أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - تأملات في الواقع السياسي اللبناني














المزيد.....

تأملات في الواقع السياسي اللبناني


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات في الواقع السياسي اللبناني
تطغى على المشهد اللبناني التوترات السياسية الاجتماعية. وترصد حركة الرموز البارزة على قمة الحراك السياسي في هذه المرحلة بترقب وقلق. في ظل جملة من الأزمات التي ترزح تحت أثقالها الغالبية العظمى من الناس.
غير أن مصدر القلق الذي يمثل أولوية بالنسبة للناس هو الخوف من إنفجار الوضع الأمني والاقتتال المذهبي، المرهون بما أصبح عنوانا يختزل كل أسباب الصراع ليس بين القوى اللبنانية وحسب، بل يختزن كل صراعات المنطقة وفي طليعتها الصراع العربي – الصهيوني. ألا وهو "القرار الاتهامي" في قضية إغتيال رفيق الحريري المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
إن كل مراقب محايد، يلاحظ بقليل من العناء أن ما يسمى "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" لا تعدوا مجرد إطارا قانوني دولي تحتجب خلفه أهداف سياسية واضحة ترمي إلى النيل من أبرز قوة مقاومة للكيان الصهيوني والتي نجحت في فرض نفسها قوة لا يمكن القضاء عليها أجبرت "إسرائيل" على الانسحاب من جنوب لبنان دون قيد أوشرط بعد إحتلال دام 22 عاما. ونجحت وحدها في مواجهة أكبر وأطول حروب إسرائيل منذ نشوءها عام 1948.

إن الانقسام في البنية الاجتماعية اللبنانية، يشكل أرضية خصبة لتشوية الحقائق الموضوعية. عبر بث الأضاليل وإثارة الغبار لحجب طبيعة الصراع وحقيقة الارتباطات والخيارات التي تمثل مصالح شرائح معينة كانت على الدوام سر البلاء الذي يعاني منه الجمع اللبناني.
من المفارقات في المشهد السياسي – الاجتماعي: أن أكثر الشرائح تضررا من الواقع القائم في جميع المناطق ومن جميع الطوائف, هي الأكثر حماسة للتراصف خلف الزعماء والقيادات التي تدفعها نحو آتون اللهب وتجعل منها وقودا لديمومة تربعها على عروش السلطة للنهب والاتجار بعرق ودم الناس.
رغم التناغم الكبير بين شرائح الطبقة الحاكمة، والتماهي فيما بينها من حيث أدوات التعبئة والتحشيد. تظهر في واقع إنقسامها أنها تختلف في خياراتها الاقتصادية الاجتماعية، فينعكس تناحرها على مكاسب السلطة بمظهر الاختلاف السياسي. ولا نجانب الحقيقة لو قلنا: أن حتى، جمهور المقاومة بقاعدته العريضة؛ لا يتراصف تحت لوائها لقناعة واعية بها وبقيمتها؛ بقدر ما هو إصطفاف يشبه إلى حد بعيد الاصطفافات الطائفية الأخرى.
يصر الوعي السائد على إعتبار أن الانقسام العامودي الحاصل في البنية الاجتماعية اللبنانية؛ هو جوهر التناحرات والصراعات، وليس نتيجة لها. وهذا الوعي لا تخلوا منه حركة سياسية على ضفتي جبهة الصراع الداخلي. من هنا تعيد دائما إنتاج نفسها الحركة السياسية الطائفية وإن أختلفت الرموز والشعارات تبعا لحركة الصراع وموازين القوى المتغيرة بإستمرار.
حتى أولائك الذين يتحركون على هامش القوى الفاعلة والساعون إلى تكوين مزاج عام يسمى وسطيا وينتظم في أطر هلامية تحت عناوين وشعارات ملتبسة تتيح لهم الظهور بمظهر الرصانة السياسية والقدرة على إحتواء التناقضات لتحتل حيزا لها في مواقع السلطة. إلا أن حتى ولو تحقق لها ذلك في ظروف معينة فأنه لا يكون نتيجة لجهودها هي، بل هو نتيجة لحاجة طرفي الصراع الأساسيين إلى هامش وسطي في ظل عجز كل منهما على حسم الصراع لصالحه. وبات لهذه الشريحة (الوسطية) في لبنان مقولة تحتل مرتبة القاعدة الفكرية للسياسية والاجتماع. آلا وهي مقولة: "إستحاله إنتصار فريق على آخر" (!!!). كما تصل إلى مرتبة المقدس في لبنان مقولة: "بلد التسويات على قاعدة اللاغالب ولا مغلوب" (!!!).
فتكون هذه المقولة وأخواتها الكلمات السحرية التي تمحي من الوعي العام الشعارات الحماسية والمواقف الحادة. والأهم أنها تقفل الباب على التساؤلات حول الأثمان التي دفعتها الناس من معاناتها وتضحياتها بممتلاكاتها ودمائها وأرواحها، نتيجة تلك الشعارات والمواقف.
يبقى أن جوهر الانقسام يكمن في طبيعة الارتباطات والمصالح بين متماهي مع المشروع الأمريكي في المنطقة والساعي إلى التكيف مع متطلباته من جهة ، ومقاومة ترفض الخضوع وتسعى للتحرر من الهيمنة الأمريكية لكنها قاصرة عن بلورة مشروع وطني- قومي يجمع قوى التحرر في بوطقة واحدة تتكامل فيها لتحقيق النصر الحاسم.
- لا أفق لبلورة هكذا مشروع في ظل إستقالة القوى الوطنية الديمقراطية من دورها التاريخي وخصوصا لجهة مواجهة التحدي الرئيسي في مقاومة الاستعمار الجديد. ويقع هذا التحدي على قوى بلدان الطوق المحيط بالكيان الصهيوني وقع الأولوية المطلقة. فلا قيمة لأي مشروع سياسي ما لم تتحرك هذه القوى خصوصا في مواجهة الاحتلالات وفي مقدمتها الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
حسن عماشا



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...
- الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا ...
- المستنقع الآسن
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - تأملات في الواقع السياسي اللبناني