيين في غالبيتهم، تقرير مصيرهم، هدد الرئيس السوداني بالعودة إلى تطبيق الشريعة التي كلّفت السكان في عهد النميري والترابي 7 آلاف يدٍ ورجْل مقطوعة خلال 18 شهرا فقط !

قبل أيام من ذلك فرحت، ككل المتعلّقين بقيم الفلسفة الإنسانية التي جعلت من الإنسان – محض إنسان – قيمة القيم، كما جعلت من قسوة الإنسان على الإنسان جريمة الجرائم، بخبر تحرير سكينة محمّد أشطياني من سجنها. لكن فرحتي لم تدم طويلا. فسرعان ما نزل عليّ كدوش بارد نفي السلطات الإيرانية للخبر، وتأكيدها بأن المُعذّبة سكينة ما زالت تحت طائلة حكم الرجم. معنى ذلك أن جلاّديها يمكن أن يقودوها في أية لحظة إلى ساحة الرجم ويدفنونها حيّة، حسب الشروط الشرعية، في حفرة إلى الصدر. ثم يعطي القاضي للقتلة المحتشدين بما في ذلك أبنائها فوق سن السابعة، الأمر برجمها بحجارة متوسّطة للتّنكيل بها حتى لا تقتلها إلا بعد حوالي 40 دقيقة. بهذه الطريقة الوحشية، رَجمت الجمهورية الإسلامية منذ ظهورها حتى الآن حوالي ألفي إمرأة. لا أذكر أن ذلك حرّك ساكنا لدى الإعلاميين والمثقفين في العالم الغربي والعربي !
هذا العقاب السادي حتى العبث، مثل باقي الحدود الشرعية، هو الذي رصدته الشريعة "السمحاء" للزاني والزانية !

السبب الأول لانحطاط المسلمين هو تشبّثهم الذُهاني بهذه الشريعة الدموية التي تعامل الإنسان كحشرة ضارّة. شريعة القصاص اليهودية، التي استنسختها الشريعة الإسلامية، مُستلهَمة من مدونة حامورابي في القرن 18 ق. م. أي أن عمرها اليوم 38 قرنا ومازالت حية تسعى وضحاياها في أرض الإسلام – في أرض الإسلام فقط – بالألوف ! فاليهود الذين أخذناها عنهم ألغوها منذ القرن الأول الميلادي. وحتى أكثر اليهود تعصّبا للشريعة لا يطالبون في إسرائيل بالعودة إلى الحدود البدنية التي مازلنا نطبقها بسادية وضمير أخلاقي ميّت !
أوجه هذا النداء إلى كل المدافعين عن الحق في الحياة في أرض الإسلام، الذي يداس كل يوم بألف قدم، لمطالبة حكومات أقصى اليمين الإسلامي السياسي، كالجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان، ودول أقصى اليمين التقليدي كالسعودية، بإلغاء حدّ الرجم وجميع الحدود الشرعية. ومطالبة الدول شبه العلمانية بإلغاء الحدود الشرعية المخففة إلى السجن وأيضا إلغاء عقوبة الإعدام. أُسوة بالحكومة الإسلامية التركية التي ألغت سنة 2006 حكم الإعدام وعقوبة الزنا مثلما ألغتها معظم دول العالم.

الحدود الشرعية تشكل اليوم جريمة موصوفة وانتهاكا استفزازيا لشريعة حقوق الإنسان العقلانية والإنسانية الكونية. الشريعة الوحيدة التي يعرفها العقل ويعترف بها والموعودة – في السيناريو المتفائل – بأن تسود العالم.

أليس جريمة ضدّ الإنسان أن تحكم إيران والسودان والسعودية مثلا على شارب الخمر ب 80 جلدة، وبقطع يد السارق وقطع يد ورجل من خلاف مرتكب السطو المسلّح ورجم الزاني والزانية حتى الموت ودقّ عنق المرتدّ ؟
في السعودية، حكمت محكمة شرعية في ديسمبر 2010 على مواطن بالسجن 6 سنوات، في الحق العام، وفي الحق الخاص، بتعطيل حبله الشوكي لإصابته بالشلل الكامل قصاصا لصهره الذي طعنه بسكين خلال مشاجرة فعطّل حبله الشوكي وأصابه بشلل كامل، طالبة من إدارة الشؤون الصحية الشرعية تعيين جرّاح لتنفيذ هذا الحكم ! الطب الحديث في خدمة شريعة حامورابي. أتلك هي الحداثة الإسلامية !!

سادية العقوبات البدنية الشرعية، التي جعلت من التنكيل بالمحكوم عليه غاية في حدّ ذاتها، هي التي تحرم وتجرم الموت الرحيم لتخليص مريض ميؤوس منه من الآلام التي يكابدها وتحرم وتجرم القتل الرحيم للحيوانات المعمول به في جميع مسالخ العالم تقريبا إلا مسالخنا حيث نذبح الحيوانات وهي تصرخ وتتبوّل من شدّة الألم !

قسوة الشريعة الإسلامية على الإنسان والحيوان هي إحدى تجلّيات العنف العتيق الذي أنزله الإنسان بالإنسان وحيوان الصيد. فقد أكل الإنسان الإنسان لملايين السنين كما برهنت على ذلك الباليونتولوجيا [= علم الأحافير]. ألم يسجل المقريزي أن المصريين كانوا يأكلون أطفالهم في المجاعات؟ روت جدّتي مرارا أمامي كيف أن زوجها أطلق النار على شخص وجده يأكل شخصا آخر بعد أن قتله في إحدى سنوات المجاعة قبل الإحتلال الفرنسي لتونس.

العنف والقتل مبرمجان في فصوص أدمغتنا. لكن لحسن حظنا أدمغتنا الشريرة قابلة لإعادة التأهيل بالتعليم، وبالقانون الوضعي العقلاني وبالإعلام المستنير. من هنا أهمية مطالبة الإعلاميين والمثقفين لصنّاع القرار بتطهير التعليم والقوانين والإعلام من كل أثر لأحكام الشريعة. وأكثر من ذلك بتدريس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من الإبتدائي إلى العالي كما تفعل تونس. وتدريس الإتفاقية الدولية لمنع التمييز ضدّ المرأة، والإتفافقية الدولية لحماية حقوق الاقليات، والإتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل التي حولتها تونس إلى تشريع.

تدريس هذه الوثائق الإنسانية وتحويلها إلى قوانين يساعد على إعادة برمجة أدمغة الأجيال الشابة بقيم حقوق الإنسان وإعادة صياغة الذهنية الإسلامية، التي مازالت مسكونة بالعنف والبدائية اللذين بدأت البشرية تتنصّل منها وربّما تخلصت منها ذات يوم نرجو أن لا يكون بعيدا.

من أجل ذلك ينبغي أن نوجه النداء إثر النداء إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وإلى المجتمع المدني العالمي وخاصة منظمة العفو الدولية، وإلى الإعلام العالمي والدبلوماسية الدولية لمطالبة حكومات أرض الإسلام بإلغاء القوانين المتعارضة مع الحقوق الإنسانية وتدريس هذه الحقوق في جميع بلدان أرض الإسلام؛ ووضع حدّ حاسم للتمييز ضدّ المرأة المسلمة وغير المسلمة؛ وحماية حقوق جميع الأقليات بما في ذلك الحق في تقرير المصير وتكوين دولتها المستقلة كما هو حال كرد العراق اليوم وسكان جنوب السودان؛ وحصر اختصاص شيوخ الإسلام في الإجابة على أسئلة المؤمنين الشرعية وتجريم فتاوى التحريض على العنف والتحريم والتحليل في السياسة التي ليست من اختصاص الفقهاء.

***************************************
ملاحظة: النص كتب قبل الانتفاضة الجماهيرية في تونس وتأخر طبعة ونشره بسبب الحالة الصحية للأستاذ العفيف الأخضر



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى الرئيس جلال طالباني لا توقع على عقوبة الإعدام
- كُونُوا حزب الملك لإنقاذ المغرب
- 6 – الإنحطاط هو هزيمة العقل
- 5 – خطر تذويب الفرد في الأمّة
- 4- كيف لفّق ابن إسحاق حدّ الرجم؟
- 3 – الجنّة رمز لرحم الأم
- 2 – إعادة تعريف الإسلام بعلوم الأديان
- مبرّرات إصلاح الإسلام - إصلاح الإسلام : 1- دراسته وتدريسه بع ...
- اليمن اليوم هو العالم العربي غدا
- لماذا إصلاح الإسلام؟
- علي عبد الله صالح : الفدرالية هي صدرية نجاة اليمن
- إيران 30 عاما من الثورة: 30% من الملحدين!
- خطاب الرئيس أوباما: أعدكم بالسلام
- العلمانية ضمانة المواطنة الكاملة
- مسألة الأقليات في أرض الإسلام: العلمانية ضمانة المواطنة الكا ...
- نظرة وداع على أحداث عام 2006‏‏‏
- هل ستنقلب حماس على نفسها؟
- نداء إلى أغنيائنا
- الحكم بالرجم حتى الموت
- كيف نصالح الإسلام مع العالم؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - نداء لإلغاء الشريعة