أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - مقام من بلدي ( 2 )














المزيد.....

مقام من بلدي ( 2 )


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 14:26
المحور: القضية الفلسطينية
    



في الجزء الأول من المقال كنا قد تناولنا موضوع المقام " أولاد العوام " ، الواقع في بلدة حبلة بمحافظة قلقيلية، الذي تطلُ قبته على مروج الساحل، وتلاصقُ جدرانه جدار الفصل العنصري، المقامُ عنوةً على الأراضي الفلسطينية ..!! وكأنه يريدُ ابتلاعه، وبالرغم من الإشارة إلى غياب دور وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، في ترميم وتوثيق تاريخ هذه المقامات .. بقيت الوزارة الحاضر الغائب، ما من شيء أقسى من أن يغزوك الصم، أو تنتابكَ حالةٌ من الطرش..!! هذا هو حال الوزارة، وحالُ العاملين فيها.
ولكن .. وان غاب دور الوزارة، فان عيون الساهرين لم تنم، وتكاتفت سواعدُ الزارعين معاً يداً بيد، وساعداً بساعد، طوبى لهم، كيف استطاعوا أن يحفروا في الصخر الأصم، نقوشاً فلسطينية، تعبرُ عن روح الفلسطيني العاشق ِ للأرض.
لقد توحدتُ جهود الساهرين معاً، وأصروا أن يصنعوا شيئاً من العدم، توحدت جهود محافظة قلقيلية، ووزارة الزراعة، ووزارة الأسرى، وبلدية حبلة، معاً، فأرادوا إعادة كتابة سطر جديد في أسطورة الصمود التي يخوضها شعبنا، لقد نقشت حروفه بحبر ماسي فاخر، لا يقرؤه إلا من كان يعرفُ قيمة التاريخ، تقدمت مئات السواعد المعطاءة، وتشاورت، واعدت نفسها لكتابة هذا السطر متشابك الحروف، تقدمهم محافظ قلقيلية ربيح الخندقجي، ووزير الأسرى عيسى قراقع، وأسرى محررين، وجماهير وفعاليات محافظة قلقيلية .
عشرون دونماً تحيط بالمقام كانت مهملة، واليوم وبعد أسبوع من إزالة الأوساخ، وتجريف الأرض وتمهيدها لزراعتها، وتحويلها إلى متنفس للبلدة ، إنها إرادة الفلسطيني التي لا تهزها ريح، ولا يكسرُ شراعها عاصفة، لقد زرعوا بعد إن تم تأهيل الأرض ما يزيد على ستمائة شجرة حرجية، وسموها بأسماء أسراهم ..!!
لقد أحيا المشاركون في الفعالية عرساً فلسطينياً على طريقتهم، فاحتفلوا بعيد الشجرة، وخصصوا جزءاً من العرس للأسرى، فتضمن اليوم فعالية " لكل أسير شجرة " زرعوا مئات الأشجار، وسموها بأسماء من يذوقون برد الزنزانة، رأيتهم يزرعون .. شجرة باسم أكرم منصور " الوحش " الذي مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً، وشجرة باسم محمد داود " أبو غازي، الذي مضى على اعتقاله أكثر من أربع وعشرون عاماً، القائمة طويلة .. طويلة، والأسماء نجومٌ تنير سماء المقام، ولونها الأخضر يعيد للذاكرة بريقها المعهود .
لقد عشتُ معهم يوماً من أيام العمر، فيه من الدروس ما يعجزُ اليراعُ عن كتابته، لقد أمعنتُ في قراءة السطرِ الذي بدؤوا بكتابته قبل عشرة أيام، وانتهى يوم أمس، بعد أن زينوه، بعلامات الترقيم، وحركات الكلمات، قرأت الوفاء، والإخلاص، والأمل، قرأتُ قيماً نبيلة، ومعانٍ سامية ..!!
هو سطر يختزلُ بلاغة اللغة، ويستحضرُ إعجازها، هو سطر .. يؤكد على زرع الزارعين، وأملٌ بغدٍ يكسرُ فيه قيد المأسورين، لقد قرأته بليغاً أكثر من البلاغة نفسها، وبقي أنشودةً للعابرين تغنى لهم قبل أن يذبل الشعر في حقول الغياب ..!!.



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقام من بلدي ..
- ليلة حب ..
- كل عيد وأنت الحب
- كان معنا من القدس ...(..!!..)..
- إنهم يستحقون الاهتمام .. (..!!..)..
- غَنَيتُ لَكَ ..( ..!!..)..
- من الأردن إلى فلسطين
- غزل للذاكرة بين صفحات - عرش الليمون -للمتوكل طه .
- أحلام ..( .. 1548 ..)..
- اعبر إلى الأقصى على جسدي
- كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير
- رقصة
- روسيا بعيون جديدة ..(..!!..)..
- ثمة نور في آخر النفق ..(..!!..)..
- القدس عاصمة العشق الأبدية ..(..!!..)..
- هي فوضى ..(..!!..)..
- كأن السماء تمطرُ شعراً، وموسيقى ..(..!!..)..
- هذيان صباحي
- اعتداءات المستوطنين كوميديا مكشوفة..(..!!..)..
- الواهمون ..(..!!..)..


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - مقام من بلدي ( 2 )