أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين القطبي - شكرا بن علي














المزيد.....

شكرا بن علي


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 17:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا شك ان الرئيس شم رائحة اللحم الانساني المشوي وترك تونس. شكرا لانه لم يتلذذ بها. فبين السابع عشر من دسيمبر، حين اقدم الشاب الاول على حرق نفسه، والرابع عشر من يناير، لم يمضى شهر حين ترك بن علي قصر الرئاسة.

ولانه ترك خيار انزال الدبابات الى الشوارع واصطياد المتظاهرين، كما فعلت ديكتاتوريات اخرى في بلدان المشرق، فانه يستحق الشكر.

وصورة الديكتاتور في اذهاننا كانت عكس ذلك، فقد شاهدنا احدهم جر بلاده الى حروب كارثية لاربعة عقود، وتسبب في ملايين الضحايا، سواء بحروبه الخارجية، او حملات التأديب الداخلية، بالاعدامات والغازات السامة، لكنه رفض مجرد التفكير بالتنازل، وظل بعد اندحاره يصور البيانات الرئاسية من حفرة تحت الارض ويرسلها لقناة الجزيرة، ثم ظل يصر على انه الرئيس في قاعة المحكمة التي طالت شهورا، وحتى حين رفع على منصة الاعدام، ظل مصرا على انه الرئيس.

وديكتاتور اخر انطلقت في بلاده "انتفاضة خضراء" بمجرد صدور نتائج الانتخابات الصورية، وعرف العالم اجمع مدى التزوير الذي مارسته اصابعه الاخطبوطية فيها، الا انه واجه المتظاهرين بالرصاص، وظل يسرب اخبار التجاوزات الجنسية في السجون لارعاب المواطنين وصدهم عن المشاركة في الاحتجاجات، ومازال رئيسا، يفخر ببقائه على الكرسي.

وديكتاتور في بلد ثالث مل من الرئاسة، التي تسلمها في صباه، واعلن طواعية انه لن يشارك في الانتخابات القادمة، فاصاب العالم بالذهول، لكنه تبين انه كان يتسلى بعقول مواطنيه، فرشح نفسه قبيل ايام من موعد الانتخابات ليبقى.

ورابع ادرك الثمانين، حتى صار اشبه بهرم تاريخي، فانزل ابنه كلاعب احتياطي، يؤهله للرئاسة في حالة الوفاة المفاجئة، رغم انه يحاول باصباغ الشعر، وعمليات التجميل ان يبدو شابا يليق بالكرسي.

والكثير من حول بن علي، الذي كان سيلتقيهم في مؤتمر القمة القادم في بغداد للمرة الالف، كلهم في حالة استنفار دائم، ولا يتوانى اي منهم استعمال اقسى ما بحوزته من اسلحة لاسكات الانفاس التي تطالبه يوما بالاستقالة.

وهنالك بعض ديناصورات السلطة في العالم العربي من تجرأ على انتقاد الشعب التونسي على هذا "الدلع"، ووصفه بالمخدوع "خدعتهم وثائق ويكيليكس"، خوفا من امتداد التظاهرات الى واحته الغناء المسيجة بعضوات قوة الحماية النسائية.

لا شك ان تهديد رؤساء دول الجوار للشعب التونسي بانه سوف يدخل في "متاهة" فيه وجه من الصحة، فالانتفاضة كانت جماهيرية عفوية، لم تقف خلفها قوة منظمة ذات برنامج مستقبلي واضح.

فلا الاسلام السياسي خلفها، لنعرف ان البلاد ستغرق في ظلامية، فتغلق الجامعات وتضرب السياحة – الثروة الطبيعية الوحيدة في تونس – وتنزوي البلاد عن العالم.

وليس اليسار هو من خطط ونفذ ها، وهو الذي يحمل برنامجا اقتصاديا واضحا يقود تونس لاصلاح زراعي ودعم الانتاج الصناعي التجميعي.

ولكن الشعب الذي يستطيع ان يقدم شباب على هذه الدرجة من الجرأة بامكانه ان يقاوم الانحراف القادم بمثل شكيمة مواجهته للديكتاتور الذي حكم تونس منذ حوالي 24 سنة.

لا شك ان كل الرؤساء في دول الشرق الموبوءة بالظلم والفساد والتسلط الفردي، امتعضوا في قرارتهم من قرار بن على ترك منصبه بهذه السهولة، لانه ارشد الشعوب الاخرى على طريق الاقصر لقصورهم.

ولحد الان فهو الوحيد بينهم الذي قرر حزم الحقائب لحقن الدماء، فشكرا له.






#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسين القطبي - شكرا بن علي