أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - الى الشارع سر!














المزيد.....

الى الشارع سر!


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعبر الشارع العربي عن موقف مميز بشكل جماعي وواضح عما حدث في تونس من حركة تغيير جماهيري نادر الوقوع في عالمنا المنطوي على كبرياء فارغة. ظهرت ردود فعل بسيطة وعابرة في بعض العواصم بدت وكأنها جهدا فرديا ، بضع عشرات يخرجون إلى الشارع يهتفون ويحيون الشعب الشجاع. ولا ريب في أن ما حدث في تونس كان مناسبة لكل القوى السياسية في البلدان العربية التي تبغي وتسعى للتغيير أو تطمح إليه أن تعبر بطريقة علنية عن تأييدها لثورة الشعب التونسي لكي تسمع حكامها أنها سوف تقتدي بما فعله هذا الشعب الأعزل إذا لم تغير هذه الأنظمة ، وهو أمر مستحيل، من طريقة تعاطيها مع جميع قضايا الشعب.

ولا احد يمكنه أن يماري أو يشك بان الأنظمة العربية المستبدة تتحفز الآن وتتململ متضايقة مما حدث ولابد أنها أوصلت للشعوب بشكل غير معلن، وعبر مجسات الاستشعار، بأنها لا تريد هكذا تغيير ولا تحبذه. بل إنها ستحاربه في أي موقع ينطلق منه. ولا اظن بان تونس سوف تسلم من الدسائس.. وحده ألقذافي( المخبول) من انفرد وشذ كعادته بان أعلن أن نظام بن علي هو أفضل الأنظمة لتونس. وإذا أخذنا قول ألقذافي من غير الزاوية التي نظر فيها للحدث وقيمه فسنجد أنفسنا، من منطلق مقارنة نظام بن علي بالأنظمة العربية الدموية، وللمفارقة، أن نظام الفساد والاستبداد السياسي في تونس هو حقا كان من ارق الأنظمة في المنطقة. فهو اقلها دموية واقلها عنفا. وهذه مفارقة دراماتيكية، فشدة القسوة والعنف الذي تواجه به الأنظمة العربية الدموية أو أشكال القهر والمصادرة للحياة السياسية في مجتمعات البلدان العربية تجعل نظاما أسقطته الجماهير الغاضبة لاستبداده وفساده يكون رغم ذلك هو الأفضل بين ما هو موجود من أنظمة حكم في المنطقة. تخيلوا فقط لو إن ما فعله التونسيون قد وقع مثله في سوريا، أو في العراق في زمن حكم البعث، أو حتى في زمن الظلاميين الإسلاميين هذا، أو انه وقع في ليبيا، كيف ستكون ردة الفعل؟؛ وما هو الثمن الذي كان يمكن أن يدفعه الجمهور الغاضب؟. الإجابة ستكون مخيفة بلا شك.

فأي واقع مرير تعيشه الشعوب العربية إذن.

لكن رغم كل هذا فان الحكام والأنظمة في المنطقة العربية لايستطيعون، مهما تفننوا، في ان يخفوا عظم القلق الذي انتابهم رغم الصمت الذي تبرقعوا به، فقد أوردت الأنباء اليوم عن اجتماع موسع لطاقم الحكم المصري يناقش بصورة ضمنية تداعيات المفاجأة التونسية على الشارع المصري. ربما لان المصريين كانوا الأجرأ والأوضح في ردة فعلهم ازاء الجدث الكبير، فقد كانوا مرحبين بقوة بهذه الثورة الشعبية لكنهم في نفس الوقت قد تحسروا كثيرا لان الريادة في هكذا فعل بطولي لم تنطلق من أرضهم، ارض الكنانة، التي كانت صاحبة الريادة في الكثير من صياغات العقل والسياسة والثقافة والإبداع في المنطقة العربية. كان المصريون روادا في الفن وفي الأدب وفي السياسة رغم مشاركة الشعوب العربية الأخرى وتطويرها أو استباقها بعض الأحيان لريادة مصر. لكن وكما كانت مصر رائدة بكل ما هو نافع وجميل، من فن الرواية والمسرح وأفكار التحرر الاجتماعي وغيرها، فهي كانت أيضا رائدة في ما هو مؤذي وقبيح ،فهي التي صدرت لمحيطها هوس القومانية وسطوة العسكر على المجتمعات، وصدرت تيارات الإسلام السياسي بنشر فكر الإخوان وبعد ذلك موجات هستيريا التطرف الجهادية المجنونة. طبعا من غير أن (نبخس) حقوق مجتمعات أخرى كانت رائدة في إنتاج ظواهر كارثية، كالطائفية السياسية في لبنان، والمحاصصة (الغنائمية) في العراق، وظاهرة التوريث والدموية البعثية في سوريا، وبقاء ألقذافي في الحكم رغم اختلاله العقلي، وغيرها من (عنفوانات) النظم العربية الفاشلة.

ريادة مصر مهمة لمحيطها لان ما تفعله مصر له سطوة العدوى وجاذبية الاقتداء.

لكن ولسوء حظ الشعب المصري، أو سوء تدبيره، فان الريادة قد بزغت هذه المرة من تونس التي أسقطت أو ألغت ما اخذ البعض يعول عليه في تعميم التجربة العراقية المرّة بإسقاط الأنظمة المستبدة على يد قوى خارجية. لكن يمكن القول أيضا إن طريق الريادة مازال مفتوحا للمصريين ولغيرهم. فعالمنا المعتم فيه من المصائب ما يتيح حتى لطفل غر أن يبتكر أسلوبه الخاص وريادته لتغيير الواقع. وإذا كانت تونس قد افتتحت (عهود الحرية) فبإمكان مصر أن تجترح ابتكاراتها الخاصة وتضيف للتجربة ما لم تقدمه أو تضفه التجربة التونسية. فالريادة عالم مفتوح يمكن لكل مبدع ومبتكر أن يضيف إليه وينهل منه.

ستعود الريادة لمصر إذا قالت قولتها الفصل في نظامها السياسي وفي فأسديها وسارقيها. مصر ليس أمامها غير طريق المواجهة. على مصر ، لكي تستعيد دورها الريادي الحقيقي،أن تجذر عقلها السياسي وتعود لمنابع العقل المصري الأصيل الذي يهجس بآلام الفقراء ومعاناة والمهمشين.

لترفع مصر إذن صوتها بالنداء:

شعب مصر إلى اليسار در!
شعب مصر إلى الشارع سر!

ولنرى حينها ماذا يستطيع أن يفعل مبارك واركان نظامه.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كومونة تونس
- التعليقات في الحوار المتمدن
- لمحة قصيرة عن النقد عند اليسار العربي
- العنصرية ضد الذات
- ‌أسرى في ضيافة الأنصار لشيوعيين
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (3)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (2)
- ملامح من مشاكل الاندماج في السويد (1)
- هل هناك تجربة اشتراكية ناجحة؟
- مشكلة الحجاب في المجتمعات الاوربية
- صفقة خاسرة
- أللاجئون في أوربا
- الانتخابات السويدية2
- انتخبابات السويد 1 انبعاث العقلانية
- احداث بشتاشان
- شيء من لوثة الايدلوجية
- تشاركوننا جرائمنا أو نشارككم براءتكم
- شبح التطرف في كردستان
- شهداء منسيون
- معوقات وحدة اليسار العراقي


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - الى الشارع سر!