أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدن - تفريغ العالم العربي من مسيحييه














المزيد.....

تفريغ العالم العربي من مسيحييه


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 17:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كيف يمكن قراءة التاريخ الثقافي والسياسي العربي الحديث دون التوقف ملياً أمام الدور الريادي الذي لعبه أخوتنا المسيحيون في مجالات عدة في التأسيس لمشاريع ثقافية وفكرية وسياسية وحضارية مهمة.

في الربع الأخير من القرن التاسع عشر غامر أخوان من مسيحيي لبنان المتعلمين هما بشارة وسليم تقلا بإصدار صحيفة «الأهرام» في الإسكندرية، التي هاجرا إليها من بلدهما لبنان، لتصبح هذه الصحيفة واحدة من أهم الصحف العربية وأكثرها شهرة لا في مصر وحدها، وانما في العالم العربي كله حتى يومنا هذا.

كيف يمكن التوقف أمام تاريخ المشروع النهضوي العربي دون النظر الجاد في مساهمات شيلي شميل وفرح أنطون، بل كيف يمكن التوقف عند الدراسات المتصلة بالتاريخ الإسلامي والفلسفة الإسلامية دون مطالعة ما كتبه البحاثة المسيحيون العرب حولها، على نحو ما فعل الفلسطيني إميل توما مثلاً.

كيف يمكن النظر إلى الجهد الفكري والنقدي المنسوب إلى العرب دون تذكر ادوارد سعيد، والمنجز الروائي دون التوقف عند إميل حبيبي، وأخشى أن استطرد فلا يتسع المقام هنا إلا لبعض الأسماء، وما فاتنا أكثر بكثير.

من وجهة نظر قومية عربية، فإن المسيحيين العرب هم مكوّن أصيل راسخ من مكونات هذه الأمة، وهم إلى ذلك كانوا وظلوا من حملة مشروع النهضة والحداثة والتنمية في مجتمعاتنا العربية التي تواجدوا فيها، في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق ومصر وغيرها.

ولو ألقينا نظرة على تاريخنا القريب لوجدنا أن الكثير من قادة ومناضلي الحركات والأحزاب السياسية القومية والوطنية العربية التي ناضلت ضد الاستعمار والصهيونية ومن أجل الاستقلال الوطني والوحدة العربية والنهضة هم من المسيحيين، الذين تجاوزوا الانحيازات المذهبية، وناضلوا في سبيل صوغ وبلورة الهوية القومية والمجتمعية الجامعة الموحدة.

في ظروف اليوم تنطلق الغرائز المذهبية والعرقية من عقالها، وتفرض صراعات دامية شوهت بنية مجتمعاتنا، وأعملت سكاكينها في النسيج الوطني لهذه المجتمعات، لتردها إلى جاهليتها الأولى: مذاهب وقبائل وملل تتنازع في ما بينها.

ويبدو المسيحيون العرب هدفاً للقوى المتطرفة التي تسيء للإسلام، من حيث استخدامها اسمه في ما تقترفه من آثام بحق الأبرياء من أخوتنا المسيحيين، على نحو ما حدث للمصلين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد التي أزهقت فيها أرواح العشرات، إمعاناً من الجناة في ضرب صورة العراق المتسامح الذي كان، حيث أنتج انصهار مكوناته الدينية والإثنية في نسيج واحد الديناميكية التي طبعت حياته السياسية والثقافية والإبداعية، ونمط المعيش الاجتماعي فيه.

ولا تنجو من هذا الإرهاب الطائفي المعادي للحضارة بلد مثل مصر المجتمع الأكثر رسوخاً واستقراراً عبر التاريخ، التي قدمت المثل الأوضح في التعايش بين المكونات المختلفة، وهي البلد الذي امتلك قدرة مدهشة على دمج هذه المكونات في بوتقة وطنية متماسكة وخلاقة.

الجرائم التي تستهدف المسيحيين في مصر والعراق وغيرهما ترمي، بالإضافة إلى الاستمرار في توتير الأوضاع الأمنية، إلى تفريغ مجتمعاتنا من جزء من مكوناتها، وهذا أمر يستدعي من قادة الرأي العام من سياسيين ورجال دين وأحزاب ومؤسسات مدنية، وقفة جادة لإنقاذ المنطقة وأهلها من هذا المخطط الشرير.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة للموت
- السودان بدون جنوب
- نشرات الجمعيات السياسية
- مديح القرن العشرين
- لا يصح الإصلاح بدون حداثة
- الغبار وقد انجلى
- سلبيات نظامنا الانتخابي
- ابدأ حكايتك من «ثانياً»
- النظر إلى دماغنا مُفَككاً
- انشطارات الطبقة الوسطى
- فاطمة سلمان في «التقدمي»
- المراجعة المطلوبة
- من المحرق أتى التغيير
- الانتخابات وتداعياتها – 4
- الانتخابات وتداعياتها - 3
- الانتخابات وتداعياتها – 2 & 1
- حبل الكذب قصير
- شاركونا الأمل
- في القوة والضعف
- حول إزالة الإعلانات الانتخابية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدن - تفريغ العالم العربي من مسيحييه