أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!














المزيد.....

مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 17:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفكرة الشائعة عن الديمقراطية أنها تعني حكم الأكثرية الفائزة في الانتخابات.غير أن توافر هذا المبدأ بمفرده ما عاد يمنح (الشرعية) للديمقراطية حتى لو كانت هذه الانتخابات حرّة ونزيهة.. بل ان الانتخابات لوحدها ما عادت كافية لأن يصبح البلد ديقراطيا!.
والمفارقة، أن أنقى أشكال الديمقراطية ظهر في أثينا قبل ألفين وخمسمائة عام حين كان سكانها يلتقون في (جمعية عمومية) ويتخذون قراراتهم مباشرة دون انتخاب نواب ينوبون عنهم في اتخاذها. وشبيه بهذا حصل بالهند في أول حكومة جمهورية بتاريخ البشرية (بيهار حاليا) قبل الميلاد بستة قرون. ومع تزايد أعداد الناس واختفاء المدن الصغيرة التي احتوتها امبراطوريات عظمى انهارت ،ظهرت الديمقراطية النيابية في عدد من الدول الأوربية اعتمدت مبدأ الأكثرية. وخلال قرنين ظهرت مفاهيم جديدة للديمقراطية أخذت تنخر في مبدأ حكم الأكثرية ،كمفهوم (الشرعية السياسية)الذي يعني أن الحكومة لا تكون شرعية سياسيا ما لم تحظ بقبول الشعب لها،ومفهوم (الثقافة الديمقراطية)الذي يعني أن على الخاسر الذي بيده السلطة أن يسّلم السلطة سلميا للفائز ويعمل على تشكيل (معارضة ساندة) تدعم ما تراه ايجابيا من قرارات حكومة الفائز،وتناقش وتعارض الاجراءات التي لا تخدم مصالح الناس والوطن.
ولأن المعارضة كانت تحكمها سيكولوجيا الشعور بالحيف الذي برمج لسانها على قول (لا) في البرلمان،فان الكتلة الفائزة اعتمدت مبدأ الأكثرية ليمكّنها من تعزيز سلطة الدولة وضبط الأمن ومنع الأقليات من اعاقة تنفيذ الحكومة لبرنامجها السياسيي.
ولأن حكم الأكثرية أدى الى أن تحظى بامتيازات حرمت منها الأقليات،فقد ظهر شكل جديد للديمقراطية هو (الديمقراطية الليبرالية)اعتمد فكرة (التوازن)بين مصالح الفائزين والخاسرين في الانتخابات، بموجب دستور يقيد السلطة السياسية للحكومة ويضمن أن لا تتعارض مصالح الأكثرية مع مصالح الأقليات والأفراد.
ان أصدق حالة ينطبق عليها بطلان مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..هو المجتمع العراقي. فلو افترضنا أن العرب فازوا بـ(60%) في الانتخابات فان هذا المبدأ يمكّنهم من تشكيل حكومة عراقية عربية خالصة. واذا احتج عليهم الكورد أو التركمان..أجابهم العرب:ان الديمقراطية تعني حكم الأكثرية وقد فزنا بها..ولا حق لأحد أن يعترض الا اذا كان غير ديمقراطيا!
فضلا عن ذلك، ان السطة تقود الى الثروة، وأن امتلاك كليهما يضمنان الفوز،وأن مبدأ حكم الأكثرية يفضي بالنتيجة الى حكومة أثرياء..ولن نكون بالتأكيد مثل أثينا الأغريقية التي خصصت مناصب حكومية للمواطنين بشكل عشوائي! للحد من تأثيرات حكومة الأثرياء.
وحتى حكومة الشراكة،لن تنجح في ادارة أمور العراق اذا اعتمدت مبدأ حكم الأكثرية..لتنوع المجتمع العراقي قوميا ودينيا وطائفيا،ولتدخلات خارجية لها حاضنات داخلية في السلطة والمجتمع.
ومبدأ حكم الأكثرية باطل ،ليس فقط للأسباب التي ذكرناها بل ولسبب آخر أخطر هو أن طغيان الأغلبية يعدّ أسوأ من طغيان دكتاتورية الفرد الواحد..وما ينذر بالكارثة، أن ظروفها مهيأة لأن تحصل خلال ثمان سنوات. وما لم يتخلص السياسيون من عللهم المرضية ( تضخّم الأنا،والأسقاط،والبرانويا،والقلق العصابي من المستقبل)..وما لم يتحرر الوعي الجمعي للعراقيين من منوّمات العشيرة والطائفة والقومية في الانتخابات المقبلة..فانه سيأتي زمن يقال فيه..كان هنالك وطن جميل اسمه العراق..اغتالته الديمقراطية!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!