أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - قائد الثورة التونسية














المزيد.....

قائد الثورة التونسية


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 12:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المعروف في التاريخ هو أنّ لكل ثورة جهة معينة تخطط لها وشخصية بارزة تقودها وجماهير ناضجة تلبي النداء، لذلك عملت وتعمل الأنظمة الرجعية والديكتاتورية على قمع واضطهاد كل التنظيمات السياسية المناهضة لسياساتها اللاشعبية حتى تنفرد بالجماهير الكادحة والمغلوب على أمرها وتفترس قوتها الانتاجية من دون رقيب أو محاسب. لكن ما حصل في تونس قلب كل الموازين والتحاليل بل جاء منافيا لكل الدراسات في العلوم السياسية. جماهير، دون قائد ولا سابق تنظيم أو تخطيط، تنتفض من حالها ضد الظلم الاجتماعي وتأبى التراجع أمام رصاص السفاح وتستمر في انتفاضتها بشعارات، في البداية اقتصادية محضة، ثم تطوّرها إلى سياسية خالصة أي الشعار المناسب في الوقت المناسب تماما كما قال لينين أيام ثورة أكتوبر الخالدة. أي حس سياسي هذا لدى الجماهير الشعبية؟ فلو قادها تنظيم معين لسلمنا بأنّ قادته سياسيون محنكون ويعون كل الوعي ما يقومون به، لكن ما رأيناه هو جماهير ثائرة، من دون قيادة سياسية على الأقل ظاهرة، تخوض معركة مصيرية تواجه فيها الرصاص بالشعارات والسخط الشعبي. ومع ذلك لا يمكننا أن نقرّ بعدم قائد لهذه الثورة المجيدة في وجه الطغاين والاستبداد.
هناك قاعدة فزيائية تقول: الضغط يولّد النفجار. فهل الضغط هو القائد؟ في اعتقادي لا، فالضغط كان الطاقة المحركة فقط، أما القائد فكانت البطالة والجوع واليأس وفقدان الأمل في المستقبل. هنا أكون قد خالفت صديقي ورفيقي عذري مازغ فيما ذهب إليه من رأي حول الانتفاضة التونسية، وليغفر لي صديقي ورفيقي عذري، الذي أكنّ له كل محبة وتقدير واحترام، على هذه الوقاحة من جانبي. فلأول مرة أخالفه الرأي مع أنّي أشاطره الرأي في مقاله "تونس والثورة الجديدة"، لكن وجه الاختلاف معه هو كوني أرى أنّ القائد ليس من الضروري أن يكون ماديا بل بإمكانه أن يكون مجازيا وهذا ما حصل في الثورة التونسية. المهم أن تكون ظروف الثورة جاهزة والشعب ناضج في غليانه. وهذه الحقيقة هي التي أخرصت الأنظمة العربية وجعلتها تفقد القدرة على الخروج بموقف رسمي تجاه أحداث تونس، لأنّها فهمت أنّ القمع لن يجديها والرصاص لن يحميها من غضب شعوبها، فهي الآن في حالة رعب وهذيان وتحاول الوصول إلى استنتاج يبقيها في السلطة ويبعد غضب الشعوب عنها. لكن الشعب التونسي أعطى انطلاقة، من حيث لا يعلم، لحركة التحرر من قيود بيادق الإمبريالية الرجعيين ولن تفيدهم الحيل والخدع. فالشارع الأردني دخل في الغليان والحراك الشعبي المصري بدأ يغلي تحت تأثير إلهام الانتفاضة التونسية المجيدة. وهناك شعوب أخرى تتربص الفرصة لتخرج إلى الشارع تعبيرا عن سخطها ورفضها سياسة التجويع والتفقير. لكن الأهم من الانتفاضات الشعبية هو كما قال لينين: ليس المهم أن تحصل على السلطة، المهم هو أن تحافظ عليها. للأسف الشديد بدأت بوادر فقدان الجماهير الشعبية التونسية السلطة تظهر، فهروب بن علي لم يغيّر شيء من الواقع إذ بقي نظامه متحكما في السلطة. سيجلب "بن علي" الجدد بعض الأطراف شبه المعارضة إلى السلطة وسيقدمون بعض التنازلات الطفيفة وستبقى دار لقمان على حالها إلى انتفاضة أخرى بعد نصف قرن آخر أو ربما قرن كامل، لأن الرجعية هي كذلك تستفيد من الأخطاء.
إنّ أكبر خطأ ارتكبته الانتفاضة هو توقفها دون خلع كل سلطة بن علي. المفروض كان تواصلها والمطالبة باستقالة الحكومة إلى أن ترضخ لإرادتها. أمّا وأنّها توقفت قبل القضاء على نظام بن علي بالكامل فخطأ استراتيجي مسئولة عنه الأحزاب البسارية في الدرجة الأولى. ومع هذا لازال الأمل حيا في حفظ الانتفاضة الشعبية من ابتلاع غول الرجعية لها.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حصل في تونس؟
- على هامش طلب القنصل الأمريكي
- تمويل القناة الفضائية
- ضرورة إنشاء قناة تنويرية
- شهداء أم ضحايا؟
- تحليل اشتراكي علمي لأحداث العيون.. والحكم للتاريخ
- من المنتصر حقا؟
- جائزة ابن رشد انتصار للفكر العلمي
- الخطابات الرسمية والمجتمعات السريالية
- هسبريس تلك الكواليس..
- الإصلاح ترميم أم تغيير؟
- فقه رجل امي في فريضة صوم رمضان
- حاتم الطائي
- هل المغرب دولة سيادة القانون؟
- المغرب دولة القانون؟
- الشباب المغامر تنفيذا للتعليمات السامية
- فاتح مايو
- الدين وطموحات الجماهير
- قرغيزيا: ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية؟
- الدرة المفقودة


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - قائد الثورة التونسية