أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك















المزيد.....

حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 05:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلقيت رسالة من أحد ألقرّاء ألذي قرأ كتابي ثورة ألشك يطرح فيها بعض ألتساؤلات حول الدين ألإسلامي، في هذه ألمقالة سأحاول ألإجابة على تلك ألتساؤلات.
يبدأ القاريء ألعزيز (ع. ألحلّي) رسالته بهذه ألمقدمة:
اما بعد
فلا اعرف بما احييك الا ان اقول مرحبا كيف حالك اخي العزيز انا المسلم (ع. الحلّي) من العراق انهيت لتوي قراءة كتابك (ثورة الشك) واعجبني ما فيه اعجابا هائلا لدرجة اني جلست لاقرأ كتابك صباح الجمعة وانهيته مساءها فقد ارجعَ لي شغف القراءة بعد ان فقدته لسنة كاملة بسبب ما شغلتني به الحياة من طلب الرزق و اهداف اخرى احمدُ الله انّ لدينا من المفكرين العرب ما يغنينا تعب البحث عن ترجمة المؤلفات الغربية احيي فيك هذه العلمية الجليلة في البحث و الاستنتاج و الله الموفق
ما اطلب منك الاجابة عليه هي الاسئله التالية، ثمّ يختتم ألقاريء رسالته بالعبارة ألتالية:
ارجو ان يصلني جوابك الفاضل يا اخي الكريم وان تقبلني صديقا لك لانّ ذلك يسعدني جدا و ارجوا الا تزعجك تساؤلاتي.............
المحب لكتاباتك

ع. الحلّي
العراق ------ بابل

ألأسئلة وإجاباتها:

ألأخ العزيز ع. ألحلّي:
أسعدتني رسالتك الرقيقة وأسعدني ألحماس ألذي تتمتع به للمعرفة، ساحاول ألإجابة على تساؤلاتك في أدناه:

ألقاريء: ما سيكون ردّك لو كان ما جاء من محمد (ص) صدقا حقا من الله تعالى و كيف سيكون الحال بعد نهاية المطاف و العودة الى الله؟
ك.ع : قضيت معظم عمري بعقوده ألستّة في ألدراسة والتفكير للاجابة على هذا السؤال وتوصلّت إلى ألقناعة بأنّ ألخالق لَمْ يوحِ إلى أحد ولم يكلّم أحدا، ولا أعتقد بوجود ألثواب وألعقاب بعد ألموت. فالموت هو ألنهاية لحياة كلّ ألأحياء، ولكن لو حدث ان اصبحت مخطئا في اعتقادي فسأتحمّل ألنتيجة بصدر رحب.

ألقاريء: رغم كل السلبيات التي بُحِثت ووجِدت، والثغرات الهائلة ارجو ان تضع نفسك مكان محمّد (ص) في ذلك الزمان وسط ذلك المجتمع الذي يرى تحقيق الغايات بالقوة، و ليس للضعيف مكان سوى الاستعباد الا ترى من العظمة ان يحقق هذا الرجل ويستحصل مكانا للمباديء و ينتصر لها؟
ك.ع: اتفق معك انّ محمّد بن عبدألله رجل عبقري وعظيم، فقد قاد حفنة من ألفقراء وألعبيد الى اكبر ثورة في تاريخ ألإنسانية، ولكنّه أخطأ عندما أدّعى بأنّه خاتم ألأنبياء فبهذا أغلق باب تطوّ ر ألأديان ألتي يتوجب أنّ تكون مواكبة لتطوّر ألعقل ألبشري.
ألأديان تكون مناسبة للاقوام الذين يظهر ألدين بين ظهرانيهم. ألمشكلة تطفو على ألسطح عندما نحاول تطبيق تشريعات ألدين في عصر مختلف ومكان مختلف عن مكان ظهور ألدين ألمعني.
أنّ إرغام ألآخر لإعتناق ألدين وأستعمال ألقوّة لنشره يتناقض مع طبيعة ألألوهة، لأنّ ألله ألوارد صفاته في ألقرآن لا يحتاج من يدافع عنه وينشر تعاليمه بين ألبشر بألقوّة. وأنا أتفق معك بأن ألحروب وأستعمال ألقوة كانت من مميزات ألمجتمع ألبدوي الذي ظهر فيه محمّد ولكن الهجوم لنشر ألدين لا يمكن تبريره أو ألقبول به ألبتّة.
صحيح أنّ ألدين ألأسلامي بدأ كثورة للعبيد، ولكن تشريعاته وتطبيقاته أدّت ألى أستعباد ألبشر ونهب ألأموال كغنائم في حروب ألجهاد وإلى إذلال أهل ألذمّة وأجبارهم على دفع ألجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك أدّى إلى عزل ألنساء عن فعاليات ألمجتمع ألإسلامي وبألنتيجة شل نصف نصفها .

ألقاريء: كيف تريد من القرآن انْ يخاطب قوما جاء هاديا لهم، انْ يذكر لهم ما توصّل اليه العلم حاليا من ادق الموجودات؟ اليس حريا به انْ يكتفي بهدايتهم في ذلك الوقت العصيب الذي كان يزخر بالظلم الاجتماعي؟ وقد فعل، فما فائدة ذكره للعلوم التكنلوجية و ما يحتاجه القوم في ذلك الزمان هو تصحيح المعتقدات و تحسين الاخلاق؟ ثم انّ التكنلوجيا آتية مع تطور العقل البشري فلا حاجة الى الاستعجال، انّما جاء في ذلك الوقت ليجد جوابا لكلّ سؤال و لا اعتقد انهم احتاجوا في ذلك الوقت الى سؤال من هذا القبيل ليرد له جوابا امّا بعد الثورة العلمية الحاصلة فالاخلاق لاعلاقة لها بذلك فهي ثابتة في كل الازمان.
ك.ع: في ألقرآن آيات تحاول تفسير ألظواهر ألكونية وتطرح نظرية خلق آدم، ومعظم هذه ألتفسيرات تتناقض مع ما توصل إليه ألعلوم، وبما أنّ ألقرآن يدّعي بأنّ ألدين ألإسلامي صالح لجميع ألمجتمعات وألعصور فألأحرى أن يخاطب انسان ألمستقبل ولو بآية واحدة، فمثلا لو ذكرَ بأنّ الله خلق مخلوقات صغيرة لا تُرى بالعين ألمجرّدة هي سبب ألإصابة بألأمراض لكان هذا دليلا على أنّه وحي من ألله، ولا يخفى عليك بأنّ هناك ألعديد من ألآيات ألغامضة في ألقرآن تُسمّى بالمتشابهات ولا بأس ان تكون فيه آية واحدة تخاطب انسان عصرنا لنؤمن بأنّه وحي من ألله، ألا تقرأ يوميا محاولات جماعات ألإعجاز ألعلمي وهم يحاولون تأويل بعض ألآيات بلي ذراعها بألقوّة لتصبح معجزة قرآنية؟
ثمّ من قال لك أنّ ألأخلاق ثابتة؟ لا يوجد شيء ثابت في ألكون وكلّ شيء يتطوّر ويتغيّر حسب ألزمان وألمكان، وكمثال فإنّ عيسى لم يحرّم ألخمر ولحم ألخنزير بينما محمّد حرّمهما، والدين أليهودي والدين ألإسلامي شرّعا بأنّ ألعين بألعين وألسن بألسن، بينما ألدين المسيحي يقول: من ضربك على خدّك ألايمن فأدر له خدّك ألأيسر، هذا بالنسبة لأديان سماوية تفصل بينهم مئات ألسنين، فكيف ألأمر بالنسبة للحدود ألأخلاقية ألوضعية ألتي تطوّرت عبر ألآف ألسنين؟
إنّ ألمجتمعات ألإنسانية توّصلت إلى ألتشريعات ألأخلاقية ليتمكن أفرادها من ألتعايش مع بعضهم ألبعض لأنّ ألإنسان كائن أجتماعي.
ألقاريء: وإنْ يكن محمد (ص) جاء بما جاء به قبله فليس في ذِكرِ ذلك نفع على ما اعتقد، المهم هو ما حققه من نصر للمباديء في ذلك الزمان هو ما يستحق الذكر.(( لو يُعرَض عليّ الآن انْ اكون ما كان محمّد (ص) لانا فخور انْ اكون)).
ك.ع: ألأديان تراكمات، وذِكرُ حقيقة ألأقتباس ألموجود في ألدين ألإسلامي من أليهودية وألمسيحية وأساطير ألحضارات ألمجاورة لشبه ألجزيرة ألعربية، توّضح بشرية هذه ألأديان، والنفع يتحقق عند ذِكرِ ذلك وإثباته عندما تقتنع ألمجتمعات ألإسلامية ببشرية ألدين، فتبدأ عملية غربلة للتشريعات ألدينية وذلك بأخذ ألصالح من ألدين وترك ألطالح منه بدون خشية من عذاب جهنّم.
صحيح بأنّ محمدا حقق نصرا لمبادئه ولكن ألسؤال، هل جميع مبادئه جيدّة وصالحة لكلّ زمان ومكان؟
من حقّك أنْ تكون فخورا بأنْ تكون ما كان محمّد ، ولكنّي لن أكون فخورا بمثل هذا ألعرض.

ألقاريء: عندما نكتشف شيئا سلبيا في ما نعتقد فليس من الضروري انْ نهاجم المعتقد بل اعتقد انّ من الضروري التعديل و التحسين ثم الدعوة بالموعظة الحسنة فانّها اطيب الى النفوس واقرب الى القلوب و افضل من ادخال الناس في متاهة اللادين والشك العقيم فقد مرت حياتي من صغري وانا مسلم و إنْ اكن افضّل الهداية الى الاسلام بدلا من الولادة عليها و لكني بعد الشكوك و التجارب اجد انّ الاسلام دين ينظم حياتك ويكفي ليقود مجتمعا وإنْ وجدتَ فيه خللا كان حكما صَلُحَ لاولئك القوم و لايصلح لنا في عصرنا فاعتقد انّ لديك جوابا تقدّمه بين يدي الله افضل مِن انْ تنكر اللقاء معه وما تجنيه من فوائد دنيوية.

ك.ع: عندما نعتقد بأنّ ألدين وحي من ألله لا يصح لنا انْ نعدّل ونصحح ألدين من سلبياته وأنا لا أهاجم ألدين بل أنتقده لأُثبت أنّه من مصدر أنساني ففي هذه ألحالة يمكننا من تحسين وتطوير ألدين بما يتناسب مع تطوّر ألعقل ألإنساني وبما يتناسب مع عصرنا زمانيا ومكانيا، وعكس ذلك يكون أشتغالا بالعبث.
أوافقك بأنّ ألدعوة يجب أنّ تكون بألحكمة وألموعظة ألحسنة، ولكن ماذا سنفعل بألكم ألهائل من ألآيات ألمدنية ألتي تدعو إلى نشر ألدين بألقوّة وتدعو إلى عدم موالاة ألغير ألمسلم حتى لو كانوا آباءنا وأولادنا؟ هل نشطبه من ألقرآن؟
صحيح أنّ ألدين بالرغم من سلبياته ساهم في تنظيم ألمجتمعات ألتي ظهر فيها, ولكن ظهور ألأخلاق وترسّخها في ألمجتمعات ألإنسانية سبقت ظهور ألأديان ألإبراهيمية( اليهودية، ألمسيحية والإسلام ) وأحسن مثل على ذلك هو شريعة حمورابي وتعاليم بوذا وألفيلسوف ألصيني كونفشيوس.
إنْ كنت أؤمن بلقاء ألله لن تجدني أكتب ما كتبت وكنت سأسرع إلى أقرب كهف أتعبد فيه وأعتزل ألنّاس، لانّي وطوال عشر سنوات من شبابي ( عندما كنت مؤمنا بألدين أيمانا راسخا) حاولت تطبيق جميع تعاليم ألإسلام في حياتي ولكن ذلك أنشأ صراعا في نفسي لإستحالة ملائمة ألدين ألإسلامي مع متطلبات ألعصر ألحديث، والسبب كونه من مصدر بشري، فلو كان من عند ألله لأمكن تطبيقه في كلّ ألأزمان وألأماكن.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقدات الانسانية الحديثة- 5-الرائيلية / برج بابل
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية - 4( قصّة ألطوفان )
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية -3 ( ألشجرة ألمحرّمة )
- هل كان بعض الصحابة والتابعين لمحمّد يعلمون أنّ القرآن من تأل ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-2
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-1
- لعنة الذهب ألأسود-3
- لعنة الذهب ألأسود-2
- لعنة الذهب ألأسود-1
- المعتقدات الإنسانية-7
- المعتقدات الإنسانية-6
- المعتقدات الإنسانية-5
- المعتقدات الإنسانية-4
- المعتقدات الإنسانية-3
- المعتقدات الإنسانية-2
- المعتقدات الإنسانية-1
- الإنسان وألخالق
- الحج
- السحر والملكان هاروت وماروت
- لماذا لم يختر اللّه انبياء ورسلا من النساء؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك