أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - يونس حنون - تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس















المزيد.....

تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس


يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 00:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لو كان احد قد سألني قبل شهر مثلا" من هو الدكتاتور الذي ترى انه اول من سيسقط من مجموعة الديناصورات ماركة مدى الحياة التي تتحكم برقاب بلاد العرب اوطاني ... لتوقعت ان يكون جلاد السودان عمر البشير ...او ربما بوتفليقة.... ولما كان سيخطر ببالي تونس مطلقا .....ربما لاني كنت اتوهم ان النظام مستقر فيها ....وان حاكمها في حرز امين ، اذ لم نسمع بحدوث اضطرابات فيها منذ عهد بورقيبة،،،،لكن الان ، وبعد ان حدث ماحدث..... وتبين انني لا اصلح لوظيفة التنبؤ بمستقبل الزعماء العرب فانني اقدم خالص التهاني لابناء تونس الخضراء الذين اثبتوا على الاقل انهم ارجل واكثر شجاعة من باقي الشعوب العربية التي تئن وترزح وتاكل تبن كل يوم لكنها تبقى تهتف بحياة جلاديها ، ولا استثنى بلادي العراق التي تخلصت من جلادها بفضل الاحتلال الاجنبي وليس بسبب انتفاضة ابنائه.......ولذلك ومع التهاني نقدم الشكر ايضا للتوانسة لانهم ذكرونا ان هناك شيئا" اسمه مزبلة تاريخ عربية لاتزال فوهتها مفتوحة على مصراعيها منذ عام 2003 تنتظر وتصرخ :"هل من مزيد...اشو طولتوها ؟"
والحقيقة انني كدت انخرط في نوبة من الضحك الهستيري وانا اقرا عن فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من تونس وهو يرتدي النقاب كما قيل ليبدأ حملة طرق ابواب الدول التي يمكن ان تأوي(عزيز قوم ذل )هو وعائلته مع 50 حقيبة كبيرة ملأى بالدولارات هي تحويشة العمر وما ادخره المسكين للزمن الغدار مما كان يتبقى له من راتبه الشهري بعد استقطاع مصروف البيت والايجار و فواتير الكهرباء والماء...... لكني امسكت نفسي عن الضحك عندما تذكرت ماحصل في العراق في لحظة تاريخية ربما تكون مشابهة بعض الشيء .....تذكرت قبل 8 سنوات كيف سارع العراقيون الى رقص الدبكة والجوبي داخل بيوتهم وهم يشاهدون مالم يخطر على بالهم الا في الاحلام ، اسقاط تمثال صقر العوجة وسحله في الشوارع ،وابو تحسين وهو يضرب صورة الطاغية بالنعال وهو يهتف هذا شسوى بالعراق ......ليعقبها خلال ايام بدء مشاعر خيبة واحباط مع مناظر النهب والسلب والحرائق التي ملات البلاد.... لتتلاشى فرحتنا شيئا فشيئا عندما طالعتنا الصور الاولى للجهرات والوجوه القبيحة التي احتلت الساحة السياسية بعد هروب بطل الحفرة القومي الحاصل على 100% من أصوات الشعب في استفتاء الرئاسة الذي جرى قبلها باشهر(وبينها صوتي ، فلن ادعي شجاعة زائفة ) ....وهكذا تدريجيا" بدانا نشعر بحجم الماساة التي ضربت العراق عندما هرب صدام ليأتي بدله المئات من الصداديم ، وليتحول البلد الى (حارة كلمن ايدو الو ) ..... فهل سيكتب على تونس ان تسرق فرحتها ايضا وان يسحق الرعاع وابناء السفلة الثورة العفوية باعمال سلب ونهب وحرق واحتلال بيوت المسؤولين السابقين وكانها ورث اجدادهم ...واطلاق سراح المجرمين من السجون ...تعقبها فترة الانتقام الغوغائي مما سيؤدي الى سقوط مئات الابرياء ضحايا للعنف الاحمق المكبوت عقودا من الزمان.....لذا على التوانسة ان يحمدوا لله ان ليس فيهم سنة اوشيعة ،اوعرب واكراد ، اومقتدى الصدر وحارث الضاري ، ولاحدود مع السعودية وايران.... والا فسيذهبون بانفسهم خلال اسابيع الى بن علي ويتوسلون به ان يعود عندما يرون كيف تسرق فرحة التحرر من عيونهم وقلوبهم.....وعندما يتحول البلد وخيراته الى مجرد كعكة يتقاسمها كل من امتلك السلاح والاتباع وافتقد الشرف والعقل
لا اريد وانا المنتمي الى اسوأ الشعوب حظا في زعمائها وسياسييها ان اقدم نصائحا" الى التوانسة .....لكنها كلمات تقف في منتصف بلعومي ولابد ان اقولها
ان اردتم خيرا لبلادكم فاحذروا اولا من سفهائكم ...ثم من جيرانكم ......فلن يدخر قادة البلدان التي تحيط بكم جهدا في اسقاط الحرية التي نلتموها بالدم بلعب نفس اللعبة الخبيثة التي لعبوها في العراق وارتكاب كل نذالة وسفالة تخطر او لاتخطر على بال، والغرض تخويف شعوبهم واقناعها ان اسقاط الحكام رجس من عمل الشيطان
تأكدوا ان كل حاكم من حكام العرب ينام هذا اليوم مرتديا حفاظة اكسترا لارج بسبب الاسهال الذي اصابهم خوفا من انتقال عدوى حب الحرية من تونس الى شعوبهم......لذا سيفعلون كل مابوسعهم كي يوهموا شعوبهم المسكينة ان خسائر ازالتهم من فوق عروشهم ستكون اكبر بكثير من اية مكاسب ، وسيكون ابناء تونس هم الضحية ، فلو صحت توقعاتي ( واتمنى ان لا تصح) ستبدا قريبا الاغتيالات والتفجيرات والمذابح ...وعندها ابحثوا عن بصمات القذافي او حسني او بوتفليقة بعد كل كارثة تحل بكم.....وطبعا ستسمعون من هؤلاء كلمات الخديعة و النفاق التي سيرددونها وهم ممسكين بخناجر مسمومة يغرزونها بظهوركم كلما سنحت الفرصة ....فهذا مانالنا في العراق من جيراننا .....سيصرحون بعد كل تفجير يذهب ضحيته الابرياء ان التوانسة فقط لهم الحق في تقرير مصيرهم واختيار من يحكمهم، وانهم سيقفون مع اختيار الشعب التونسي، وسيبذلون جهدهم في معاونتكم على عبور المرحلة الانتقالية باقل الخسائر....وانهم يستنكرون هذه الافعال التي ليس لاحد مصلحة فيها الا اعداء العرب ....وستلقى جرائمهم على عاتق شماعاتنا الازلية الامبريالية والصهيونية ، هذا بالضبط ماحدث للعراقيين .....فهل سيتعظ من يتعظ؟
وكلمة اخرى وكما قيل (اسال مجرب ولا تسال حكيم) .....اياكم ان تسمحوا لغربان وسحالي الدين ان يسرقوا تضحياتكم و ثورتكم ، ويخدعونكم بشعارات زائفة.... وانهم سيقيمون دولة العدل والقانون لو مكنتموهم من الحكم حتى لاسابيع......فاول ماسيفعلونه هو اقامة دولة بوليسية دينية كما حدث في ايران وفي غزة ،وكما يحصل تدريجيا في العراق امام عيون الامريكان العوراء ..... فيتحول بلدكم الجميل الى ساحة تغطيها الخيم السوداء واللحى و الجلاليب ...فتتحسرون على زين العابدين بل وعلى بورقيبة ، الحكم الديني والحريات على طرفي نقيض ، و حكم الطغاة ليس بسبب النهج العلماني ، والدليل مايحصل في البلدان التي يحكمها مدعوو التقوى مثل البشير وداعية الاسلام بين جميلات ايطاليا القذافي ، وقائد الحملة الايمانية صدام في سنواته الاخيرة ...... الدكتاتورية تترعرع بسبب عدم القدرة على محاسبة الحاكم ....وليس اكثر حصانة وايغالا بدماء الابرياء وقمعا للحريات من حاكم يحكم باسم الشريعة .... حاذروا كيف تكتبون دستوركم لئلا يضحكوا عليكم بدستور شعاره الديمقراطية وحقوق الانسان لكنه يحمل بين نصوصه كل ما يطعن الديمقراطية في الصميم ، فيسهل بقاء والتصاق من يحكمونكم في مناصبهم وكراسيهم حتى لو لم يفوزوا في الانتخابات كما حصل في العراق
مع تمنيات عراقي مشرد بان تقيموا اول ديمقراطية حقيقية في بلد عربي .....



#يونس_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما اخرسني الخفاش
- اغاظة الكفار في راس السنة
- انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
- حتى تكون اسعد الناس
- الدانمارك والمهاجرون .....مرة اخرى
- طب الاباعر ....مرة اخرى
- برقية شكر من جهنم
- عندما يرد الدجالون
- غض بصرك ...تصبح مليارديرا- (2)
- غض بصرك..... تصبح مليارديرا- (1)
- اكتشافاتنا المذهلة!!!!!
- ايتها المسلمة …. افريقيا تناديك
- قريبا ...اسباكيتي اسلامي
- إلى من عرّضت نفسها للعنة الله!
- ايها المسلمون ....انقذوا الغرب
- الامبريالية والصهيونية......وانف عائشة
- مفاسد قيادة المرأة للسيارة
- عندما تنتفض ناقصات العقل
- نحن نحب حكامنا....وايد وايد
- عندما يوضع الفكر الليبرالي والفكر السلفي في سلة واحدة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - يونس حنون - تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس