أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الاختبار الصعب














المزيد.....

الاختبار الصعب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 02:00
المحور: كتابات ساخرة
    


حين قال وزراء البلاط والبارونات للإمبراطورة في البلاط الملكي في باريس بأن الشعب الفرنسي يحتج ويتظاهر نظرا لأنه لا يجد الخبز ردت الإمبراطورة(ماري إنطوانيت) قائلة : ( لماذا لا يأكلون الكعك أو البسكويت) طبعا من المحتمل حسب رأي المؤرخين أن تكون تلك القصة ملفقة نظرا لأنهم لفقوا كثيرا من الحكايات عن الملكة التي كانت بريئة جدا تقضي ليلها ونهارها في لعب القمار وكانت النتيجة نجاح الثورة وسقوط البسكويت مما أدى بالذين لم يكونوا يجدون الخبز والكعك أن يضعوا رأس الإمبراطورة على المقصلة لفصله عن الجسد بعد تسعة أشهر من إعدام الإمبراطور سنة 1793م وفي خلال التسعة أشهر أصبح لون شعرها الذهبي أبيضا من الرعب والخوف والاشتياق لابنها وابنتها وكانت هذه بداية الشبع للشعب الفرنسي حيث وجدوا بعد ذلك الخبز والبسكويت وأكثر من 160نوع جبنة منتشرة في كافة أرجاء باريس الحرية.

طبعا كان رد الإمبراطورة بهذه الطريقة ليس لأنها تتهكم على الشعب ولكن بسبب جهلها بأسعار الخضروات والفواكه والمواد التموينية كما يجهل اليوم الزعماء العرب بهذه الأسعار لذلك إذا أراد أي زعيم عربي أن يصبح ملكاً أو رئيسا جمهوريا فعليه أولا وأخيرا أن يحفظ قائمة أسعار الخضار والبقوليات والحبوب وكأنه سيدة منزل فالشعب الأردني ظُهر الأمس كان يحترق بكافة مشاعره وبكافة تشكيلاته وبكافة فئاته الاجتماعية وإذ بنائب أردني يطل على المحترقين خارج أسوار الاحتراق وبيده ربطة خبز ليقول للشعب الأردني مستهتراً (بدكوا خبز جوعانين؟) طبعا هذا نائب أمة ولا يدري بأن الشعب الأردني لا يجد الخبز فعلا فكيف إذاً بالنظام الحاكم!.. فإذا كان أحد النواب المدافعين عن الأمة والشعب والمولود في الحارات الأردنية الشعبية بمحافظة إربد لا يعرف بأن الشعب الأردني لا يجد الخبز فهل سيعرف ذلك أمراء البلاط الملكي؟.

لو قمنا بإعداد مسابقة من سيربح المليون للحُكام العرب ولرؤساء الحكومات وللملوك فهل تعتقد أنت أيها القارئ بأن الحكام العرب سيفوزون بالاختبار الصعب أو بمسابقة أسعار المواد التموينية؟ فإن سألناهم مثلا : كم يبلغ مستوى دخل مواطن أردني يسوق عرباية خضار وفواكه ومستوى دخل رئيس لجنة مشتريات في إحدى الوزارات؟ أو لو سألناهم عن جملة أسعار الخضروات والفواكه والمواد التموينية الأساسية لرسبوا جميعهم بالمسابقة نظرا لجهلهم أولا وأخيرا بحجم رغيف الخبز ولو سألتُ أنا رئيس الديوان الملكي الأردني عن وزن كيس الطحين فهل سيعرف ذلك ؟ أو لو سألته عن سعر بُكسة البطاطه أو سعر كيلو البصل ؟فأنا أتحدى كل الزعماء العرب إذا استطاعوا التفريق بين رغيف خبز (الكماج) و(التنور)و(العربي)و(الإفرنجي) و(المشروح) و(الوردة) و(الحصاوي) و(الشراك) وكم يبلغ ثمن كل رغيف وما هو الفرق بين رغيف (سندوتش ) تشتريه من مجمع السفريات أو من المجمع الشمالي وبين رغيف سندوتش تشتريه من (الصويفيه) وما هو الفرق بين رغيف خبز الكماج وبين رغيف خبز المشروح وهل أهل المدينة يأكلون المشروح أم الإفرنجي أم الوردة؟ ولو سألناهم عن ماهية الفرق بين الأرز المصري والأمريكي فإنهم حتما سيقولون بأن (السنيوره )هي الحل, ولو قام أحد من الجمهور وقال أريد أن أسأل حاكم بلدي هذا السؤال : كم يبلغ وزن كرتونة بيض الدجاج؟ عندها في ذلك الوقت أنا متأكد بأن حاكم وطنه سيقوم بتحويل السؤال إلى الجمهور, وإن طرح مُقدم البرنامج هذا السؤال : كم هو في الوقت الحالي سعر كيلو البندورة في الأردن؟وما هو سعرها في دمشق ؟ عندها أنا متأكد بأن السؤال سيتم تحويله إلى صديق على الهاتف, وإن قيل لرئيس جمهورية عربي كم يبلغ سعر كيلو الخبز ؟ فأنا متأكد بأن الفضيحة ستكون كبيرة خصوصا حين يطالب رئيس الجمهورية بتسهيل الأمر عليه من خلال إعطاءه خيارات للإجابة الصحيحة.

الحكام العرب والملوك العرب كلهم مثل الملكة (ماري) السويدية الأصل تلك الساذجة والطيبة والخجولة التي كان يزين لها وزراءها بأن الأمن مستتب ولا توجد مشاكل بينما الشعب الفرنسي كان يسبح في بركة من الدماء مات خلال مدة حكمها 2900 شهيد وضحية في السجون والمعتقلات والشوارع بسبب التعذيب وممارسة السياسات الخاطئة , وبما أن السياسة لا تعترف بالنوايا الحسنة للملك أو لرئيس الجمهورية فإن العاقبة ستكون وخيمة على كل الملوك والحكام العرب في غضون السنوات القليلة القادمة , فالرؤساء يجلسون في قصورهم ولا يعرفون احتياجات الشعوب ولا يعرفون بأن الحصول اليوم على رغيف خبز هو معجزة وبحاجة إلى التحايل والتعب والجُهد والتفكير الطويل والذين يديرون بلاطهم ومؤسساتهم الحاكمة يُزورون لهم الوضع بأنه جيد وبأن الناس (شبعانه خبز)أو كما قال اليوم لي أحد الطغاة (الكلاب شبعانه خبز) ويرقصون ويفرحون وبأن بعض الكتاب الصادقين ما هم إلا مندسين ومخربين مدفوعٌ لهم ثمن أعمالهم وأن الوطنين ما هم إلا شلة من المجانين أو من المُزايدين على الولاء والانتماء وهذا كله ذكرني بقول عرار مصطفى وهبي التل :

يا هبر بي فقر كفقرك للإباء وللحميهْ



أو ما تراني قد شبعت على حساب الاكثريهْ



وأكلت بسكوتا وهذا الشعب لا يجد القليهْ



ولبست اذ قومي عراة غير ما نسجت يديه







فأدر كؤوسك ، يا أبا ناصيف ، مترعة رويهْ



وأحل مقال الشيخ إن افتى بحرمتها عليّهْ



إن الذي تسبى مواطنه تحل له السبية !!


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=184363



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أحرق نفسي؟
- انتفاضة البسطات
- وأنا المسئول
- الكرسي المسحور
- الصورة الحقيقية
- أحلامي في اليقظة
- قصة حب بوليسية
- باب داري
- العدس لحم الفقراء
- كيف تريدون ذبحي؟
- الأموات يحكمون الأحياء
- لو أداة تمني
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الاختبار الصعب