أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ربحان رمضان - انتفاضة تونس وهواجس مابعد بعد الانتصار















المزيد.....

انتفاضة تونس وهواجس مابعد بعد الانتصار


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 01:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كنت أتابع أخبار الجزيرة عندما نشر خبر مغادرة الرئيس التونسي المخلوع إلى جهة غير معلومة ..
في اللحظات الأولى من سماع الخبر فرحت فرحا ً شديدا ًلأن انتصار الجماير المنتفضة سلميا هو نصر لكل الانتفاضات التي يمكن أن تحدث في بقايا دول المنطقة ضد مستبديها وطغاتها ، أخبرت الذين كان معي وقد نسيت انهم رأوا مارأيت ، وقرأوا ما قرأت ..
أمسكت هاتفي ورحت أتصل بالأصدقاء المنفيون مثلي والمنتشرون في أراضي الله الواسعة ، بكيت وأنا أنقل الخبر .. قال لي أحدهم : ابشر لبشارتك ، والله لك مني هدية ..
وما أن مضت فترة قصيرة حتى راجعت الخبر ، وماثلته بأحداث مماثلة في منطقة الشرق الأوسط أولها ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952 حيث غادر الملك فاروق البلاد وهاجر إلى أوربا دون رجعة ، وثورة الشعب الايراني ضد الشاه الذي غادر البلاد كذلك دون رجعة ..
لكن خطرت على بالي هواجس اخرى أيقظتني من دهشة الفرحة التي أصبت بها ، مرت بخاطري انتكاسات ثورة مشابهة حدثت في التاسع عشر من تموز من عام 1971 في السودان بقيادة هاشم العطا حيث تآمر عليها نظامي السادات والقذفي وأفشلاها ، وساعدا النميري حينها في القبض على قيادة الثورة ، : هاشم العطا وعبد الخالق محجوب الشفيع وعبد الخالق فحكم النميري عليهم عليهم وعلى رفاقهم المنضوين تحت راية الحزب الشيوعي السوداني بالاعدام ونفذ الحكم في الثامن والعشرين من تموز عام 1971 ، وقام بمجازو تقشعر لها الأبدان .
بكل الأحوال تبقى انتفاضة الشعب التونسي أمثولة رائعة لدور الجماهير ولفعل التظاهر ، والاحتجاج السلمي الذي أسقط نظام الاستبداد ،
انتفاضة استطاعت أن تستقطب الرأي العام العالمي وأن تحوز على اعجاب كل الشعوب العربية والاسلامية التي تعاني من أنظمة قمع مماثلة .
في نفس الوقت الذي أرعبت فيه أنظمة القمع والظلم القابعة على كراسي الحكم بقوة أجهزة أمنها ومخابراتها .
ففرضت حالة من الاستفار الأمني لحماية رؤوس الأنظمة تلك ، فقد كشفت صحيفة " المصريون " على سبيل المثال أن أجهزة سيادية في مصر أعلنت حالة استنفار استثنائي ، تحسبا لأي ردات فعل لتطور الأحداث في تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي ، في حين خرج الرئيس القذافي بتصريح أيد فيه الرئيس المخلوع ، وتحسرت وسائل الاعلام الاسرائيلية على سقوط بن علي ، وأبدت تخوفها من عدوى الثورة الشعبية السلمية إلى دول تحكمها دول تعتبرها دول معتدلة .
فقد أوضحت صحيفة "يديعوت احرنوت" في تقريرها أن أركان الحكومة الإسرائيلية يتابعون بحذر شديد ما يجري في تونس، وذلك من اليوم الأول للأحداث المتتابعة، وان الحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية قامت ببحث الملف التونسي من وراء الكواليس وبحثت عن كثب مجريات الأمور مع المسؤولين الإسرائيليين المتواجدين في تونس ومع كبار قادة الجالية اليهودية هناك.
وتلقت تقارير مقلقة حول ما يدور في الشارع التونسي، وعندما ألقى الرئيس الهارب بن علي خطابة لمحاسبة القادة العسكريين الذين قتلوا 66 شابا تونسيا من صفوف المتظاهرين شعرت إسرائيل بالقلق على الرئيس التونسي وعلى مستقبل نظامه الذي تعتبره إسرائيل من أهم الرؤساء والأنظمة العربية المؤيدة سرا لسياسة إسرائيل...
أما صحيفة شتيرن فقد قالت : إسقاط الرئيس بن علي سيكون له تأثيرات على العالم العربي ، وصرح المحلل في الشؤون العربية " يواف شتيرن" لـ "إيلاف" :" النظام التونسي برئاسة الرئيس زين العابدين بن علي كان يتبع نهج منفتح مع دولة اسرائيل، حيث كان بالإمكان للإسرائيليين زيارة تونس، والقيام بزيارة الأماكن المقدسة لليهود فيها، وإجراء زيارات العودة إلى الجذور، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين.
وأضاف شتيرن: أن إزاحة الرئيس بن علي عن السلطة في تونس، أمر خطير كون ذلك سيكون له تأثيرات على العالم العربي ككل ودول المغرب العربي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، فلو نظرنا إلى المواقف التونسية بالمقارنة مع بقية دول المغرب العربي نرى انه كان مستقرا، ولهذا السبب قد تحمل الأزمة التونسية إبعادا ودلالات خطيرة على المنطقة برمتها.
انتفاضة الجماهير الشعبية في تونس ثورة المحرومون من العمل ..والجياع الذين وقفوا بوجه الظلم ، وقفوا معزولون من السلاح بوجه الشرطة والعسكر المسلحين بالعدة والعتاد .
انتفاضة الجماهير التونسية هي انتصار لشهادة الشهيد " بوعزيزي " الذي أضاء الظلام والضباب الذي أغشى عيون الشعب لفترة طويلة من الزمن ..
هذه الانتفاضة أثبتت ما يقال عن السلطة بأنها : "لو دامت لغيرك ماوصلت إليك " .
وأثبتت عظمة فعل الانسان الفرد ، الذي مثله الشهيد بوعزيزي في استشهاده .
هذه الإنتفاضة ، أثبتت فشل الأنظمة القمعية في حجب الحقيقة عن الجماهير..
وأثبتت أن ك>ب أنظمة الدجل القمعية ، هذه الأنظمة المتحججة في قمعها للقوى السياسية بمواجهتها لاسرائيل وللمؤامرات الامبريالية ، وبخاصة الأمريكية فظهرت النتيجة عكس ذلك ، وظهر أن أول من تحسر على النظام البائد هي اسرائيل ..
انتفاضة الجماهير التونسية شابهت انتفاضة الشعب الكردي في قامشلي أيام 12-13-14-15/3/2007 مع فارق في أن انتفاضة الكورد في قامشلو
ساندها بعض المثقفين والمتنورين العرب السوريين ، في حين أن غالبية الشعب حجبت عنهم الحيقة ، لا سيما وأن أجزة النظام ادعت أن هذه الانتفاضة انما هي أعمل شغب ، وققد اعتقلت الآلف من الشباب الكورد ، ولم يطالب بإطلاق سراحهم سوى القليل من الشخصيات العربية السورية كان منا الأسيرالمعتقل لأستاذ هيثم المالح .في حين أن وسائل الاعلام العربية وعلى رأسها قناة الجزيرة قامت بتغطية الانتفاضة التونسية إعلاميا وتابعت تطورات ظروفها خطوة بخطوة .
ثم أن التونسيون هبوا هبة رجل واحد ، في حين أن السوريين العرب تركوا شركائهم الأكراد ينتفضون لوحدهم ، وتركوا أجهزة السلطة تلتقطهم واحدا واحد ، دون أن يساندوهم على الصعيد الاعلامي .
انتفاضة الشعب التونسي ، انتفاضة ثورية بالفعل وبأسلوب جديد وفريد من نوعه ، جدير بالحركة الوطنية السورية ، والقوى السياسية في بلدان الشرق الأوسط أن تأخذ منها العبرة من أجل النضال السلمي للوصول إلى الديمقراطية ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وإطلاق الحريات السياسية والنقابية ، وحل القضايا العالقة في المنطقة وفي أولوياتها القضية الكردية ، والقوميات المتعايشة مع الشعوب العربية ..
في الختام لا يسعني في هذه المناسبة العظيمة ألا أن أحيي شهادة " بوعزيزي " البطل ، وشعب تونس التواق إلى الحرية .. وسننظر أين تكمن ب>ور الانتفاضة القادمة .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفتاء جنوب السودان ، يروه انفصالا، ونراه نحن : تقرير مصير ...
- وين - راحوا النشامى .. *
- الهجرة نتيجة ظلم ، والحركة الوطنية السورية مطالبة بالرد عليه
- يافرحتي بالفايناخت كيلد ياحبيبي .. !!
- - لا كرامة لوطن ُيذلّ فيه مواطن -*
- قتل الجنود الأكراد في الجيش نتيجة - بروباغاندا-* القومجيين ا ...
- رد على الإخوة المعاتبين لإفتتاحية الخطوة- فلترفرف الراية عال ...
- على هامش الخامس من آب .. فلترفرف الراية عاليا ً *
- ربحان رمضان يرد على السيد زاهد عبدالرحيم حمو - في مقالته : ه ...
- ياصديقي : أنا ، هو أنا ، حتى لو أنك نسيت اسمي !!
- بيان اتحاد علماء المسلمين خيب أمل الكرد في أقاصي الدنيا وأدا ...
- فليحمد الله كل من يتصبح بوجه امرأة
- ردا على سؤال الأستاذ حاجي سليمان - يتوجب على الرفاق في فصائل ...
- رياض درار ، مبروك عليك الحرية ، نترقب إطلاق سراح بقية المعتق ...
- - من الذي أفهمكم أن الحياة لاتوهب إلا للموتى -
- الجديد عن الصعاليك المغبونة حقوقهم
- نهاية رجل منفي
- توقف قلمي ، لم يستطع الكتابة عن يوم الجلاء*
- رحل الأستاذ حافظ القاضي وترك لنا أثارا من الأدب وتاريخ رجل م ...
- قالت ، وقلت ، وقال ، وقلنا


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ربحان رمضان - انتفاضة تونس وهواجس مابعد بعد الانتصار