أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جاسم - سفينة نوح اكلت عقولنا














المزيد.....

سفينة نوح اكلت عقولنا


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تعودت كل صباح ان اقرأ جميع الصحف بحسب طبيعة عملي، لكن للاسف دون فنجان قهوة ، اقلب الصحف اقرأ اخبارها مقالاتها ، كل شيء فيها يستهويني خاصة عندما ابحث عن اخطاء صحفية بين المواضيع المنشورة وما اكثرها في الصحف العراقية ، اليوم قرأت في صحيفة الشرق الاوسط خبر بعنوان "جدل حول مكان واستقرار سفينة نوح في النجف ام كردستان..سفينة نوح تفجر خلافاً في مؤتمر حوار الاديان" .
مفاد الخبر ان الخلاف وقع بين الباحث سامي البدري الذي قدم بحث يؤكد فيه ان سفينة نوح استقرت في مدينة النجف وان البشرية بعثت من جديد بعد الطوفان انطلاقاً من ارض النجف الامر الذي دفع الملا عبد الله رئيس اتحاد علماء مسلمي كردستان الى الرد عليه بشدة من خلال بحث قدمه في المؤتمر يؤكد ان تحليلات البدري تتناقض مع المعطيات العلمية التي تؤكد حسب رأي الملا ان جبل جودي في كردستان تركيا هو الذي استقرت عليه سفينة نوح وليس النجف.
بصرف النظر عن المكان الذي استقرت به السفينة اجد ان مجرد طرح هذا الموضوع وفي هذا الوقت تحديداً مضيعة للوقت لانه نقاش جدلي لا يزيد من محصلة التقارب والتجانس الاجتماعي بقدر ما يزيد من هوة التناحر والتفرقة لاسيما اذا كان النقاش بين اشخاص يفترض انهم يمثلون الطليعة الدينية وفي مؤتمر يفترض ان يكون لتقريب وجهات النظر بين الديانات والمذاهب.
الامر مضك ومحزن في الوقت ذاته ، لاننا نرى المدافعين عن المذهبية والطائفية هم اصبحوا رجال البلاد وهم من يتحكمون بمقدراتنا السياسية وانتمائاتنا الدينية والعرقية ، ان المسلم او المسيحي او اليهودي او الصابئي او من ينتمي لاي ديانة اخرى اذا شئنا ان نعرف حقيقة انتمائه لابد ان نقيس مدى تمسكه بالطائفية الدينية والمذهبية فاذا كان هؤلاء من دعاة التمسك والانحياز الطائفي فانهم لا يمتون للدين باية صلة لان المؤمن الحقيقية بغض النظر عن طبيعة ايمانه وانتمائه هو من يتجرد من اي التزام طائفي وعرقي وان يكون مؤمناً بالاختلاف الفكري والعقائدي وهو امر للاسف الشديد لا ينطبق على اكثر هؤلاء الحاضرين بمؤتمر تقريب الاديان لانهم يتصارعون على حقيقة مجهولة مر عليها الاف السنين ولا يعرفها الا الله وحده ، للاسف نحن نعيش بمأزق حقيقي لا ندرك خطورته الا مع الوقت عندما تضيق مساحة التفكير بالمستقبل وتبقى افكارنا مشدودة نحو الماضي المجهول.
العراق الان يعاني بشدة من نقص في الامن والخدمات العامة ، فاكهرباء تكاد تكون معدومة والماء شبه مقطوع وفي بعض المناطق يأتي ممزوج بمياه الصرف الصحي، البطاقة التموينية تلفظ انافسها الاخيرة ،الشوارع مختنقة بالمرور بسبب ضيق الطرقات وكثرة الحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش، الموظف يخرج قبل شروق الشمس ويعود الى بيته قبل غروبها بقليل واحياناً بعد غروبها ، البطالة متفشية ،ازمة السكن قاهرة بمعنى ان المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بلغة ذروتها ، وطليعة المجتمع الدينية لا يشغلها كل ذلك لان سفينة نوح تبحث عن هوية جغرافية ولست اعلم ان البحوث المقدمة خضعة لمعايير بايولوجية بمعنى هل رجال الدين خبراء بعمليات البحث والتنقيب عن الاثار؟!! .. بدلاً من التمسك بجغرافية السفينة كان الاحرى التمسك باخلاق ومبادئ راكبيها.
ان البلاد تغرق ودعاة الدين هم جزء كبير من اسباب الغرق ، نحن لا نكن عداوة لاحد ولسنا ضد احد لان الحرية مكفولة للجميع، لكننا نطالب بضرورة ان تسخر المؤتمرات والنقاشات من اجل حل مشاكل المواطن العديدة لاننا ذات يوم سنكون مظطرين للوقوف امام المسجد والحسينة وامام كل مقر للاحزاب وقصور المسؤولين حاملين بيدنا عود الكبريت ليس لحرق انفسنا كما فعل التونسيون والجزائريون والمصريون الغاضبون من سوء حياتهم المعيشية انما لحرق تلك الافكار المدمرة التي اكلت عقولنا ولم تبقي شيء ، فاذا كنا نعيش في اتون الماسي والمعاناة وطليعتنا الدينية تتصارع من اجل سفينة نوح فماذا يفعل بقية الشعب؟ هل من يجب على هذا السؤال؟



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الصحفيين في العراق
- اغلاق البارات مصادرة للحريات
- نقطة نظام
- حكاية جثة عراقية
- تعقيباً على الحوار مع الاستاذ كامل النجار المنشور في الحوار ...
- الغاء الالقاب
- الغباء السياسي
- الكل يعرف مازن لطيف
- وللحرامية حقوق
- حداثة الثقافة
- ظاهرة اسمها شراء الاصوات
- احذروا انتخابهم ثانية
- عيد الحب ..هل يكفي؟
- الاجتثاث واللعب في المناطق المحرمة
- ربع قرن من الانتظار
- گالوا للبعثي احلف گال اجاني الفرج
- اجهزة غسل السيارات
- الحملات الانتخابية
- ذلة البعث ام -شيخة- الديمقراطية
- كارثة هايتي وضعف الموقف


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جاسم - سفينة نوح اكلت عقولنا