أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2















المزيد.....

اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2


احمد مجدلاني

الحوار المتمدن-العدد: 971 - 2004 / 9 / 29 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


دخلت الانتفاضة الباسلة انتفاضة القدس والاستقلال في الثامن والعشرين من أيلول من العام الحالي عامها الخامس، وودعت عاما مليئا بالبطولات والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، وتجاوز فيها كل الرهانات بإمكانية الصمود استنادا على قدراته وإمكانياته المحدودة، وتجاوز أيضا المحن والصعاب التي خلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة اجتياحه للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وجزء كبير من قطاع غزة، محاولاً فرض سياسة الأمر الواقع وترويض العالم والوضع الشعبي الفلسطيني على التكيف معه والقبول به.
ولا يخفى أن حكومة شارون وهي تواصل حملاتها العسكرية على شعبنا بهدف كسر أرادته، وتخفيض سقف توقعاته السياسية، تسعى في محاولة مفضوحة لاستثمار إنجازاتها العسكرية لفرض حلول تصفوية لقضية الشعب الفلسطيني، وترفع من جهة أخرى ومعها الإدارة الأمريكية مطالب إحداث (إصلاح) في السلطة الوطنية الفلسطينية، لضرب مؤسساتها الشرعية، بما فيها الرئيس المنتخب ياسر عرفات، ولتغيير بنيتها ومضمونها ودورها، كمقدمة لفرض الاستسلام على شعبنا ولتوفير الأمن للاحتلال ولمستوطنيه.
ومع القدرة الكبيرة التي أبداها الشعب الفلسطيني بالتكيف مع الظروف والمستجدات التي خلفها واقع الحصار الأمني والاقتصادي وتقطيع الأوصال ما بين المدن والقرى والمخيمات من جهة والضفة والقطاع من جهة أخرى، في الصبر والمواجهة وعدم تمكين التحالف الأمريكي الإسرائيلي من قطف ثمار عدوانه.
فإن دخول الانتفاضة عامها الخامس، وهي ما زالت تمتلك الإصرار على تحقيق الحرية والاستقلال، رغم ما لحق بالشعب الفلسطيني من خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما يدعوا إلى التفكير مليا بما آلت إليه الأمور من تعقيد وما لحق بالانتفاضة وأهدافها من تشويه بإلصاق تهمة الإرهاب بنضال شعبنا العادل والمشروع، ما يدعونا إلى محاولة استخلاص الدروس والعبر من تجربة الأعوام الأربعة الماضية، إذ لا يكفي أن نتغنى ببطولات وتضحيات الانتفاضة رغم أهمية ذلك لشحن الروح المعنوية، ولتحريك الشارع العربي، وخلق قوة ضغط على حكوماته من جهة ولكسب قطاعات واسعة ومؤثرة من الرأي العام العالمي من جهة أخرى.
لذا فإن المراجعة تستوجب ممارسة النقد الصارم بدأ من تجاهل القراءة الدقيقة للمتغيرات بأبعادها المختلفة وفي المقدمة منها الحالة الدولية التي نشأت بعد أحداث 11 أيلول 2001 في واشنطن ونيويورك، ثم الحرب على أفغانستان والتحضير للعدوان على العراق الشقيق واحتلاله فيما بعد، واستعداد الولايات المتحدة لتكرار هذه التجربة في بلدان أخرى من العالم كما يجرى التخطيط والإعداد له الآن لكل من سوريا وإيران.لقد عكس غياب هذه القراءة الصحيحة للوضع آثاره بصورة ملموسة على قضيتنا الوطنية، ومكنت شارون من استثمار بعض الأخطاء في أساليب العمل التي انتهجتها بعض القوى الفلسطينية، من اجل حشد تأييد دولي لحملته العدوانية على شعبنا وحقوقه الوطنية، وإظهار هذه الحملة وكأنها تأتي في سياق الجهد الدولي المبذول لمكافحة "الإرهاب". ويعتمد شارون بصورة أساسية في هذه الحملة العدوانية على تحالفه المتين مع الولايات المتحدة الأمير كية، وعلى استغلال حالة الرفض الدولي للعمليات التي تستهدف المدنيين داخل إسرائيل، وكذلك على مجموعة من النواقص الأخرى في الأداء الفلسطيني العام.
لقد أدت هذه التطورات، إلى وضع الشعب الفلسطيني وقيادته، أمام حالة دفاعية لا يحسد عليها، وتبدلت أولويات معالجة القضية الفلسطينية، بالنسبة لأطراف دولية متعددة، من الحاجة لبدء معالجة الجوهر الحقيقي للصراع، ولتجليانه المختلفة، والمتمثل في إنهاء الاحتلال والسير قدما في تأمين حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودعم استقلاله الوطني وإقامة دولته المستقلة. إلى ربط هذا الدعم والتأييد، باستحقاقات داخلية فلسطينية تحت عناوين الإصلاح والتغيير، وذلك للتهرب من تزايد المطالبة بإنهاء الاحتلال، وتأكيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
وفي هذا السياق، يجب الاعتراف أيضاً، أن هذا التبدل الخطير، ليس فقط نتاج التآمر على الشعب الفلسطيني أو التحالف العدواني بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل انه أيضا نتاج إضعاف الطابع الجماهيري والشعبي للانتفاضة، وعدم وضوح خطابها السياسي الواقعي، والخلط في أساليبها الكفاحية، فضلا عن إهمال القضايا الأساسية لجماهيرها.
لقد تغلبت الاعتبارات الفئوية والتفرد في اتخاذ القرارات, ذات الأثر الوطني العام على المعالجة المشتركة للمصاعب المتزايدة أمام الانتفاضة، بما فيها تلك القرارات الخاصة بالعمليات الأستشهادية. ولم يجر أي تفعيل جدي لإطارات العمل القيادي الفلسطيني المشترك، وفي مقدمته منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها. ولم تحسم الأطر القيادية الوطنية والإسلامية التي نشأت في ظل الانتفاضة، موقفا موحدا بالنسبة لخطابها السياسي، أو لأساليب المقاومة والعمل الكفاحي، الجماهيري والمسلح.
أن القراءة الأولية السابقة، تدعونا لأن نعمق من مستوى الحوار الناشب الآن في إطار القوى الوطنية والإسلامية حول الانتفاضة وصولا لتشكيل قيادة وطنية موحدة، هذا الحوار الذي امتد واتسع ليشمل مساحات واسعة من أطر العمل الوطني في الداخل والخارج، ورغم التوصل إلى وثيقتين وثيقة آب عام2003، ووثيقة آذار العام الجاري واللتان تشكلان أساسا متينا ومقبولا لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة ، لكن هذا الحوار ما زال يدور في الغرف المغلقة، ومازال عرضة للغة الخطاب السياسي المزدوج الذي تمارسه بعض القوى، ولم ينزل إلى الشارع ولم تشرك الجماهير فيه بآليات ملموسة لتقول رأيها باعتبارها هي صاحبة القول والفصل بمستقبلها، ولأنها هي أداة الانتفاضة، ووقودها، ولا ينبغي أن تفرض عليها رؤى مفبركة، وخارج إطار التاريخ والواقع الملموس وتحُمل ما لم يمكن أن تحمله.
إن الشيء المهم برأينا والذي ندعو له هو استخلاص العبر والدروس من تجربة سنوات الانتفاضة المريرة ومن معاناة وتضحيات شعبنا، من اجل تعميق الحوار باتجاه بلورة برنامج سياسي للانتفاضة بأهداف سياسية ملموسة، وببعد داخلي اجتماعي اقتصادي ديمقراطي واضح، وآليات عمل تخدم هذه الأهداف .
إن مسألة صياغة رؤية سياسية جديدة في ضوء التحولات الإقليمية والدولية النوعية، مسألة في غاية الأهمية ليس انطلاقا من هدف حماية الانتفاضة وضمان استمرارها كأداة نضالية في مواجهة الاحتلال وممارساته العنصرية والعدوانية ضد شعبنا، بل وفي محاولة إبراز الطابع الكفاحي المشروع الذي يخوضه شعبنا، والذي تكفله كافة القوانيين المواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
وهي بهذا المعنى فإن الانتفاضة مدعوة اليوم وأكثر من أي يوم مضى إلى تلك الوقفة التقويمية، وأحداث المراجعة الجادة والحازمة والدقيقة لأساليب وأشكال عملها وبما يكفل حمايتها وإدامتها وتطويرها واشتقاق الأشكال والأساليب الكفاحية الملموسة وفقا للظرف الملموس التي تنزع الذرائع من يد حكومة شارون الإجرامية لتشديد هجماتها العسكرية ضد شعبنا، وتهديد الكيانية الفلسطينية ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولة شطبها تحت غمار، وغطاء الحرب الأمريكية المعلنة ضد الإرهاب.
هذا الحوار بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وقد لا تكون هذه المرة الأولى والأخيرة لمناقشة هذا الموضوع إذ لا يمكن حصر ما كتب حوله من اتجاهات الطيف السياسي الفلسطيني، لكن ما يجب تثبيته فعلا وقبل الخوض في هذا المجال أن نتفق على فهم محدد للانتفاضة، وأن لا نحملها أهداف فوق طاقتها، وتتجاوز إمكانياتها بمعنى مجمل أهداف الشعب الفلسطيني، سواء أكان ذلك بإنجاز البرنامج المرحلي لـ م.ت.ف أم البرنامج الاستراتيجي لبعض القوى التي لا ترى بالبرنامج المرحلي أداة صالحة، ويحمل من التنازلات ما يقود إلى الكارثة، أولا يقود إلى التحرير الشامل. وينبغي أيضا أن لا نختزل الانتفاضة بأهداف تكتيكية محدودة ذات طبيعة استخداميه، طالما سعت وما زالت بعض الاتجاهات المعروفة في الساحة الفلسطينية لاعتبارها أداة لتحسين الشروط التفاوضية، وقد رأت هذه الاتجاهات منذ الشهر الأول للانتفاضة إن هذا الهدف قد تحقق فعلا. غير أننا ما حاولنا طرحه من فهم محدد للانتفاضة بمعنى أنها عملية تراكمية، كلما أنجزت وحققت شيئا تبني عليه للانتقال إلى حلقة أخرى وهكذا.
ومن هنا فإن الانتفاضة بهذا المعنى التراكمي قد طرحت هدفين مباشرين منذ انطلاقها:
الأول: أنها أحبطت المحاولات الأمريكية- الإسرائيلية لفرض حل نهائي تصفوي للقضية الفلسطينية، بدء في كامب ديفيد، وتواصلت بعده بأشكال وأساليب مختلفة وفي مقدمتها استخدام القوة لفرض الاستسلام والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية- الأمريكية، وهو ما نجحت الانتفاضة لغاية الآن في تحقيقه، وينبغي أن تتواصل الجهود للحفاظ على هذا المكسب وعدم التفريط به تحت وطأة أي ظرف كان.
الثاني: الانتقال من محاولة الدفاع بإحباط المخطط الأمريكي – الإسرائيلي إلى مرحلة الهجوم لفرض ما نريد، وهو إزالة الاحتلال والاستيطان وعودة اللاجئين وتجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس العربية.

رام الله
28.9.2004



#احمد_مجدلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام السلطة والحل الشاروني
- ازمة سياسية ام ازمة النظام السياسي
- الانتفاضة في عامها الثالث: الأهداف والمهام المباشرة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2