أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هل أحرق نفسي؟














المزيد.....

هل أحرق نفسي؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 21:19
المحور: كتابات ساخرة
    


محمد بوعزيزي المواطن التونسي ,مواطن جامعي يبلغ من العمر 26 سنة أحرق نفسه احتجاجا على مصادرة عربايته التي يبيع الخضرة عليها وبعد ذلك صفعه شرطي نذل على وجهه أمام العالم والناس في وسط زحام من الناس في السوق مما أدى بالمواطن بأن يشعر بكرامته وهي تهان ولم تسمع السلطة شكواه حين تقدم بها لمحافظ المدينة.

ونحن يوميا في الأردن نتعرض لمئات الصفعات واللطم على خدودنا وجيوبنا وكم شقة أمي ثوبها احتجاجا على الفساد في المملكة الأردنية وإذا كان نظام الفساد في الأردن سيسقط ويغادر في طائرة مدنية إلى السعودية بمجرد أن أضرم النار في جسدي فأنا قادر في صباح الغد على شراء 10 عشرة لتر من الكاز وهي آخر ما تبقى معي من نقود قبل أن تنفذ تلك النقود ولا أجد ثمن الخبز,وسأتصل بوسائل الإعلام العالمية رغم أن كافة المبعوثين الإعلاميين في الأردن مخترقين أمنياً وخصوصا فضائية الجزيرة ولكن أنا على علم بأن وسائل الإعلام الأجنبية سوف تقوم بتصويري وأنا أحترق أمام رئاسة الوزراء الأردنية على الدوار الخامس وصدقوني أنني جاد فيما أقوله ولكن الشعب الأردني ليس كالشعب التونسي فمن الممكن أن يقول عني الإسلاميون بأنني (متُ كافرا) لأنني انتحرت ولا تجوز حتى الصلاة على روحي العظيمة والطاهرة ولا يجوز نهائيا أن تدخل جثة الشهيد أو المنتحر إلى باحة مسجد أو كنيسة, وسيهز الشيوخ بذيلهم للنظام الفاسد وسيقولون عني (يستحق ما جراله) , وسيقول عنا أنصار النظام الحاكم بأنني كنت سكراناً ولم أكن أدري بحالي وربما أنهم سيقولون بأنني حرقت نفسي بسبب نقص في جهاز الحب وهذه مشكلة نفسية ليست للحكومة الأردنية أو للفساد علاقة بها أي أنني لم أحرق نفسي بسبب إحساسي بأن النظام الأردني غاشم ويضطهدني وليس احتجاجا على الواسطة والمحسوبية في وزارة الثقافة الأردنية التي تنشر الكتب فقط للنساء الجميلات وتدعم النسوان الجميلات ولا تدعم الكتب ولو كان على يميني امرأة تصعد حلبة وزارة الثقافة كما يفعل المصارعون في (ولاية تكساس) الذين يصعدون حلبات المصارعة وعلى يمينهم امرأة جميلة وعلى يسارهم امرأة جميلة لوافقت وزارة الثقافة الأردنية على نشر كتبي ومخطوطاتي وسيقول عني طبيب نفسي أردني تأتي به الحكومة بأنني كنت مخبولا وأتناول حبوبا مخدرة وكل ذلك من أجل أن يأخذ ذلك الطبيب 50 دينار أردني على تقريره المُزور ولن يقال بأنني حرقتُ نفسي احتجاجا على ارتفاع الأسعار وصدقوني وبدون مبالغات قبل أكثر من أسبوعين خطر على بالي حرق نفسي لأنني لم أكن أملك ثمن كيلو تفاح كانت ابنتي (لميس) ذات عمر الأربع سنوات قد طلبتها مني ولو أني أعرف بأن حرقي أمام محافظة اربد سيحل المشكلة فإنني لن أتوانى عن حرق نفسي أمام أي دائرة حكومية أردنية احتجاجا على الممارسات التعسفية بحقي كمثقف واحتجاجا على إدارة الفساد ودعمه للنيل من كرامتنا الوطنية وهنالك احتمال 100% أن يصدر وزير الداخلية الأردنية قرارا يقول به لوسائل الإعلام وبجانبه الناطق الإعلامي باسم الحكومة وباسم الله بأنني عشتُ طوال حياتي مخبولا ومجنونا وكنت أُعاني من نوبات هستيرية ومن الاكتئاب الداخلي المنشأ وسيقول عني أهلي وأقربائي بأنني لم أكن أقصد حرق نفسي بل احترقت أثناء إشعال سيجارة وبيدي (جالون الكاز أو البنزين) وسيقول أعمامي وأقربائي لشيخ الجامع وهم يرتجونه (يا رجل شو انتحر انت امصدق كلام الناس كان أبو علي يلعب بالقداحه وبده يدخن سيجاره فاشتعلت فيه النار ومثل ما ابتعرف وسلامة فهمك) وسيقول عني أهل حارتنا (يا جماعه شو هذي السوالف أما سمعتم حديث الرسول:إكرام الميت دفنه) إن الشعب الأردني ليس كالشعب التونسي ولكن إذا نجحت عملية حرقي فسيقول الإسلاميون بأن حرقي كان متفقا عليه معهم من أجل أن نقيم معا شريعة الله وسيقول حزب التحرير الأردني بأن حرقي كان من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية وسيقول عني الشارع الأردني بأن حرقي كان فناً تصويريا وليس حقيقة وسيرفع القوميون شعاراتهم من أجل الوحدة العربية, ولكن إذا كانت العملية فاشلة 100% وهذا محتمل حدوثه بنسبة 99% فإن كافة الاتجاهات ستتبرأ مني وسيعتبر حرق نفسي من أجل مصلحة شخصية وقد نال المجرم عقابه وجزاءه على يده.

هل في الأردن أي أحد يضمن لي بأن حرق أي شخص لنفسه سيحرر الشعب من اللصوص ومن الدجالين ومن الكذابين ومن المتواطئين ؟ هل هنالك من يضمن لي نجاح العملية ؟ كثيرون هم الأردنيون الذين قتلوا أنفسهم احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية فهنالك من وضع لنفسه ولأولاده السُم بالطعام وماتوا جميعا في قصة أحدث عشاء أخير لم ترسمه بعد ريشة الفنان (دافنشي) وفي صباح اليوم التالي قالت وسائل الإعلام الأردنية بأن منفذ العملية كان يعاني من أمراض نفسية خطيرة جدا أي أن الذي مات أو انتحر كان مجنونا ولم ينتحر بسبب الظلم والفساد المنتشر في أجهزة الأردن من أعلاها إلى أسفلها وقالوا أيضا بأن الأمن مستتب والوضع جيد وممتاز وغال العال وكل من ينتحر ينتحر بسبب أمراضه وعقده النفسية وليس بسبب غلاء المعيشة وممارسة الفساد في كل سنتمتر مربع من أرض الأردن الطهور والغالي.

الأفضل أن يبعد النظام الأردني المواد السريعة الاشتعال عن متناول أيدي الأطفال والمضطهدين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة البسطات
- وأنا المسئول
- الكرسي المسحور
- الصورة الحقيقية
- أحلامي في اليقظة
- قصة حب بوليسية
- باب داري
- العدس لحم الفقراء
- كيف تريدون ذبحي؟
- الأموات يحكمون الأحياء
- لو أداة تمني
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات
- أصوات مزعجة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هل أحرق نفسي؟