أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - شكرا شعب تونس














المزيد.....

شكرا شعب تونس


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في تونس أمر لم تعرفه الشعوب العربية من قبل، لم تألفه ولم يمر في حسبانها ولم يكن لها يوما اختيارا، فتاريخها الإسلامي القديم عبارة عن مدائح بعصور الجلادين والجزارين، قصائد شعرية طويلة تمتدح الخلفاء والملوك والأمراء، لا يذكر جزار أو سفاح منهم إلا مصاحبا بعبارة رضي الله عنه، إذن ليس غرابة إن يكون نموذج البطل في الذهن والعقلية للعرب بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص مرتبطا بالقتل وسفك الدماء، وان صورته لا تتمثل للوجدان العربي والإسلامي إلا مرتبطة بسيف يقطر منه الدم .
انظر إلى المتنبي شاعر العرب وهو يصف فعلا بطوليا إن حولته إلى رسم لكان اليق إن يكون لبوستر فلم رعب منه إلى صورة بطل
ولقد نثرتهم فوق الاحيدب نثرة...كما نثرت فوق العروس الدراهم
البطل العربي لا بد ان يقطع الرؤوس ويسفك الدم ويسوق النساء والأطفال أمامه سبايا.
حتى لاعب الكرة العراقي يونس محمود لُقب بالسفاح.
أما تاريخ الشعوب العربية الحديث فهو عبارة عن سلسلة من حكم الجنرالات الأجلاف و حكم سلالات وراثية انقرضت وبقيت نسخها الوراثية تتوارث الحكم كظل الله في الأرض وتتحكم بالشعب كالعبيد. ورغم كل هذا الإجحاف فان الشعوب استمرت بالإنشاد لهذا الجمع الطفيلي التافه أغاني الخضوع والخنوع وتسميها بكل غباء وبلاهة أغاني وطنية.
. وان كان السومريين بنوا الزقورات واخترعوا العجلة والكتابة المسمارية والفراعنة بنو الأهرامات، فان كل انجازات البطل العربي هو انتصاره على شعبه، سلخ جلودهم وهم أحياء، طمرهم في مقابر جماعية، تحويلهم إلى عبيد يرقصون أمام موكبه كالقرود ومسخ إنسانيتهم.
عندما سقط صدام حسين لم تهتز صورة البطل العربي الجزار في وجدان الأمة العربية، ولم ترى زيف الهالة المحيطة به، ورغم عريه من كل فخر وشجاعة لم يصرخ احد انه عار الا من المثالب، فهذه الأمة تغمض عينيها عن رؤية الحقيقة، أنها تخشى الصدمة، فالعبد الأمن القانع بمساواة بينه وبين حيوانات السيد، خير من العبد الآبق المخاطر بحياته في سبيل الانعتاق وطلب حريته. الامة العربية هي امة مخدرة بالدين وروايات التاريخ، كذبت الواقع ولم تصدق بحقيقة بطلها المرتعد في حفرة هي أعمق من جحر جرذ، فزيف التاريخ العربي الإسلامي هو أعمق بكثير من حفرة صدام، هي حفرة امة تهيب صعود الجبال لذلك بقيت بين الحفر كما قال ابو القاسم الشابي
ومن يتهيب صعود الجبال... يعيش ابد الدهر بين الحفر

تونس كانت ثورة ليس على النظام الحاكم، وليس على الرئيس الحاكم فقط، بل ثورة على الصورة النمطية للحاكم العربي الذي يعتقد الكثيرون انه لا يقهر.

تونس كانت ثورة على تاريخ كان لحد لحظة الانفجار يكتب كما يشاء الحاكم أو كما يشاء إن يزور لمصلحته.
تونس كانت محبرة لكتابة تاريخ جديد بدماء الضحايا لن يجرأ احد على تزويره فعالم اليوم ليس مثل عالم الأمس، هو عالم حقيقي وليس غيبي، عالم يتواصل رغم كل حواجز الحكومات.
تونس كانت ثورة أزاحت كل الرتوش عن صورة البطل العربي المزيف، فبدا على حقيقته هزيلا خائفا مفزوعا يبحث عن ملاذ آمن حتى لو كانت حفرة تحت الأرض أو بيت في السعودية.

تونس ولأول مرة أعطت درسا ونموذجا للإطاحة بالأنظمة العربية المحنطة ليس بالانقلابات العسكرية بل بالثورة الشعبية. فالناس بعد تونس لا تترقب إن يتمرد جنرال فيطيح بجنرال آخر ليحتل مكانه ويستولي على سوطه وينزع جلود شعبه.! وليس بان ترفع الناس اكفها بالدعاء لله فعله يرسل ملائكته فينصرها ثم يسلط عليها عمائمه فيكونون اشد قسوة من السابقين.
تونس ترسم صورة أخرى للبطل، بطل لا يملك سيفا ولا رمحا ولا منصبا، كل ما يملك كرامته فأبى إن تهان.
صورة تختلف عن صورة الإبطال الجزارين والسفاحين، صورة من اوقد شعلة الثورة فحرص الناس على إبقاءها مشتعلة حتى لو كان زيتها دمائهم.
فشكرا لك تونس
شكرا لك شعب تونس فأنكم أعليتم كلمة الشعب وجعلتم الأنظمة العربية الحاكمة ترتعد خوفا وهلعا ان لا يتكرر ما حدث وستحسب ألف حساب إن هي غامرت بسياسية توريث الأبناء ما حكمه الإباء.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - شكرا شعب تونس