أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رزاق عبود - ثورة الياسمين في تونس الحمراء














المزيد.....

ثورة الياسمين في تونس الحمراء


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 22:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد شهر من المظاهرات، والمواجهات، والمسيرات، والاضرابات، والضحايا من شهداء، ومصابين، ومعتقلين، ومطاردين احتجاجا على ظلم طاغية دام ثلاثة وعشرين عاما، حكم البلد بالحديد والنار. حكمه قام على انقاض عهد رجل مريض لنظام مريض. الاول حكم البلد باسم الاستقلال وتحكمه زوجته دليلة. والاخر حكم باسم التغيير والتجديد، وتحكمه زوجته ليلى. ليس انتقاصا للنساء، ولكن للتاكيد، ان للظالمين دائما عقدة نفسية تحب التسييد لانها مسودة، ولعبة بيد من هو اقوى.العهد الاول عهد ابو رقيبة كان مساومة مع الفرنسيين، كي لاتاتي قوى اليسار، وكي يقف بوجه تيار عبد الناصر القومي. وهكذا استمر حكم فرنسا بصورة اخرى. ولكي لاتحصل ثورة شعبية، وهبة جماهيرية بعد ان بات بلد مثل تونس تحكمه مومياء في المستشفى. قررت فرنسا، مرة اخرى، ان تسد الطريق فجاء بن علي. ولما وصلت تونس الخضراء حد المجاعة في حين تعيش العائلة "المالكة"، والسياح الاجانب في فيض من البذخ، والرفاهية، والترف. مرة اخرى تعاونت فرنسا وقوى من داخل النظام كي لايحصل المحظور، ان تصل قوى اليسار بقوة الثورة الى السلطة، فتفضح،عن غير قصد، العمالة الكاملة لنظام بن علي الذي دعمته كل دول اوربا الراسمالية. ومرة اخرى مثلما اجهضت ثورة14 تموز في العراق، ومثلما سرقت ثورة الشعب الايراني 1979. فان الخوف الان، ان تسرق تضحيات الشعب، وبطولات الشباب، وبكاء الامهات، وعويل الثكالى. وباسم التعقل، والموضوعية، والفترة الانتقالية تسرق ثورة الياسمين التي انطلقت وامتدت في كل قرى، ومدن، واحياء تونس. الشرطة لازالت قوية، ومتماسكة، وعادت لاطلاق النارعلى المتظاهرين، لانهم يريدون التغيير الجذري، وليس الشكلي. ستاتي المعارضة الشكلية لتحكم لصالح حزب بن علي حتى يستعيد لملمة صفوفه ويوجه ضربته باسم التغير، باسم التجديد، باسم الحفاظ على الثورة! وربما يعملون على افتعال الخصومات بين الاحزاب، والقوى الشعبية المعارضة الفعلية، التي قادت الثورة، ولم تحصل الا على ثلاثة مناصب وزارية. كل شئ بقي بيد الحزب الحاكم حتى رئيس الوزراء، صاحب نفس تاريخ سيده وزيرا سابقا للامن، والداخلية، ومساهما في بطش الجماهير. اوربا، وامريكا ستوافق بحجة: "افضل من استلام الاسلاميين للسلطة"، وكانه لا يوجد في الشارع التونسي غير الاسلاميين. وقد كان دورهم هامشيا جدا في الاحداث الاخيرة. فهي ثورة عفوية شبابية ساخطة لم تفكر بحزب، او دين، او ايديلوجية. لكن قوى اليسار والديمقراطية تقدمت، وبادرت لتتصدر الثورة الشعبية فنالتها الاعتقالات. اكثر ما يخيف الان، هو ان يركب السياسيين التقليديين المركب الذي اعده لهم النظام السابق بالتعاون مع فرنسا ويبدؤون(بدؤوا) باطلاق الرصاص على الجماهير التي حملتهم الى السلطة. بالضبط كما حصل في ايران الخمينية، والعراق في ظل دولة حزب الدعوة الحالي. وكما حصل سابقا في بلدان عدة. وستتعاون كل الدول المجاورة، وكل الدول العربية لفرض بديلها، لابديل الجماهير، تمهيدا لعودة الديكتاتور، كي تحبط من عزيمة الجماهير المتحفزة في البلدان التي تحركت فيها مظاهرات مشابهة. وكما سرقت القوى الفاشية، والقوى الدينية الظلامية فرحة العراقيين بعد سقوط الصنم، فان نفس السيناريو قد تكرر ومن نفس القوى المشابهة: نهب، سلب، قتل، اطلاق الرصاص، تخويف، تخريب، حرق، عصابات...الخ..الخ. فهذا النظام الذي ابتدا من الاستقلال 1956 وحتى هروب بن علي لن يستسلم بسهولة مالم يتم تطويرالثورة على طربقة ثورة اكتوبر. والا فستسقط كما سقطت ثورات اخرى، او في الاقل ستسرق كما سرقت كل الثورات. ولابد من التذكير، ورغم الصورة السوداوية، والماساوية، والحذر، والقلق المشروعان، من انه ليس صدفة، ان تنطلق هذه الهبة في بلد الشاعر الذي صرخ في بداية القرن الماضي
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر

كما انطلقت قبلها ثورة 14 تموز في بلد الجواهري الذي قال باسم الشعب: "انا باق واعمار الطغاة قصار". حتى ولو استمرت اكثر من عشرين سنة في حالة بن علي، واكثر من ثلاثين سنة في حالة صدام حسين.
فلابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
ولكن حذارى من عودة الليل، ومن اعادة شد القيد. وعندها قد يصبح التوانسة على وطن اسوء، وليس على وطن اجمل كما هتف احد الشبان المتظاهرين في ساحات تونس الثائرة!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
- الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس ...
- من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع ...
- رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
- متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
- من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي ...
- البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
- ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل
- البصرة بعد 32 عاما....2
- البصرة بعد 32 عاما! صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع!
- لمن صوت الشعب العراقي؟ ولماذا يعاقب على تصويته؟؟!
- فاجعة احمد مزبان... مصيبة صديق، ام مأساة وطن؟؟!
- محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!
- 7 اذار انتخابات 8 اذار نساء معذبات
- عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة
- مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
- اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
- وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
- اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
- النبي الاثول


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رزاق عبود - ثورة الياسمين في تونس الحمراء