أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - اغتراب مفهوم المجتمع المدني















المزيد.....

اغتراب مفهوم المجتمع المدني


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 17:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يبدو مفهوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفهوما بسيطا , وموضوعا
سهلا للدراسه, لانه الشعار الوحيد المطروح حاليا , في الخطاب المطلبي لكافة القوى والاطياف السياسيه , على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات , وتتفق جميع القوى السياسبه على هذا العنوان في جميع الندوات التي تقيمها , ناهيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه , بحيث يمكن القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي, على حساب مفاهيم وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت , واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي , واكثر تفاعل مع الجماهير , والوعي العفوي العربي , وأقصد بذلك مفاهيم التحرر القومي والتنمية والعدالة الاجتماعية والتقدم والوحدة والاشتراكية والعداء للإمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصهيوني ومشروعه التوسعي الاحلالي الاستيطاني .

ان مفهوم المجتمع المدني , رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن , الا انه يعاني من الاغتراب في كافة شرائح المجتمع , وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاتنا العربيه , هذا الاغتراب الذي يصل الى حد القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منها في سياق تطورها الراهن , هذا التطور الذي يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي , المتمثله في بقاء الاسس الماديه والمعرفيه للماضي , مما تعيق التغيير الديموقراطي والوطني وتكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعلاقاته الانتاجيه وتفاعلها مع انظمة الحكم المطلق.


هذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي , لا يعني البدا من حيث انتهى الاخرون في المجتمعات المتقدمه التي بدات بالراسماليه وانتهت بالعولمه المتوحشه , لان مجتمعاتنا في في واقع الحال لم تشهد حركة تطور فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شهدت اوروبا بل هي اصلا لم تدخل علاقات انتاج بعد, حتى ما نشهده من مظاهر حداثه في بعض العواصم العربيه , لا يعبر عن الحداثه الحقيقيه , بل يبدو مظهريا نوع من انواع الحداثه , ولكن في حقيقة الامر لا يخرج عن مجتمع لا يزال قائم على الثقافه الاسلاميه, والهويه الدينية التي للحظه لم تجد هذه المجتمعات هويه غيرها والطائفيه والعشائريه , فالمدن العربيه هي مدن ريفيه بالمعنى الاصح , وطابع الحداثه الموجود فيها هو طابع تقليدي استهلاكي , لان هذه المجتمعات لا زالت تعيش خارج التطور الطبقي ولم تدخل في سياق ذاك التطور , لذلك ما نشاهده هو هجين مشوه من علاقات اجتماعيه لا تخرج عن هجين مشوه من علاقات انتاجيه ,بل هي مجتمعات لا تزال تعيش مرحلة الاقطاع في مجتمعات ريفيه تتمحور في علاقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسلامي , بتوجيهات رجال الدين ,كمرجعيه لهذه المجتمعات ,وهذا يتيح للانماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ,ولا يخرج عن ذلك دور الطبقه الوسطى التي يفترض بها ان تكون اداة التغيير , بسسب علاقتها الهشه مع المجتمع المدني العربي ,و بسسب ارتباطاتها الراسماليه الخارجيه او بسبب اندماحها باقتصاد الدول العربيه وانفاقها وبالتالي السيطره عليها من قبل الدولة ورجال الدين , لذلك دور الطبقه الوسطى في المجتمعات العربيه معدوم ولا يمكن مقارنتها بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات الاوروبيه.


من هنا يجب مراجعة مفهوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع الاقطاعي في العصور الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه , في سياق تطور الشعوب الاوروبيه , وما لعبه هذا المفهوم في احداث القطيعه مع الفكر الغيبي ومع علاقات الفكريه والاجتماعيه التي سادت عصر الاقطاع , مع الاخذ بعين الاعتبار انه لا يمكن تكرار التجربه في مجتمعاتنا لما لها من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن اوروبا , ولكن لا بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله الاوروبيه واستبعابها ومحاولة الاستفادة منها في واقعنا العربي المختلف ., ومن هنا ياتي نقد الدين في المرتبه الاولى في سلم الاولويات , جنبا الى جنب مع احداث تثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ,مع فهم تطور التجربه الاوروبيه والعبور الى الراسماليه , ومع ما ترافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده , وظهور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل المجنمع الصناعي باعتبارهما وجهان لعمله واحده , هنا تبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع., وتنظم العلاقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه الليبراليه.ومؤسسات المجتمع المدني.

ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي , وشبه الاقطاعي تجعل من الدول الراسماليه التوسعيه من السهوله السيطره عليها والتحكم في نموها الاقتصادي والاجتماعي لتبقى تابعه ومتخلفه , وما نشهده من مظاهر حداثه لهذه المجتمعات هي زائفه لا تعبر عن حقيقتها , في ظل اقتصادي مشوه وعلاقات اجتماعيه مشوه , وبالتالي في ظل تلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما هو الحال في المجتمعات الاوروبيه , ولا تختلف الدول التي تشترك معنا في نظام التفكير والظروف الاجتماعيه والاقتصاديه , كما هو الحال في الهند او بعض دول امريكا اللاتينيه رغم اختلاف الاديان.

هناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل الاختلاف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي , ففي التطور الراسمالي الغربي , تطورت الراسماليه اولا ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في تطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني , ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة الهرم , حيث يتم الاسيلاء اولا على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين , وبالتالي تصبح السلطه مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وتزداد الهوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرتعا للفساد والظلم والاستبداد , مما يغذي ظاهرة التطرف الديني في مواجهة الخلاص بدل الديموقراطيه والانتخاب من اجل التغيير , لان هذه الجماهير وصلت الى حالة الياس من أي تغيير محتمل , بسسب اقتناعها بالتطرف الديني اكثر من اقتناعها بالديموقراطيه الشكليه التي لا تغير سيء.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمائم سمر وملائكة بيض وشياطين ملونة
- ازمة الثقافة العربية و جمود الفكر العربي
- اهمية المراة في تقدم المجتمعات
- الاشتراكيه و الراسماليه الوطنيه هما وجهان لعمله واحده
- ليس هكذا تورد الابل يا سيادة الرئيس
- بقايا ذاكرة
- انا المستحيل يا ابي،،،،،،،،،،،،،
- في المطار يولد الربيع
- الموروث الثقافي اساس دونية المراة المسلمه
- هل بقي عملا شيوعيا؟
- تطور المجتمعات فكريا وفنيا ودينيا
- هوية جديدة 2
- هوية جديده1
- اراء في اليسار
- المشروع الامريكي .الشيعي
- عتاب
- هل المراه ناقصة عقل ودين؟
- الدين والفكر الديني2
- جدالات ماركسيه
- وصف


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - اغتراب مفهوم المجتمع المدني