أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 5/5














المزيد.....

عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 5/5


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 20:02
المحور: سيرة ذاتية
    


كنت أقوم بعملى فى الدائرة بصورة طبيعية بانتظار صدورأمرنقلي من الأمانة العامة لأدارة البلديات والمصايف الى وزارة الصناعة والمعادن للمباشرة بعمل يُساهم كثيرا فى تقدم صناعة لم تفقد أهميتها منذ ظهورها الى الوجود لأول مرة فى هذه المنطقة. ولم أتطرق الى إتفاقي مع فهمي روفا عند أحد، المرة الوحيدة التى عملت فيها بنصية والدتى، حرفيا، حول ضرورة التكتم لتحاشىي عيو ن الحاسدين . لقد سافرت خلال هذه الفترة الى ناحية (ته ويلة وبيارة) لأستلام مشروع الماء المنجز فى (ته ويله). خلال هذه الزيارة القصيرة، التى كانت الأولى والأخيرة لهذه المنطقة، رأيت كيف يُقسم خطوط الحدود الدولية (المقدسة) العوائل والأرض الى شطرين، لا يمكن التمييزأو إيجاد الفروقات بينهما باستثناء الموثرات الدخيلة والمفروضة مثل: العملة الرسمية، توقيت الساعات، التقويم، ملابس الشرطة، المناهج التعليمية الغريبة عن ثقافة السكان ولغتهم، الصور المعلقة خلف رأس المسؤوليين فى كل شطر. شعرت بحزن فى أعماقي عندما كان يشرح لى أحدهم مسار الخط الحدودي الجديد، المار على الجانب الغربي من جبل جرداء، والزاحف باتجاه العراق فى هذه المنطقة بموجب إتفاقية الجزائر، لكونه مصطنع ومفروض، وكل هذه الدماءالمهدورة والعوائل المهجرة والقرى المهجورة والغابات المحروقة والتجارة بأمال مشروعة للأبقاء على هذا الخط الوهمي ومحاولة زحفه شرقا أوغربا.
قبل نقلي الى الأمانة العامة لأدارة البلديات و المصايف، كنت أغادر البيت فى وقت مبكر صباحا ولا أعود الا مساء فى معظم الأيام، وكانت كل تنقلاتي بواسطة سيارات الدائرة مما جعلت اختلاطى بالناس أو التواجد فى المحلات العامة خارج أطار العمل محدودا جدا. أما فى عملى الجديد كان الوضع مختلفا تماما، حيث كنت مضطرا للذهاب الى الدائرة والعودة الى البيت سيرا على الأقدام، ولم أكن بحاجة الى أية واسطة نقل لأن المسافة بين البيت والدائرة كانت بحدود ثلاثة كيلومترا ت وتمرفى وسط المدينة التجارى. وكانت هذه الرحلة اليومية ذهابا وأيابا ت تُشكل لي متعة مجانية، لأسباب عديدة، افتقد تها طوال السنوات الأربعة التى مضت. وكانت رحلة العودة الى البيت تستغرق عدة ساعات أحيانا.
وفى طريق عودتي الى البيت يوم 21/5/1978* التقيت ب محاسب مديرية بلدية أربيل (عبد الغني) واقفا عند مكتبة تبيع المطبوعات والجرائد، هنأني بتعيني مديرا لبلديات محافظة أربيل وأعتبرتها مزحة واذا به يُطلعني على قرار لمجلس قيادة الثورة منشور فى جريدة الوقائع العراقية بتعيين عدد من مدراء البلديات والبلدية وكان اسمي من بينهم. عند قرائة القرار بامعان توقعت بأن خطاء ما حصل أثناء إصدار هذا القرار لربما فى تبادل مواقع الأسماء. كنت أرى بأن نقل خضير عباس(وهو بعثى نشط) من مركز شباب أربيل وتعينه مديرا لمعمل الطابوق الفنى خارج سياق المنطق عليه قررت السفر الى بغداد لتدارك الأمرقبل فوات الأوان.
فى بغداد:
حال لقائى معاون مدير العام المهندس (هيوا شالي) فى مكتبه أبلغنى، باللغة الكوردية و قبل أن أعطيه جريدة الوقائع العراقية، بأنهم تدخلوا بجدية لتصحيح القرار من دون جدوى وانه قرار نهائي غير قابل للنقاش وطلب منى غض النظر عن الموضوع نهائيا. عندها سألته سؤالا محددا: كيف بدأت فكرة تعينى مديرا لمعمل طابوق أربيل العائد لوزارة الصناعة ولا أحد فى دائرتكم يعرفنى حسب ما أعتقد؟
الجواب: يجتمع سفيىر ألمانيا الغربية فى بغداد بمعية عدد من رجال الأعمال الألمان مع وزير الصناعة والمعادن بصورة دورية، وفى أحد الأجتماعات يطرح الجانب الألمانى مشكلة توفير الكوادر العراقية المؤهلة لتشغيل معامل الطابوق، التى تدخل فيها تكنلوجيا متطورة وطاقاتها الأنتاجية كبيرة، المشرفة على الانجاز. يقترح وزير الصناعة معالجة الموضوع بتدريب الكوادرالعراقية. ولكن السفير يقترح الى جانب التدريب نقل أهل الخبرة المتواجدين فى وزارات أخرى. ويستغرب الوزير من هذا الأقتراح ويسأل السفير فيما إذا كان الجانب الألمانى باستطاعته تحديد شخص واحد خارج ملاك وزارة الصناعة له الخبرة الفنية الكافية لتسيير هذه المعامل. يذكر الجانب الألماني اسمك وهكذا بدأ الموضوع ....
وبعدها قلت لنفسي: هنا مربط الفرس، فى هذا البلد لا تهتم دوائر جمع المعلومات بالمؤهلات النافعة التى يمتاز بها الأنسان الموجود خارج القطيع والرافض للأنضمام اليه وإن إهتمت سيكون لتطبيق مبدأ ماكر و خبيث وهو: وضع الرجل المناسب فى المكان الميناسب. وهومن أشد أنواع التعذ يب الناعم قسوة.

*تمكنت من تحديد هذا التأريخ استنادا الى بعض القرائن.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 4
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة3
- عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة2
- كُلما كان الرأسُ مُعافا سيرى الورك عجبا عِجابا
- حكايات مستوحات من أرض الواقع1
- غرائب من مملكة العجائب 7
- غرائب من مملكة العجائب 6
- غرائب من مملكة العجائب5
- التضحية باللحية لأنقاذ الرأس
- الوطن لفظنى ولكن الحوار المتمدن أحتضنني
- غرائب من مملكة العجائب 4
- غرائب من -مملكة العجائب-3
- حميد عثمان - غرائب من- مملكة العجائب- 2
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 5بعد التصحيح
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى 4
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى3
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى(2 )
- حميد عثمان فى كتابات المناضل جاسم الحلوائى
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 5
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - عندما كنت عاجزا عن التمييز بين الوهم والحقيقة 5/5