أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد لاشين - يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح














المزيد.....

يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 01:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى ! (كلمات سبارتكوس الأخيرة ـ أمل دنقل)


شتاء يصفع وجوهنا بحرارة أحداثه التي تبدو بلا نهاية،تقسيم سوداني،وانقسام لبناني،وطائفية مصرية،ودماء تونسية،حالة من الهرج تفوح منها رائحة الدماء،سماوات مفتوحة على مصراعيها تستقبل لعنات الشعوب على حكامها،ودعوات الحكام أن يصلوا سالمين إلى أرض بعيدة عن الأرض الخراب،أو التي جعلوها خراب،فتستجيب السماء لكلاهما لتصبح الصورة أكثر سريالية.
هل كان الرئيس التونسي يخطط لهروبه لحظة خروجه على الناس في خطابه التاريخي مانحاً الحرية مقابل الدماء؟!!،فمن المستحيل أن يصرح رئيس عاقل في منطقتنا العربية بكل هذا الكم من الأحلام ،ثم يتحمل أن يراها تتحقق،فهذا فوق طاقة البشر ممن حباهم الله برئاسة أبدية،فكان عليه الرحيل،ليترك الأرض مزينة بأشلاء المنتحرين والقتلى،ولا يدفع فاتورة الحساب،وعلى الشعب أن يدفع الثمن وحيداً،كما اعتاد ذلك لسنوات،فالأحلام والحكام صنفان لا يجتمعان في واقعنا العربي،وعلى أحدهما أن يترك مكانه للأخر،فهل حلت الأحلام محل الرئيس الهارب؟.
ذلك الرجل البسيط الذي أشعل النار في جسده اليائس بعد البطش الأمني في بداية الملحمة التونسية التي استمرت لما يقرب الأربعة أسابيع،أكان يدرك أن نيرانه سوف تلهب عرش السلطان الذي سيرحل بشكل نهائي عن عالمنا الذي لم يجد سوى الانتحار سبيلاً،لعالم أخر أكثر رحابه،ليتمتع بكل مقتنياته التي جمعها بدقة خلال فترة سطوته،ويستعيد ذكريات الدم والموت فقط في كوابيس قد تأتيه إذا أثقل في العشاء،ليصحو مجدداً متنعماً بأمجاد حكمه.
المصيبة الحقة أن تنتشر العدوى لنصحو من نومنا ذات صباح،فنجدهم جميعاً قد رحلوا،يجلسون هناك في أعالي الجبال كآلهة اعتزلت العمل اليومي،وعلى وجوههم ابتسامة صفراء تحمل كل معاني التحدي لنا ،والثقة التامة أننا لن نتمكن من إدارة العالم من دونهم،ليس لأنهم آلهة بالفعل،بل لسبب أعمق من ذلك،أنهم عودونا ألا نصبح كذلك،فطوال سنوات فقدنا فيها الإحساس بالوجود والمعنى،وبضرورة التغيير،دربونا جيداً أن نعوي ولا ننهش،وأن عصا الأمن فوق ميزان العدل.فتكون النتيجة أننا حين نتوقف لنفكر تعم الفوضى وتنهار الفواصل بين الإصلاح والهدم،ويصبح من الضروري أن نلطخ صفحات حياتنا بالدماء،لننهار نحن ،ويهربون هم دون أن يجيب أحدهم عن سؤال محير ،ماذا كانت الجدوى إذن من كل سنوات العذاب الماضية!،ما دمتم ستقررون الرحيل ونحن في قمة الفوضى والانهيار.
ما مصير شعب تونس الأن بعد كل هذا الهرج السياسي،هل سينجب قيصراً جديداً؟!،يجلس على عرش محترق وقلوب دامية،وللأسف ما أكثر القياصرة،فهناك التيار الشيوعي الذي ظل صامتاً لسنوات تحت ظل الحكم السابق،هل سيقرر الأن أن ينهض ليمتطي جواد السلطة أو يمجد ثورة الجياع كما قرر الإعلام تسميتها،أم في ظل حالة الأسلمة سيظهر التيار الديني ليمنح البركة للآلاف ،ويصف الضحايا بالشهداء،ليدخلهم جنة الخلد ولكن بشرط قبوله كسلطان جديد.هل سيظل الجيش على صمته ،أم سيتدخل ليحسم الصراع.تونس الأن تنفتح على الكثير من الأسئلة من الممكن أن تتسبب محاولة الإجابة عليها في مأساة جديدة،قد لا نجيد التعبير عنها.
بل ما مصير المنطقة بأكملها،هل ستنتهي الجزائر نفس النهاية الفوضوية،فالمقدمات متشابهة ؟،هل احتجاجات الأردن ستطيح ببقية الهيبة السياسية لمفهوم الحكام في منطقتنا العربية؟!،هل ستظل لبنان ألعوبة في يد الانقسام بين إيران وحزب الله من جانب والحكومة المنهارة والأمريكان من أخر؟.والأهم هل نحن شعوب تستطيع أن تحكم عالمها وتحاكم حياتها،أم ستصل بنا الأمور إلى فوضى عارمة يعبقها انهيار مفزع؟!،صحيح أن التغير لابد وأن يشتمل داخله على فوضى تُحمل بأسماء عديدة من الثورة أو الغضب الشعبي أو غيره،وقد تفضي إلى خلق عالم جديد،ولكن مع شعوب ظلت مكبوتة لسنوات في انتظار لحظة الغضب ،قد يكون أي بديل مرضي ،حتى وإن كان أسوأ من السابق،المهم أن تتخلص من الصور والتماثيل والرموز التي كانت تمنع عنها نور الشمس ،ثم يحدث بعدها ما يحدث.
فنحن للأسف نحتاج مائة عام من الغضب والثورة والدم وحتى الفوضى لنفرغ مخزوننا من الألم على الطرقات ،نحتاج أن نُخرج حكامنا من قبورهم وبيوتهم لنحاسبهم على أيامنا التي حولونا فيها إلى حطب أسفل مدفئة عروشهم،حساب قد يستغرق خمسين ألف سنة مما تعدون.حتى نتمكن أن نتمالك أنفسنا ونعيد صياغة العالم من حولنا،والأهم أن نحاسب أنفسنا كشعوب استقرت على الظلم والتبعية والطائفية والانقسام،حتى لا تتكرر المأساة وننجب قيصراً جديداً،ونتباكى من جديد على الأرض الخراب.

أحمد لاشين
أكاديمي مصري



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء مصرية على أبراج الكنائس وستار الكعبة
- نجاد القائم على توزيع أموال الإمام المهدي
- الولي الفقيه ظل جديد لله على الأرض
- التشيع الإيراني بين الأسطوري والسياسي
- حقوق الإنسان على مذبح الدولة الدينية (إيران نموذجاً)
- العلمانية ضحية الغزل المتبادل بين نجاد وبابا الفاتيكان
- رجم ثريا ( الرقص مع الموتى في إيران)
- شجاعة الجهل ومزيد من الطائفية
- الإعلام الديني وأوهام جنرالات الطائفية
- سحر الثقافة وثقافة السحر
- إيران صورة واحدة لشخصين وانقسام الوعي الجمعي
- الفساد الاقتصادي للنخب الإيرانية صراع جديد بين النظام والمعا ...
- من قال لا في وجه من قالوا نعم ( لا ولعنة الخلود)
- مذبحة المعارضة الإيرانية في عاشوراء
- الوحدانية في الديانة الزرادشتية (صراع المقدس والمدنس)
- تجليات العذراء..وظهور فاطمة الزهراء في العراق
- الدولة الشيعية بين ولاية الفقيه والمهدي المنتظر
- نهاية منتظري وسقوط المرجعية الفقية للمعارضة الإيرانية
- القنوات الشيعية حسينيات فضائية تشعل حمى الإعلام الطائفي
- الوصول لنقطة اللاعودة بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد لاشين - يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح