أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي احمد - الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي














المزيد.....

الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي
على الرغم من أن هوية الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الإحتلال الإنجلو – أمريكي للعراق سنة 2003 لم تحسم احد الأن , فما زال الصراع محتدم بين الإسلام السياسي الشيعي و التيار القومي العروبي حتى كتابة هذه السطور, و سيظل مستمر إلى مدى غير منظور , فالإسلام السياسي الشيعي غير قادر على تشكيل دولة مدنية حديثة في بلد متنوع القوميات و الأديان و الطوائف و الثقافات بسبب طبيعته الطائفية . بينما يمتلك التيار القومي العروبي , الذي حكم البلاد منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي , إرثا سيئا في الذاكرة الجمعية للغالبية العظمى للجماهير العراقية بسبب ممارساته القمعية سواء في تعامله مع القضية الكردية أو مع المصنفات و المصنفين ( شيعة ) .
دون أن ننسى دور العامل الخارجي , دوليا و إقليميا , فالتيار الأول متهم بالولاء إلى حكومة الملالي في إيران و أنه لن يستطيع الخروج عن طوعها على المدى المنظور على الأقل لأسباب يعرفها معظم المراقبين للشأن العراقي , في حين يسعى التيار الثاني على الحصول على دعم دول الجوار العربي المسماة ( محور الإعتدال العربي ) و تركيا المدعومة من قبل الإتحاد الأوربي , و بذلك فقد أصبحت الساحة العراقية مركزا للتصارع بين هذين الإتجاهين .

في حين يعاني التياران السياسيان القادران على بناء دولة المواطنة , الييبرالي واليساري , من ضعف واضح , فالأول لا يمتلك الأرضية الإجتماعية لغياب الطبقات البرجوازية التي يمثلها , بينما يعاني الثاني من ضعف واضح بسبب الأخطاء المتكررة لتياره التقليدي في تعامله مع قضية إستلام السلطة , في حين ما زال تياره الجذري حديث التأسيس و يعاني من مشاكل عديدة أهمها مشكلة التمويل .
أما الأحزاب القومية الكردية فهي تعلم بأنها غير قادرة على النهوض بهذا الأمر لذلك فهي ما زالت تلعب على التناقضات بين التيارين الأوليين للحصول على أكبر قدر ممكن من المكتسبات لصالحها .
و في الوقت نفسه فقد حسمت الهوية الطبقية لهذه الدولة حتى قبل الغزو الأمريكي للبلاد , إذ اتفقت الأحزاب و القوى السياسية مع الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام صدام في مقابل بناء النموذج الإقتصادي الليبرالي في عراق ما بعد صدام و بهذا فالدولة الجديدة ستكون برجوازية تابعة للإقتصاد الرأسمالي , خصوصا الأمريكي .
و لتحقيق هذا الهدف لابد من القيام بحزمة من الإجراءات القانونية و العملية لتحويل اقتصاد البلاد من موجه إلى حر . فالقانونية تتمثل في تغيير القوانين السائدة بما يسمح للشركات المحلية و الأجنبية للعمل بحرية في البلد .
أما في الجانب العملي فلابد من قيام الدولة برفع الدعم عن الحاجات الأساسية التي تمس حاجات الجماهير اليومية , لذلك قامت حكومة الجعفري برفع أسعار المحروقات تحت ضغط صندوق النقد الدولي و غيره من المؤسسات الرأسمالية بشكل كبير مما ألحق أضرار فادحة بواقع الجماهير الاقتصادية خصوصا الفلاحين الذين يعتمدون على مادة الكاز في تشغيل مكائن الري لسقي مزروعاتهم نتيجة للإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي مما أدى إلى رفع كلف الإنتاج قياسا بالأرباح التي يحصل عليها الفلاح هذا إذا ما علمنا أن الدولة رفعت يدها عن دعم المستلزمات الآخرى للعملية الزراعي كالبذور و الأسمدة و المبيدات الحشرية مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة منهم لأراضيهم و التوجه نحو المدن للحصول على فرص العمل فيها .
كما تعاني مفردات البطاقة التموينية التي تعتمد عليها الغالبية العظمى من العوائل العراقية نتيجة معاناتها من فقر مدقع لانتشار البطالة و إرتفاع معدلات التضخم بشكل قياسي .
و لابد من فتح الأبواب للشركات المتعدة الجنسية للإستثمار في البلاد , خصوصا في مجال الثروة النفطية , بحجة عدم قدرة الدولة على النهوض بواقعها للنقص الحاد في الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذه الهدف , لذلك قام وزير النفط ( الشهرستاني ) بإستغلال القوانين التي مازالت سارية المفعوا للتعاقد مع العديد من هذه الشركات للتخلص من المعارضة الشديدة التي أبدتها العديد من القوى السياسية , داخل العملية السياسية كالتيار الصدري و خارجها كمؤتمر حرية العراق , و الإجتماعية كنقابات العمال و العديد من خبراء النفط .
و في نفس الوقت تعاني المشاريع الصناعية الكبرى , التي تعد من أكبر المنجزات التي حصل عليها الشعب العراقي بعد نضال شاق و طويل , من إهمال متعمد كي تظل تعاني من خسائر متكرة مما يعطي الذريعة للحكومة من أجل العمل على خصخصتها , دون الانتباه إلى الخسائر الأقتصادية التي لحقت بالعديد من الدول التي أقدمت على خطوات مماثلة كما هو الحال مع مصر السادات حيث بيعت مشاريها بأثمان بخسة ذهبت معضمها إلى جيوب الفاسدين , و بالتالي سيؤدي هذه الخصخصة إلى طرد مئات الألاف من العمال بحجة عدم الحاجة لهم لتزداد أعداد العاطلين .
إن هذا الواقع المأساوي يضع على عاتق الجماهير الكادحة ألا تنخدع بالشعارات البراقة للأحزاب و القوائم البرجوازية في المستقبل الزاهر المزعوم و أن تقوم بتنظيم أنفسها في نقابات و إتحادات حقيقية و أن تلتف حول الأحزاب و القوى السياسية التي تمثل مصالحها للوقوف أمام إجرائات الدولة و لتقليل حجم الخسائر التي لابد و أن تحصل لها جراء هذه الاجراءات و العمل على إحداث تغيير حاسم في موازين القوى لصالحها و إلا فان أوضاعها الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ستظل تسير من سيء إلى أسوء .



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو سبيت
- الأهداف الكامنة وراء الهجمة على النوادي الاجتماعية و الترفيه ...
- أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر
- انقلاب 8 شباط 1963 – الحلقة السابعة من الحكم الهزيل
- الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
- الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية
- الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل
- الحكم الهزيل
- بغداد تستباح من جديد
- التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة
- لنوقف الهجمة الحكومية على الطبقة العاملة
- الدولة العراقية الحديثة و اشكالبة التأسيس
- في سبيل بناء حركة شبابية – طلابية تحررية:
- الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة
- حدث في مثل هذا اليوم
- التدخلات الخارجية وازمة تشكيل الحكومة
- من اجل اطلاق حملة ضد البطالة
- من المسؤول عن ازمة الكهرباء في العراق
- نظام الملالي في إيران بين مطرقة العقوبات الاقتصادية وسندان ا ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي احمد - الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي