أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - بضع فقرات للتأمّل من “قصّة عن الغرام والظلام” لعاموس عوز















المزيد.....

بضع فقرات للتأمّل من “قصّة عن الغرام والظلام” لعاموس عوز


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


بضع فقرات للتأمّل من “قصّة عن الغرام والظلام” لعاموس عوز
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي




أورد فيما يلي ترجمة عربية لبضع فقرات من كتاب الأديب الإسرائيلي ذائع الصيت محليا وعالميا، عاموس عوز (ولد في القدس عام ١٩٣٩، وكان الاسم عاموس كلاوزنر)، قصة عن الغرام والظلام. دار النشر كيتر، القدس ٢٠٠٢، ٥٩٣ ص. يعبّر عوز من خلال هذا النص القصير عن لبّ وجهة نظره فيما بعد إزاء القضية الفلسطينية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. تُرجم هذا الكتاب إلى عشرين لغة تقريبا حتى اليوم ومن بينها اللغة العربية. لم يتسن لي بعد الاطلاع على الترجمة العربية التي أعدّها جميل غنايم وأصدرتها “دار الجمل” في ألمانيا بإدارة خالد المعالي في خريف العام الماضي (٧٦٥ ص.)، بغية مقارنتها بالأصل العبري الذي قرأته مؤخرا. ويذكر أن الرواية الأولى التي تُرجمت إلى العربية كانت لعوز أيضا وهي “מיכאל שלי” من إعداد السيد رفعت فودة وصدرت في القاهرة بعدد قليل من النسخ سنة ١٩٩٤. نواة هذه الترجمة كانت رسالة للماجستير قام بها السيد فودة في قسم اللغات السامية في جامعة سيدني آنذاك.

بين دفتي هذا الكتاب اثنان وستون فصلا وهي نوع من السيرة الذاتية بقالب روائي لوالدي الكاتب خاصّة وقصة زواجهما الفاشلة وانتحار الأم. والكتاب أيضا يسرد بعضا من حياة الكاتب وحياة أقربائه الذين عاشوا في أوروبا الشرقية أولا ثم في فلسطين، وكذلك وصف للحياة في حي كيرم أڤرهام المقدسي حيث ولد عوز وترعرع فيه. وقد غيّر الفتى عاموس وهو ابن خمس عشرة سنة اسم عائلته من كلاوزنر إلى عوز (قوة، جرأة) تعبيرا عن معارضته لكل ما كان يمت بصلة بأبيه، يهوذا أريه كلاوزنر، الباحث الأدبي والموظف في مكتبة الجامعة في القدس.

لا وجود لأي تسلسل تاريخي لما في الكتاب الكوميدي التراجيدي من أحداث ومواقف وآراء وإيدلوجيات ومفاهيم. تحظى قضية فلسطين بقسط وافر من هذه السيرة بل قل ولادة دولة إسرائيل. كما وتتجلّى في مواضع كثيرة أنماط الحياة اليومية في القدس في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، إلا أن الشخصية العربية الفلسطينية مغيبة تماما باستثناء حالتين قصيرتين فقط؛ ويتسم الكتاب بقدرة وصفية جد دقيقة ومفصلة تلج أصغر الجزئيات والظلال فعاموس عوز يتمتع بعين ثاقبة وبلغة عبرية أدبية ثرية ورصينة. نادرا ما يجد القارىء ألفاظا أجنبية أو كلمات واستعمالات عامية في أعمال عوز.

من الواضح أنه يغربل كتابته مرة تلو الأخرى وهو سيد الكلمة المكتوبة والمنطوقة في اللغة العبرية الحديثة. لا تردد ولا ظل لأي تلعثم في حديثه، كل شيء واضح وسيال عنده وكأنك أمام إنسان آلي في جلّ الحالات. من مزايا أسلوبه التي رصدتها عيناي عند مطالعة الكتاب المذكور استعمال سلسلة من الأفعال المتتالية وصل عددها في الحد الأقصى إلى ثلاثة عشر فعلا:
עד הצהריים בישלה וטיגנה ואפתה וקנתה וחתכה וערבבה וניגבה וניקתה וקרצפה וכיבסה ותלתה וגיהצה וקיפלה עד שכל הבית הבהיק, ص.٤٤٦، أي: حتى الظهر طبختْ وقلت وخبزت واشترت وقطعت وخلطت وجففت ونظفت وفركت وغسلت وعلّقت وكوت وطوت حتى أصبح البيت ناصعا.

لست على علم بحيثيات مسألة إهداء هذه الترجمة العربية، فلا المؤلف ولا المترجم ولا الناشر يقف وراء كلمات الإهداء بل طرف خارجي هو المحامي إلياس داؤود خوري الذي تحمّل نفقات نشر الكتاب بالعربية وتوزيعه في الأقطار العربية. ويهدي المحامي خوري هذه الترجمة لروح ابنه جورج الذي اغتاله نشطاء من كتائب الأقصى في ربيع العام ٢٠٠٤.

من أعمال عوز، قصص، روايات، مقالات:

١) بلاد ابن آوى، ١٩٦٥
٢) مكان آخر، ١٩٦٦
٣) ميخائيل خاصتي، ١٩٦٧
٤) حتى الموت، ١٩٧١
٥) لمس الماء لمس الهواء، ١٩٧٤
٦) جبل العظة السيئة، ١٩٧٦
٧) سومكي، ١٩٧٨ (قصة للأطفال)
٨) في الضوء الأزرق السماوي الشديد، ١٩٧٩
٩) استراحة صحيحة، ١٩٨٢
١٠) هنا وهناك في أرض إسرائيل، ١٩٨٣
١١) صندوق أسود، ١٩٨٧
١٢) من سفوح لبنان، ١٩٨٧
١٣) معرفة المرأة، ١٩٨٩
١٤) الحالة الثالثة، ١٩٩١
١٥) صمت السماء: عچنون يتعجب من الله، ١٩٩٣
١٦) لا تقولي ليلة، ١٩٩٤
١٧) فهد في السرداب، ١٩٩٥
١٨) نبدأ بالقصة، ١٩٩٦
١٩) نفس البحر، ١٩٩٩
٢٠) قصة عن الحب والظلام، ٢٠٠٢
٢١) في الواقع توجد هنا حربان، ٢٠٠٢
٢٢) فجأة في أعماق الغابة، ٢٠٠٥
٢٣) على سفوح البركان، ٢٠٠٦
٢٤) سجع الحياة والموت، ٢٠٠٧
٢٥) صور من حياة القرية، ٢٠٠٩

في إحدى ليالي الحراسة إثر العام ١٩٤٨ جرى الحوار التالي بين إفرايم أڤينيري والكاتب عاموس عوز:


“قتَلى؟ ولكن ما الذي تتوقعه منهم؟ نحن من وجهة نظرهم غرباء هبطنا من الفضاء الخارجي واجتحنا أرضهم، ورويدا رويدا استولينا على أجزاء منها، وبينما نحن نعدهم بأننا جئنا إلى هنا حقيقة لكي نغدق عليهم كل خير، لمداواتهم من التراخوما (الحُثار) والقوباء الحلقية ولتحريرهم من التخلّف والجهل ومن عبء القمع الإقطاعي، بمكر ودهاء استولينا على أكثر وأكثر من أراضيهم. إذن، ماذا اعتقدت؟ أن يشكروننا على حسن صنيعنا؟ أن يخرجوا نحونا بالطبول والصنوج؟ أن يقدموا لنا بحفاوة بالغة مفاتيح الأرض كافة فقط لأن آباءنا سكنوا هنا ذات مرة؟ ما العجب إذن في حملهم السلاح ضدنا؟ والآن وعندما هزمناهم هزيمة ساحقة ومئات الآلاف منهم يعيشون من يومها في مخيمات اللاجئين، ماذا، أربما تعتقد أنهم سيشاركوننا فرحتنا ويتمنون لنا كل خير وتوفيق؟

دُهشتُ. بالرغم من أنني كنت قد ابتعدتُ جدا عن خطابية “حيروت” وعائلة كلاوزنر، إلا أنني ما كنت إلا إمّعا للواقع الصهيوني. كلام إفرايم الليلي هذا أدهشني جدا وأغاظني أيضا. في تلك الأيام اعتُبر التفكير بمثل هذا القبيل خيانة. ومن شدة الاندهاش والذعر ألقيت على إفرابم أڤينيري سؤالا ساخرا:
إذا كان الأمر كذلك فلماذا تتجوّل هنا حاملا السلاح؟ لم لا تغادر البلاد؟ أو تحمل سلاحك وتنضمّ للقتال معهم؟
سمعتُ ابتسامته الحزينة في العتمة: معهم؟ ولكن لا يرغبون بي. لا يريدونني في أي مكان في العالم، لا أحدَ في العالَم يقبلني. هذه هي كل القضية. ويبدو أن هناك على ما يبدو مثلي أكثر من اللزوم. وبسبب ذلك فقط أنا هنا. وبسبب ذلك فقط أحمل السلاح لئلا يطردونني من هنا أيضا. إلا أنني لن استخدم اللفظة “قتَلى” بالنسبة للعرب الذين فقدوا قراهم. على كل حال، لن استعملها بيسر وسهولة إزاءهم. بالنسبة للنازيين، نعم. بالنسبة لستالين - أجل أيضا.
وكذلك إزاء كل أصناف ناهبي بلاد الآخرين.
“ولكن ألا يشتمّ من أقوالك أننا نحن أيضا هنا ناهبو بلاد ليست لهم؟ ماذا، ألم نحي هنا قبل ألفي عام؟ ألم نطرد هنا بالقوة؟
“هكذا هو الوضع”، قال إفرايم، “هذا بسيط جدا: إن لم يكن هنا - فأين إذن أرض الشعب اليهودي؟ تحت البحر؟ على القمر؟ أو أنه لا يستحق الشعب اليهودي من ضمن كل الشعوب وطنا صغيرا؟”
“وماذا بشأن ما أخذناه منهم؟”
“إذن، ربما نسيتَ أنهم وبالصدفة حاولوا لحد ما إبادتنا كلنا في عام ٤٨؟ آنها اندلعت حرب رهيبة وهم بأنفسهم حددوا الوضع إمّا هم وإما نحن، وانتصرنا وأخذنا منهم. لا مجال هنا للتفاخر: ولكن لو انقلبت الآية وكانوا هم المنتصرين في الـ ٤٨، لكان هناك مجال أقل للتفاخر بذلك ولقضوا على اليهود جميعا! وحقا لا يعيش اليوم حتى ولا يهودي واحد في مناطقهم. إلا أن القضية وما فيها: لأننا أخذنا ما أخذنا منهم في الـ ٤٨ فهو الآن غدا لنا. وبما أنه لدينا الآن فلا يسمح لنا بالاستزادة في الأخذ. خلصنا. هذا هو الفرق برمته بيني وبين السيد بيغن خاصتك: وإذا أخذنا منهم ذات يوم المزيد ولدينا ما لدينا فهذا بمثابة اثم كبير جدا”.
“وماذا سيحدث إذا ظهر الفدائيون بعد لحظة؟”
“إذا ظهروا” تأوّه إفرايم، “إذن علينا أن نستلقي فورا على الأرض، على الوحل وأن نطلق النار. ونعمل كامل جهدنا أن نسدد الطلقات بشكل أفضل مما يفعلون وأسرع منهم. إننا نطلق النيران عليهم ليس لأنهم قتَلى ولكن لسبب بسيط وهو يحق لنا أيضا العيش ويحق لنا أن تكون لنا بلاد. ليس لهم فحسب. والآن وبسببك أشعر أني مثل بن غوريون. ولو سمحت لي سأدخل إلى الزريبة قليلا لأدخن سيجارة بهدوء وأنت في غضون ذلك قم بالحراسة على ما يرام. من فضلك احرس علينا الاثنين".
[email protected]



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة عن اللاسامية وأخرى عن الأغيار/ الچوييم
- وصية راضي أبي الأمين صدقة
- إطلالة على الفينيقيين ولغتهم
- حول جابوتننسكي وجدار الحديد
- معاني عشرة أمثال عبرية وأصولها
- جولة في الأصوات اللغوية
- وفاة خُمس الطائفة السامرية بالوباء قبل قرنين وربع القرن
- ربّي نحمان البراتسلاڤي وبعض خواطره
- أبو رائطة التكريتي
- كلمة في‏ ‬ذكرى مارتن لوثر كنچ
- نافذة على الروما (النَّوَر أو الغَجَر)
- حول الحروف في العبرية ومعانيها
- ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني البروتستانتي ل ...
- عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله
- “جرزيم ” وسلامة العربية
- فدية الابن البكر في اليهودية
- بن يهودا وإحياء اللغة العبرية الحديثة
- إليعزر بن يهودا، أبو اللغة العبرية الحديثة
- -أنا من اليهود- وعربيته
- خلّيه في القلب يجرح ولا يطلع لبرّا ويفضح


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - بضع فقرات للتأمّل من “قصّة عن الغرام والظلام” لعاموس عوز