أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - ميكانزم وئد الثورات














المزيد.....

ميكانزم وئد الثورات


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 01:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعجبين من سقمي وصحتي هي العجب ..

هناك صوت جميل يكسب القضية تعاطفا وودا لاشعوريا ،وصوتا قبيحا يلغي وجودها بالمرة. تابع العالم إحداث تونس الأخيرة،ذلك البلد ألمغاربي الوادع ،إذ اختار شعبه وبإصرار رائع التغيير السياسي ، بعد ثلاثة وعشرين عاما ،تحت وطأة الظروف الاقتصادية والمعاشية القاسية ، خرج إلى الشارع صارخا لقد فاض الكيل بعد أكثر من عقدين تحت حكم أخفى طيلة سنوات حكمه لهذا الشعب حقيقة بؤس المواطن والمشاكل المتفاقمة المستترة طيلة تلك السنوات من بطالة مستشرية ورشا وفساد إداري مع حظر لحرية الرأي ووسائل الاتصال،كان اليأس في التغيير ينموا كالفطر السام في قلوب التونسيين حتى غدا نشيدا يماثل اذا الشعب يوما أراد الحياة ، حينها كانت نكتة سمجة يرددها المتقاعدون على مصاطب المقاهي ومجالسهم، وبالمقابل انتفاع زمرة من المقربين من حاشية الرئيس وأقربائه وعماد سلطته .
وكان رأس السلطة قد اعترف في أيامه الأخيرة بتلك الأخطاء معلنا ندمه وكلنا تابعنا ذلك ولكن بعد فوات الأوان ،وفات أولئك الحكام المعتقون إن أساليبهم القديمة في تحصين عروشهم بالقوة والذراع الأمنية والبوليسية الضاربة لن تجدي نفعا أمام زحف الجياع حين يهتف هاتف الثورة وينتفض الأحرار، وأمام عالم أصبح ليس كما يقولون كالقرية الصغيرة لا بل كالبيت الصغير بلا أبواب ونوافذه مفتوحة على بعضها البعض ،عالم بدين أنساني موحد وهم بشري مشترك ..
هرب الرئيس وهرع يبحث عن مأوى يقيه غضبة الشعب المقهور، هرب متنصلا من مسؤولياته ،ذلك الشعب الذي فاجئنا وسرعان ما صارحنا بصدق مأساته التي امتدت لعقود من الزمن وهو يرزح تحت وطأة قيادة متفردة بالكذب على شعبها ولا يشغلها شاغل سوى تامين مكاسبها ومصالح تابعيها من حاشية ومقربين ..
ذلك الشعب الذي قربنا إليه لنشاطره سعادة تحوله السريع ولنمنحه الاعتراف مقرين له بواجب احترام إرادته .. أولم تكن هي ذاتها عقدة الكثير من شعوبنا المبتلاة بالرئاسات المعتقة والملوك المؤبدين ، اوليس حلمنا كشعوب وتطلعنا للخلاص كان وما زال حلما مستحيلا حتى وأن مات الدكتاتوريون أو هربوا !؟ والأمر المستغرب هو إن الشعوب الجائعة في بلداننا هي من تصنع الثورة وتسقط سافحة دمائها في شوارعها ، وهي ذاتها التي تقدم تلك الثورات البطولية على طبق من ذهب لبدلاء وسماسرة مستنسخون يسرقون تلك الثورات لأجندات لاتختلف عن أجندات بل أبشع من أطيح بهم ممن سبقوهم ،وهي طامة كبرى حتى بتنا لانثق بالثورات وشعاراتها ولانجني منها سوى السجون والجرب في زنازينهم ، والموت الزؤام على أيدي عصاباتهم ..
إن مانخشاه حقا هو ذلك الصوت النشاز الذي يهدر في آخر الصف مؤذنا بانحراف مسار التغيير وتجيير نتائجه لصالح قوى وتجمعات ساقتها المطامع السلطوية وجمعها صراخ الغوغاء والمتصيدون ، غايتها وئد التغيير في مهده ، والإطاحة به بتفريغه من معانيه السامية ، وهي إشارة أن لأنفع من ثوراتكم احرثوا البحر ، وقطف ثماره من اجل مصالح فئوية وحزبية وعشائرية أو طائفية تاركة الشعب يلعق جوعه ويندب السراب ، وهذا ما شهدنا ه عراقيا حيث إن التجربة العراقية في التغيير أصبحت علامة فارقة لشعوب المنطقة تنبئ عن الخطر في استحداث أي تغيير ، لما فيه من دموية وانتقام وصراع واستغلال للسلطة وتبعية وفساد ودونية وتقسيم للبلاد إرضاء لطموح زعامات دينية وقومية ،والشعوب المتطلعة للتغيير في غنى عن هكذا مشاريع وهي أسوة سيئة لايرتضيها شعب واع يحلم بالتطور والازدهار تحت حكم أحزاب وحكومات ثيوقراطية .
وكأن أحزاب الدين السياسي هي قدرنا المتربص بنا في كل تغيير تحلم به شعوبنا وكأنها أعُدت لوئد كل تطلع للمستقبل وهي بالمرصاد لكل تطلع جدي نحو الانعتاق ،وقد دأبت على تسويق مشاريعها العقيمة في ربوع بلداننا المبتلاة بين مطرقة دكتاتوريات متسلطة مزمنة وسندان أصوليات دينية متطرفة ظالمة تحكم باسم الحق الإلهي ، متخذة من سلطتها حكما مؤبدا قامعة أي تحرك ينشد التغيير ،وذلك هو الخطر الحقيقي على أية ثورة أو انتفاضة للتغيير قد تحدث في ربوعنا الوحشية ،ومحنتنا تكمن في إن بلداننا تقبع ضمن مجالات دولهم الحيوية كما يصرحون وهو صراع محموم بين قطبين يتسلحان بموروث ديني وتعاليم مختلفة يحرصان كل الحرص على بثهما في عموم بلداننا من خلال صراعهما القديم الجديد ، تساند كل منهما ثروات بترودولارية طائلة يقتطعونها من لقمة شعوبهم لإسناد مشروع صراعهم الأثير ..
فقد رسم المشروع الإيراني الشيعي ميكانزم خارطة نفوذه وحددها بعناية وبالضد منه يهرول المشروع السعودي بمؤسساته الوهابية ، وراح كل منهما يختار نقاط ضعف البلدان وثغرات الولوج إليها وتأسيس جماعات ضغط بهيئة تيارات وأحزاب مهمتها التبعية لهذا الطرف أو ذاك بإغراءات المال والدين والطائفة (سايكس بيكو)جديدة ودائرة صراعهما هي للأسف بلداننا الفقيرة منها أو المضطربة وتلك المتعددة المذاهب والأديان ، انظرالى العراق أو لبنان أو الصومال اوفلسطين ،واليمن ،السودان أو أفغانستان أو باكستان أو حتى نيجيريا وماليزيا ، ستعرف سبب اضطراب تلك البلدان وعدم استقرارها إلى مالا نهاية ، انه مشروع صراع النفوذ (الإيراني الشيعي ،السعودي الوهابي)وقد فشل لحد ألان في دول أخرى من منطقتنا ويسعى هذا المشروع لاحتوائها في بذر الفرقة والكراهية واستغلال الأزمات الاقتصادية الملحة في تلك البلدان ويعول على الوقت في بسط نفوذه ، ويتحين الفرص لحكمها وتسلطه عليها من خلال تلك الأحزاب الدينية المزروعة ومن تلك البلدان مصر ،سوريا ،الأردن ،البحرين ،الجزائر..نقول لكي لانندم إننا باركنا ثورة جياع تونس لتكون النموذج والعلامة الفارقة التي تجسد إرادة الشعوب في نيل حقوقها ،يجب تحصين ثوراتنا مستقبلا إن هي جاءت شعبية في المحافظة على خط شروعها وشعاراتها وتحديد مطالبها وإبعاد الدين السياسي قدر المستطاع لأنه الصوت النشاز و السبب المعد سلفا لإفشالها ، ومعاقبة تلك الدول الثائرة بإلغائها كدول معترف بها وجعلها إمارات منبوذة ليس لها مكان في خارطة الحياة ولكم في كل ماتقدم عبرة يا أولي الألباب .



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت النار ..
- للوزراء الدمج حصرا (نصائح)..!؟
- مالكي يوم الدين وحق الرد (للمأجورين) !؟
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ كامل النجار
- مزيد من النور :الحوار المتمدن يتألق
- نشيج شموس غاربة ..
- خريف البطريرك -بشارة ماركيز ووهم الانعتاق /قراءة متأخره
- لوركا..الفكاهة في ممازحة الموت
- نزف كلمات ..
- رمضان شهية للأحتيال
- دمعة على ثرى صاحبي ..
- الدين ليس بديلا للحياة
- رموز .. وطنية !؟
- ثلاسيميا أمراء الطوائف
- رسالة وذاكرة..
- طلاسم الخزاعي ..أسئلة البكلوريا هذا العام انموذجاً
- دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟
- يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
- الصندوق ذي الجلد المرمري ..
- حلم صبي من شمال الجرح ..


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - ميكانزم وئد الثورات