أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - تونس الخضراء مشهد تاريخي ... ورسالة إلي الطغاه















المزيد.....

تونس الخضراء مشهد تاريخي ... ورسالة إلي الطغاه


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 12:54
المحور: حقوق الانسان
    


سيقف التاريخ طويلاً أمام يوم الرابع عشر من يناير 2011 ذلك اليوم الذي توج فيه كفاح ونضال شعب تونس الشقيق والذي شهد هروب الطاغية وتحرر ابناء تونس بعد معاناة شديدة من الظلم والاستبداد والفساد واحتكار السلطة وقمع كل رأي معارض .. انتصر التوتسيون يعد ان كسروا حاجز الخوف ولم يعودوا يخشون الجلاد ين وكان دم البوعزيزي هو القطرة التي افاضت الكئوس المترعه وكان جسده المحترق ثورة اشتعلت ومهدت الطريق لكل الباحثين عن الحرية لافي تونس وحدها ولكن في كل اصقاع الوطن العربي ... مات اليوعزيزي ولكنه وهب الحرية لشعبة ... وها هو من قبره ينتصر على الطغيان .. ولا شك ان هناك شعوباً اخرى تنتظر يوعزيزها لتصنع مستقبلها ... وكما يقول الكاتب الصحفي سيد علي في صحيفة الاهرام المصرية في 15/1
(ايقظ بائع تونسي متجول الامل ليس للتوانسة فقط ولكن في الشمال الافريقي ليتاكدان الايدزلم يدمر مناعة الكرامة عقد الخائفيين والمترددين للحياة الادمية) .. لقد اثبت شعب تونس ان الحرية قبل الخبز وقدم اسلوباً راق للمقاومة متجاوزاً كل النخب السياسية والاجتماعية ولم يعبأ بالرصاص الحي وهو ينطلق عليه من كل صوب وحدب بأوامر من الطاغية وزبانيته ... وقف شعب التونسي العظيم يردد ابيات شعر من نظم شاعره الخالد ابو القاسم الشابي .
إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
نعم يا شعبنا العظيم يا من اعدت لنا الامل في التغيير وبعثت فينا من جديد جذوة النضال وعمقت في داخلنا مشاعر التفاؤل في غد مشرق يتحرر منه كل مواطن عربي مقهور مظلوم ... اما الطاغية الذي ذهب غير ماسوف عليه وهرب كالجرذان مرعوباً وجلاً من انتقام الشعب هذا الحاكم الذي صنع لنفسه صورة وردية كغيره من الحكماء المستبدين والذي قدم نفسع للغرب لكونه الحاجز امام تمدد الحركات الاسلامية والقومية ...
ظل بن علي منذ قفزه على السلطة الحاكم المستبد الذي صادر أحلام الشعب التونسي وطموحاته قد يكون قد وفر بعضاً من الخبز ولكنه قضي على الحريات وافسد الاخلاق حتى ما حققه من انجازات لم يوزع عائدها بعدل على كافة فئات المجتمع واستاثر بها مجموعة قليلة حتى بات شعب تونس مجرداً من الامل في المستقبل ... استحوذ بن علي كافة المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة .. ولم يخل برنامج او صحيفة يوماً عن التحدث والاطراء على بن علي واسرته وزبانيتهه .. قام بخصصة المشروعات العامة لصالح اقربائه من الاسرة المالكة ونفر من رجال الاعمال المحسوبين على القصر .. زور الانتخابات لصالح حزبه ولم يترك للقوي المعارضة الوطنية حتى مجرد ابداء الراي فيما يتعلق بالمصير الوطني ولم يعترف بالتعددية والتداول السلمي للسلطة وترك قوى الامن وزوار الفجر يعيثون في الوطن فساداً وظلماً ونفياً بل وقتلاً و تغييباً في سراديب السجون وكل هذا حتى يتمكن هذا الطاغية من الاستمرار في حكم البلاد ... عدل في الدستور كي يتسمر في الحكم مدى الحياة .. ولكن خابت امانيه واحلامه وها هو شعب تونس العظيم ينهي كل طموحاته ويخرج هذا المستبد إلى المنفى في السعودية بعد ما سدت امامه ابواب العواصم حتى فرنسا التي ساندته ودعمته وباركت ظلمه لشعبه رفضته وهكذا حال الطغاه يلفظهم اسيادهم بمجرد ذهابهم عن السلطة .. ولم يعتبر بن علي مما حدث مع شاه ايران وجعفر النميري وشا وشيسكو وكل الطغاه الذين سبقوه .. وعندما قال الشعب قولته المشهورة (التشغيل استحقاق باعصابه السراق) كان هذا الهتاف صرخة الارادة والكرامة التي اشعلت وايقظت كل الاطبا ف التونسية فهوى النظام وبطانته السيئة وادرك االشعب البطل ان دماء الشهداء لن تذهب سدى .. وعندما كابر بن علي في اول خطاب القاه والقى باللوم على المتظاهرين متهمهم بالعمالة والابتزاز السياسي ومهددهم ً بالويل .. كان يدق اخر مسمار في نعشه لانه لم يفهم ان للشعوب ارداة وان الحرية قبل الخبز ...
وفي خطابه الاخير كان بن علي يتوسل ويتسول .. ويقطع على نفسه عهودا ووعدواً لم يثق فيها الشعب فالمستبد كاذب في طبيعته وسرعان ما ينكث بالوعود ويعود سيرته الاولى بين طغيان واستبداد حتى وهو يؤكد على عدم ترشيح نفسه مرة اخرى لم يصدقه احد لقد وظف بن علي القضاء وسخر القضاه ليتمكن من البطش بمعارضيه وليسيس الاحكام وهيمن وسيطر علي السلطتين التنفيذية والتشريعية وكدس هو واسرته وبطانته ثروات هائلة علي حساب شعبه المسحوق وكانت سلطات زوجته تفوق سلطات الوزير الاول فهي التي تعين وتقيل الوزراء والسفراء وكبار المسؤلين في اجهزة الدولة وضربت هي واسرتها خيوطا عنكبوتية لتسيطر من خلالها علي مجمل النشاطات الاقتصادية وكان بن علي وزوجته المسؤلين شخصيا عن تعيين رؤساء المؤسسات الاعلامية ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعيدين ممن يضمن ولائهم وحول تونس الي مجرد ورشة لحساب الاتحاد الاوربي ولم تكن هناك برامج تنموية حقيقية تقوم علي تعظيم القيمة المضافة في البلاد واعتمد الاقتصاد التونسي علي الموارد الريعية كاكبر مكونات ميزانية الدولة ومن ثم زادت معدلاات البطالة وهي التي دفعت بشاب في مقتبل حياته الي الانتحار اما عن ضربه التيارات الدينية المعتلة والتيارات القومية فحدث ولا حرج فلم يكن راغبا علي الاطلاق وجود اي اختلاف ثقافي او فكري معه اما علي المستوي القومي فكان بن علي من القادة الذين أمنوا بالتعايش مع الكيان الصهيوني العنصري وساهم بتواطؤ مكشوف في اغتيال المناضل الشهيد ابو نضال قائد انتفاضة الشعب الفلسطيني وفتح ابواب تونس امام الموساد وترك الاسواق التونسية امام غزو المنتجات الاسرائيلية .
يقول لقد فهمت .. لقد فهمت وكانت هي اللحظة الفارقة فقد سقطت هيبة النظام امام ارداة شعب اراد الحياة ..و سقط الرئيس الفاجر.. وها هو شعب تونس الخضراء يتحرر من رق الذل والهوان والاستبداد ويخرج عن العالم اجمع ليعلن ان ارادة الشعوب لا تقهر ابداً وكل دم يراق انما هو زاد للحرية ... نال شعب تونس حريته وكرامته و أعود للاستاذ سيد علي الكاتب بجريدة الاهرام حيث قال (الدول لا تتصدع من الخارج .. الهزيمة تبدا من الداخل اولاً عندما يتفشى الفساد ورفض التعددية ثم يأتي اي عابر سبيل ليطلق عليه رصاصة الرحمة ).
.. ما حدث في تونس هو شرف لكل عربي يناضل من اجل حريته ودرس لكل حاكم مستبد ظالم .. .. لكل حاكم يصدق ما يقوله الزبا نيةوبطانة السوء .. ولكل حاكم لا يؤمن بالتعددية ولا يدرك ان لكل شيء نهاية وان رياح التغيير لا شك اتية لتقطلع جذور الاستبداد والفساد .. فهل يدرك حكامنا ذلك .. لعلهم يتعلمون الدرس قبل فوات الاوان ... لشعب تونس اقول نعم استجاب القدر وانجليت الظلمة البهماء وانكسرت القيود .. وليرحم الله الشهداء وليغفر لمحمد البوعزيزي والذي كان الشرارة التي اشعلت في نفوسنا العزة والكرامة .. تحية لتونس الخضراء .التي اطلب من ابنائها الا يفرطون في ثورتهم العظيمة ويتنبهوا ففلول النظام مازالت في الواجهه وليبقي يوم الرابع عشرة من يناير يوما خالدا في تاريخ الامة العربية ويعيد الي ذاكرة الاحرار ان ثورة جمال عبد الناصر ضد الظلم ستظل الملهمة لكل التواقين للحرية والاستقلال والعدل الاجتماعي.



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في احداث تونس
- دا سيلفا ... في مصاف االعظماء
- لماذا تخلف العرب؟
- اسرائيل ومياه النيل
- الاكراد وحق تقرير المصير
- جنوب السودان ..جذور المشكلة ..وتداعيات الانفصال
- القوة المتغطرسه .. والمصداقيه المفقودة
- نظرية المؤامرة ومحنة الفكر العربى
- ويكيليكس عربية
- خطاب ديني يغدق تخلفاً
- النخبة في العالم العربي دراسة وصفية نقدية
- نعم للدين .... لا للدولة الدينية
- مفيش فايدة
- هل يكفي الفصل بين السلطات في العالم العربي ؟
- العنف السياسي في العالم العربي...دواعية وتداعياته
- تطور الحياة السياسية في مصر منذ نشأة الدولة الحديثة
- المعارضة السياسية في العالم العربي تأصيل وتقييم
- ماذا بعد رشوة مرسيدس ؟
- الشركات المتعددة الجنسيةوالدول النامية منافع ...... ومآخذ
- الدولة بين الحياد والتدخل


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - تونس الخضراء مشهد تاريخي ... ورسالة إلي الطغاه