أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الناصر سيد أحمد - البرلمان الشعبي والدولة الشعبية














المزيد.....

البرلمان الشعبي والدولة الشعبية


عبد الناصر سيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مأساة الانتخابات البرلمانية المصرية في 2010 وما صاحبها من تزوير على كل الأصعدة منذ البدايات الأولى للعملية الانتخابية بتسجيل الجداول الانتخابية وإدراج الموتى بدلا من قبورهم في كشوف الناخبين وغيرهم ممن لا يحق لهم الانتخاب وعدم تنقية هذه الجداول بطريقة مقصودة وممنهجة وكذلك أعمال البلطجة المفروضة على الشعب استمرارا لعمليات القهر والتعرض للمرشحين وإهانتهم ومنعهم من التواصل مع الجماهير بكل الطرق وسيادة سطوة رأس المال الذي يشتري أصحاب النفوس الضعيفة ليغير بهم إدارة الجماهير .
كل عمليات التزوير هذه إلى جانب تسويد البطاقات وتقفيل الصناديق لمصلحة أشخاص بعينهم لا يمكنهم الفوز بهذه الانتخابات إلا بهذه الطرق الغير مقبولة شرعاً ولا قانوناً ،أضف إلى ذلك تطويق أماكن الاقتراع من بدايات الشوارع المؤدية إلى لجان الانتخاب والسماح لمرور الأشخاص المؤيدين للمطلوب إنجاحهم غصباً وعدواناً رغماً عن الجماهير وتحقيقاً لمصالح شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب المصري بل وتضر بمصالح الأمة العربية كلها . فكيف يكون برلمانا ً مزوراً مسئولاً عن مصير شعب بأكمله بل أمة مهددة من كل حدب وصوب تداعت عليها الأمم وتفرق أهلها بضع وسبعون فرقة كل منها تظن نفسها على حق وما هي على حق .
كيف يدافع نائباً مزوراً عن الحق وعن حقوق المواطنين وهو الذي ضرب بعرض الحائط إرادة الشعب وحقوق المرشحين في طريقه إلى البرلمان وخالف القانون بالتزوير المتعمد؟ وكيف يساهم في صناعة القوانين وصياغتها وإقرارها ، وكيف يحاسب المسئولين عن تنفيذ القوانين في حال لم تطبق القوانين في الدولة ؟ وكيف يسمى نائب الشعب والشعب لم ينتخبه ولا يريده ولا ينتظر أن يراه كعادة كل من ينجح بالتزوير فهو يهرب من الدائرة ومصالحها إلى مصالحه الشخصية وإلى من زوروا له إنابته ، فهو ليس نائب الشعب بل هو" نائب نفسه " ، ولا يحمي إلا نفسه ويحرص إلا على نفسه لذلك لا يمكن لهذه الانتخابات أن تكون نزيهة وهي التي تفرز نواباً لا يملكون جذوراً بدوائرهم وليس لهم ناخبيهم الذين يدافعون عنهم فهم نواب بلا جذور ولا أصول .
وماذا ننتظر من برلماناً مزوراً..... أن يخفض الأسعار ليتمكن المواطنون من الحياة الكريمة ، أو أن يسعى لتوفير فرص العمل المناسبة لجيوش العاطلين المتزايدة كل عام من الخريجين ، أم يوفر مساكن ملائمة لكافة فئات الشعب ، وكيف يحاسب هذا البرلمان حكومات الكوارث شبه اليومية التي تضرب المجتمع المصري وتثقل كاهل الملايين من الكادحين الذين يفقدون الأمل في حياة كريمة كل يوم بشكل تدريجي ومتسارع لصالح إقطاعي العصر من رجال الأعمال الذين نهبوا اقتصاد البلد دونما رحمة ولا رأفة وكأنما سلطوا علينا من قبل أعدائنا يعاونونهم في تدمير دولتنا من الداخل وهم من الخارج يحاصروننا شيئاً فشيئا حتى إذا حانت اللحظة انقضوا علينا ولا يوجد من يدافع عن هذا الشعب العظيم المكبل .
وأمام هذا الحال الغريب وهذه الظروف المحيطة بشعبنا ووطننا نتساءل ما العمل ؟ وكيف السبيل إلى الخلاص ؟ أيمكن أن نخترع برلماناً للشعب ونترك ذلك البرلمان المزور للمزورين . على صعيد الفكرة فهي جميلة بل رائعة فكل من لا تأتي النتائج الانتخابية على غير هواه يصنع برلماناً خاصاً به وسوف نرى برلمانات جديدة كهذا " البرلمان الموازي " وربما يتسمى بالبرلمان المعارض أو المتقاطع وقد نجد في كل منطقة برلماناً أو نجد برلماناً لكل محافظة أو ربما برلمان لكل طائفة وكل عائلة وبرلمان لكل بيت و" برلمان لكل مواطن " اشتري برلماناً لإبنك أو عرضاً جميلاً "اشتري برلمان ولك الآخر مجاناً" !!!.... أصبحت الأمور غير ما يشتهي العقلاء .
إن فكرة البرلمان الموازي ـ مع أني أفضل تسميته " البرلمان الشعبي "ـ فكرة غريبة جداً علينا وغير مسبوقة وهي في الحقيقة وان كانت لا تعبر إلا عن محاولة يائسة لإبراز أوجه التزوير في الانتخابات وعدم استحقاق الناجحين في الانتخابات بعضوية مجلس الشعب وعدم شرعية نواب هذا البرلمان وبالتالي عدم شرعية هذا البرلمان ، ولكنها تجربة محفوفة بمخاطر كثيرة تضاف إلى المخاطر التي تحيط بالشعب المصري والدولة المصرية كذلك سواء من الداخل أومن الخارج . إذا ما الذي يعنيه البرلمان الموازي وموازي لمن أهو موازي للبرلمان المزور ؟ وهذا يعني انه أيضا مزور .... أو أنه يعني أن هناك برلمان للأعضاء الذين نجحوا زوراً وبرلمان لمن لم ينجح من المرشحين .... أم برلمان للحزب الوطني وتابعيه وبرلمان للأحزاب الأخرى وتابعيهم .
وهذا يجعلنا أمام برلمانان في دولة واحدة !!!... فإن تم انعقاد اجتماعات ومناقشة موضوعات ـ بعض النظر عن ماهيتها وأنوعهاـ لكن الحقيقة هي أنه أصبح هناك برلمانان داخل دولة واحدة ـ هل هذا معقول !!!... ـ وقد يدفع هذا الوضع إلى فكرة أخرى وهي الحكومة الموازية ( أو الشعبية ) أو البديلة ، أوليست هذه الأفكار تعيدنا إلى حكومات المنفى و الحكومات الممولة من المعسكر الشرقي والغربي وهذا خائن وهذا عميل والخ ..... من اتهام الآخر. ثم أليست هذه الانقسامات بدايات لتقسيم !!!.... واستيلاء على نفوذ واحتواء مجموعات فظهور أجزاء تابعة لمجموعة ثم تابعة لفرد .
إن وجود برلمانين فحكومتين ربما يدفع لوجود دولتين فالبرلمان الموازي قد يولد الحكومة الموازية التي قد تولد الدولة الموازية وربما يستعين احد الفريقين بالخارج ويتدخل أعداؤنا في فرصة سبق وتكررت لدينا لولا أن انتصرت قوات نور الدين محمود وقضى صلاح الدين على الفتنة لحكم الصليبين مصر وربما تغير وجه التاريخ . فهل يعلم القابضين على الأمور ما نحن مقبلين عليه؟!!!..... أم نتسلى نحن أيضاً.....وما أسهل الكلمات وما أصعب الصرخات والعويل والنحيب حين تتلاعب الرياح بدفة السفينة ولا يوجد ربان يوصلنا للمينا .



#عبد_الناصر_سيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية ..... مابين القبول والرفض
- لا تسل من أين يأتي التغيير ؟ بل سل كيف يأتي التغيير ؟
- ترشيح د. البرادعي ضرورة إستراتيجية وحتمية لمصر
- الوعي الوطني القومي إخفاقات الماضي والحاضر
- الإصلاح والبناء والوعي الوطني القومي
- من هو مثلنا الاعلى ؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الناصر سيد أحمد - البرلمان الشعبي والدولة الشعبية